الاثنين، أغسطس 13، 2012

مستقبل السياسة الخارجية المصرية تجاه إيران

علي بكساوي

علي الرغم من التفاؤل الإيراني بصعود الإخوان إلى السلطة في مصر فالعلاقة بين مصر وايران لن تكون فيها جديد ، وقد لوحظ أنه فور نجاح الدكتور محمد مرسي في انتخابات الرئاسة برزت إشاعة محادثة بينه وبين الرئيس الإيراني أحمدي نجاد روجتها وكالة أنباء إيرانية في حالة من التطلع العجيب لتحسين العلاقة بينها وبين مصر ، وفي حديث له مع وفد مصري قام بزيارة إيران، قال الرئيس الإيراني إنه لا يرى أي سبب يحول دون زيارته إلى مصر بعد رحيل الذين لا يريدونه هناك، حيث يقول أحمدي نجاد في طهران إنه “كان في القاهرة مسؤلون يرفضون حضورنا لمصر؛ والآن رحلوا.. ولكن ننتظر أن توجه لنا دعوة رسمية، ووقتها سأزور مصر على الفور”. ،،إلا أن العلاقات الإيرانية المصرية لن تسير وفق هوي النظام الإيراني في جميع الأحول ، ولن تجد تتطلعات إيران لزيارة الرئيس محمد مرسي طهران لحضور اجتماع دول عدم الانحياز صدي لدي الإدارة المصرية الجديدة و من المرجح عدم توجه الرئيس المصري إلي هذا الاجتماع.

