الخميس، ديسمبر 25، 2008

استرالي من أصل مصري بيحب إيران فى السعودية ؟؟؟؟؟

فوجئت بالثقافة الإيرانية لذلك الرجل الذي جاء مكتبي للتعاون الدخول فى مشاريع مشتركة وقد يكون وصوله إلى مكتبي يحمل صدفة فعلا ، لكن الغير مفهوم انه بأسئلة بسيطة للتعرف على الشخص وصلت للمطلوب ،
البداية كنت أحاول ومعي شريكي التوصل إلى شراكة مع احد الممولين لأحد المشروعات التي تزيد متطلباتها عن إمكانياتنا وعن طريق احد الذين طالبناهم بالمشاركة وهو يمنى يعمل بتجارة مواد البناء عرف شريكي على احد المصريين العائدين من استراليا وعامل استثمار فى السعودية ، وله تليفون فى سلطنة عمان ويسافر إلى بلاد كثيرة منها ألمانيا لم تأتى مناسبة لمعرفة إيه سبب تشعب سفرياته وحاصل على جنسية استرالية ( على فكرة كانت استراليا من أهم الدول المشاركة مع بريطانيا وأمريكا فى احتلال العراق ) والذي رجع للمنطقة حسب كلامه للمشاركة فى بناءها وتطويرها حتى يكون له دور فى الحياة بدل ما هو كمهندس معماري يقوم بتعمير بلد اسمها سيدنى فى استراليا
دخل على الرجل وهو يرتدى فانلة شبه داخلية بيضا على بنطلون جينز ولابس سويتر اسود و يربى فى وجهه سكسوكة ( ذقن صغيرة مقصوصة من كل ناحية حول الفم فقط زى سكسوكة خاتمي الرئيس الايرانى السابق) والسيد كان يعمل موظف فى جامعة هناك وابن عمه اللي كان يعمل فى أيام زمان فى سفارة بلجيكا هو اللي عرفه على احد الاستراليين الذين كان قنصل استراليا فى عام حاجة وسبعين فى المملكة العربية السعودية التى كان يعمل فيها فى الحكومة مهندس وقتها ، ووفى أثناء الحديث يقول انه كان يعيش فى استراليا فى منطقة داخل سيدنى اسم الشهرة لها فى استراليا (( تل أبيب )) ليه ، علشان ساكن فيها اليهود بس ، طيب يا عم يا مصري المكان ده كنت تشتكى من حاجه من وجودك فى وسط اليهود قال أبدا دا كان أحسن مكان وللعلم كان غالى جدا السكن هناك، طب يا عم يا مصري إيه اللي رجعك قال لى عايز أعيش هنا جنب جدي جدك مين يا عم قال لي النبي ( صلى الله عليه وسلم ) .......؟؟؟؟؟؟.
قال :أصل أنا أتشرف ،
قلت : مدعيا نوع من الغباء يعنى إيه
قال : يعنى أنا شريف
قلت : إيه اللي عرفك
قال :أبويا كان نقيب الأشراف فى مصر زمان وكان النقيب المالي لان كان فيه النقيب الادارى والنقيب الرسمي والنقيب المالي اللي هو أبوه ، وأنا عندي شهادة من نقابة الأشراف لانى عندما رجعت إلى مصر منذ سنتين ،سألت فين النقابة لان مكتب أبويا وكان محاسب كان فيه مكتبين بتوع النقابة قالوا لي انتقلت عند النقيب الجديد والآن هي فى الزمالك ، فأنا رحت هناك وقلت لهم عايز شهادة قالوا ادخل سلم على النقيب سلمت على النقيب الجديد وأخذت الكرت بتاعه وأعطانى الشهادة بعد ما ختمها لى بخاتم النقابة
بصراحة أنا استغربت على المواطن المصري اللي تحول لاسترالي واللي بيكره مصر كره العمى وحريص انه يبقى شريف ، فسألت الرجل هل تستطيع إثبات نسبك
قال : نعم أنا من طرف على زين العابدين بس أنا مش حافظ يعنى بالضبط فكملت سؤالي مين اللي يعرف ؟
قال : النقابة
فقلت له : الشهادة دى مضروبة وأنا ممكن ادفع للنقابة دى وأجيب واحدة زيها ، وعلى فكرة النقابة دى أعطت واحدة زيها لحسنى مبارك وبتقول انه من الأشراف وعلى فكرة اللي بيدفع فلوس بتدى له النقابة الشهادة دى .
قال لي : على فكرة اللي ماسك النقابة الآن لواء قلت كويس علشان النقابة متشتغلش تبع حد
قال :زى مين
قلت : إيران مثلا الإخوان أو أمريكا وعلى فكرة اللي يتبنى النقابة الآن وواقف معاها رتشارد دونى سفير أمريكا فى مصر السابق والأمريكان يدعموا النقابة
فالرجل من أول هنا والانفعال والارتباك ظهر على وجهه ، ومش عارف يعمل معايا ايه فقال كلمات بينه وبين نفسه وهو يهز رأسه لم استوعبها ، وتردد بشيء من الارتباك أن يكمل فى التفاصيل دى ، ولكنه يبدوا انه تراجع عن تردده وقال إيران مالها إيران ، فسألني سؤال ومتى إيران كانت عدو لنا قلت على طول إحنا كمصريين مالناش علاقة مع دولة إيران ولسه الإيرانيين عاملين فيلم يشتموا على السادات ، وبيننا وبينهم مصانع الحداد من ساعة ما ايات الله ما جاءوا،
قال لي : يعنى الشعب المصري عمري ما شفت حد من الشعب المصري ضد إيران
قلت: أنا تبع الشعب وأنا ضد إيران وعلى فكرة أنا صعيدي من أحشاء الصعيد وعمري ما حبيت إيران واللي اعرفه فى بلدنا أن محدش بيحب إيران ، إحنا مصريين وبنحب مصر وما ليش مصلحة أن أحب إيران وإيران أصلا محتلة العراق ، قالي لي إيران عمرها ما احتلت بلد دا الوهابيين اللي ينشروا ذلك هو آنت وهابي قلت له أنا مصري ، والشيخ يوسف القرضاوى فضح أفعال إيران ، وأنا مع الشيخ القرضاوى.
قال لي : حنرجع للمشايخ الوهابين تانى
قلت له : عايزنى ارجع لمشايخ إيران آيات الله العظمى والكبرى ، أنا بصراحة ما بحبهمش والشيخ القرضاوى مش وهابي على فكرة
قال لي : هو أنت مش عارف انك كنت أنت شيعي لمدة 300 سنة
قلت له : قصدك على الدولة الفاطمية
قال : ايوه
قلت : يا عم دا الحكومة أيامها اللي كانت شيعية والمصريين أصلا ما كانوش يعرفوا ، وهو الحكومة لو بقيت شيعية من غير ما يعرف حد من المصريين ذلك ، يبقى الشعب شيعي أنا لا اعتقد ذلك ، وهو يعنى كده أقول الآن إن الشعب المصري يهودي الآن علشان الحكومة مع اليهود يبقى أنت الآن يهودي لا اعتقد انك تقبل ذلك .
قال لي : ليه دا أميركا قامت بمساعدة الشاه ضد ثورة مصدق هو يعنى الشاه كان حلوا
قلت له : الله أعلم ممكن يكون حلو كان بيساعد السادات فى حرب أكتوبر .
قال : على فكرة كان الشاه متزوج من أخت الملك فاروق
قلت له : هو الملك فاروق ولا عائلته كان يعنى مصري أصلا ،المهم الشاه مكنش عدو لينا كمصريين ولم يكن يحاول أن ينشر الفكر الشيعي فى مصر
قال لي : سيبنا من الملك، لكن أنت ما تعرفش مصر كويس ، لازم تقرأ عن مصر ، وفيه كتاب كتبه واحد هنا فى المكتبة اسمه اسمه ........ حمدان اقرأه وحتعرف انتم ين.
قلت : جمال حمدان ، قصدك كتبا شخصية مصر
قال ايوه
قلت له : عندي وقرأته ، المهم أنا مصري وأكره إيران وموافق على اللي قاله جمال حمدان عن مصر ، وعلى فكرة كل الذين احتلوا مصر سواء الفرنسيين أو الانجليز او الشيعة طردوهم المصريين وبقوا زى ما هما وده اللي بيقوله جمال حمدان، وأنا دخلت الجيش المصري وكنت وما زلت مستعد أن أضحى بحياتي ضد اى حد بيفكر يضر مصر.
قا لى : أنت منين
قلت له : انا قلت لك من شوي انا من المنيا ومن أحشاء المنيا من قريه تبع مركز فى المنيا اسمها اسطال وعلى فكرة دى بلد المشير عبد الحكيم عامر .
المهم تحولت فى هذا الحوار إلى عدو للرجل اللي بيشوفنى لأول مرة علشان أنا ضد آيات الله بتوع إيران .
الغريب الراجل مش باين عليه التدين قوى بس وأنا لا ادعى انى افهم فى الأنساب ,والاشكال حتى أفسر لون الرجل ونوع شعره وشكل عينيه تقول انه ، والمفروض الإقامة فى بلد زى استراليا يخليه متقبل للرأي الآخر ، والمفروض عيشته فى وسط اليهود ( اللي أصلا لا يعيش وسطهم غير يهودي ) وهو مصري بيقول انه مسلم وبالمناسبة سألته هو أنت شيعي قال لى لا سنى ، فقلت له هل لك مذهب معين قال لي لا طيب أبوك كان شيخ ازهرى قال لي لا هو خريج تجارة ( بالنسبة لجيل والده كانت التجارة الله اعلم كان لها كلية أم لا )
واللي استغربت له طيب بتكره مصر والسعودية وتحب إيران وعارف عنها اكتر من مصر ليه ؟
وما زال السؤال يحيرني حتى الآن .

الأحد، نوفمبر 23، 2008

كتلة الإخوان: الحكومة المصرية أشد وطأةً على أشقائنا الفلسطينيين من العدو الصهيوني

القاهرة - المركز الفلسطيني للإعلام
طالبت كتلة الإخوان المسلمين في مجلس الشعب المصري، الحكومة المصرية بفتح معبر رفح الحدودي وتسهيل سفر حجاج قطاع غزة والمرضى.
واستنكر الدكتور حمدي حسن الأمين العام المساعد للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب في بيانٍ عاجلٍ قدَّمه السبت (22/11) إلى الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء المصري استمرار إغلاق معبر رفح أمام الحجاج الفلسطينيين، وطالب الحكومة المصرية بسرعة فتح المعبر لرفع المعاناة عن الحُجَّاج الفلسطينيين حتى يتسنَّى لهم أداء فريضة الحج.
وتساءل حسن عما يضير الحكومة المصرية من عبور حُجَّاج بيت الله الحرام من خلال المعبر ذهاباً وإياباً، رغم أن الأراضي المصرية يعبرها حُجَّاج ومعتمرو بيت الله الحرام الليبيون والمغاربة بطول البلاد وعرضها، ولماذا التعنت ضد الفلسطينيين بالذات؟!".
وتساءل: "كيف تسمح الحكومة المصرية بعبور المرضى الفلسطينيين للعلاج في القاهرة ومن ثم تتوارد الأنباء عن اعتقال 9 منهم بعد إجرائهم عمليات جراحية مباشرة؟! وكيف يتم اعتقال طفلة عمرها 4 سنوات فضلاً عن عدم توافر أي أنباء عنهم أو عن أماكن احتجازهم ولم تعلن الحكومة حتى عن أسباب هذا الاحتجاز؛ مما يزيد الأمر تعقيدًا؟!".
وقال إنه يشعر أن الحكومة المصرية "أشد وطأةً على أشقائنا الفلسطينيين من العدو الصهيوني، بل إنها متواطئة معه في فرض حصار غير قانوني ولا إنساني عليه، خاصةً بعد أن أرسلت الأم الفلسطينية رسالة استغاثة لدخولها كمرافقة لطفلتها المريضة والمعتقلة، الأمر الذي رفضته الحكومة المصرية!".
وفي ختام بيانه وجَّه النائب كلامه إلى الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب قائلاً: "لعلك تتفق معي أن الأمة تمر بأوقات تاريخية عصيبة تحتاج منا الإخلاص والعمل والجدية، فعليكم أن تتخذوا المواقف التي تُرضي الله وتتوافق مع إرادة الشعب ومصلحته"، مشيراً إلى أنه "وبالتأكيد لا تتفق مصالحنا وأهدافنا مع مصالح وأهداف الكيان الصهيوني".

