الخميس، يناير 06، 2011

مكاسب على جثث الكنيسة

كان عنوان العام الميلادي الجديد اعتداء على كنيسة القديسين في الإسكندرية ، وعلى الرغم من أن احد لم يتوصل إلى الفاعل إلا انه وبعد مرور خمسة أيام على الحادث لم يتبين لأحد اتجاه أو هوية المنفذ مما يدل على الإحكام في التنفيذ رغم المراقبة والمتابعة لكل ما يخص الكنائس فى مصر من وزارة الداخلية، بالرغم أن الوزارة أعلنت وجه شخص مشتبه بحمله القنبلة إلا أنها على ما يبدوا أن المعلومات التى تدل على الجانى ضعيفة ، فقد وجهت مناشدات في برامج تلفزيونية تدعوا الناس إلى الإدلاء بأي معلومة تخص الموضوع ، وقد استبق ذلك تهديدات من القاعدة في العراق بضرب الكنائس المصرية وبغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى أن يدخل تنظيم القاعدة على خط التعامل مع النصارى في مصر والتي لم نسمع عن تدخله بعقاب المسيحيين من قبل الا انه وعلى الجانب الاخر فقد سبق هذا الحادث حديث للأنبا بيشوي الذي قال إن "المسلمين ضيوف على المسيحيين" وجاء بعد ذلك اعتداء المسيحيين (اصحاب البلد الاصليين ) على النظام المستورد في العمرانية ، وفى سياق ذلك امتعت اسماعنا التصريحات التي أدلى بها اللواء عاموس يادلين الرئيس السابق للاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان" في 3 نوفمبر حيث قال يادلين :" إن مصر هي الملعب الأكبر لنشاطات جهاز المخابرات الحربية الإسرائيلية وإن العمل في مصر تطور حسب الخطط المرسومة منذ عام 1979 "ونقلت صحف عن يادلين القول أيضا :" لقد أحدثنا الاختراقات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية في أكثر من موقع ونجحنا في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائماً ومنقسمة إلى أكثر من شطر في سبيل تعميق حالة الاهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية لكي يعجز اى نظام يأتي بعد حسنى مبارك عن معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشي في مصر" وكل هذا التاريخ بالإضافة إلى شيء هام يأتي من إسرائيل أيضا إلا وهو شحنة أسلحة قام بجلبها جوزيف بطرس اثناسيوس نجل وكيل مطرانيه بورسعيد، وشريكة أسامة فاروق هنرى في القضية رقم 754 لسنة 2010 إداري ميناء بورسعيد والتي فيها تم ضبط السفينة المملوكة للأول بعد رسوها في ميناء بورسعيد محملة بالأسلحة والمتفجرات قادمة من إسرائيل بالاضافة الى كشف عن شبة تجسس اسرائيلية فى مصر بالاضافة الى وجود مئات من الاسرائيليين تدفقوا على الاسكندرية وهم فى طريقهم الى مولد ابو حصيرة .
بين هذه الإعمال التي وقعت في تواريخ متقاربة لا تزيد عن ستة أشهر نجد أشخاص من قيادات مسيحية تريد أن تكسب من هذه الإعمال سواء بتكميم النظام عن المخالفات أو بالحصول على مكافآت ونرى مع كل ما سبق مظاهرات مجهزة وأشخاص قادمين من اقاصى الصعيد يتجمعون في مناطق عن طريق رسائل موبيل قصيرة من جهات غير معلومة يتم إرسالها للأقباط على مستوى محافظات الجمهورية تطالبهم بالتجمع في أماكن وتوقيتات معينة للمشاركة في المظاهرات ونجد مطالب نجيب جبرائيل للنظام بتقديم كل من د زغلول النجار ود محمد عمارة ود سليم العوا لمحاكمة عاجلة بتهمة المساهمة في خلق مناخ الفتنة الطائفية والعداء ضد المسيحيين بل قام البابا شنودة بدعوة الحكومة إلى أن تأخذ في الاعتبار مطالب الأقباط الذين قال إنهم يتعرضون للعنف، ويعانون التمييز ولا سيما بالنسبة لبناء الكنائس وكأن التفجير هذا سببه أن المسيحيين تنقصهم الكنائس في مصر هذه الإحداث تضع تساؤل هام هل تتسارع وتيرة الإحداث كي يتحول النصارى في مصر إلى فاعل رئيسي في صناعة الرئيس القادم لمصر؟ أم أن النصارى يعيشون حالة من القلق بسبب غيابهم عن المشهد المصري إثناء وبعد الانتخابات التشريعية الماضية وبروز دور الإخوان المسلمين على الساحة المصرية كفاعل أوحد أمام النظام فقرروا اللحاق بقطار مكاسب التغيير على حساب جثث الموتى في كنيسة القدسيين.

هناك تعليق واحد:

  1. ان الناظر فى المشهد السياسى المصرى يستطيع ان يعرف ان النصار ى هم بالفعل لاعب رئيسى فى صناعة الرئيس
    المنتظر ويرجع ذلك اى عدة مشاهد شهدتها الحياه السياسية فى مصر فى المرحلة السابقة بداية من ظهور ما يسمون بأقباط المهجر مروراً بالتعديلات الدستورية و ما افرزته من دعم وزيادة لدور النصارى فى الحياة السياسية المصرية فى المرحلة القادمة تحقيقاً لمبدأ المواطنة الجديد الذى تم التاكيد عليه داخل الدستور المصرى بتعديلاته الجديدة ولا شك ان هذا الدور لم يكن الا لبروز دور الحركة الاسلامية فى الحياة السياسية المصرية ومدى التأثير الذى احدثته الحركة فى هذه المرحلة من حراك سياسى حقيقى ادى الى فضح وكشف الغطاء على الوجه الاخر للنظام اللاعب فى الحكم .
    ومن ثم كانت الضغوط الخارجية والداخلية للتقدم نحو زيادة وتضخيم دور الكنيسة فى الحياة العامة السياسية وغيرها فى المجتمع المصرى وكان على النظام ان يساعد فى تفعيل هذا الدور رغبة فى كسب ود الكنيسة ومن ورائها من دعم لتحقيق مكاسب البقاء والاستمرار على منصة الحكم والتحكم
    اما عن هذا الحدث (كنيسة القديسين) فهناك احداث تحدث فى تاريخ الشعوب والامم دائماً ما يكون لها ما بعدها تماماً مثل احداث 11 سبتمبر والتى تغيرت بعدها الخريطة السياسية للعالم العربى والاسلامى من جهة الغرب وامريكا
    كذلك المشهد فى مصر تلك الاحداث لا شك ان لها ما بعدها ويكون المستفيد الاكبر منها هم النصارى انفسهم فى هذه المرحلة بداية من التعاطف الاعلامى الشديد لهم والذى افرز عنه تعاطفاً شعبياً اقوى يساعد الكنيسة المصرية فى المطالبة بما لم تكن تحلم بتحقيقه على مدار سنوات عده وقد خرج علينا البابا شنودة متحدثاً انه لا يريدها وحدة وطنية مؤقته بل ان هناك مطالب تسعى الى تحقيقها الكنيسة حتى لا يتكرر مثل هذه الاحداث فظهر الحديث عن قانون دور العبادة وغيره وقائمة 51 مطلب والبقيه تأتى ولا شك اننا نراقب ونرصد ما يحدث حتى نستطيع الوصل الى قراءه قريبه للواقع الذى ستعيشه مصر فى المرحلة القادمة

    ردحذف