ويبدوا لنا أن خيارات الرئاسة المصرية جاءت واضحة المعالم من خلال الزيارة الأولي للرئيس محمد مرسي خارج مصر والتي بدأها بالمملكة السعودية بالإضافة إلي الحديث عن أمن الخليج بأنه خط أحمر ، ومن المعروف أن التهديد الوحيد لدول الخليج العربي هو تهديد إيراني سواء من حيث العبث الطائفي في دول الخليج أم من حيث التسلح المستمر لإيران بما في ذلك السعي نحو الحصول علي السلاح النووي والموجه إلي جاراتها الخليجية، وقد أوضح الرئيس محمد مرسي خلال كلمته أمام الجالية المصرية في جدة “أنه إذا كانت السعودية هي راعية لمذهب أهل السنة والجماعة فمصر بإذن الله ستكون حامية لمذهب أهل السنة والجماعة ” وهذا مؤشر يبين المسار الذي اتخذته السياسة المصرية تجاه إيران والدور الإيراني في الدول العربية.
فالمنهج الذي تقوم به إيران لتمددها داخل الدول العربية المجاورة يقوم علي تشييع اكبر قدر من السنة ثم عسكرة وتسليح أبناء المذهب الشيعي كما حدث في كل من العراق ولبنان واليمن وسوريا وإذا سمحت الظروف السياسية يتم التحرك من خلال حزب سياسي للحصول على مكاسب سياسية للمذهب ، وليس هذا المنهج وليد اللحظة الراهنة لكن يتم استثمار أعوام طويلة من جهود في العمل السري والعلني سياسياً ودينياً ولوجستياً منذ بدء مشروع تصدير الثورة إلى الإقليم والعالم في عام 1979م ويمكن أن نحصر أهداف المشروع الإيراني في النقاط التالية :-.
• اختراق القاعدة الشعبية سياسياً واجتماعياً ومالياً في دول الخليج والوطن العربي معتمداً على الطائفة الشيعية العربية.
• العمل على إيجاد محتوى سياسي وعسكري شيعي قادر على تطوير هلال شيعي في المنطقة العربية ويمتد من إيران مروراً بالعراق وسوريا ولبنان محيطاً بالمحتوى السني.
• إقامة نفوذ سياسي ومالي للمنظمات والمرجعيات الشيعية المرتبطة بالمشروع الإيراني في دول الخليج.
• تنمية القدرات الطائفية وعسكرة الطائفة الشيعية .
• إيجاد تحالف مقاومة عسكري (شيعي – سني – قومي) ضد مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل واستخدامها كورقة ضغط سياسية لتحقيق مكاسب للمشروع الإيراني.
موقف الرئيس المصري
يخطئ من يظن أن موقف الرئيس مرسي القادم من جماعة الاخوان المسمين سيكون بعيدا عن مصالح الدولة المصرية التي يقودها ، كما يخطئ من يتصور أن مصير العلاقة بين مصر وإيران يمكن تحديده من خلال تتبع تاريخ الاخوان المسلمين في دعمها للثورة الإيرانية ، فقد كانت حركة الإخوان المسلمين منسجمة مع مبادئها في الدعوة لوحدة المسلمين والالتقاء لمدافعة الاستعمار وتوحيد كلمة المسلمين فقد أسس الإمام البنا ـ رحمه الله ـ في منتصف الأربعينيات تواصلاً بهذا الشأن مع السيد محمد القمي كما أن السيد نواب صفوي من جمعية أنصار الإسلام (1924 – 1955) زار مركز الإخوان المسلمين في مصر ودعي إلى مقاومة الغرب ووحدة المسلمين ومحاربة الطائفية وتنحية الصراع الشيعي ـ السني، وإنشاء جبهة إسلامية ضد الاستعمار وقد قام بعد عودته من مصر متأثراً بما وجده في جولته وزيارته للإخوان فى مصر قام بحملة شعبية لنصرة فلسطين.
كما قدمت جماعة الاخوان المسلمين دعمها للثورة الإسلامية في إيران في بدايتها فقد أيد الإخوان المسلمون إيران الثورة ورحبوا بها بقيادة الخميني ودعموا سياساتها اعتقاداً منهم بأنها دولة إسلامية سوف تساهم في رفع الظلم ونصرة المسلمين في البلاد الأخرى، ولكن صدم الإخوان من النهج الطائفي لإيران الثورة في الدستور والتعامل مع القوى السياسية والدينية وخصوصاً أهل السنة والجماعة في إيران خصوصاً بعد تعرض رموزهم إلى القتل والسجن والنفي، كما صدموا من العلاقة الإستراتيجية مع سوريا على حساب الإخوان والتعاون الإستراتيجي مع إسرائيل على حساب التوازن العربي ، وبدا للإخوان أن الدولة الإيرانية هي دولة قومية تستعمل المذهب الشيعي في الوصول إلي غايتها.
والآن فان موقف الاخوان المسلمين بات أكثر واقعية وستحكمه مصلحة الأمة التي تتسق مع مبادئها فمصلحة الأمة قد تكون في وقت من الأوقات في حاجة لمساندة أي فصيل إسلامي ضد الهيمنة الغربية علي حكوماتها ، وهذا ما دعي الاخوان المسلمين الوقوف مع الثورة الإسلامية في بدايتها ولكن منذ ذلك التاريخ حتى الآن لم يري الاخوان المسلمين من إيران الثورة غير التوسع المذهبي ومحاولات الاختراق والسيطرة علي مناطق جديدة في العالم الإسلامي ولا يبدو ذلك متسق مع مصلحة المسلمين إذ ظهرت التوجهات الإيرانية الشيعية مدمرة لأهل السنة في الأرض التي تقع تحت يديهم ، وحتى أهل السنة والجماعة وعلي رأسهم الاخوان المسلمون في إيران بالطبع يتعرضون وتتعرض رموزهم إلى القتل والسجن والنفي ومازال ، كما فشل بوضوح مشروع التقريب المذهبي الذي تبناه الاخوان المسلمين خلال العقود الماضية .
ومن المؤكد أن الثورات في بلاد الربيع العربي التي قامت علي أكتاف أهل السنة أصبحت تهدد إيران القومية الفارسية خاصة أنها قامت بقيادة مشروع سني إسلامي يتبناه الاخوان المسلمين حيث يشكل أهل السنة 88% من جسم العالم الإسلامي ، وأما إيران ومشروعها القومي الاستعماري في بلاد أهل السنة تحديدا ، وأصبح مشروعها يتطلب لا يتسق مع طبيعة الثورات في الربيع العربي فعلي الأرجح أن تؤدي هذه الثورات المفاجئة لها الي انزواء وانحسار المشروع الإيراني ، لذا برز الدعم الغير محدود لسوريا من الجانب الإيراني .
خيارات الموقف المصري في المرحلة المقبلة
يجب أن يعمل الرئيس محمد مرسي في هذا الامر علي تلبية رغبات الشعب المصري بعد الثورة خاصة أنه جاء بدعم شعبي من جماعة الاخوان المسلمين والتيار السلفي وأن يضع في عين الاعتبار تطلعات شعوب المنطقة المتطلعة لوقف التمدد الإيراني داخل أراضيها وتلبية مطالب الشعب المصري بأن تستعيد مصر دورها الرائد في المنطقة وأن تعمل مصر علي تحقيق المصالح التالية :
• إقامة حوار استراتيجي مع إيران وفتح الملفات المختلف عليها والتي تهدد تعايش المكونات الاجتماعية في المنطقة العربية بسبب تدخلات إيران لمصالحها ونفوذها ، وان يكون ذلك بمشاركة دول سنية.
• تبني وقيادة محور سني في مقابل المحور الشيعي يتكون من ( تركيا – السعودية – مصر- باكستان ) يعمل علي دعم أهل السنة في المنطقة ضد التمدد العسكري والمذهبي الإيراني .
• دعم جهود دول الخليج في معالجة الحالة الإيرانية ومساندتها ضد التدخل الإيراني في أراضيها وضد التحركات المشبوهة للجماعات الشيعية المنظمة داخل أراضيها والتهديدات العسكرية الخارجية.
• دعم دور الأزهر في التصدي للمذهب الشيعي وتمدده في العالم الإسلامي.
• دعم حركة حماس حتى تنتهي علاقاتها مع إيران.
• تحجيم التمدد الشيعي في مصر والذي يستغل الفراغ الأمني .
• العمل مع دول الجوار علي عدم الدخول في صدام مباشر مع إيران واستيعاب إيران ضمن المؤتمر الإسلامي .
• دعم الثورة السورية لنزع سوريا من المحور الإيراني (أمنيا وسياسياً) وإضعاف موقف إيران العام.
• رفض المشروع النووي الإيراني وتسهيل فرصة إيران لتحويله إلى مشروع سلمي بإشراف دولي وعربي.
• المطالبة الإعلامية بدعم الجهود لإعطاء المذهب السني والأقليات في إيران حقوقها الاجتماعية والسياسية والوطنية.
• كشف انتهاكات حقوق الإنسان في إيران أو ما تقوم به الأطراف التي تتبع السياسة الإيرانية.
• المساهمة مع الجانب الإيراني في إضعاف النفوذ الإسرائيلي الأمريكي في المنطقة.
الخلاصة
يجب ألا تتوقف مصر عن المضي في دورها الرائد لجمع الكلمة العربية والإسلامية والعمل علي وقف المد الإيراني في لحظة الاحتضار التي يعيشها في ظل انتهاء دوره في سوريا والذي سيتبعه بلا شكك تراجع نفوذه في العراق وانضمام العراق إلي حد كبير ،وإبطال الأسباب التي دعمت التحرك الحوثي شمال اليمن وتحجيم التطلعات الإيرانية في دول الخليج لان أمن مصر يبدأ من سواحل الخليج العربي حتى المغرب العربي علي سواحل المحيط الأطلنطي وجنوبا حتى وسط أفريقيا ومنابع النيل .