قاموس حسنى السياسي جدا

الدستور: هو الشئ الوحيد اللى كل ما يتعدل..البلد يتعوج اكتر
المواطنة : أن توطن نفسك على انه مفيش فايدة
خطاب الرئيس : كلام يكتبه شخص ليقرأه شخص آخر على أشخاص يعرفون أن شخصا آخر هو الذى كتبه لكنهم يصفقون للشخص الذى يقرأه
مجلس الشعب :هو الهيئة التى تساعد الحاكم لكى يجلس على الشعب
التحديث :السياسات الحكومية التى تؤدى إلى جعل المواطن يمشى فى ربوع الوطن وهو يتحدث مع نفسه
التعدديـــــــــة : حرص نظام الحكم على ضمان تعدد الفترات الرئاسية للحاكم بحيث يستمر فى الحكم حتى يعدد الناس عليه
سينـــــاء : شبه جزيرة حررها المصريون بدمائهم ليمنعوا الإسرائيليين من التجول فيها بالملابس العسكرية ولتسمح لهم اتفاقية كامب ديفيد بالتجول فيها بالمايوهات
قانون الطوارئ : القانون الذي يسمح للحاكم باعتقال من يشاء كلما طرأ ذلك على باله
العصيان المدنى : خروج المدنيين لإعلان رفضهم لسياسات الحكومة قبل أن يضربهم الأمن المركزي بالعصيان
الصراع الطبقى : صراع الشعب من أجل إزالة الحاكم الذى طبق على نفسه لعشرات السنين
سياسة الاعتدال : قيام الحاكم بالاعتدال علىالعرش فى نهاية فترته الرئاسية لكى يبدأ فترته الرئاسية الجديدة
الترشيح : الفلتر الذى لابد من استخدامه للتمكن منعصر خيرات البلاد حتى آخر قطرة
إقرار الذمة المالية: يقدم المسئول الحكومى عند بداية شغل منصبه إقرارا يؤكد فيه أن ذمته قد انتقلت إلى رحمة الله
الكسب غير المشروع: قيام الحاكم بكسب رزقه من نهب أموال المشروعات الحكومية من غير أن يركز علىمشروع واحد بالذات
التضخم : الحالة التى تصيب الشعب بعد ربع قرن من ضربه على قفاه
العدل : عدل المواطن حتى يأخذ على قفاه بشكل مريح لمن يضربه
السواد الأعظم : هو السواد الذى يشوفه الشعب الذى يسكت معظم أبنائه على استبداد وفساد حكامه
تطوير التعليم : العمل على جعل كل طالب مصري طور
سياسة التقشف : تجويع الشعب إلى أن يتقشف جلده
إعادة الهيكلة : توفير كل الضمانات الأمنية والسياسية لعدم ترك الحاكم لعرش السلطة إلا وهو هيكل عظمي
السيدة الفاضلة : السيدة التى تفضل هى وزوجها فى الحكم لأكثر من ربع قرن
حزب الأغلبية : الحزب الذى يذيقك الغلب والذل وتعيش تحت حكمه أغلب فترات حياتك
الانجازات : المشروعات التى تفتتحها الحكومة ويضخمها إعلامها لحد ما الناس تجيب جاز
العالم التالت : العالم الذى يتم فيه توريث الحكم دون أن يجرؤ الشعب على قول تلت التلاتة كام
النظرية النسبية : النظرية التى ابتكرها اينشتاين وطبقها شخص آخر بتشكيل الوزارة من مجموعة من النسايب

السبت، نوفمبر 01، 2008

أبو الغيط وعقدة غزة

أبو الغيط وعقدة غزة

وكأن سيادة وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قد تفرغ تماماً للتنكيل الدبلوماسي بقطاع غزة ومن فيه، وكأنه يقتنص اللقاءات للخروج بمثل تلك المواقف والتصريحات، وكأن هموم مصر قد اختزلت فقط في منطقة مساحتها .12.5 كيلومتر مربع من الحدود مع قطاع غزة.

ما أن ننسى أحد تلك التصريحات الغريبة حتى يخرج وزير الخارجية المصري بتصريح أكثر غرابة، وهنا نتحدث عن تصريحات موجهة تحديداً لكل ما يمت لغزة بصلة، تصريحات ضد الشعب بأكمله، تصريحات ضد قياداته، وأخرى بين هذه وتلك، وبشكل لا يخلو من لغة الغطرسة البعيدة تماماً عن كل ما يمت للدبلوماسية بصلة.
هذه اللغة واللهجة الهجومية التي يستخدمها سيادته لا نسمعها مطلقاً عندما يتعلق الأمر بالاحتلال أو من يقف وراء الاحتلال، بل نرى ونسمع لهجة هادئة ناعمة مغازلة مهادنة لا تليق أبداً بموقف ووضع ومكانة مصر، وتهوي بها دبلوماسياً بشكل لم يسبق أن عَرَفته، وبأسلوب أثار الاستغراب والدهشة وكذلك المطالبات المتكررة بإقالة الوزير الذي "بهدل" مصر ومكانتها.
لسنا نتجنى على أحد، ولسنا ممن يتدخل في الشؤون العربية مهما كانت، ولم ولن نفعل، لكننا نقف اليوم أمام ظاهرة متكررة تُجرم كل ما هو فلسطيني، وتمتدح بل تبرر جرائم الاحتلال، ظاهرة سيادة الوزير الذي يُعتقد وبشكل كبير أنه وراء الحملة التي شنتها الصحف الرسمية المصرية في شهر يناير/كانون الثاني الماضي ضد أهلنا في غزة، ظاهرة تصل لدرجة العقدة من غزة وأهلها، وحتى يكون القول مستنداً لحقائق وبعيداً عن شخصنة الأمور لنتابع مواقف سيادة الوزير وردود الأفعال عليها:
تهديد غزة

1) أشهر مواقف وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط كانت في لقاء مع التلفزيون المصري في الأسبوع الأول من شهر فبراير/شباط الماضي وتحديداً في 08/02/2008 عندما قال "أن من سيكسر خط الحدود المصرية ستكسر قدمه" ووصف في ذات التصريح صواريخ المقاومة بأنها "كاريكاتورية ومضحكة" وقال أيضاً " ان الصواريخ التي تنطلق من غزة على اسرائيل "بدأت تسقط قرب محطة كهرباء ومخازن للوقود داخل اسرائيل تمد قطاع غزة بالوقود والكهرباء"، واصفا المواجهة مع الاحتلال بأنها "مواجهة كاريكاتورية ومضحكة"، وأضاف ان "حماس عقب سيطرتها على القطاع قررت الاشتباك مع اسرائيل، لكن هذا الاشتباك يبدو كاريكاتوريا ومضحكا لان الاشتباك مع خصم بمعركة يعني ان تلحق به ضررا، لكن لا تشتبك لكي تتلقى انت الأضرار"، وهو التصريح الذي وضعه في خانة اسحق رابين الذي اتبع سياسة كسر الأيدي والأذرع، والذي أثار عاصفة من الانتقادات نرصد منها:
§ ارتفعت أصوات بتاريخ 10/02/2008 تتساءل: هل يعلم وزير الخارجية لماذا تحتفل مصر بعيد الشرطة كل عام؟ والجواب: انه يوم وقف جنود الشرطة في الاسماعيلية ببنادقهم أمام دبابات الاحتلال الانجليزي عندما حاولت اقتحام مبنى المحافظة، فهل كانت بنادقهم كاريكاتورية وتدخل في باب الخسارة؟

§ مطالبة المهندس ابراهيم أبو عوف عضو مجلس الشعب باعتذار علني من قبل أبو الغيط بسبب تصريحاته التي أضرت بمصر وتساءل "هل حديثه عن الربح والخسارة كأنة يتنكر من تضحيات شعب مصر والمصرين مثل تضحياته في حرب الاستنزاف وأفعال القوات الاسرائيلية التي كانت تغير وتدمر المدن وتقتل اهاليها .. – 11/02/200

§ استنكر عبدالحليم قنديل الناطق بلسان كفاية الذين يعبرون عن دهشتهم من تصريحات ابو الغيط وشدد علي أن وزير الخارجية المصري لا يشغله بأي حال انهيار الدبلوماسية أو تراجع النفوذ المصري وكل ما يهمه في المقام الأول هو اصدار التصريحات التي تتسق مع موقف النظام، وتساءل قنديل: هل بوسع أبو الغيط أن يتحدث عن اسرائيل بمثل ذلك العنف الذي تحدث به عن الفلسطينيين ويهدد بقطع رجل أي يهودي من الذين يدخلون لطابا وشرم الشيخ في أي وقت شاءوا بدون أن يتعرضوا للاهانة علي المعابر كما حدث مع المرضي والنساء الفلسطينيات؟

§ هاجم حمدين صباحي عضو مجلس الشعب عن كتلة المستقلين ووكيل مؤسسي حزب الكرامة الموقف الرسمي المصري من القضية الفلسطينية والحصار المفروض علي أهالي القطاع، وأشار في تصريحات خاصة الي "أن ذلك الموقف شهد تحولا بنسبة مئة وثمانين درجة حيث مثل في بداية اقتحام المعبر مفاجأة سارة أسعدت الجماهير العربية ثم ما لبث أن تقهقر النظام للخلف وعاد لتشدده بل ان ما جري من تصريحات مستفزة علي لسان أبو الغيط تحمل اساءة ليس فقط للفلسطينيين وانما أيضا للشعب المصري الذي قدم بسخاء العديد من الشهداء وبذل المال والنفس دفاعا عن القضية الفلسطينية"، وطالب صباحي بإقالة أبو الغيط استجابة للغضب الشعبي العارم وجزاء لما اقترفه من اهانة في حق الشعبين المصري والفلسطيني.
§ هاجم المخرج الشاب خالد الصاوي تلك التصريحات وانتقد اللهجة التي تحدث بها أبو الغيط مؤكدا علي أنها تصلح مع "اسرائيل" لا مع الشعب الذي يدافع منفردا عن كرامة الأمة ويسعي لتحرير المسجد الأقصي وسائر البقاع التي تتعرض للحصار.
§ كما انتقد الشاعر أحمد فؤاد نجم ما ورد علي لسان وزير الخارجية وأشار في تصريحات خاصة لـ القدس العربي حيث أشار أنه لم يصدق في البداية تلك التصريحات بسبب فجاجتها، وعلق نجم عليها قائلا: "شعرت بأن الذي يتحدث هو وزير عسكري في دولة عدو وليس دولة ظلت القضية الفلسطينية علي رأس أولوياتها"، وأضاف بأنه ظن أولا بأن تلك التصريحات أطلقها وزير اسرائيلي حتي تبين الأمر.

2) في واحدة من أكبر السقطات السياسية أعلن أحمد أبو الغيط وزير الخارجية أن مصر ترغب في تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية دون مشاركة حركة حماس حتى لا تكون قيدًا على التوصل لاتفاق تسويةٍ شاملةٍ في ظل برنامجها المقاوم، وأشار بحسب ما نشرته جريدة "الجمهورية" بتاريخ 20/04/2008 في اجتماعه مع أعضاء الكونجرس الأمريكي إلى أنه في حال توصل السلطة الفلسطينية إلى اتفاق تسويةٍ شاملةٍ مع الكيان الصهيوني سيتم طرح هذا الاتفاق على الشعب الفلسطيني في استفتاءٍ شعبي في سلامٍ تام، مضيفًا أنه إذا رفض فعليه أن يتحمل الكارثة التي أوقع فيها نفسه!
في اليوم التالي أي في 21/04/2008 نُشرت تصريحات لنخبة من المتخصصين في السياسة الخارجية في مصر تعقيباً على تلك التصريحات نقتبس منها التالي:

§ الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق علق قائلاً: أن هذه التصريحات جاءت في وقتٍ غير مناسب؛ ولا يمكن أن يكون هذا التصريح معبرًا عن موقف مصر، بل يمكن أن يكون ملاحظات شخصية للوزير لا تعبر عن موقف مصر، وتساءل الأشعل: إذا كان هذا هو موقف مصر فلماذا تقوم بالتهدئة والتسوية؟ وشدد على "أنه إذا كان ذلك موقف مصر الرسمي فهو موقف يخلو من الحكمة ولا يرى الواقع، مضيفاً "مثل هذه التصريحات لن تؤثر بأي حال على العلاقات المصرية الفلسطينية أو على الأمن القومي، ولكنها تعكس قصورًا في الرؤية السياسية للخارجية المصرية"

§ اللواء طلعت مسلم الخبير الإستراتيجي قال أن موقف أبو الغيط موقف غير أخلاقي وغير سياسي، مشددًا على أنها غير متوقعة وتأتي في سياق خطير في ظل الأوضاع الموجودة حاليًا في فلسطين


§ د. رفعت سيد أحمد أشار أن هذه التصريحات نوع من الحماقة السياسية والرعونة وأضاف أن هذه التصريحات تسيء للعلاقات المصرية- الفلسطينية


§ اللواء جمال مظلوم الخبير الإستراتيجي ذكر" أنه لم يكن هناك داعٍ لهذه التصريحات" وأشار إلى أن هذه التصريحات "ليس لها تأثير على الأمن القومي المصري"، موضحًا أنها "تأتي كتصريحاته السابقة التي قال فيها "مَن سيعبر الحدود سنكسر قدمه"، مؤكدًا أنها "تصريحات تأخذ وقتها وتنسى"

§ خليل العناني الباحث السياسي ومحرر الشؤون الدولية بمجلة السياسة الدولية قال أن "التصريحات تعبر عن قدر عالٍ من الفراغ الموجود في أجندة وزارة الخارجية"، مشيرًا إلى أنها "تلجأ دومًا إلى تصريحات رد الفعل ولا تمتلك أي قدر من المبادرة"، وأشار أيضاً إلى أن تصريحات أبو الغيط "تساهم في توسيع الفجوة والفرقة في الموقف الفلسطيني"، وأكد أن "مصر لديها وزير ألفاظه تخونه وتعبيراته تسقطه دائمًا في خانة الاتهام"، موضحًا أن تصريحاته في أحيان كثيرة "لا تتسم بالعقلانية المفترضة من وزير ملفه بحجم العلاقات الخارجية لمصر"
§ د. محمد عصمت سيف الدولة الباحث في الشؤون الفلسطينية أكد أنه "على الشعب الفلسطيني ألا يلتفت إلى مثل هذه التصريحات ولا يتوقفون كثيرًا معها، فهو لا يتحدث عن الشعب المصري أو عن التيارات السياسية في مصر".
3) كرر سيادة الوزير التهديد لغزة حيث قال في 28/08/2008 في حوار مع قناة العربية بأن أية محاولة لاقتحام الحدود المصرية ستواجه ب"رد رادع وقوي".

