الاثنين، سبتمبر 14، 2009

المدرسة الواقعية فى العلاقات الدولية

تلخيص على بكساوى
تعريفات

السياسة الخارجية, السياسة الدولية والعلاقات الدولية
السياسة الخارجية Foreign Policy: هي "القرارات التي تحدد أهداف الدولة الخارجية ولأعمال التي تتخذ لتنفيذ تلك القرارات".
السياسة الدولية International Politics: هي التي "تهتم بعملية التفاعل بين دولتين أو أكثر". فالسياسة الدولية كما عرفها سنايدر وزملاؤه هي "أفعال وردود أفعال وتفاعلات بين وحدات تعرف بالدول القومية".
إذا في حقل السياسة الخارجية والسياسة الدولية محور التركيز هو الدولة. أما فيما يتعلق بمصطلح العلاقات الدولية International Relations فهو مصطلح يشير إلى كافة أشكال التفاعل بين وحدات المجتمع الدولي سواء كانت تلك الوحدات دولا أم لا.
لذا فالعلاقات الدولية مثل السياسة الدولية تهتم بالتفاعل بين الدول القومية, إلا أنها في عملية تحليل التفاعل تشمل إلى جانب الدول عوامل أخرى مثل الاتحادات النقابية عبر الإقليمية والمنظمات الدولية والشركات العالمية, كما تشمل التجارة الدولية والقيم والمفاهيم والأخلاقيات الدولية. [1]
المدرسة الواقعية في السياسة الدولية
لقد إكتسبت المدرسة الواقعية في السياسة الدولية شهرتها بعد الحرب العالمية الثانية ، حين حلت محل النظرية الليبرالية التقليدية التي سادت لحد الأربعينيات من القرن الماضي ، وقد وضعت المدرسة الواقعية ،هذه ، النهاية للنظرة الليبرالية ، وبدءت بفرض وتسليط نظرة تشاؤمية في العلاقات الدولية ، بحيث عكست صورة واقعية للعلاقات بين الدول ، صورة واقعية في العلاقات بين دول كبيرة ودول صغيرة ، بين دول متطورة ونامية ، وبالتالي بين الغالب والمغلوب كنتيجة للحرب العالمية الثانية ، و بالذات حين إحتل الأمريكان موقع الصدارة في العالم بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية .[2]
تمثل مدرسة الواقعية السياسية التي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية ردة فعل أساسية على تيار المثالية. وهدفت الواقعية إلى دراسة وفهم سلوكيات الدول والعوامل المؤثرة في علاقاتها بعضها مع بعض .
لقد جاءت الواقعية لتدرس وتحلل ما هو قائم في العلاقات الدولية, وتحديداً، سياسة القوة والحرب والنزاعات، ولم تهدف كما فعلت المثالية إلى تقديم مقترحات وأفكار حول ما يجب أن تكون عليه العلاقات الدولية.
أهم المسلمات الأساسية في الفكر الواقعي
1. أن السياسة لا يمكن أن تحددها الأخلاق كما يقول المثاليون بل العكس هو الصحيح. وبالتالي فالمبادئ الأخلاقية لا يمكن تطبيقها على العمل السياسي.
2. أن النظرية السياسية تنتج عن الممارسة السياسية وعن تحليل وفهم التجارب التاريخية ودراسة التاريخ.
3. وجود عوامل ثابتة وغير قابلة للتغير تحدد السلوكية الدولية. وبالتالي فمن الخطأ، كما فعل المثاليون، الرهان على أن المعرفة والثقافة، يمكن أن تغير بسهولة في الطبيعة البشرية وفي الرأي العام.
4. أن أساس الواقع الاجتماعي هوا الجماعة، فالأفراد في عالم يتسم بندرة الموارد يواجهون بعضهم البعض ليس كأشخاص إنما كأعضاء في جماعة منظمة متمثلة في الدولة. [3]
وقد أضافت الدراسات الحديثة أهم افتراضات المدرسة الواقعية على النحو التالي :-
1. أن الدولة هي الوحدة الأساسية في العلاقات الدولية، وما عداها من منظمات وشركات ومؤسسات وأفراد لا تلعب إلا دوراً هامشي وثانوي، وأنها المحرك الأساس، والوحدة الأساسية في العلاقات الدولية. [4]