Bexawi1@gmail.com

الجمعة، سبتمبر 02، 2011

الجمعة، أغسطس 19، 2011

الصوفية بين الاختراق الإيراني والدعم الأمريكي
بقلم :على بكساوى
تحمل الطبيعة المصرية جينات التدين منذ قدماء المصريين حتى الآن وصبغت تأثيرها على الجانب السياسي فى الماضى والحاضر، واختار الرئيس السادات لنفسه لقب “الرئيس المؤمن” وكانت جريدة أخبار اليوم قد نشرت بالصورة يوميات الرئيس السادات وهو يصلى في بيته أو بيده مسبحة ويقوم التلفزيون بنقل صلاة الجمعة والعيد بحضور الرؤساء السابقين وبصحبتهم شيخ الأزهر ومفتى الجمهورية بالإضافة إلى الاحتفال السنوي بالمولد النبوي ، فالكل قد تعلم الدروس من تاريخ حكام مصر وعلاقتهم بعلماء الأزهر والذين لهم الدور البارز في تثبيت أركان النظام الحاكم منذ إن قام الشعب المصري بقيادة علماؤه بثورة القاهرة الثانية ضد الفرنسيين وقاموا بتنصيب محمد على عام 1805م ، وأصبحت كل الأنظمة الحاكمة تضع عينها على القيادات الشعبية الإسلامية وتعمل على انتقاء فصيل منه يسانده ولو بصورة مؤقتة حتى يصل إلى الكرسي ليقوم بالدور الهام له بعد ذلك وهو القضاء على من ساهم في توليه السلطة ، وجميعنا يذكر محمد على باشا عندما ذبح خصومه المماليك ونفى العالم الأزهري الشيخ عمر مكرم الذي يسمى المسجد في ميدان التحرير باسمه ، وكما شرد محمد على علماء الأزهر الباقين ممن لم يدينوا له بالولاء ، كما أصدر محمد على باشا قرار يقضي بتعين مشرف على جميع الطرق الصوفية والزوايا والمساجد التي بها أضرحة يكون له الحق في وضع مناهج التعليم التي تعطي فيها ، وذلك كله في محاولة لتقويض سلطة شيخ الأزهر وعلمائه، وقد تطورت نظمه وتشريعاته على يد اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني وقت احتلال مصر في القرن الماضي وعمل على استخدامهم، ودأب على وصفهم في تقاريره السنوية بالمسلمين «العقلاء» وأنشأ لهم المجلس الأعلى للطرق الصوفية في مصر وأصبحت الطرق الصوفية هي الممثلين للمسلمين في الدولة.

قام جمال عبد الناصر وعلى طريقة محمد على بقتل وسجن وتعذيب الإخوان المسلمين الذين وأوصلوه إلى الحكم واستطاع خلال سنتين من ثورة يوليو في 1952 أن يقصى الإخوان المسلمين ووقفت مشيخة الطرق الصوفية مع عبد الناصر في صراعه ضد الإخوان المسلمين، وفي ديسمبر 1967م سار أكبر موكب صوفي رسمي في مصر تأييدا لعبد الناصر في أعقاب هزيمة 5 يونيو 1967م ، كما عمل نظام حسنى مبارك على الاستفادة من الصوفية في مصر وبايعته كل الطرق الصوفية وتجدد البيعة مدى الحياة كما أعلن احدهم عن بيعته لمبارك حتى عام 2100م ، وحافظ النظام على وجود الطرق الصوفية وتم إصدار قانون لتنظيم الطرق الصوفية في 1976م ينص على اختصاص المجلس الأعلى للطرق الصوفية بإصدار تصاريح إقامة الموالد ومجالس الذكر وسير المواكب والاحتفالات في المواسم والأعياد الدينية ، وتقيم المشيخة الصوفية هذا الاحتفال الذي تحضره مواكب الشرطة، ويحضره مندوب رسمي عن رئيس البلاد لحضورها وأصبح من واجب المحافظين دعم هذه الموالد.، ذلك على الرغم إنكار بعض علماء الأزهر وعلى رأسهم الشيخ حسنين مخلوف، والشيخ المراغي، بالإضافة إلى: الشيخ حسن البنا الذي حاول أن يُحَمِّل الأزهر ووزير الأوقاف المسؤولية ؛ إذ كان يرى أن التصوف بهذا الشكل قد أضر بالدين على تلك الصورة الدخيلة .
كما يعمل الآن عدد من المرشحين للرئاسة للحصول على دعم الطرق الصوفية منهم أيمن نور، مؤسس حزب الغد، وحمدين الصباحي، وأخيرا محمد البرادعى والذي أعلنت مجموعة من الطرق الصوفية عن تنظيم مليونية ترد فيها على المليونية الكبيرة التي تزعمها الإخوان والسلفيين في جمعة 9 يوليو الماضي بعد زيارته إلي الطريقة الرفاعية .
إيران والصوفية
تختلف إيران عن الدول الأخرى في العالم من حيث أن قائد الدولة وقائد الثورة الإيرانية هو إمام المذهب الاثنا عشري الذي تدين به الدولة ، لذلك فالدولة خادمة للمذهب وهي حصنه وقلعته وقوته الضاربة على عكس النظم في دول السنة وتعمل إيران أيضا على اختراق مصر ويستخدم الصوفية كقنطرة للتشيع من منطلق حب أل البيت ، وقد اخترقوا مصر فعلا في السنوات الأخيرة كما أكد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي والذي حذر في تصريحات له من اختراق الشيعة لمصر، منبهاً إلي أنهم يحاولون نشر مذهبهم في مصر لأنها تحب آل البيت وبها مقام الحسين والسيدة زينب ، وقد صرح شيخ الأزهر الصوفي أحمد الطيب فور توليه منصبه في عهد النظام البائد بأنه سيعمل على تدريس المذهب الشيعي الجعفري الاثنا عشري ، والذي عارضته الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في سؤال برلماني تقدم به الأستاذ على لبن ، وكان من مطالب الشيعة في مصر تدريس المذهب الشيعي في الأزهر أسوة بالمذاهب السنية ، ورغم أنه يعلن رفضه على نشر المذهب الشيعي في مصر إلا أن ذلك لم يتبعه أي عمل سوى هذه التصريحات ، وتعمل إيران على الاستفادة