4) في ذات الأسبوع من شهر أغسطس/آب رفضت السفارة المصرية في عمّان استلام رسالة تمثل عشرات الشخصيات الأردنية تطالب مصر بفك الحصار عن قطاع غزة وفتح معبر رفح الحدودين وكذلك فعلت السفارات المصرية في عدد من العواصم الوربية حيث أنها لن ترد على طلبات متكررة للاجتماع بمؤسسات فلسطينية ناشطة في أوروبا لاستيضاح الموقف المصري.

5) في 31/08/2008 وفي مقابلة نشرت في مجلة "أكتوبر" المصرية أطلق أبو الغيط مقترحه حول ارسال قوات عربية لغزة قائلاً "إن وجود قوات عربية على الأرض يمكن أن يساعد على منع الاقتتال ووقف الصدام الإسرائيلي الفلسطيني ويمكن أن يتيح للفلسطينيين إعادة بناء إمكانياتهم داخل القطاع وبشكل يحقق الوئام"، دون أن يأتي على ذكر الضفة الغربية وممارسات الاحتلال فيها.

6) آخر تصريحات أبو الغيط نُشر اليوم 16/10/2008 حيث هاجم وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط حركة حماس واتهمها باستخدام الجندي الاسرائيلي المختطف جلعاد شليط للمناورة، وقال ابو الغيط في حديث لتلفزيون البي بي سي 'ان من يطالبون بفتح معبر رفح يسعون للحصول على الشرعية وليس خدمة مصالح الشعب الفلسطيني'. ورفض ابو الغيط تدخل اي قوى او دول غير مصر في المصالحة بين حركتي حماس وفتح. وقال ان تدخل اي جهة يمثل لعبة مكشوفة. أي أن أبو الغيط اعترف أن اغلاق المعبر ليس بسبب اتفاقات دولية لكن لموقف يتخذه من القيادة في غزة.

مع "غير غزة" يختلف الأمر

هذه اللغة الفظة والفجاجة غير اللائقة التي يستخدمها أبو الغيط عند حديثه عن قطاع غزة، تنقلب إلى لهجة حنونة مسالمة ودودة عند الحديث عن الاحتلال ومن يقف وراءه، وتصل في بعض الأحيان لدرجة الاستجداء وتبرير الجرائم، وهنا نرصد ايضاً بعضاً من تلك المواقف والتي وثقها الكاتب كريم محي الدين حيث يقول:

§ في مواجهة سيل الانتقادات الحادة التي وجهها المراقبون لوزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عقب تصريحاته في لقاء في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن- والتي قال فيها إن مصر ترى في تشكيل حكومة وحدة فلسطينية تستثني حركة المقاومة الإسلامية حماس حلا جيدا للأوضاع المأساوية على الساحة الفلسطينية- سارعت الخارجية المصرية بتدارك الأمر عن طريق أحد المتحدثين باسمها لتنفي ما نقل عن الوزير أبو الغيط بحجة وجود أخطاء بالترجمة الانجليزية المصاحبة لكلمته.

§ غير أن أحدا لم يعر اهتماما كبيرا لهذا النفي الرسمي من جانب وزارة الخارجية خاصة وأن سجل الوزير حافل بالعديد من التصريحات الغريبة وغير المستساغة دبلوماسيا. السيد الوزير هو صاحب التصريح الشهير الذي هدد فيه "بقطع أقدام" أي ناشط من غزة يجرؤ على المساس بالحدود المصرية، وذلك إبان بلوغ الحصار الأخير على غزة مرحلة غير مسبوقة أوصلت الفلسطينيين في القطاع إلى حافة الجوع والعطش!

§ وهو ذات الوزير الذي قال لوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في زيارتها لمصر عام 2005 :"هل أعجبكم كلامي أم أنكم ستقومون بإقالتي من منصبي؟!"، والتصريحات الأخيرة تحديدا قوبلت باستهجان واسع النطاق في الصحافة المصرية لاسيما المستقلة منها، والتي وصفت التصريحات بالرعناء وغير المسئولة، في حين حاول أبو الغيط تفادي الموقف بتبريرات واهية من قبيل أن هكذا كلام كان في إطار المزاح! دون أدنى اعتبار من جانبه لرصانة الوضع الدبلوماسي والذي من المفترض أن يكون ملتزما به.

§ وبلغت علاقة الوزير بالصحافة المصرية حدها الأقصى من التنافر بعد حديث آخر للسيد أبو الغيط في أكتوبر 2007 الذي توجه به أيضا إلى كوندوليزا رايس بعد أن أومأت له بانتهاء المؤتمر الصحفي بينهما، وقال: "نعم، كما تشائين" ، وعندما بادرته رايس برد دبلوماسي منطقي مفاده أن الأمر متروك لك وأن البيت بيتك، قال أبو الغيط معترضا: "لا لا لا إنني رهن تصرفك!"، وهي التصريحات التي جعلت الانطباع الصحفي السائد في مصر عن شخصية الوزير أبو الغيط بأنها شخصية ليست على مستوى المسئولية الكاملة.

§ الغريب أن المستوى الدبلوماسي المنخفض المتمثل في عدم اللباقة في الحديث، لاسيما في المؤتمرات الصحفية وأمام شاشات القنوات الفضائية، لم يثر استهجان الصحافة المصرية المستقلة فقط، بل امتد تأثيره إلى الصحافة الغربية منها، والأمريكية منها على وجه الخصوص، فصحيفة نيويورك تايمز الشهيرة تناولت الحوار الذي دار بين الوزير أبو الغيط والوزيرة رايس بشيء من الدهشة والاستنكار!

§ الدهشة من تنازل أبو الغيط عن حقه الذي يكفله له البروتوكول والقواعد الدبلوماسية المنظمة لمثل هذه الأمور، والاستنكار لحالة التفريط الغريبة التي بدا عليها الوزير المصري مع نظيرته الأمريكية (لاحظ أن الصحافة الأمريكية هي التي تعلق وليس المصرية!)

§ ولعل من أشهر تعليقات المراقبين الأمريكيين إزاء التصريحات الغريبة لأبو الغيط ما قاله الصحفي الأمريكي الشهير سيمور هيرش – أثناء وجوده بمصر بدعوة من مؤسسة هيكل للصحافة منذ عام تقريبا- من أن مصر لديها سفارات كثيرة لا تستفيد منها، كما أن لديها وزير خارجية "مهذب" ولكنه لا يعلم شيئا عن حقيقة الأمور مبديا اندهاشه من الأداء الدبلوماسي الهزيل للوزير أبو الغيط!


§ أقوال وتصريحات أبو الغيط أمام أطراف دبلوماسية أمريكية يوازيها تصريحات أخرى على الجانب "الاسرائيلي"، إذ أن السيد الوزير لا يرى في إذاعة التليفزيون الرسمي للاحتلال لفيلم يصور قتل الأسرى المصريين عام 67 أي دليل موثق ضد الاحتلال لمحاكمته دوليا! إذ قال حينها: "لا يمكن الاستناد في إدانة إسرائيل إلي معلومات صادرة عن وسائل الإعلام الإسرائيلية لكونها غير موثقة وغير رسمية!" وأضاف: "اتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949 تعطي الحق لمصر في مطالبة إسرائيل بإجراء تحقيقات في الادعاءات بقتل الأسري المصريين وتلزم "إسرائيل" بإجراء التحقيق وملاحقة المتهمين وتقديمهم للمحاكمة" أي أن الاحتلال نفسه هو الذي سوف يرجع الحق المصري إزاء قتل الأسرى عام 67!.

§ والأكثر غرابة في هذا الصدد هو أن النبرة الهادئة التي يتميز بها أبو الغيط دائما في الحديث مع الدبلوماسيين الغربيين يقابلها نبرة حادة تماما في الحديث عن الشأن الفلسطيني بشكل عام، وحركة حماس بشكل خاص، الأمر الذي يعزوه الكثير من المراقبين إلى حساسية هذا الملف للخارجية المصرية حاليا خاصة بعد أن أصبح – مع ملف دارفور – شأنا أمنيا أكثر منه دبلوماسيا، الأمر الذي جعل من الوزير عمر سليمان مدير الاستخبارات المصرية المسؤول الأول عن هذين الملفين.

تخبطات دبلوماسية

لقد انحدر سيادة وزير الخارجية المصرية بمكانة مصر الكبيرة حتى بات الجميع يتساءل هل يناسب سيادته هذا المنصب الهام بعد سلسلة من الفضائح الدبلوماسية التي أضرت وتضر بسمعة مصر وتؤثر على دورها؟ لقد تعدى الأمر مجرد التهديد والوعيد الفج، إلى مرحلة من اللوثة الدبلوماسية، وقلة الاحترام، ومرة أخرى نضرب بعض الأمثلة حتى لا نظلم أحد:

§ بذات اللهجة الحنونة الاستعطافية توجه أبو الغيط بحديثه لقيادات الاحتلال التي رفضت نشر 750 جندي مصري اضافي في سيناء المصرية ليقول يوم 05/07/2005 وفي لقاء مع صحيفة هآرتس العبرية ورداً على ادعاءات رئيس لجنة الخارجية والامن في الكنيست يوفال شطاينيتس بان نشر الجنود المصريين يشكل تغييرا لمعاهدة السلام قال ابو الغيط ان "لا احد يتحدث عن تغيير المعاهدة وانما عن تفاهم مصري اسرائيلي لنشر 750 جنديا، "ولا يتوجب على دولة مثل اسرائيل ان تقلق من ذلك خصوصا اذا اخذنا بالحسبان انه اليوم ايضا هناك تواجد عسكري من خلال الشرطة المدنية (المصرية)، لكن القوات الاضافية ستكون مزودة باسلحة اكثر ومدربة اكثر"، واضاف ان "لدى اسرائيل 3000 دبابة وهذا الامر (انتشار الجنود المصريين) يجب الا يثير قلقها"، وهنا يتساءل أحدهم " مازالت اسرائيل ترفض طلب مصر بزيادة عدد قواتها على الحدود بمقدار 750 جندى ,,,,, ومازلنا فى انتظار تصريح فولاذى من وزير خارجيتنا أبو الغيط: سنكسر رقبة من يمنعنا من زيادة عدد جنودنا داخل أراضينا بالصورة التى نراها مناسبة!

§ في 03/08/2006 تراجع أبو الغيط عن تصريحات سابقة له بخصوص مقاطعة أمريكا و"اسرائيل" حيث نفى المتحدث الصحافي بوزارة الخارجية المصرية مارددته بعض المصادر الصحافية من أن أحمد أبو الغيط وزير الخارجية أشار في اجتماع بمجلس الشورى مؤخرا الى ان مصر لا تأخذ موقفا من مقاطعة اسرائيل وأميركا لأن هناك اتفاقية التجارة الحرة التي تفرض عليها التعاون الاقتصادي!

§ خدمة مجانية قدمها الوزير أبو الغيط للاحتلال حين أعلن يوم 02/07/2007 أن الجندي الأسير شاليط ما زال حياً، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع تسيبي ليفني.

§ رغم اللهجة الحانية التي يستخدمها أبو الغيط عند حديثه عن الاحتلال والخدمات المجانية شنت وزارة الخارجية "الاسرائيلية" وبتاريخ 02/01/2008 هجوما عنيفا وغير مسبوق على وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط وأوصت المستوى السياسي بتقليص العلاقة معه والتركيز على اجراء اتصالات مباشرة مع الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس المخابرات عمر سليمان، ووصفت وزارة الخارجية "الإسرائيلية" وفقا لما نقلته صحيفة "معاريف" العبرية الوزير أبو الغيط بأنه شخصية ليست ذا صلة ومتطرفة.

§ في 20/07/2007 وفي زلة غير دبلوماسية واضحة قال أبو الغيط ان لجنة الاعتمادات في مجلس النواب الاميركي علقت مئتي مليون من المساعدات العسكرية السنوية لمصر "حتى تشهد وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان هناك ثلاث نقاط تم استيفاؤها"، واوضح ان النقاط الثلاث "تتعلق باصلاح النظام القضائي وحقوق الانسان واعادة تاهيل الشرطة المصرية" مضيفا باللهجة العامية المصرية "طيب وانتم (الولايات المتحدة) مالكم؟ لو عاوز اعمل اصلاح حاعمل"!