2. تحليل السياسة الدولية على أساس أن الدول تتصرف من منطلق عقلاني في تعاملها مع بعضها البعض. وبذلك فأنة من المفترض أن الدول سوف تقوم بدراسة البدائل المتاحة لها بشكل عقلاني وبرغتمائي (pragmatic) وسوف تتخذ القرارات التي تخدم مصالحها العليا والتي تكون بالعادة موجهه نحو زيادة قدرة الدولة وقوتها.
3. النظر لدولة كوحدة واحدة. على الرغم من أن متخذي القرارات في السياسة الخارجية لدولة ما؛ هم في الواقع أشخاص متعددين (رئيس الدولة، أو وزير الخارجية، الخ ) إلا أن الدولة تتعامل مع العالم الخارجي بصفتها كيان واحد متماسك. بناء على هذا الافتراض فان المدرسة العقلانية تعتبر أن انعكاسات السياسات الداخلية لدولة ما لا تكون حاسمة في مواقف تلك الدولة خارجياً.
4. اعتبار النظام الدولي بمثابة غابة نتيجة غياب سلطة مركزية تحتكر القوة وتستطيع فرض إرادتها على الكل كما هي الحال في [داخل] الدولة.
5. اعتبار العامل الأمني العامل الأهم في سياسة الدول الخارجية. فالدول سوف تبذل قصارى جهدها لكي تحافظ على (وتعزز و تقوى) أمنها بشتى الوسائل، حتى لو تطلب الأمر طلب قوى (دول) أخري لكي تساعد على صيانة هذا الأمن.[5]
6. المدرسة الواقعية تقسم قضايا السياسة العالمية إلى قسمين: الأول يسمى قضايا السياسة العليا، وهي القضايا العسكرية والأمنية. والثاني هو قضايا السياسة الدنيا، كقضايا الثقافة والاقتصاد والاجتماع وغيرها.[6]
7. السياسة من المنظور الواقعي حقل مستقل بذاته وللحصول على تحليل جيد يتوجب استبعاد أي مجال آخر من مجالات الاهتمام الإنساني.[7]
8. المصلحة هي جوهر العمل السياسي، وهي تتحدد بمؤشر القوة، حيث أن القوة بالنسبة للواقعيين تعتبر وسيلة وهدفا في الوقت نفسه، وتعرف القوة على أنها القدرة على التأثير في سلوك الآخرين أو تغييره وفق الاتجاه المرغوب به، من جهة، ومن جهة أخرى القدرة على مقاومة محاولات الآخرين للتأثير في السلوك[8]
9. يفترض الواقعيون أن المصلحة التي تتحدد بالقوة تعتبر مفهوما موضوعيا يتمتع بصلاحية غير قابلة للجدل، ومع ذلك فإن مضامين المصلحة ليست ثابتة بالنسبة لكل الدول كما أنها ليست ثابتة على امتداد فترات تاريخية متعاقبة؛[9]
لذا فإن المنهج الواقعي يستند إلى المنطق الذي يزعم أن القوة هي القاعدة المحورية في العلاقات الدولية، وأنه إذا كانت صراعات القوة تغلف أحيانًا ببضع الشكليات القانونية أو الدواعي والمبررات الأخلاقية، فإن هذا الغلاف الخارجي يجب ألا يخدعنا عن هذه الحقيقة الأساسية التي تتحكم في توازن العلاقات الدولية برمتها.[10]
--------------------------------------------------------------------------------
[1] مبادئ العلاقات الدولية، د. سعد حقي توفيق، دار وائل للنشر: عمان، 2004
[2] حسين باوه
[3] مبادئ العلاقات الدولية، د. سعد حقي توفيق، دار وائل للنشر: عمان، 2004
[4] الدكتور: حسن حاج علي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هنكوك بكوريا الجنوبية
[5] مبادئ العلاقات الدولية، د. سعد حقي توفيق، دار وائل للنشر: عمان، 2004
[6] الدكتور: حسن حاج علي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هنكوك بكوريا الجنوبية
[7] هانس مورقينتو Hans Morgenthau -مؤسس المدرسة الواقعية الكلاسيكية
[8] هانس مورقينتو Hans Morgenthau -مؤسس المدرسة الواقعية الكلاسيكية
[9] هانس مورقينتو Hans Morgenthau -مؤسس المدرسة الواقعية الكلاسيكية
[10] أ.د.نادية محمود مصطفي أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.