من الثورة منذ أول يوم في أطار ما يسمى بنظرية تصدير الثورة كما يعتبر عدد من الباحثين الدكتور سليم العوا مرشح إيران في مصر من منطلق أنه حاصل على وسام الخميني من الدرجة الأولى وهو محامي خلية حزب الله في مصر ، واستنادا إلي تصريحه أنه مع قيام أحزاب شيعية في مصر السنية ، وقد حاول التخفيف من الفتوى التي صرح بها العلامة القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عندما هاجم التغلغل الشيعي واختلف معه إلا أن الدكتور يوسف القرضاوي وزع بيانا قال فيه “ما قلته عن محاولات الغزو الشيعي للمجتمعات السنية، أنا مصرٌّ عليه، ولا بد من التصدي له، وإلا خنَّا الأمانة، وفرطنا في حق الأمة علينا. وتحذيري من هذا الغزو، هو تبصير للأمة بالمخاطر التي تتهدَّدها نتيجة لهذا التهوُّر» وبعدها تم إقالة الدكتور سليم العوا من منصب أمانة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، كما انتقد عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية بمصر محمد علاء ‌الدين أبو العزائم تصريحات الشيخ يوسف القرضاوي حول الشيعة، زاعمًا أن هجوم القرضاوي على الشيعة سيسبب الفرقة الطائفية بين المسلمين ؟.
الصوفية والدعم الأمريكي
في الوقت الذي كان يبرم فيه الشيخ عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية اتفاقًا مع الحكومة- ممثلة في مؤسسة “الأهرام”- لمواجهة المد السلفي والفكر الإخواني، عقد سكرتير السفارة الأمريكية بالقاهرة- ممثلا عن الإدارة الأمريكية- اجتماعًا مع مجموعة من مشايخ الصوفية، في لقاء استمر لمدة ساعتين، تناول بشكل خاص نشر الصوفية بين المسلمين بالولايات المتحدة ، واتفق 16 من مشايخ الطرق الصوفية، على رأسهم الشيخ علاء أبو العزائم، خلال الاجتماع الذي عقد بمقر الطريقة العزمية بمنطقة السيدة زينب- بحضور ممثل لجهاز مباحث أمن الدولة- مع ممثل السفارة الأمريكية على أن تستضيف الإدارة الأمريكية مشايخ الصوفية على نفقتها الخاصة، لتنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة، والقيام بزيارات إلى الولايات المتحدة لنشر الصوفية بين المسلمين الأمريكيين.
وتم الاتفاق على اختيار أبو العزائم كمنسق بين مشايخ الصوفية في مصر والإدارة الأمريكية، وقال الشيخ محمد عبد المجيد الشرنوبي إن ممثل الإدارة الأمريكية طالب باستمرار اللقاءات والتنسيق بين الجانبين، معتبرًا أن نموذج الإسلام الصوفي يمثل الإسلام المقبول والمرحب به في الولايات المتحدة لكونه إسلاما وسطيا ومعتدلا ، وتحظى الصوفية باهتمام كبير من الدوائر الرسمية داخل الإدارة الأمريكية، في إطار خطة تهدف من خلالها واشنطن إلى محاصرة ما يسمى بـ “الإسلام السياسي”. ويذكر أن السفير الأمريكي السابق فرانسيس ريتشاردوني يعد من أكثر الدبلوماسيين الأمريكيين حرصًا على حضور الاحتفالات الخاصة بالصوفيين، وكان دائم حضور الموالد الكبرى مثل مولد السيدة زينب والسيد البدوي، وكان معتادًا أن يجالس المشايخ في حلقات الذكر التي يعقدونها.
وقد أوصت لجنة الكونغرس الخاصة بالحريات الدينية بأن تقوم الدول العربية بتشجيع الحركات الصوفية تأكيدا لما توصلت اليه مؤسسة راند البحثية الأمريكية RAND Corporation أحد أهم المؤسسات الفكرية الأمريكية ، ومؤسسة راند تدعمها المؤسسة العسكرية الأمريكية وتبلغ ميزانيتها السنوية 150 مليون دولار، أصدرت هذه المؤسسة في ربيـع الأول 1428هـ مـارس 2007م تقريرا بعنوان: بناء شبكات مسلمة معتدلة، (وحددت مواصفاتها للاعتدال ومنها: مساواة المرأة بالرجل في الميراث ورفض تطبيق الشريعة) وهذا التقرير تم إعداده على مدى ثلاث سنوات من البحث ويخلص إلى أن احتواء المد الإسلامي لابد أن يكون بواسطة إدارة صراع فكري ضد التيار الإسلامي يقوم به فريق من داخل المجتمع المسلم يتمثل في العلمانيين والحداثيين والتيار التقليدي المعتدل‏ الذي يصلي في الأضرحة ويميل إلى التصوف.
نعلم جميعا أن القوى العالمية مستمرة في أدارة صراع منظم ضد الحركات الإسلامية خاصة الكبيرة منها والقوية الجذور في مصر تستعمل فيه أدوات داخلية مختلفة كان آخرها الحشد إلى مليونية يقودها الصوفية ، والتي جاءت بعد زيارة قام بها الدكتور البرادعي لأحد هذه الطرق الصوفية ورغم أن الصوفيين قاموا باستخدام أهم سلاح لهم لحشد فقراء المصريين وهو الدعوة إلى طعام الإفطار في ميدان التحرير إلا أن هذه المليونية باءت بالفشل ، لكن رغم الفشل الصوفي في هذا الحشد السياسي فإنني ادعوا الحركات الإسلامية للاستفادة من هذه التجربة وإعلان المواجهة الصوفية المبكرة والمصنوعة من جهات مختلفة وأن تعمل على دراستها والتعامل معها وكيف يستعملها الآخرين في صراعهم معها باعتبارها إحدى أدوات عرقلة الحركة الإسلامية طوال التاريخ وأحد المجموعات المخترقة أكثر من غيرها ، وهذه بداية في طريق طويل لاحتواء الآخرين الرافضين للمشروع الإسلامي.
--------------
رابط المقال