§ في فضيحة دبلوماسية غير مسبوقة وبحسب صياغة الخبر في صحيفة الأخبار في عدد 24/09/2008 - وزير يؤكد وحكومته تنفي! معلومات متضاربة، لا أحد يملك أدنى فكرة عن حقيقة ما يجري. تلك ببساطة كانت خلاصة المشهد العبثي الذي يعيشه المصريون منذ يومين وهم يتابعون باندهاش تكذيب حكومتهم الرسمي لإعلان أحمد أبو الغيط الإفراج عن السيّاح الـ19 المختطفين منذ يومين على الحدود المصرية- السودانية. فبعد دقائق من إعلان أبو الغيط، من نيويورك، عن «الإفراج عن جميع المختطفين سالمين آمنين»، نفى المتحدث باسم الحكومة المصرية، مجدي راضي، صحّة معلومات رئيس الدبلوماسية المصرية. ويجمع المصريون على أنّ تلك الأزمة كشفت من بين أشياء أخرى عن أن حكومة أحمد نظيف تفتقد التعايش في ما بين أعضائها، وأنها باتت بمثابة جزر منعزلة لا رابط ولا تنسيق في ما بينها، وتنبع خطورة تصريحات أبو الغيط من أنّها أتت في حضور نظيرته الأميركية كوندوليزا رايس، وبوجود الإعلام الأميركي «السليط اللسان» الذي لم يتوانَ عن نعت أبو الغيط بـ«الكذّاب»، بعدما اتضح عدم صحة ما قاله.

§ وكنتيجة لتلك الفضيحة طالب النائب الوفدي صلاح الصايغ يوم 27/09/2008 بإقالة وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بسب التصريحات غير المسئولة التي أكد خلالها الإفراج عن السياح الأجانب والمصريين المختطفين علي الحدود المصرية السودانية، وأشار النائب في طلب إحاطة تقدم به إلي رئيس الوزراء أن الوزير المصري وقع في خطأ فادح وأساء إلي صورة وزارة الخارجية والنظام المصري في الخارج، وأظهرهم بمظهر النظام الذي لا يعرف وزراؤه شيئًا عما يحدث داخل البلد، والدليل علي ذلك أننا فوجئنا بوزير الخارجية وهو موجود بالأمم المتحدة يعلن عن إطلاق سراح السياح المختطفين وهو ما أدي إلي أن يبادر المتحدث الرسمي باسم الحكومة إلي تكذيب تصريحات وزير الخارجية بدقائق، ونفي وزير السياحة زهير جرانة تصريحات أحمد أبو الغيط.



§ بتاريخ 07/10/2008 وعقب أبو الغيط الأخيرة لبغداد، وفي استهانة بالخطوة المصرية صرّح محمود عثمان، النائب عن كتلة التحالف الكردستاني، أن «السبب الرئيسي لزيارة وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إلى العراق، هو الحصول على النفط العراقي بأسعار تفضيلية! وأوضح عثمان، في تصريحات لوكالة نيوزماتيك التشيكية أمس، أن «أبو الغيط جلب معه وزير الطاقة والكهرباء المصري حسن يونس، بغية التنسيق مع الحكومة العراقية لتمرير اتفاق بيع النفط العراقي بأسعار مخفضة لمصر، أسوة بالأردن ولبنان!، أي أنه وبرغم الخطوة التي أقدم عليها ابو الغيط بزيارة العراق المحتل وإعادة السفير المصري لبغداد وهي تأن تحت نير الاحتلال، لم يسلم من التقليل من شأن تلك الخطوة.

مصر تستحق أفضل

ما سبق كان سرداً سريعاً جداً لما وصل إليه حال الدبلوماسية المصرية في عهد أحمد أبو الغيط، وتاريخ سيادة الوزير حافل بمثل هذه المواقف والتصريحات التي تُبرر إما أنها خطأ في الترجمة أو المزاح أو غيرها، لكن الخلاصة أن دور مصر التاريخي مهدد وبشكل مباشر ان استمر هذا الأسلوب وهذا النهج.

لا يوجد فلسطيني على وجه الأرض لا يحب مصر ولا يقدر دورها وعطاءها وتضحياتها المستمرة للقضية الفلسطينية ومن أجل فلسطين، ولا يوجد فلسطيني واحد لا يحرص على الأمن القومي المصري، لكن ايضاً لا يوجد عربي واحد يقبل بهذه المهزلة الدبلوماسية والتعالي والفجاجة والفظاظة التي يتحفنا بها سيادة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، واننا أذ نخوض في هذا الأمر ليس من باب التدخل في الشأن الداخلي المصري، ولا تعدياً على سيادة مصر، لكن أولاً من باب الحرص على بلد نكن له كل الاحترام والتقدير، وثانياً لأن تلك المواقف والممارسات أضحت شأناً فلسطينياً مباشراً من خلال ما يمارسه سيادة الوزير من تهديد ووعيد لغزة وأهلها، وثالثاُ لأن تلك المطالب صدرت وتصدر من داخل مصر كما وثقنا هنا، وأخيراً احقاقاً للحق ونصرة له

إن مصر مطالبة اليوم حكومة وشعباً، مؤسسات أهلية وقيادات رسمية أن تتخذ القرار المناسب لانقاذ صورة مصر الخارجية والتي تتعرض للاهتزاز الشديد بسبب فضائح سيادة الوزير المتكررة، وافتقاده لأسلوب العمل الدبلوماسي اللائق، وتوريطه مصر في مواقف هي في غنى عنها.

آن الأوان أن يعود ابو الغيط إلى البيت.

د.إبراهيم حمّامي DrHamami@Hotmail.com


16/10/2008




الثلاثاء، أكتوبر 14، 2008

اليهود وامريكا


نعلم تماما ان المتحكم فى الاقتصاد الامريكى هم اليهود ونعلم ايضا انهم يقودون سياستها خول العالم خاصة فى حماية المغتصبين الصهاينة ارض فلسطين كما نعلم تحكمهم فى الاعلام والسينما وغير ذلك من مفردات التحكم الصغرى والكبرى ، والسؤال هو

من وراء سقوط الاقتصاد الامريكى .

اننا حين نتمعن الخبر التالى قد نعرف الاجابة : فقد نشر موقع مفكرة الاسلام التالى
كشفت مصادر إعلامية "إسرائيلية" عن حملة تحمل اليهود مسئولية انهيار بنك ليمان براذرز في الولايات المتحدة وتؤكد أن مسئولين يهودًا بارزين في البنك حولوا 400 مليار دولار إلى "إسرائيل" عشية إعلان البنك عن إفلاسه. وذكرت صحيفة "هاآرتس" في عددها الصادر اليوم الاثنين أن تلك المعلومات تجلت في تقرير إخباري نشرته عشرات المواقع الإلكترونية ويؤكد أن مسئولين يهودًا رفيعي المستوى في بنك ليمان براذرز قاموا بتحويل أموال المودعين إلى ثلاثة بنوك "إسرائيلية" بقصد الهرب فيما بعد إلى "إسرائيل" للإقامة فيها دون الخوف من تسليمهم للقضاء الأمريكي. وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ انهيار البنك الذي أسسه مهاجرون يهود ألمان عام 1850، امتلأت منتديات الإنترنت بما يؤكد أن اليهود وراء الأزمة المالية التي يشهدها العالم وأنهم أكبر المستفيدين منها.وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن تلك التعليقات أصبحت شائعة بشكل خاص في مواقع وصفتها بالعنصرية، إلا أنها وردت كذلك في مواقع إلكترونية شهيرة.وأضافت أن عددًا من المنظمات الإسلامية، من بينها حركة حماس في قطاع غزة، انضمت أيضا لتلك الحملة واتهمت اللوبي اليهودي بالتسبب في الأزمة المالية.وذكرت الصحيفة أن جمعية مكافحة التشهير، وهي منظمة يهودية أمريكية تهدف إلى محاربة التشهير باليهود، رصدت المئات من تلك التعليقات خلال الأسبوعين الماضيين.غير أن هاآرتس رأت أن المعلومات الجديدة بتحويل 400 مليار دولار إلى "إسرائيل" تعد أكثر انتشارًا وتركيزا حيث أنها وردت وكأنها تقرير إخباري يتضمن قصة حقيقية أوردتها صحيفة بلومبيرغ الاقتصادية الأمريكية حول تعرض قسم الوساطة المالية في بنك ليمان براذرز خسائر تقدر بـ400 مليار.

جزاكم الله خيرا يا شيخنا وعالمنا


انا مع كل ما كتبه وقاله الدكتور العالم المسلم يوسف القرضاوى
فيما يخص الشيعة بل واحمد الله ان يتم ذلك قبل ان يلقى الله تعالى لانه تحرك فى موضوع التقريب هذا منذ 20 سنة وكنت اعجب من هذا الصبر على هؤلاء الذين يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ويصدون عن سبيل الله الى مفاهيم واعتقادات ومغالطات انتهى بها الزمن
الحمد الله الذى نجا الدكتور القرضاوى من ان يفتن المسلمين بهؤلاء الروافض
واعتب على الاخوان المسلمين الذين لم افهم موقفهم الساكت عن النطق بالحق لقوم يفرقون ويهاجمون بل ويقتلون المسلمين اننى فى انتظار الجديد منهم الذى يضع الحق فى نصابه ويبين للناس خطرهم على ما تبقى من الامة من قوة وصحة ايمان واعتقاد

الثلاثاء، يونيو 03، 2008

جماعة الاخوان بين ثوابتها والتحالفات

قد لا يخفى على الباحث فى شان الإخوان المسلمين أن كيان الجماعة المعروف تتكون من مستويات متفاوتة فى الثقافة والعلم وغيرها من المعارف التي يتطلبها العمل الاستراتيجي وكذلك يختلفون فى جنسياتهم ، فما هي علاقة هؤلاء بثوابت الجماعة التي وضعته لنفسها .
لقد قام مؤسس الجماعة الإمام حسن البنا بأهم ما يمكن أن يقوم به مجدد مخلص و لقد شاهد الإمام رحمة الله تمزق العالم الإسلامي إلى دويلات مستعمرة و قد كان قائداً سياسياً انقادت له الجماهيرُ، وكان ذا فقه سياسي إسلامي أخذ بلُبِّ ذوي الألباب من الناس يقول عنه طنطاوي جوهري: حسن البنا إنه مزاج عجيب من التقوى والدهاء السياسي، إنه قلب علي وعقل معاوية، كان فيه من الساسة دهاؤهم، ومن القادة قوتهم، ومن العلماء حججهم ، ومن الصوفية إيمانهم، ومن الرياضيين حماسهم، ومن الفلاسفة مقاييسهم، ومن الخطباء لباقتهم، ومن الكتاب رسالتهم، وكان كل جانب من هذه الجوانب يبرز كطابع خاص في الوقت المناسب
[1]
ولقد وضع لهذه الجماعة التى يمكن ان تسير عليها لتحقق اهدافها والثوابت هي الأمور التي ينبغي أن تظل دون تغيير أو تبديل على مر الزمان واختلاف المكان، وهي بمثابة القواعد الحاكمة على الأفراد، والإطار الضابط لسلوكهم وتصرفهم، والميزان الدقيق الذي لا يخطئ، والذي يتميزون به عن غيرهم ووضع عشر ثوابت يقول عنها الاخوان انها كالاتى:-
أولاً: اسم الجماعة فكرة وتاريخاً ووفاء.
ثانياً: العمل الجماعي وسيلتنا.
ثالثاً: التربية ونبذ العنف سبيلنا.
رابعاً: الأسرة محضن التربية.
خامساً: رسالة التعاليم والأركان العشرة خاصة الأصول العشرين، ورسالة العقائد أساس لنا ومصدر تعلمنا.
سادساً: الشمول والعموم أساس نظرتنا الكلية وفهمنا الشامل.
سابعاً: الشورى الملزمة تحسم الخلاف بيننا.
ثامناً: احترام النظم واللوائح من أخلاق بيعتنا.
تاسعاً: الاختيارات الفقهية للجماعة لا خيرة للأفراد فيها.
عاشراً: الله الغاية في كل ثوابتنا ومتغيراتنا، وكل ما نقول ونعمل
[2].

أما غيرها فهو متغير نتيجة الزمان والمكان وقد حمل فكر الإخوان وانتشر فى العالم الاسلامى وتلقف الآخرين دعوة الإخوان فأنشئوا الأسر وكونوا اللائحة وقاموا بالشورى ، ونظرا لان الجماعة يعيش افرادها فى العالم بين جمهوريات وممالك وإمارات فلم يستطيعوا أن يعملوا فى جماعة واحدة لها الشكل التنظيمي الهيكلي الذي يجعل قيادتها فى مصر يمكن أن تصدر قرارا إلى قادتها فى الأقطار الأخرى ثم يستجاب لهم ، وهنا ظهرت إشكالات عديدة بين الجماعة الأم وقادتها فى البلاد الأخرى .

فظهرت الجماعة فى البلاد الأخرى بإسم مختلف ففى الكويت الحركة الدستورية وفى فلسطين حركة المقاومة الإسلامية حماس وفى السعودية لم يظهر لهم اسم ولا مسمى ولا أشخاص وفى اليمن وفى الجزائر وتونس وغيرها قد تسموا باسم مختلف ، فنتفى الثابت الأول من ثوابت الجماعة .
وبذلك وأصبح كل فريق من هذه الفرق يقول أن فكره فكر الإخوان وان له تنظيم ويقوم بعمل الاسر ولكنه ينفصل تنظيميا عن باقي الأقطار فنفى كل فريق عن نفسه البند الثاني وتخندق كل طرف فى مكانه على أمل أن يأتي ذلك اليوم الذي يلتئم الشمل .

والأمر الاهم فى ثوابت الحركة هو ذلك الاختيار الفقهي التى لا خيرة للأفراد فيها قد كان هناك خيارات إمام كل مجموعة فى بلد ما وقد يتعارض مع رأى الجماعة فى قطر أخر ، وقد ظهر ذلك جليا عندما انفرد أخوان الكويت فى الرأي أن القوات الأمريكية يجب علينا أن نستخدمها كي تستعيد لنا الكويت بينما كان الجماعة فى مصر وغيرها ترفض ذلك ، ويقف إخوان فلسطين فى خندق معادى للأمريكان بينما يتعاطى إخوان العراق مع الأمريكان ، ويستنجد إخوان فلسطين بالنظام السوري والايرانى ويؤيد بقائهم بينما يعادى إخوان لبنان وإخوان سوريا وإخوان العراق كل من إيران وسوريا وكل طرف يقول انه سوف ينتصر لفكر الإخوان وأهدافهم عندما قوم بذلك ، ويقف إخوان الأردن مع حكومته ضد أهدف إخوان فلسطين موقف المتفرج ويهتموا بالشأن الاردنى فقط .
إذا ما الفرق بين جماعة الإخوان المسلمين وبين حكامهم العرب ؟؟ .. وماذا لو اعتلى الإخوان سدة الحكم فى هذه الدول ؟؟ .. وهل ستتغير سياسات الإخوان وعلاقاتهم الإستراتيجية ويتوحدوا خلف قيادة واحدة ؟؟ اذا لقد أصبح المفهوم الوطني الذي يتبناه الإخوان فى بلدانهم غير ذلك المفهوم الذي فهمه حسن البنا
الوطنية في الفقه السياسي الإسلامي:
ويرى الأستاذ البنا رحمه الله أن الوطنية بالمفهوم السياسي الإسلامي هي التي تقوم حدودها على العقيدة، وليست على التخوم الأرضية والحدود الجغرافية، فكل بقعة فيها مسلم يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله وطنٌ إسلامي له حُرْمَتُه وقداسته وحبه، والإخلاص له بالجهاد في سبيل خيره، وكل المسلمين في هذه الأقطار الجغرافية سواء كانوا في مصر وسوريا والأردن والعراق والباكستان وإيران وأفغانستان وغيرها من بلاد المسلمين هم أهلنا وإخواننا، نهتم لهم ونشعر بشعورهم.
وعلى هذا فالوطن الذي يعمل له المسلمون هو العالم كله، ينبغي أن تسود فيه رسالةُ الإسلام العالمية، تنظم شؤونه وترعى مصالح سكانه على اختلاف الألوان والبلدان.
[3]

إن التخوف الذى يبديه المراقبين هو .. هل يمكن للحركة فى مصر على سبيل المثال تحت وطأة الضغوط أن تحافظ على ثوابتها وهل تتمسك بالسجون والمعتقلات والحظر أم بمساعدة الفلسطينيين وتضرب بمصالحها مع الولايات المتحدة عرض الحائط ولماذا لا تعترف حماس بإسرائيل وتترك المجاعة والحصار والقتل وتتوقف قافلة الشهداء ، وهل سيستمر التمسك بالتحالفات ذات الطابع المحلي أم يتوحد الإخوان خلف إستراتيجية جديدة تتوحد فيها رؤيتها للأصدقاء والأعداء.
على بكساوى

[1] الفكر السياسي عند الإمام البنا
[2] الثوابت والمتغيرات فى دعوة الإخوان نقلا عن www.ikhwan-info.net

[3] انظر رسالة دعوتنا من مجموعة الرسائل 105-107.

الجمعة، مايو 23، 2008

مضى عهد التقية أيها الناس؟؟

مضى عهد التقية أيها الناس؟؟
لمن لا يعلم التقية فهى اعتقاد عند حزب الله كفرع للشيعة الامامية فى لبنان ويعتقد الشيعة أن التقية واجبة لا يجوز تركها إلى يوم القيامة، وأن تركها بمنزلة من ترك الصلاة، وأنها تسعة أعشار الدين، ومن ضروريات مذهب التشيع، ولا يتم الإيمان إلا بها، وليست رخصة في حال الضرورة ، بل هي ضرورة في ذاتها وإنما تكون من مخالفيهم في المذهب.
وتمارس هذه التقية فى كل خطاب اعلامى أو يمكن أن يصل إلى الإعلام ضد أهل السنة بالطبع وهم كمذهب مخالف لأهل الشيعة ويمكنك أن تسمع الكلام الحلو لحسن نصر الله وتحس انك تستمع إلى جمال عبد الناصر فى زمانه والذي استعمل نفس الأسلوب .
كان ذلك فى الماضي قبل أن ينكشف لأهل السنة عقائد أهل المذهب الأخرى خاصة الفرق الباطنية ومنهم أهل الشيعة وقد استخدم هذا الأمر فى الوصول إلى كثير مأربهم .
ما الجديد فى ذلك ؟
الجديد أن السياسة الإسلامية ذات المرجعية السنية قد عادت إلى صوابها وقد وضعت كل فى موضعه وتبين لها أن حزب الله يحمل مشروعا شيعيا فقط وليس إسلاميا ويمكن الرجوع إلى ذلك الحوار الشهير بين الدكتور يوسف القرضاوى حفظه الله وهاشمي رفسنجانى .
ونقول انه أصبح من الواضح أن المنطقة التي تسمى الشرق الأوسط بها ثلاث مشاريع
الأول:- المشروع الصهيوني.
الثاني:- المشروع الشيعي
الثالث :- المشروع السني
والذي ينظر إلى الساحة يرى أن المشروعين الأول والثاني يتعاون ضد الثالث أما المشروع الثالث فظل مخدوعا فترة من الوقت منذ أن قامت الثورة الإيرانية المشئومة وحتى احتلال العراق ، وذاق الإسلاميون السنة الويل والثبور على ايدى إخوانهم الشيعة ، يمكن الرجوع إلى مايحدث لأهل الاحواز المنطقة العربية السنية فى إيران، كما يمكن الرجوع إلى تسجيلات احمد منصور مع الأستاذ يوسف ندا فى حلقات شاهد على العصر ، وما يقوم به شيعة إيران والعراق متحدين معا بالذبح والتهجير والتطهير العرقي يتم حتى الآن فى العراق .
إننا كفرقة سنية تحمل فى جنباتها الخير لكل الناس ولم ولن يكون هذا التطهير أداة لأهل السنة فى التعامل مع المشروعين نظرا لما فى فقه واعتقاد أهل السنة فى الغير ، أما الأدوات الرئيسية للطرفين الاخرين فهو الذبح والقضاء وإقصاء الطرف الثالث .
لماذا هذا التوضيح ؟ .. هذا التوضيح لمن يظن أن حزب الله سيقوم بالنيابة عنه فى محاربة أعداء الأمة الإسلامية ،بل أن المشروع الصهيوني المسيحي العالمي والتى دخلت دباباتهم إلى العراق ووضعت على رأس القوم رجال شيعة يقومون باللازم ، وكما صرح كثير من القادة الإيرانيين أن أمريكا لم تكن تستطيع أن تدخل إلى العراق أو أفغانستان الا بموافقة إيران ، والرئيس الوحيد غير قادة الاحتلال المعلنين الذي دخل المنطقة الخضراء فى بغداد وجلس لمدة يومين وفى رعاية القوات الأمريكية رغم الصخب الاعلامى بين الطرفين أن كلا منهم ضد الآخر .
والمشكلة تكمن أن التشنج فى الحديث عندما يتم توضيح هذا الأمر فعند توضيحه يظن أصحاب المشروع الشيعي أن احد يكشف عورتهم . خاصة أن أهل السنة لا زالوا أقوياء فى مواقع أخرى يعملون على إسقاطها فى أيديهم مثل مصر والسعودية ، وأحب أن أوضح أمرا أن الشيعة احتلوا مصر 120 عاما فى ما سمى بالدولة الفاطمية وطردت هذه الدولة شر طردة من مصر ولن تعود بإذن الله نظرا لان المعرفة الآن وحجم المعلومات مكشوفة توضح عقائدهم الباطنية وان كانت هذه الأساليب نجحت فى عصر كان انتقال المعلومات صعب جدا وتوضيحه أمر أصعب وإثباته أمر فى بعض الأوقات مستحيل عصر البلاط أما الآن فقد تبين الرشد من الغى .
أما علاقة حزب الله بالجهاد الفلسطيني أو إيران بفلسطين فموقع الحقيقة المرفق يشرح لمن يريد أن يفهم الحقيقة ، وما يظهر لنا أن هذه العلاقة تقوم فى إطار معين ذر التراب فى الأعين ، أما الفلسطينيين فهم دفنوا كثير من ضحاياهم فى العراق قتلوا واغتيلوا على ايدى قوات الشيعة الذين ملكتهم أمريكا فى العراق .
على بكساوى
المواقع التالية للاستزادة مما سبق وسأضع بعضها فقط.
1- http://www.haqeeqa.com
2- http://www.moqawama.ws
3- http://www.albainah.net/index.aspx

الأحد، مايو 18، 2008

القاطرة والقضبان


بقلم على بكساوى
تموج الأفكار من هنا وهناك وتزداد التكهنات التي تضع سيناريو لانتقال الحكم في مصر بعد انتهاء حكم حسنى مبارك ، غير أن هذه الأفكار مضطربة نظر لانتهاء عصر الثورة والنصر الذي كانت الحكم السابق يدعي في انه إما حكم ثورة يوليو ضد الاستعمار والملكية ، وحكم الحرب والسلام .
انتهت تلك الشروط ولا يوجد مؤهل للرئيس القادم أو تاريخ صاحب التنظيم في الضباط الأحرار وقائد الثورة أو قائد النصر والحرب والسلام وبين الأخير صاحب الضربة الأولى والأخيرة في الحرب ضد اليهود والآن تغيرت هذه الوجوه فمن سيحكم مصر؟.
ونجد أن الأفكار التي تطرح تريد تغييب الراى العام عن الفاعل الحقيقي وراء وجود هؤلاء حكام لمصر ، فيغيب دور الصهيونية العالمية وكذلك دور الماسونية العالمية ويغيب دور فرسان مالطا والروتارى والليونز وحكومة العالم الخفية والتى لا يعرف عنها الا القليل والتى قال عنها المفكر العراقى محمد احمد الراشد في حديث عن النظام العالمي الجديد أن من بين أعضاءها هنري كيسنجر والرئيس السابق جيمي كارتر وسطوتها إلى درجة انه عندما قال هنري كيسنجر في فرنسا في تصريح علني عن الحرب العراقية الإيرانية انه يجب على هذه الحرب أن تتوقف فعلا فقد توقفت بعد شهر واحد من حديثه .
وتلك الأفكار سواء بقصد أم بدون قصد تعيش في الظاهر لنا مثل الدور الامريكى في توجيه القاطرة المصرية في اتجاه معين وهذه الإدارة مع من ضد من وهل الإدارة الأمريكية بقادة الجمهوريين أفضل أم الديمقراطيين هل اوباما له معنى في حياتنا أم هيلارى كلينتون ، وما زال الوعي الاسلامى والعربي والقومي واليميني واليساري بما هو مؤجل لهم ويحاك لهم من قوم لا يخافون لومة لائم .
لقد كانت كلمات الدكتور زغلول النجار في حوار معه على موقع نافذة مصر عندما قال أن الوضع سيئ جداً وينبئ عن خطر كبير، وأتوقع أن تكون الفترة القادمة معتمة جداً ، وكانت كلمات كوندليزا ريس في لبنان عندما قامت حرب ولا ندرى ما هي في لبنان تكلمت عما تسميه أمريكا الشرق الأوسط الجديد ولا احد يفهم ما هو هذا الشرق الأوسط الجديد وما هو الجديد فيه وتزيد من الغموض غموضا.
إن الشكل الذي ينتهي فيه النظام في العراق إلى دولة غير مركزية ومشتت شمالها عن جنوبها عن وسطها لا تستطيع حكومتها أن تخرج إلى خارج المنطقة الخضراء في بغداد والتى يتم قصفها وتدك كل فترة وانتهاء الحقبة العراقية إلى دويلات جديدة مضطربة هذا الشكل الذي وضعه النظام العالمي الجديد بدقة وليس عدم سيطرة أو قدرة للقوات الأمريكية كما يدعى البعض بل هو قرار مصنوع ، وان يترك حزب الله في لبنان وان يصل إليه السلاح المتطور إليه فقط دون أهل السنة في لبنان وان يتم الادعاء أن هذا الحزب يحارب إسرائيل لتحرير لبنان والسلاح معه لهذا السبب ، وان يكون هذا الحزب هو المقاوم الوحيد ، وان يترك لبنان بدون رئيس وبدون حكومة تستطيع اتخاذ قرار وبدون سيادة فهذا أيضا مطلوب ، وإذا انتقلنا إلى الصومال فلا نجد دولة ، وإذا نظرنا إلى السودان فسوف نفشل في أن نجد شعب موحد على رأى وكلمة كتلك التي في الغرب فالسلاح ضد الحكومة في الشمال والجنوب والغرب والشرق ويصل إلى العاصمة ،
إن كلمات لمحمد حسنين هيكل في الجزيرة عن القطار انه ليس هناك قضبان أصلا وان القضبان قد انتهت فمن سيكون عليه الدور ياترى ،،،،، وماذا سيصنع القطار عندما يسير بدون قضبان اعتقد انه سيصنع الفوضى الخلاقة.