الثلاثاء، يونيو 07، 2011

نحو بناء مؤسسات للتحليل السياسي

عندما تم الإعلان عن ثورة التغيير فى 25 يناير وتبنت جماعة الإخوان المسلمين قرارا خطيرا ألا وهو الوقوف إلى جانب المطالب المشروعة للشعب المصري وقد كان قرارا تاريخيا نال القدر الكبير من التوفيق مما أدى إلي نجاح هذه الثورة … رغم أن القرار كان في إطار منظومتها الإدارية البسيطة لعدم وجود مؤسسات كبيرة لصناعة القرار تقوم بدراسة الوضع بصورة موسعة وعميقة إلا أنها معذورة فلقد أعاق إنشاء تلك المراكز المطاردات الأمنية المستمرة ،
ولكن هذه النتيجة لا تمنع أن يكون القرار في المستقبل مبنى على مؤسسات لصناعة القرار كما في الدول والمؤسسات الدولية الأخرى بل واستخدام ما أتيح من العلم والتكنولوجيا لبناء هذه المؤسسات ،
ولقد كان غياب هذه المراكز أمرا محيرا أمام الباحثين وكان السؤال الملح كيف يتم اتخاذ القرار داخل حركة الإخوان المسلمين على الرغم من ضخامة الحركة وامتلاكها القدرات على ذلك ، وعلى الرغم من وجود المكاتب الإدارية ومجالس الشورى ومكتب الإرشاد إلا انه من المعروف مدى المعاناة التي يكابدها أعضاء هذه الإدارات في جمع المعلومات المختلفة الخاصة لكل موضوع ومدى وفرة الوقت للبحث في التفاصيل ومدى تنوعها والتي يعجز الكثير من المشاركين في إبداء الرأي عن الإحاطة بها وأين تلك الجهات المتخصصة في البحث التي تدعم اتخاذا القرار
وكان هذا محور سؤال الدكتور عمرو حمزاوى في جريدة المصري اليوم منذ عدة سنوات عن العقل الاستراتيجي لجماعة الإخوان المسلمين ثم توصل في استنتاج آخر الى عدم وجود مؤسسات واضحة أمامه أو غياب هذه المؤسسة .
لقد طارد النظام السابق جماعة الإخوان المسلمين ولم يعطها الفرصه لإقامة مراكز متخصصة لدراسة وصناعة القرار … فبطش النظام بمركز الأمة الذي أنشأه القسم السياسي في الجماعة واعتقل عدد من أعضاءه كان منهم الدكتور محمد عبد الغني والسعدني البري والمهندس محمد البشلاوي وخيري عمر مدير عام المركز ومحمد قاسم وحمدي عبد الظاهر وأحمد العجيزي في عام 2006 أثناء مساندة الإخوان لمؤسسة القضاة في مصر وبدلا من أن يكون المركز جسرا للتفاهم حتى على المشترك مع النظام أصبح تهمة للإخوان هذا ما عانى منه الإخوان قبل الثورة .
أما الآن فقد ظهرت الحاجة الملحة إلى أن تأخذ هذه المراكز دورها المعروف في تقديم الدراسات والتحليلات المستندة إلى رؤية علمية تساعد متخذي القرار داخل حركة الإخوان المسلمين وأصبح واجب عليها في ظل زوال الموانع التي أدت إلى عدم وجودها بعد زوال النظام وأصبح للجماعة المقرات وتواجدت بصورتها الطبيعية ،
ومن المعروف أن أول ما تقدمه هذا المؤسسات التحليل السياسي والذي تبرز أهميته لفهم الأحداث وتحليل أسبابها وكيفية التعامل معها في إطار رؤية مستقبلية…
فمؤسسات التحليل السياسي والدراسات السياسية ذات أهمية كبيرة لدى صانعي القرار في الدول الغربية … فأصبح لكل منظومة صناعة قرار مراكز دراسات ويتم دعمها والاستفادة من مخرجاتها في دراسة القضايا بصورة محايدة بعيدة عن العاطفة والانحياز ، وتوصيل النتيجة إلى صناع القرار دون تهوين أو تهويل
وهناك سوق للتحليل السياسي في الغرب فعلى سبيل المثال فان كيسنجر وزير خارجية أمريكا السابق يتقاضى 150 ألف دولار في الساعة الواحدة ،
يقول الأستاذ عبد المجيد مناصرة رئيس حركة حمس بالجزائر أن القرار السياسي تتعدى آثاره إلى عموم الناس وتتجاوز الحدود الزمانية لتؤثر في المستقبل، فكم من قرارات أنهت حركات وأسقطت دولا وأزاحت أمما، وكم من قرارات بنت دولا وصنعت حضارات ورفعت من شأن أمم وأسعدت أقواما ويقول إن القرار السياسي إسلاميا هو اجتهاد جماعي أي اجتهاد مؤسسة حيث يحتاج أصحاب القرار السياسي إلى هيئات تسندهم بالدراسات وتختصر لهم الوقت وتوفر لهم بدائل مفصلة ومعللة بما يعينهم على اتخاذ قرار رشيد.
وما أحوجنا اليوم إلى هذه المراكز التي تعمل على تكوين الرؤية السياسية التي ينبني عليها مجموعة من الآليات قابلة للتطبيق … بعيدا عن التأثر بالبرامج الفضائية والفبركات المفتعلة لتضخيم المخاطر أو الزج بالسلوك السياسي الحركي للجماعة للوقوع في أخطاء متتالية تعمل على إفشالها ،
وفي ظل غياب هذه المؤسسات ومع تواجد هذا العدد الضخم من القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة بات العاملون على صناعة القرار أسرى هؤلاء الإعلاميين الذين يتناوبونهم ليل نهار والذين يثيرون قضايا قبل أن تنضج في مؤسساتهم بل وتسبق المؤسسات صناع القرار بالهجوم حتى ينالوا منها بل ويؤثروا في منفذيها ،
لقد شاهدنا تلك الثورة الفضائية العارمة على انسحاب الإخوان من الانتخابات المزورة وكذلك عندما جلسوا في منصة الحوار أثناء الثورة وأصبحوا دون غيرهم ممن شارك هم المتهم الوحيد للتأمر على الثورة رغم أهمية أن تنال الحركة شرعيتها الدولية لحظة جلوسها في منصة الحوار، لذا أصبح من الأهمية بمكان الاهتمام ببناء المؤسسات الفاعلة المحصنة ضد هذه الأساليب التي تؤثر في صناعة القرار.
عندما يأتي الحديث عن المراكز البحثية لدى الكيان الصهيوني , قد يصاب البعض بالإحباط وذلك نتيجة للفجوة الكبرى والمسافة الشاسعة بين المستويين العربي والإسرائيلي حيث تنفق على البحث العلمي ضعف ما ينفق في العالم العربي، حيث بلغ مجموع ما أنفق في إسرائيل على البحث العلمي غير العسكري ما يعادل حوالي 9 مليار دولار حسب معطيات 2008 ولقد نشر مركز الزيتونة يبين أن إسرائيل تنفق على البحث العلمي ضعف ما ينفق في العالم العربي اجمع، حيث بلغ مجموع ما أنفق في إسرائيل على البحث العلمي غير العسكري ما يعادل حوالي 9 مليار دولار حسب معطيات 2008 ، ومن المعروف أن رئيس الوزراء في إسرائيل يتلقى مرتين شهريا خلاصة ما تعده المراكز البحثية في كل من الشاباك والموساد والاستخبارات العسكرية، كما أن أركان مكتبه يطلعونه على نتائج الأبحاث ذات العلاقة بالقضايا التي تبحثها الحكومة. وقد أقر بيريز عندما كان رئيسا للوزراء في العام 1984 بدور مراكز الأبحاث في مساعدة الحكومة الإسرائيلية في اتخاذ قراراتها تجاه العالم العربي
وما يؤسف له انه لا يوجد من يقدر أهمية البحث في التحليل السياسي في العالم العربي أصلا فعلى الرغم من قدرات الدولة المصرية على صناعة المراكز البحثية إلا انه لا يوجد غير مركزين في مصر يمكنهم أن يقدموا دراسات معتبرة لصناع القرار هما مركز تابع لرئاسة الوزراء ومركز الأهرام للدراسات السياسية بينما يوجد في إسرائيل ما يزيد على المائة والأربعين مركزا ومعهدا علميا متخصصا في مجالات البحوث الإنسانية . ومنهم أكثر من خمسة عشر مركز أبحاث متخصصة في شؤون العالم العربي.
إن من أولى استحقاقات المرحلة الحالية هو أن يتم إنشاء البنية التحتية للعمل السياسي وان يتم الاتى :
•ان نقوم ببناء مؤسسات قوية وفاعلة في البحث والتحليل وعلى رأسها التحليل السياسي حتى تكون خطواتنا مدروسة وعلى بصيرة مستفيدة من دروس من سبقوها ومستشرفة أفاق المستقبل نحو التطور والإبداع.
•العمل على تكوين الكوادر التحليلية السياسية الناضجة والإسراع بتوفير العقول المثقفة والمدربة على استخلاص ووضع التحليلات المناسبة والدراسات, وخصوصا في ظل المتغيرات الدولية الراهنة .
•توفير حرية العمل البحثي لهم وتمكينهم ديمقراطيا من إبداء آراءهم وتحليلاتهم دون ضغوطات داخلية أو خارجية عليهم , ومد يد العون لهم بكل ما من شأنه رفع كفاءتهم وقدراتهم العقلية والنفسية والأكاديمية من دورات و تطوير.
•مد يد العون من الباحثين والمحترفين لكل الشباب القادر على التحليل السياسي أو الاقتصادي أو في أي جانب من جوانب الحياة , ومساعدتهم على التطوير والتحسين من الأداء وتوفير الفرص الممكنة والأجواء المناسبة لهم للإبداع .
•أن نعمل معا على توفير الأماكن والمراكز المتخصصة لذلك من خلال مواقع صنع القرار السياسي أكان ذلك بتوفير المراكز المناسبة لذلك كمراكز الدراسات المعنية أو لدى مراكز القرار , أو في أي موقع من المواقع الإعلامية.
•تكوين فريق محترف فى فن التحليل السياسي ( المرئي) للتواصل مع الفضائيات بعيدا عن الإسفاف ممن يسموا بزبائن الفضائيات الذين يحللون باسلوب زبائني خاص او محدد مسبقا من قبل القائمين على القناة يثير الشفقة ويتعب المتلقي.