الرئيس والزعيم


بقلم فهمى هويدى


كما أنه ليس كل من ركب الحصان خيالاً ، ولا كل من لبس العمامة إماماً ، فليس كل رئيس زعيماً ، ولكننا فى العالم العربى درجنا على الخلط بين الاثنين ، واعتبرناهما شيئاً واحداً ، حتى أصبح إعلامنا يتحدث عن كل رئيس باعتباره زعيماً ، ويصف كل لقاء بين رئيسين أو أكثر بأنه مباحثات بين الزعماء ، وهذه مبالغة مسكونة بالتغليط ، أعتبرها من إفرازات زمن الادعاء وتآكل المعنى ، وتغطية خفة الأوزان بالنفخ فى الألقاب .

وقبل أن أعرض ما عندى فى الموضوع ، فإننى أحذر من إساءة الفهم ، حتى خطر لى أن أستهل كلامى بعبارة " الخبثاء يمتنعون " ذلك أن أكثر ما يعنينى فى الأمر هو ضبط المصطلح والتدقيق فى مضمونه ، ولا أستبعد أن يكون ذلك الحرص متأثراً بالحاسة التى نمت عندى حين أمضيت أكثر من عشر سنوات سكرتيراً للتحرير ، كان من بين مهامه أن يدقق فى مضمون الخبر وسلامة صياغته ومفرداته ، وهو ما جعلنى أستشعر وخزاً واستنفاراً كلما وقعت على خطأ مهنى أو لغوى فيما تنشره الصحف ، وكان ذلك الخلط المستمر بين مصطلحى الرئيس والزعيم من بين ما يستوقفنى بصفة تكاد تكون يومية .

فى كل مرة كنت أتذكر كلمات شيخنا محمد الغزالى حين قال لى إنه قرأ ذات مرة فى إحدى الصحف خبراً عن لقاء وزير خارجية إحدى الدول الخليجية مع وزير الخارجية الأمريكى ، وذكرت الصحيفة أن الوزير قابل " نظيره " الأمريكى ، وهو ما أضحكه ودفعه إلى التساؤل ، بأى معيار اعتبروه " نظيره " ووزن أحدهما ألف ضعف وزن الآخر ؟

هذا السؤال كنت أردده كلما طالعت خبراً عن تصريحات الزعيم أو لقاء الزعماء ، إذ كنت فى كل مرة أقول : بأى معيار اعتبروهم زعماء ؟ حكام ورؤساء على العين والراس ، لكن زعماء لا !

فى المعاجم : فإن الرئيس هو سيد القوم وصاحب الأمر فيهم ، أما الزعيم فهو القائد ، وهو أيضاً الكفيل ( فى النص القرآنى : وأنا به كفيل ) - وفى بلاد الشام فإن الرئيس اعتبر رتبة عسكرية تعادل النقيب ، والزعيم رتبة أيضاً تعادل العميد .

الفرق بين الرئيس والزعيم كبير ، لذلك فليس كل زعيم رئيساً ولا كل رئيس زعيماً ، وقلة من الحكام هم الذين جمعوا بين الصفتين ، رغم أن رؤساء كثيرين تمسحوا فى الزعامة فى حين أن الزعيم يظل محتفظاً بثقفه وحضوره فى أى موقع .

الرئيس وظيفة ، فى حين أن الزعيم رسالة ودور ، الأول يمشى على الأرض وغارق فى الواقع ، بينما الثانى يظل مشغولاً بالحلم ومشدوداً إليه ، والرئيس يملك سلطاناً يفرض به إرادته على الناس ، أما الزعيم فإنه يملك قوة معنوية يؤثر بها على الآخرين ، والأول مسنود بقوة القانون والدستور ، والثانى مسنود بقوة المجتمع وثقة الناس ومحبتهم ، والأول لحظة فى التاريخ ، أما الثانى فهو إن لم يصنع التاريخ ، فإنه يحفر اسمه على جدرانه ، والرئيس إذا ترك منصبه يتحول إلى فرد عادى كسائر الناس ، أما الثانى فهو يظل فى قلوبهم ومحمولاً على أكفهم طول الوقت .

والأول يحتاج دائماً إلى كرسى الرئاسة لكى يجلس عليه ، أما الثانى فليس بحاجة إلى كرسى إذ تظل قامته كما هى ، بالكرسى أو بدونه .

من الرؤساء من يشغلون مناصبهم ثم يغادرونها ، ولا يذكر الناس لهم إلا أنهم كانوا جزءاً من جغرافية المكان ، أما الزعماء فإنهم يظلون جزءاً من التاريخ أثناء شغلهم للمنصب أو بعد مغادرتهم له ، لذلك فإن الرؤساء يموتون بمضى الوقت ، فى حين أن الزعماء يظلون أحياء طول الوقت ، فالأولون لهم مدة للصلاحية ، طالت أم قصرت ، أما الآخرون فصلاحيتهم ممتدة بطول الزمن .. والله أعلم .

الاثنين، مايو 12، 2008

مستقبليات الحكم فى مصر



بقلم هشام الناصر

1 – تاريخ مصر فى موجات
ما هى احتمالات الحكم القادم فى مصر الذى أصبح وشيكا واقرب مما يتوقع المتفائلون والمتشائمون سواء بسواء ؟؟؟.
وهى احتمالات وليست خيارات. فالخيارات تعنى الاختيار من عدة بدائل متاحة بعد تقييمها. ولكن الإختيار هو نوع من الترف لا تملكه الشعوب المتخلفة (Under Development) التى لا تملك سوى الانصياع لحكم اتوقراطى مشخصن أو لاستعمار داخلى (Internal Colonialism) أو لاستعمار خارجى بأشكاله المتنوعة (عسكرى – اقتصادى – سياسى).
والشعب المصرى "متهم" أو "موصوم" بأنه أعرق شعب مستعبد فى التاريخ وأطول مستعمرة شهدها العالم نظرا لموت الدولة الوطنية سريريا منذ العام 950 ق.م (احتلال القبائل الليبية لمصر) وطبيعيا فعليا منذ العام 334 ق.م (الاحتلال الإغريقى) حتى الآن فى العام 2008 ميلاديا (!!) مرورا بعصر الجمهوريات الثلاث التى تنوعت فيها أشكال الحكم الأوتوقراطى المشخصن بأنواعه الثلاث، المستبد العادل – الديماجوجى (بهلوان السياسة) – المتعنت المتشدد بترسانة قوانين تسن تفصيلا لترسيخ سلطته وتعضيد سطوته.

وقد حاول المفكر المصرى الراحل الشهير "جمال حمدان" تفنيد تلك النظرية فى كتابه "شخصية مصر" فلم يزدها إلا تأكيدا.

لذا لم يكن غريبا أن يتقول "المقريزى" على مصر والمصريين بقوله إن النساء فيها "لعب" والرجال "خشب" والحكم لمن كلب (غلب) . فهل هذا صحيح ؟؟؟؟

لا يجب أن تتسبب "الشوفينية" (النعرة الوطنية) فى الإنكار التام الغير مبرر، ولا يجب أن تتيه العقول وسط ضباب ودخان "المخدرات التاريخية" الزائفة التى فاقت حروب الأفيون فى الصين (على غرار نصر "مجدو" التاريخى الذى ثبت زيفه – وقيام الشعب المصرى باختيار "محمد على" وليا عليه ، وقد أثبت الأستاذ "هيكل" ثانويته وكذا "الجبرتى" فى تاريخه – ونصر أكتوبر المجيد (!!!) والسيادة على سيناء ومنها "طابا"، وهى أكبر كذبة فى التاريخ وأكبر خدعة أيضا والأهم أنها أكبر وأغرب سرقة لأثمن ما يمكن أن يمتلكه شعب وتعتز به أمة – وهى سرقة "دم" أريق وأجساد وعظام ضباط وعسكر ومدنيين استشهدوا على رمال سيناء وإصابات وإعاقات جرحى المعارك الحربية وشرف وكرامة المؤسسة العسكرية المصرية (وقد سبق التفصيل فى عدة مقالات).

ما حدث فى مصر هو "موجات" تاريخية، منها الصاعد المزدهر ومنها الهابط المنحدر، والتى بدأت منذ خمسة الآلف سنة تقريبا (وليس سبعة آلاف كما يتغنى البعض فالدولة المصرية لم تتشكل إلا فى العام 3300 ق.م وقبلها لم يكن هناك سوى تجمعات حضارية من "الخرطوم" إلى "تخوم الإسكندرية").
لا داعى للبدء من عصر "نعرمر منا" ، وللاختصار تكون البداية من موجة الانحدار منذ العام 950 ق.م التى استمرت حتى القرن السادس الميلادى (الفتح الإسلامى) بطول زمنى حوالى ألف وخمسمائة عام منذ الموت السريري ، وحوالى الألف عام من الاحتلال والإذلال (إغريقى – بطالمى - رومانى غربى – رومانى بيزنطى) ساهم فى امتدادها الطبيعة المسيحية "السمجاء" للشعب المصرى التى تم تحويرها لتعضيد الاحتلال وترسيخ الإذلال. فقد لطم الغزاة المستعمرون مصر والمصريين على خدهم الأيمن فأداروا له الخد الأيسر والقفا والمؤخرة أيضا.

وفى نهاية تلك الموجة لم يكن هناك فى مصر سوى نوعان .. عبيد اغلبية وبشموريون منتفعون أقلية (الهجين من قبط مصر ومسيحى جزر البحر المتوسط وأوربا).

بدأت موجة صعود (ازدهار) مع عصر الخلافة الرشيدة وتحققت الحرية بمحوريها (العدالة الاجتماعية والحرية السياسية). كان الخير كثيرا والرزق وفيرا وهو ما تجلى فى إجابة "عمرو بن العاص" على رسالة أمير المؤمنين – عمر بن الخطاب (رضى الله عنه وأرضاه) التى حملت كلمات قليلة هى: " أمَّا بَعْـد: فوا غوثاه... وا غوثاه... والسلام ". كان الرد (وهذا من قول الشيخ "عائض القرنى" فى دفاعه عن المصريين ضد هجمة مغرضة) : لا جرم (!).. والله لأرسلن لك قافلة من الطعام أولها عندك في المدينة وآخرها عندي في مصر .
وجاد المصريون بأموالهم كما يجود الصادقون مع ربهم، وبذلوا الطعام، وحملوا الجمال وذهبت القافلة تزحف كالسيل، وتسير كالليل، تحمل النماء والحياة والخير والرزق والعطاء لعاصمة الإسلام.

ودعا لهم عمر ، وحفظها التاريخ لهم حفظاً لا ينساه أبد الدهر.

أما الحرية السياسة فقد تجلت فى مواقف عدة منهما حق القصاص للشاب القبطى (الذى لم يسلم وأستمر على مسيحيته) من أبن عمرو بن العاص وأبيه (ومقولة عمر بن الخطاب مشهورة .. أضرب ابن الأكرمين). أما الموقف الثانى فهو خروج أهل "مصر" مع من خرج إلى "عثمان بن عفان" محتجين على ولاة "بنى أمية" وكانوا وأهل الكوفة من أشد الناس اعتراضا (بغض النظر عما حدث بعدها من مقتل عثمان – فالمعنى المقصود هو وجود "الحرية" السياسية للشعب المصرى وحقه فى التعبير الإعتراض).

ومن الصعود إلى الانحدار التدريجى حتى زمن المستنصر بالخلافة الفاطمية، حينما شح نهر النيل، وجاء بماء قليل، فهلك الزرع وجف الضرع، وتمكن من الرقاب عزرائيل، وفيها أكل الناس الفئران والجرذان، وحتى الضعيف من بني الإنسان، ولم يفرق حاصد الموت بالعطش والجوع، بين ترف المدن وفقر النجوع، أو بين جليل وحقير أو غني وفقير، ولم يعد حينذاك تفريق ولا تمييز، بين الذليل منهم والعزيز، فصار الجميع يتقاتلون ويتصارعون علي الحشرات والرمم والجيفة، ولم يتبق بالمحروسة ما يمشي علي أربع .. إلا حمار يركبه الخليفة. وهو الأمر الذى يتكرر الآن أو يكاد فى العصر الحديث عملا بفكرة (أو نظرية) "قولبة التاريخ" (History Template).

وهكذا دواليك.. موجات صعود (منها الإنتصار تحت قيادة "صلاح الدين الأيوبى" فى معركة حطين ، وقيادة "قطز" فى عين جالوت ، وقيادة "جمال عبد الناصر" فى معركة تأميم القناة وحرب السويس وثورة التصنيع وبناء السد العالى) – مع ملاحظة أن العصر الناصرى يصنف كحكم اتوقراطى (المستبد العادل) وزلاته أعظم من إنجازاته ومنها : تعيين الصاغ عبد الحكيم عامر قائدا للجيش الذى أداره بطريقة عمدة كفر أو نجع (حسب تعبير الدكتور مراد غالب) وكانت النتيجة التورط الغير حكيم فى "اليمن" وانتكاسة 1967 – ومنها "قتل" الشهيد المثقف "سيد قطب" – ومنها وأخطرها تعيين "أنور السادات" نائبا له- وكان فى هذا توقيعا لصك موته (!!).