الثلاثاء، مايو 10، 2011

مصالحة فلسطينية..هل سمعت هذا من قبل ؟

بقلم : على بكساوى
على الرغم من الإعلانات التي يطلقها نتنياهو لرفضه هذا المصالحة الفلسطينية التي تم توقيها فى القاهرة فى الرابع من مايو الجاري إلا إنني أشك فى صدق هذه التصريحات،وعلى الرغم من الإعلان الأمريكي بأنها ستضطر إلى إعادة النظر في سياستها لمساعدة السلطة الفلسطينية إذا شكلت حكومة منبثقة من المصالحة بين حركتي فتح وحماس والتي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية ، بل ينتابني شعور قوى فى أن هذه المصالحة تتم لإيقاف الحرائق بالمفهوم الإسرائيلي والتي تمثلها الثورات العربية التي تجتاح العالم العربي، بل أكد هذا الشعور ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلي حيث كشفت وزارة الخارجية الإسرائيلية، عما وصفته بـ"تقرير سري"، أن توقيع المصالحة الفلسطينية يخدم المصالح الإسرائيلية.وذكر «راديو إسرائيل» نقلاً عن صحيفة «هآرتس»، أن وزارة الخارجية أعدت "تقريراً سرياً"، قالت إنه يتضمن توصيات إلى المستوى السياسي،وأفاد التقرير أن اتفاق المصالحة الفلسطينية، يشكل "فرصة إستراتيجية إيجابية، من شأنها أن تخدم المصالح الإسرائيلية"

الا اننى أتوقع أن تكون هذه المصالحة تتم كسابقتها من اتفاقات مصالحة وهمية وتفاهمات فلسطينية شكلية وهى تذكرنا في احتفاليتها باتفاق مكة حينما سارعت حركة فتح إعلانها قبول اتفاق مكة برعاية خادم الحرمين بنفس السرعة التى قامت بها فى إنهاؤه بعد ما قام قيادات فتح بالدور هو هدم حكومة الوحدة الوطنية ، واحتواء النتائج الغير متوقعه التي تفاجأ بها الجميع عندما حصلت حركة حماس على الأغلبية البرلمانية ،وقد شاهدنا ارتباك حركة فتح فى اول الامر وعدم قبولها لهذا النتائج وعملت على إيقاف النضال الفلسطيني وتحويله إلى خلاف سياسي داخلى بين أكبر الفصائل الفلسطينية كما عملت على إنهاك حركة حماس والتآمر مع العدو الصهيونى على ذبحها فى غزة بأيدي العدو الإسرائيلي وتقديم أفرادها ومؤيدوها قربانا لإسرائيل وأمريكا وحتى يومنا هذا ابتداء بالمشاركة فى اغتيال المبحوح ومرورا بتقرير جولدستون.
فما هى هذه العوامل التى دفعت حركة حماس الي قبول هذا الاتفاق:-
اولا :- الوضع في فلسطين هو احتلال مدعوم من كل الدول الغربية وكل الحكومات العربية بدرجات متفاوتة تصل للعمالة كما كان نظام حسنى مبارك يقوم به والى ادوار خفية يقوم بها آخرين ، وقد تم ترتيب الأوضاع في المراحل السابقة لعمل مسلسل لقبول اليهود فى هذه المنطقة من العالم لكن منذ العام 1948 حتى الآن لم ولن يتم هذا القبول لهذه البؤرة السرطانية من الشعوب العربية والاسلامية ، ولن يتوقف الدعم لمحمود عباس وزمرته ماليا وسياسيا واعلاميا وهم على اقل تقدير فهم يطالبون اسرائيل بالانسحاب الى حدود 67 وان كان ذلك فى الميكروفونات فقط كى يقوموا علىي الجانب الاخر بتشويه مشروع حماس وهذه المصالحة تفقدهم القدرة على التشويه ، اما حماس فلا تحتاج الي توضيح صورتهم واظهار قبحها لا داخليا ولا خارجيا فهذا الامر يقوم به بعضهم على بعض وتقوم اسرائيل بتشويه من يرفض خدمتها منهم وينعكس هذا على بقيتهم .