وهناك أيضا موجات هبوط متتالية ومتعاقبة وصل الانحدار فيها إلى درجة أن تولى حكم رجال مصر "الفحول" جارية أرمينية وممرضة مالطية وليدى "ماكبث" من أصول اسكتلندية، وأكثر من "كافور" خصى وجاهل امى لا يفقه شيئا فى تاريخ ولا فى جغرافيا.
أنحدر الحال بمصر حتى باتت لا تعرف أين حدودها الدولية (!!). فالحدود هى الإطار المحدد للسيادة وحينما تنعدم السيادة فلا حدود.

ومن بين ظلمات موجات الانحدارات المتتالية يأتى ضوء موجة الصعود للازدهار .. موجة مبشرة بعودة الكرامة .. موجة مبشرة بعودة مصر إلى مصر (!!) .. وبعودة مصر إلى المصريين .. وبعودة مصر إلى محيطها الإفريقى والعربى .. والأهم هو عودة مصر إلى زعامة العالم الإسلامى "السنى" وهو أمر حتمى قدرى من المؤكد أنه سيعود إن لم يحظى بشرف إعادته الأجيال الحالية فسيحظى بهذا الشرف أجيال قريبة لاحقة.
إنه أمر القدر الذى لا راد له .

أخطأ "فرنسيس فوكوياما" فى أطروحته النى جاءت تحت عنوان "نهاية التاريخ وخاتم البشر" وفيها انحاز إلى رأى "هيجل" الذى توقع انتهاء صراع العقائد بسيادة الفكر الليبرالى المعتمد أساسا على حرية الفرد الذى يؤدى إلى حرية المجتمع (بعكس "كارل ماركس"). ولكن الليبرالية ذاتها تحورت وتوحشت إلى ما يسمى "النيوليبرالية" التى أهملت الجوانب الأخلاقية وقامت بتأليه "السوق" الذى جعلته الصنم الذى يتم عبادته فى أدبيات الإقتصاد الحديث فى عصر العولمة.

"فوكوياما" اليابانى الأصل الأمريكى الجنسية كان ساذجا سياسيا يعيش فى مثاليات أقبية الأكاديميين. عبر "صموئيل هنتنجتون" عن الفكر الغربى المسيحى الكاثوليكى والبروتستانتى" (وليس العلمانى كما يدعى) بأطروحته التى جاءت تحت اسم "صدام أو صراع الحضارات" وهو اسم خاطئ – فالحضارات لا تتصارع وإنما الثقافات – والعقيدة هى المصدر الرئيسى للثقافة .. إذن فصحة الأطروحة هو "صراع العقائد" أو "صراع الأديان".

عنوان أطروحة "فوكوياما" صحيح .. "نهاية التاريخ وخاتم البشر" – ولكن المحتوى فاسد غير صحيح لسبب بسيط وهو اعتماد السيد "فوكوياما" فى دراسته على عقائد أنبياء الغرب الماديين (هيجل وماركس) وأغفل دراسة عقائد أنبياء الشرق الدينيين ومنها وأهمها العقيدة الإسلامية التى يعتنقها ثلث سكان الكرة الأرضية.

نهاية التاريخ ستكون "إسلامية" وما يظهر من هجمات شرسة من الغرب الصهيومسيحى ومن الانحدار الحاد فى حال الشعوب الإسلامية يماثل تماما حالة "الصعود الأخير" فى الموجة الصاعدة التى يعقبها الهبوط - وحالة "الهبوط الأخيرة " فى الموجة الهابطة التى يعقبها الصعود – وهى أمور يعرفها جيدا العاملون فى الشئون المالية والاقتصاد والسياسية والعسكرية كتطبيقا لنظرية "موجات إليوت" (تم تناولها فى مقال سابق).

يلى الجزء الثانى ..."هل يحكم مصر ملك يهودي ؟؟"
هشام الناصر
الخميس 1 مايو 2008


مستقبليات الحكم فى مصر (2)
هشام الناصر
* * * * * * * * * *
2 – هل يحكم مصر ملك يهودي .. ؟؟

تعتبر "المستقبليات" أو "علوم المستقبليات" من العلوم المستحدثة ( وتصنف كعلم مخلق من مجموعة من العلوم الطبيعية أو العلوم المخلقة الأخرى) وسيكون تأثيرها فى القرن الواحد والعشرين مماثلا (إن لم يكن أكبر وأعظم) من تأثير "بحوث العمليات" (Operation Research) فى مجريات الحرب العالمية الثانية.

وتهتم "المستقبليات" بأهم أساسيات عملية "صناعة القرار" وهى علاقة السببية (Cause effect relationship) أو العلاقة بين المقدمات والنتائج (Premises and Conclusion) فى نطاق زمنى يمتد من الماضى إلى الحاضر إلى استشراف المستقبل.

يحاول العاملون فى "المستقبليات" الإجابة عن أسئلة منها : ماهية العلاقة الإرتباطية بين ما حدث فى الماضى (كمقدمات) وبين الأوضاع الراهنة أو الحاضرة (كنتائج). وما هى نتائج ما يحدث حاليا فى الحاضر وفى الماضى القريب (كمقدمات) فى المستقبل القريب والبعيد. وكيف يمكن صناعة "مقدمات" حالية للوصول إلى أهداف مستقبلية مأمولة ومنشودة. وكيف يمكن إفساد مقدمات حالية لمنع الوصول إلى نتائج غير مرضية (أو مؤذية).

الطريف فى الأمر أن القاعدتين الحاكمتين فى تحديد العلاقة بين المقدمات والنتائج مأخوذتان من قاعدتين ترجعان لأيام الفلسفة اليونانية القديمة (Modus ponens– Modus tollens).
فإذا كانت مقدمات (أ) تؤدى إلى نتائج (ب) فإن هذا لا يعنى أن عدم وجود (أ) يعنى بالضرورة عدم وجود (ب) والصحيح إن عدم تحقيق (ب) يعنى عدم وجود (أ).
أرباب "السياسة" الحقيقيون (ونحن نفتقدهم فى السلطة الحالية للجهالة وعدم التأهيل وعدم المقدرة أيضا) مطالبون بحسن توصيف وتصنيف المقدمات والنتائج ومعرفة العلاقة الإرتباطية فيما بينهما لصناعة المستقبل أو على الأقل لدرأ مخاطره.

الإسهاب فى الحديث التفصيلى عن "مسببات" النتائج الحالية (المزرية) وكذا "النتائج" المستقبلية المتوقعة لمجموعة المقدمات الحالية (المفزعة) يحتاج إلى فريق عمل ومجموعة مقالات (إن لم يكن كتاب) وهذا خارج نطاق المقال.

لا يختلف اثنان فى أن الغيبوبة "الشعبية" والسلبية فى مصر كانت من أهم أسباب الحكم الأوتوقراطى المشخصن كنتائج - الذى تطور أخيرا وفى ظل مزيد من الغيبوبة والسلبية إلى أشرس أنواع الاستعمار الداخلى (هيمنة فئة على مقدرات وموارد البلد بأكملها) وهو أيضا تكرار تاريخى (قولبة تاريخية) لمجتمع النصف فى المائة . والنتائج يمكن أن تكون مقدمات لنتائج تالية وهو ما تحقق من كون الحكم الأوتوقراطى المشخصن أسبابا (مقدمات) لنتائج الفقر والجوع والمرض والجهل والانحلال الذى تعيشه الأمة المصرية وهو ما سيؤدى بالتالى إلى نكبات مستقبلية لا يعلم مداها وفداحتها إلا الله ومن عنده علم من الكتاب.

بالنسبة لاحتمالات الحكم القادم فى "مصر" الذى بات قريبا تطبيقا لمقولة الفيلسوف المغربى (محمد عابد الجبرى) فيما يسمى بالحل البيلوجى – فإنه لن يخرج عن احتمالات ثلاث :
حكم اتوقراطى مستنسخ ، حكم ملكى يهودى ، جمهورية إسلامية بقيادة الإخوان المسلمين.
1 – الاحتمال الأول هو إستمرار الحكم الأوتوقراطى بنسخة معدلة تجمع بين المستبد العادل والديماجوجى والمتعنت المتشدد.

فى هذا الاحتمال ستقوم السلطة الحالية بإستنساخ نفسها بجزء منها (!!). هدف السلطة الحالية ليس الاستمرار فى الحكم بغرض المزيد من المكاسب فما جنته فى "ثلث قرن" ويزيد كثير وأكثر من الكثير. هدف السلطة الحالية هو الإفلات من "الحساب" وحتمية "العقاب" وهذا لن يتأتى إلا باستمرارها، وهذا من المحال لانتهاء العمر الإفتراضى لرأس السلطة ، ومن ربع المستحيلات بالنسبة لولى العهد المنتظر الذى يفتقد إلى أى شرعية حقيقية أو زائفة تؤهله حتى لمنصب رئيس وزراء ويضاف إلى ذلك أن مشروع تولى "ولى العهد المنتظر" زمام السلطة سيزيح الغطاء الأخلاقى من على أجساد رموز سيادية فى أركان الدولة الأمر الذى سيجعل منها "مضحكة" أمام نفسها ومرؤوسيها (!!) – فتلك الرموز توهم أو تخدع نفسها بشرعية زائفة للسلطة الحالية هى أول من يعلم بضعفها وزيفها ولكن أن تحاول تخليق شرعية أو تبرير شرعية لولى العهد القادم فهذا محال حتى لو أرادت (!!). أما الأهم فهى المنظومة الأمنية الحديدية التى تحمى السلطة الحالية والتى لن تتوافر بنفس إمكانياتها لولى عهده وهو الأمر الذى يرفع احتمالية تكرار القالب التاريخى "لخريف الغضب" (!!!!).

السلطة الحالية ستعيد تكرار الاتفاق التاريخى الذى عقدته مع السلطة السابقة (مع اختلاف الظروف). العائلة الحاكمة السابقة خرجت بهدؤ دون فتح الملفات السياسية والمالية وبعد خروجها بسنوات عاد عميدها الشاب بالمليارات ليرأس مجلس إدارة شركة الاتصالات المصرية الجديدة (أثير الأمر فى البرلمان المصرى وسرعان ما أخمد فى مهده).
ستقوم السلطة الحالية (والسلطة المرشحة) باحتواء أزماتها المتشعبة الحالية.

الأزمة الأولى والرئيسية هى فورة وهبة الشعب "الجائع" الغاضب. فالحرية السياسية قد تكون ترفا لبعض الشعوب أما "الخبز" فهو الحياة للكل .. هو "العيش". أساليب الاحتواء كثيرة ومتعددة وتتراوح بين سيف المعز وذهبه (العصا والجزرة) - منها المزيد من القمع والتخويف وخاصة للكوادر النشطة وللرموز القيادية باستخدام المنظومة الأمنية المتغولة المتوحشة، ومنها التلويح ببعض الفتات لقطعان الشعب الجائع كما حدث أخيرا فى الإعلان عن زيادة رواتب العاملين بالحكومة بمقدار 30% رغم أن الزيادة فى السعار تجاوزت 200%، يضاف إلى ذلك أن الزيادة ستكون على أصل الراتب المتهالك أصلا بسبب هيكل الأجور الإشتراكى (!!) فالنظام تحول للرأسمالى ومازالت الأجور اشتراكية !!!!. ومن ثم فالزيادات المتوقعة ستكون من 10 جنيهات إلى 150 جنية (2 دولار – 30 دولار) وهو ما يماثل (حسب رأى أحد المدونين الساخرين) من ربع كيلو إلى أثنين كيلو ونصف من اللحم البلدى الطبيعى وليس من لحم "الحمير" الذى زاد انتشار أكله بين "المستحمرين" فى ظل "المستعمرين" – فلا استعمار (داخلى أو خارجى) إلا بالإستحمار.

الأزمة الثانية التى تواجه السلطة الحالية (ومعها السلطة المهجنة) هو انحسار الدور الذى ارتضته السلطة المصرية منذ الجمهورية الثانية وهو دور "السمسار" أو "الوسيط" الأمر الذى يحولها إلى عبء لا نفع من وراءه (الأمر الذى يخالف المنطق الغربى الخاص بالعائد والتكلفة) .

وقد ظهر فزع وهلع الإدارة المصرية من محاولات الرئيس الأمريكى "جيمى كارتر" لعب دور الوساطة بين الفلسطينيين (بقيادة حماس) والكيان الصهيونى الأمر الذى يسحب البساط من تحتها ويفقدها دورها ومورد رزقها (!!).

الجدير بالذكر أن السلطة السياسية لحماس أجادت اللعب على المتناقضات. فهى تعرف جيدا موطن ضعف السلطة المصرية الحالية ومن ثم أرسلت لها رسالة لم تكن خافية عن المراقبين – تمثلت فى الموافقة المبدئية على مشروع "كارتر" والتلميح بإبداء التعاون معه – ثم فجأة وبالدوران بزاوية 180 درجة أعلنت عن مباركاتها لمجهودات الوساطة المصرية – وأختفى "كارتر" واختفت أيضا اللهجة العدائية لمنظرى السلطة المصرية ضد حماس وأهل "غزة" ...

هناك مجموعة من البدائل يتم دراستها فى مطبخ صناعة القرار – وهناك بالفعل من يتم تلميعه وتجميله ولن تكون المفاجآت كبيرة إن تحقق هذا الاحتمال.

السلطة القادمة لن تكون ديمقراطية كما يأمل الشعب المصرى ففسائل أشجار "الدوم" لا تنبت عنبا ولا تينا. فالأوتوقراطية لا تنبت إلا أتوقراطية.