ثانيا : لا يمكن لحركة حماس ان تشارك فى هذه الدعوى المليونية التي رأيناها على الفيس بوك للعودة إلى فلسطين يوم 15 مايو القادم والقيادات الفلسطينية منقسمة ومتناحرة ،فعلى الرغم ان هذه الدعوى الى العودة الى فلسطين قد فاجأت الجميع منذ أول وتم حذف صفحتها على الفيس بوك عدة مرات إلا أنها لا تتوقف وانتشرت فى المنديات الفلسطينية وهى ايضا قابلة للتحقق، ولا اشك أن اليهود فى العالم بكل مؤسساتهم فى حالة استنفار جراء هذا الدعوى التي لا تقل خطورة عن الثورة المصرية وما آلت إليه من حبس الرئيس حسنى مبارك والذي صرحت القيادات الإسرائيلية انه كنز استراتيجي وانه أكثر من استفادت منه دولة الاحتلال ، فكيف يمكن إيقاف تحرك إلى قرى ومدن فلسطين من كل من غزة ومصر وسوريا والأردن ولبنان من أصحاب حق فى عودتهم إلي بلادهم بعدما نسيهم العالم منذ الحروب السابقة ،ولن يستطيع أن يقوم احد الحكام العرب بدور الشرطي نيابة عن نتنياهو بهذه المهمة فى ظل غياب دور أمريكي فاعل وخلاف بين أوباما و نتنياهو و لا يخفى على المحللين ، وظهر بقوة من خلال موقف الطرفين فى أثناء الثورة المصرية.

ثالثا :- لا شك أن حركة حماس تمتلك من الوعي السياسي وتمتلك من التجارب الكافية للتعامل مع الوضع الحالي ، ومن المؤكد أنها تمتلك من المعطيات التي تجعلها توقع على اتفاق المصالحة مع هذه البقايا من حركة فتح والمتهمة بالعمالة على أهم تقدير ،وتعلم تماما ما غيرته ثورة 25 يناير فى مصر وقبلها ثورة تونس ولا بد لها من استثمار الوضع الجديد المؤيد لها ، لقد أصبحت الأوضاع حاليا أكثر خطورة على إسرائيل بعد هذه الثورات العربية والتي أطلت برأسها دون استئذان من احد ودون سيطرة عليها ، فالثورة الأولى فى تونس تبدأ بأحد الباعة الجائلين والثانية في مصر تبدأ بشباب كان فى نظر النظام افشل من يمكن أن يقوموا بشيء وتبدأ فى سوريا بطفلين في مدرسة ابتدائية رفعوا لافته الشعب يريد إسقاط النظام ، وأصبح البعض ينادى للشعوب العربية طابور يا عرب فقد اشتعلت ليبيا قبل أن يتنحى مبارك وثارت اليمن في نفس التوقيت واشتعلت سوريا وتتجه إلى نفس مسار ليبيا التي لم تنتهي ولم يتم للسورين التعرف على نهاية ثورتهم من نموذج ليبيا.

رابعا :- حركة حماس تشعر بقلق مما يجرى في سوريا حيث يقيم المكتب السياسي للحركة ، وقد يتم التضحية بها كرامة لمساعدة الغرب للنظام السورى كي يستمر ، والذى يبحث كيف تم تسليم السوريين لعبد الله اوجلان الزعيم الكردى الى تركيا كان تحت ضغط تركي اقل من هذا ، وكذلك تسليمهم لمكان عماد مغنية حيث تم اغتياله كان أيضا بعد ضغوط اسرائيلية عنيفة للقيام بحرب عليها ومن المكن ان يقدم رأس خالد مشعل وبعض القيادات الي اسرائيل اذا تطلب الامر ذلك ولا بد لحركة حماس ان تشعر بالازعاج من الوضع الحالي ، كما تريد حركة حماس أيضا أن تستفيد من الانزعاج الذي تمر به فتح بعد خسارة حسنى مبارك والداعم الرئيسي لها وغياب عمر سليمان العقبة الكريهة فى طريق الوفاق الفلسطيني.

خامسا :- المكاسب التي ستصل لها الحركة بعد التوقيع على المصالحة من قدرتها على الدخول في المجلس الوطني الفلسطيني وفى منظمة التحرير الفلسطينية الذين ظلت محرومة منهما طوال هذه السنوات ،والتي رفضت فتح المصالحة قبل ذلك لانها تتوقع ان تقوم حماس بالعمل على السيطرة علي هذه المؤسسات الكبيرة في المجتمع الفلسطيني والدولي ولا تخشى حماس من الانتخابات القادمة في ظل تغيير عربي جديد يرحب بحماس قائدا للشعب الفلسطيني، لن تعترف حماس بإسرائيل وهو الشرط الذي كانت تتمسك به فتح في السابق .كما انه من المتوقع تباعا لذلك وبعد فتح المعابر مع مصر أن يبدأ مشروع إعمار غزة .
سادسا :- قيادة حركة حماس تعلم تلك المعاناه والأذى الذي يلاقيه أنصارها يوميا في أعمالهم وفى سجون السلطة في الضفة الغربية وتشعر بأنين أهلها هناك ، وكذلك المعاناه المستمرة التي يعيشها سكان القطاع ولا بد لهم من هدنة تستجمع هذه الفئة قواها ، وتحس بالأمل في الغد يحملها على الصمود في وجه الاحتلال.

لقد ظلت المصالحة الفلسطينية هي العنوان الرئيسي في الاعلام وليس الاحتلال الاسرائيلي ، ولكن نشعر أن هناك رغبة فى تغيير الموضوع من الطرفين بعد قيام هذه الثورات فى العالم العربي التى من الممكن ان تنتقل الي الضفة الغربية والقطاع ، لكن يجب أن نعلم ان هذه المصالحة اذا كانت تخدم اسرائيل شبرا فهى تخدم القضية الفلسطينية أكثر ، وستعمل اسرائيل وعملاءها على تقليل تلك المكاسب التى تسعى حركة حماس الي الحصول عليها ، وستقوم بعمل خطط ومؤامرات كثيرة كى تستقر الأوضاع لهذا الاحتلال وتوفر له الأمن والرعاية ، لكن أكثر ما يؤكد ان هذا الاحتلال إلى زوال هو أنه لا أحد ممن يقف في وجه هذا الاحتلال يضع خطط ضد هذه المؤامرات لكن وجدت أن الخطط يصنعها الله ويستخدم من الأمة الاسلامية من يحب الله أن يرزقه الأجر والثواب.

الاثنين، فبراير 14، 2011

طارق حسن عامر الثورة ورجل من اسطال

تقدم اليوم طارق حسن عامر رئيس مجلس إدارة البنك الأهلى، باستقالته من منصبه للدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزى، وذلك عقب تظاهر العديد من موظفى البنك للمطالبة برحيل عامر وهو ما حال دون وصوله لمكتبه.
وأكد عامر أنه اتخد هذا القرار عقب اجتماع عقده يوم الخميس الماضى، حيث أبلغ محافظ البنك المركزى بعدم رغبته فى الاستمرار فى رئاسة البنك، مشيرا إلى مدى استيائه من سوء تقدير أبناء البنك له بعد ما قدمه من إصلاحات وما أحدثه من تأثير فى الاقتصاد المصرى على حد قوله.
ونفى عامر احتمالية تقديم كل من هشام عكاشة وشريف علوى ونجلاء قناوى وهم جميعا من قيادات البنك، لاستقالتهم فور قبول "العقدة" استقالته لافتا إلى أنه فوض السيد القصير المدير العام وعضو مجلس الإدارة للتفاهم مع العاملين الذين لديهم أية شكاوى.
يأتى هذا فيما أكدت مصادر بالبنك المركزى، أن الدكتور فاروق العقدة محافظ البنك رفض الاستقالة

الخميس، فبراير 10، 2011

ثورة مصر متى نجنى الأرباح

يتعجل المشاركون و يتلهف المؤيدون لثورة مصر أن يحصدوا نتاج ثورة 25 يناير 2011 ، ولهم الحق في ذلك فالمعاناة التي تحملها الشعب المصري جراء أعوام مريرة عاناها من نظام صادر حريته واضعف قدراته ونهب مقدراته ، ولم يترك لهم حق البكاء والعويل جراء ظلمه فعمد على كتم أنفاسه في أواخر أيامه ذهب إلى القنوات الفضائية فأغلقها ، فرض مزيد من الضرائب الشديدة عليهم وكان وزير الضرائب يتمتع بإذلال الشعب ، تصدى لاى ناصح كتب بالقلم في جريدة حكومية ، أوقف معارضيه داخل حزبه وخارجهم وأصبح هذا الحزب أمام الناس حزب الشيطان ولما قامت الثورة كانت أول نار تشتعل كانت في معبد الشيطان مقر الحزب الوطني الرئيسي بجوار ميدان التحرير
لقد اهتز أركان النظام من جذوره وأصبح الرئيس قابع في قصره الذي تحول إلى سجن كبير كما سجن أهل غزه ومن المؤكد انه لا يستطيع النوم وهذه الملايين من البشر تهم للقضاء عليه ، وقد ظهر هذا النظام على حقيقته حينما قام بغزوة الجمال الخيول والبغال في ميدان التحرير وزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم ، بل إنني أؤكد أن الشيطان نفسه الآن في حيرة من أمره لان عمله في مصر أقترب من التوقف بعد أن أصبح كثيرا من أتباع الشيطان أشركوا الرئيس مع الله فكلما مرت بهم حادثة استغاثوا بالرئيس من دون الله فهو رب الناس عندهم وكل من يريد شيئا من حظوظ الدنيا عليه بالتقرب من الأب آو الابن أو زوجه الإله تعالى الله عما يفعلون علوا كبيرا
كما مر يوم على الثورة زادت قوتها ولم تضعف وأفاق معها كثير من الناس وتحولت أيضا إلى ثورات صغيرة في كل منشأة في البريد والمصانع والأهرام صحف أخرى والتلفزيون وقناة السويس وعلى ضابط مجرم في الوادي الجديد ، ينضم أساتذة الجامعات ، ينضم ممثلين بل ويقدم عدد من سحرة النظام استقالاتهم ويتبرؤوا منه ويحاكم جلاد ويوقف أهم اللصوص ، وكثير لا نستطيع حصره والكثير الذي لا نعلمه أيضا ، تزداد الثورة قوة بعد ضعف وخوف عليها ففي اليوم الرابع عشر منها وكأنها البدر وصلت إلى اكبر عدد لها ولكنها لن تذهب إلا بعد طلوع الشمس شمس الحرية.
يقول كثير من المثقفين أن هذه الثورة ليست ثورة الإخوان المسلمين ولكن ماذا يريد الإخوان من أعضاء هذه الثورة إلا اللجوء إلى الله وان ينحني هؤلاء إلى الله ، ألا يفهم الناس ما معنى أن يصدع الأذان في الميدان يهتف الله اكبر حي على الصلاة ، أعضاء الثورة ينحنوا سجدوا لله ، بل ويعقد قران على كتاب الله سنة رسول الله كبير وسط الملايين والناس تؤمن خلف المأذون بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في الخير ، فماذا يريد الإخوان المسلمين بعد ذلك لقد حقق الإخوان ما يتمنون ، فماذا تفيد الشعارات بعد أن أقيمت الشعائر ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ها قد فهم الناس أنهم عبيد لله ، إذا فقد أصبحت هذه الثورة تستمد قوتها من الله وهرب حزب الشيطان ببغالهم وجمالهم وأذنابهم .
حينما تم صلح الحديبية بين النبي وقريش ونص الاتفاق على رجوع الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه فى هذا العام وعدم دخول مكة المسلمون ويرجعوا فى العام القادم وأنزل الله عز وجل سورة الفتح : {إنا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر } الآية ، فقال عمر : أو فتح هو يا رسول الله ؟ قال : نعم ، إننا نقرأ هذه فى كتب السيرة ولم نعرف معناها ولو كنا هناك لقلنا مثلما قال عمر ، ولكن كانت هذه أول خطوة في طريق الفتح أن يعترف الخصم به ويقبل التفاوض معه ، لقد كان مع رسول الله القوة ليدخل بها على قريش هذا الوقت وتسيل الدماء في أركان مكة لكنه كما قال عنه الله وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ، وتعلم بعد ذلك على مر التاريخ المسلمون أن يكون لهم في رسول الله أسوة حسنة وقالوا الرسول قدوتنا.