ستحاول السلطة القادمة أن تبدأ بالأعمال الخيرة أى نفس سمات النوع الأول من الحكم الأوتوقراطى (المستبد العادل). وأمام ميراث ثقيل من معاهدات الإذلال وفقدان السيادة على الجانب الخارجى، وطوفان متراكم من فساد مالى وإدارى على المستوى الداخلى ستستمر السلطة الجديدة فى الكذب والإخفاء وإيهام الشعب بالسيادة والحرية وبأن الأمور مائة فى المائة (100%) أى التحول الحتمى إلى الديماجوجية (البهلوانية). ومن منطلق أن الفساد مهما تجمل لن ينبت إلا فسادا فستجد السلطة نفسها أخيرا عاجزة عن الإصلاح وستتراكم المشاكل والأزمات وصولا إلى النكبات (فالأزمات إن لم تحل جيدة تتحول إلى نكبة) ومن ثم ستسن القوانين الجديدة لتواكب المتغيرات إضافة إلى الموروث التاريخى من ترسانة القوانين العثمانية – أى تتحول السلطة الجديدة إلى متعنتة متشددة تتستر بقوانين فاسدة مستمدة من دستور أكثر بنوده بها عوار.


2 – الاحتمال الثانى قد يبدو لأكثر المهتمين بعيد المنال رغم انه وارد الاحتمال وهو عودة البلاد إلى الحكم الملكى لأسرة محمد على.

فالملك الشرعى الذى أغتصبت الثورة السلطة منه هو "أحمد فؤاد" – وهو ملكا لقيام والده الملك فاروق بالتنازل له يوم 26 يوليو 1952 قبل رحيله خارج البلاد (ولم يكن قد بلغ العام الأول بعد – فجلالته من مواليد 1951) ثم خلعته الثورة فى يونيو 1953.
تزوج الملك الأسبق "احمد فؤاد" من يهودية يقال أنها من أصول مغربية تدعى "'دومينيك فرانس بيكار" ثم قامت بتغيره إلى اسم "فضيلة" . انفصل أحمد فؤاد عن زوجته بعد سلسلة فضائحية شاهدتها المحاكم وتناثرت فيها أقاويل عن عدم نسب بعض أولاد جلالة الملك إليه (وقد تحدث الأستاذ "أنيس منصور" فى هذا الموضوع تلميحا بمقال له بالشرق الأوسط الدولية).
المثير فى الأمر هو سعى الملك الأسبق "احمد فؤاد" وأسرته إلى الحصول على موافقة الرئاسة المصرية (السادات) على أن تتم عملية ولادة احد أبناءها فى "مصر" (وقد تمت الولادة بالقاهرة وتمت تسميته "بمحمد" ) ولذا فمن المؤكد انه يحمل شهادة ميلاد مصرية وجنسية أيضا – أى كل المؤهلات التى تضفى الشرعية على توليه ولاية العهد عند إعادة تنصيب أبيه ثم توليه العرش بعدها بقليل.
ولن يكون الأمر غريبا أو عجيبا فهذا هو التطور الدرامى لتاريخ طويل من "إستحمار" الشعب المصري – بدأ بولاية أهل "مالطا" ثم "ويلز أو اسكتلندا" وأنتهى باليهودية – وهذا أقل ما يستحقه شعب أتسم أو كان يتسم بالخنوع والسلبية.
السيناريو تم إعداده كأحد الاحتمالات ومجموعات العمل والوسائل والتبريرات والغطاء الأخلاقى جاهزة للتنفيذ. الشعب المصرى الغاضب يستمر فى الغليان والهبات والانتفاضات. المؤسسة الأمنية الغبية لا تملك سوى سلاح القوة الغاشمة للردع والتنكيل. القيادة السياسية أعجز من أن تقوم بحل مرضى فهى لا تقدر حتى لو أرادت (!!). المظاهرات والتجمعات تنتقل من الأقاليم إلى البيت الزجاجى للبلاد ..إلى العاصمة "القاهرة". وحشية الجهاز الأمنى تتصاعد من الضرب بالعصى المطاطية والخيزران إلى استخدام قنابل الدخان والرصاص المطاطى والرصاص الحى (كما حدث فى المحلة الكبرى). المتظاهرون يتذكرون حكمة طارق بن زياد "البحر من وراءكم والعدو أمامكم" – فهو إن سكت مات جوعا وإن تظاهر ضرب وقد يقتل وإن قبض عليه فستنتهك رجولته ويفقد فحولته فلا مناص من المقاومة والرد بالمثل و"يا طابت .. يا أثنين عور (!!!)" – فيرد بالطوب والحجارة وقنابل الدخان الملقاة عليه على أجهزة الأمن السافاكى. ميليشيات المرشدين والمجرمين المحترفين المستأجرين أو المدفوعين بواسطة وحدات المباحث ستنضم للغوغائيين المندسين وسط المظاهرات وسيتم افتعال الكثير من الأحداث الدامية على غرار "حريق القاهرة" فى يناير 1952. هناك عدة خطط لتأمين البلاد منها ما هو تابع للمؤسسة العسكرية ومنها التابع لمؤسسة الشرطة ومنها وهو الأهم ما هو تابع لفرع الإدارة الأمريكية بالقاهرة والإسكندرية (!!). من العادى أن تتواجد "السى اى إيه" فى مصر ولكن ما هو غريبا هو تواجد "الإف بى اى" والعديد من أفرع مؤسسات حكومية وحزبية أمريكية (ولا مزيد ....).
الفوضى فى مصر قد يتم تفعيلها وإذكائها ويكون الحل كما حدث فى بلاد الأفغان هو عودة الملك الشرعى المغتصب عرشه للبلاد ... جلالة الملك احمد فؤاد وولى عهده اليهودى (!!!).
ليست مصادفة أن يتم تلميع صورة الملكية فى مصر فى أحد الأعمال الدرامية (مسلسل الملك فارق) بطريقة جعلت البعض يشفق على الرجل ويتعاطف معه. وليست مصادفة أن يتم تسويق المسلسل على أقراص مدمجة وبأسعار مغرية حتى بعد انتهاء عرضه المتكرر على عدة قنوات ومحطات. وليست مصادفة أن يتم ولادة "محمد أحمد فؤاد" فى القاهرة وحمله للجنسية المصرية.
ولا عجب .. ففى بلاد العجب قد يحدث أكثر من العجب ...
3 – الاحتمال الثالث هو أن يتولى الإسلاميون بقيادة "جماعة الإخوان المسلمين" زمام الأمور وتتم إقامة أول "جمهورية مدنية إسلامية" واضحة وصريحة لا لبس فيها ولا تزويق.
والإسلاميون بالعموم والإخوان بالخصوص لا يحتاجون لموافقة سامية من ما يسمى بالأحزاب المصرية الورقية التى أثبتت أنها أكثر وهنا من كونها ورقية.
والإسلاميون لا يحتاجون لصك غفران من أقباط مصر ولا من اى طائفة أخرى. فغير المسلمين لا يشكلون سوى اقل من 6% من مجموع المصريين يمثل الأقباط أكثر من نصفهم بقليل - وقمة الديمقراطية التى يتغنى بها العالم الآن هى ألا تنصاع الأكثرية الساحقة لتعنت الأقلية.
الحكماء من أقباط مصر يعلمون أن خيرهم فى كنف الإسلاميين كمواطنين وليس أقلية أو رعايا وهو ما كان سائدا وسيسود. محاولات اصحاب المصالح الشخصية من بعض أقباط المهجر وعمالهم فى الداخل سيجعل الصراع يبدو أو يأخذ شكل أقلية وأكثرية. أقباط مصر يعرفون جيدا أن عدوهم الأول والأكبر هم البروتستانت (وخاصة المتحررة) أولا والكاثوليك ثانيا. ضحايا مذابح المسيحيين فيما بينهم أكبر وأعظم من معاركهم مع المسلمين حتى فى الحروب الصليبية الذين كانوا فيها معتدين. المثقفون من أقباط مصر يعرفون جيدا زيف التقسيم الذى وضعه "هينتجتون" فى أطروحة صدام الحضارات، فقد ذكر فى تقسيمه أطراف الصراع القادم كالآتى : الغرب والإسلاميون والمسيحية السلافية (روسيا وصربيا) والهند واليابان والصين (الكونفوشية). تقسيم "هينتجتون" ينطبق عليه المثل المصرى العامى "سمك – لبن – تمر هندى" فهو لا يخضع لتصنيف محدد فمنه الدينى ومنه القومى ومنه التكتل العقائدى الفكرى. وليسأل أقباط مصر (الأرثوذكس) أين تصنيفهم فى صراع "هينتجتون" وهل يستقيم جمع الكاثوليك والبروتستانت (وهم أعداء تاريخيين) فى تصنيف واحد هو "الغرب" ؟؟؟؟. الإجابة على السؤال ستحدد لهم معالم الطريق ، وسيعلم العامة منهم وأنصاف المثقفين أن أمنهم وأمانهم فى كنف الإسلاميين – أما الحكماء منهم والمثقفون فلا خوف منهم أو عليهم فهم يعلمون.
سقطت العقائد الفكرية المادية أو العلمانية فى مصر، فلم يعد هناك معنى لتصنيفات القوميين (الناصريين) والإشتركيين (بأطيافهم) والليبراليين. كلها كعقائد نصبت من نفسها بديلا عن الإسلامية قد سقطت فى الاختبار تلو الاختبار. فالإسلامية ليست مجرد منهجية جامدة التحديد بل هى مدرسة منهجيات يمكن تطبيقها (إسقاطها) فى مختلف الأشكال بما فيه صالح البلاد والعباد وبما يتلائم مع الزمان والمكان . فكما قلنا سابقا إن الإسلامية يمكن أن يتم تطبيقها فى الشكل الليبرالى أو فى الشكل الإشتراكى أو فى تزاوج مشترك فيما بينهما فيما يعرف بالطريق الثالث (الاشتراكية الديمقراطية أو الليبرالية المهتمة بالعدالة الاجتماعية – وهو الاتجاه الحديث السائد فى بعض بلدان الغرب الآن). ولكن الإسلامية لا يمكن أن تكون "نيوليبرالية".
من الجدير بالذكر أن هذا الاحتمال وارد فى أجندة الخيارات الغربية (الأمريكية) كبديل عن حالة فوضى لا يمكن إدارتها والسيطرة عليها ، أو كبديل عن تصدير فكر يسارى "معدل" من التجربة اللاتينية وبدعم من تكتل "شنغهاى" ويكون قاعدة متقدمة لحماية المصالح الصينية والروسية فى إفريقيا ورأس حربة نحو الكنز البترولى فى منطقة الخليج، أو للاعتقاد بإحداث توازن "مذهبى" مع المشروع الشيعى الفارسى (فى إيران).
وتوصيف المشروع الإيرانى بالشيعى الفارسى ليس سبا أو ذما بل هو توصيفا ومدحا (!!). فبغض النظر عن الخلافات والتناقضات بين العرب والفرس أو بين السنة والشيعة (وهو ما نراه قابلا للحل والتوافق والتعايش) فإن من أهم أسباب نجاح المشروع الإيرانى هو عدم خلق الصراع والتناقض بين مذهبه الشيعى وقوميته الفارسية فأخذ محصلة زخمهما معا ليصبا فى زخم واحد فى مشروعهما الذى يتنامى ويقترب كثيرا من هدفه بجعل إيران أول دولة "عظمى" فى المنطقة تكون ندا للمشروع الصهيومسيحى – وهذا بعكس الأمة العربية التى خلقت عداوات وصلت إلى حد الاتهامات المتبادلة بين الإسلامية والقومية العربية (بالتكفير من جانب وبالكهنوتية الثيوقراطية من الجانب الأخر).
لم تستمع الأمة العربية لأقوال مثقفيها الحقيقيين (أمثال الدكتور عصمت سيف الدولة) فى تفنيد التضارب بين الإسلامية والقومية العربية وإرساء ما يسمى بالانتماء أو بالولاء المزدوج وبأن العلاقة بين القومية والإسلامية هى علاقة الجزء بالكل وعلاقة المرحلى بالنهائى.
التجربة الإيرانية أثبتت بأنه لا توجد محاذير فكرية أو موانع شرعية تجعل من المرء الواحد أن يكون إسلاميا قوميا اشتراكيا – فلا تعارض فيما بينهم وهذا ما يجب أن يكون.
عموما ... هاهى الأمة العربية تجنى علقم ثمار أعمالها وسوء إداراتها لصراعاتها التاريخية. ولكن من المؤكد أن هناك من تعلم .... ولعلهم الأكثرون.
وختاما يثار سؤال ..
هل هناك احتمال رابع قابل للتنفيذ تم إغفاله فى هذا المقال ؟؟؟؟ - مع التركيز على عبارة "قابل للتنفيذ" – أى بعيدا عن خيالات المتثقفين ومخاوف العلمانيين (الملحدون أكثر منهم علميون) وجهالة أصحاب النوايا الصادقة الذين يحكمون على الإسلامية من التطبيق وليس على أصوله ومن منابعه الأصلية ومن المتنورين.
نرى أن الإجابة هى "لا" أو بالمصطلح الأجنبى (Big No) – وللشعب المصر القرار فى أن يكون أو لا يكون .
ولعل للحديث بقية .....
هشام الناصر
الجمعة 2 مايو 2008


الخميس، مارس 06، 2008



لا للفساد
لا للمفسدين
لا لاستمرارهم فى بلدى فى مصر