الثلاثاء، أغسطس 25، 2009

قراءة في مقابلة مبارك مع شبكة بى بى اس

بقلم على بكساوى
كان للمقابلة التي قام بها الإعلامي الأمريكي الكبير تشارلي روز المذيع بشبكة بي بي إس الأمريكية الذي بث الاثنين في برنامجه الذي يحمل اسمه والذي يعد من أبرز البرامج الحوارية في الولايات المتحدة أهمية كبيرة ، وشرحت الإجابات على الأسئلة موقف الرئيس المصري خاصة فيما يخص جماعة الإخوان المسلمين وأبرزت محاور المقابلة القلق الغربي من توسع نفوذ الإخوان حيث تم التعبير عن ومنها وجود عدد كبير من المرشحين من الإخوان وليس من النواب، تطرق الحوار إلى علاقة الإخوان بحركة حماس أو "بالمتطرفين الإسلاميين الآخرين" وعما إذا كان وجود جماعة الإخوان في صالح مصر أم لا كما تطرق إلى جوانب اخرى.
ولا شك ان المقابلات التلفزيونية التى يعقدها الرئيس المصرى فى الغرب وامريكا تشرح التوجه المصرى من القضايا المختلفة فى حين أن ما يطرح فى الصحافة القومية لا تكون ذات فاعلية فى الغالب بل تكون للاستهلاك المحلى فقط.
ولأهمية الدور المصري في المنطقة يجب ان نتنبه إلى ما تم الحديث عنه وقد نستخلص من ذلك ، قراءة الأحداث التي يمر بها الشأن المصرى الداخلية والقضايا الاقليمية التى توثر او تتأثر بالدور المصرى والتنبؤ بتطوراته
أولا :- الإخوان المسلمين
عكست المقابلة الموقف المصري المتكرر والملتزم ألا يقترب الإخوان من الحكم وأنه لن يسمح لهم بتكوين اى حزب سياسى حتى أن الرئيس تطرق إلى تفاصيل في الوسائل التي اتخذها كي لا تتكرر مشاركة الإخوان في مجلس الشعب ذلك في المستقبل وهى تعديل الدستور على الرغم من إظهاره أنهم أهم المعارضين ، وعن علاقة الإخوان بحركة حماس" أو "بالمتطرفين الإسلاميين الآخرين قال الرئيس مبارك: "أعلم هذا" وأضاف الرئيس مبارك: "أعلم أن لديهم بعض الارتباطات معهم، لديهم ارتباطات بحماس، ولديهم ارتباطات بحزب الله، وهذا كله معروف، ولديهم ارتباطات بالعديد من المنظمات، ولديهم ارتباطات بأشخاص من جماعة الإخوان المسلمين الدولية التي تتخذ من جنيف وأماكن أخرى مقرا لها، لكننا نستطيع احتواء كل هذا " اى أن الرئيس يبدى قدرته في التصدي للجماعة على المستوى الدولي أيضا بجانب الشأن المحلى.
كما شدد الرئيس على ان الموقف المصري قابل للتطور والتصعيد وذلك عندما سئل عن خطورة الإخوان على النظام المصري -اى التشكيك في ولاء الإخوان- وقال "طالما لم يرتكبوا أي جرائم إرهابية، فالأمر لا يهمني" مما يعنى أن يظل هذا الاحتواء مشروط ضمن وجود خيار الجماعة للعمل السلمي على الرغم أن الرئيس أوضح بأنه قام بسد الثغرات التي تمكن الإخوان من العمل في إطار القانون وذلك بعد التعديلات التي قام الدستور بإدخالها عليه،
وعن قانون الطوارئ بقوله بأنه موجود منذ الاحتلال ولفت الانتباه إلى أن قانون الطوارئ لم يتم استخدامه فى شئون هامة سوى ضد أهم المعارضين وهم الاخوان.
وفى الرد على حل مجلس الشعب قال الرئيس انه لن يقوم بحل المجلس وانه لم يقم بحل البرلمان سوى مرة واحدة وكانت بقرار من المحكمة الدستورية العليا ، وفى الحقيقة طبيعة الريس هو تقليدي وبطيء ويعمل فى اطر شبه قانونية ولم يكن لحياته السياسية الطويلة اى إجراءات دراماتيكية وحتى فيما يتعلق بجمال مبارك قال " أن هناك عامان لكي يتبين من هو هذا الرجل " ، كما انتقل الرئيس إلى مصر كلبد عريق وان التعامل في المسالة ستتم طبقا للدستور والذي تم تعديل 34 مادة منه وتؤدى ذلك انه طبقا للتعديل الجديد فان المرشح الوحيد الأبرز حظا هو جمال مبارك وهنا نصل إلى نتيجة هي انه قد لا يكون هناك تغيير في العامين القادمين.
الدور المصرى في فلسطين
وقال الرئيس أن مصر تحاول جسر الهوة بين حماس وبين السلطة الفلسطينية لأنه بدون التقريب بينهما لن يكون هناك استقرار حتى في إسرائيل حيث سيعود العنف ومن ثم ستكون الحقائق على الأرض في غاية الصعوبة. مما يعنى أن التقارب بين فتح وحماس سيكون في صالح الاستقرار في إسرائيل واشتكى الرئيس عدة مرات من التدخل الخارجي المتمثل في إيران وأن اتصالات حركة حماس بإيران واضحة ومتواصلة ونفى تدخل سوريا ، كما عبر عن ((امتلاكه القدرة على إقناع السلطة الفلسطينية بالجلوس إلى المفاوضات مع إسرائيل كل عام)) وقال أن علاقة مصر بإسرائيل هي من أجل الصالح العام ومن أجل الاستقرار وليس ضد أي بلد ، مما يعنى أن المستهدف هو الجلوس إلى طاولة المفاوضات فقط وان مسيرة السلام هي فقط خطة سير أو طريق ليس له نهاية سوى استقرار إسرائيل.
كما شككت وسائل الاعلام الإسرائيلية في قدرة مصر على إنهاء ملف شاليط فقد قال مراسل التلفزيون الإسرائيلي في واشنطن أهارون بارنيع بان مبارك لن يكسب عندما قال "شاليط أسيرنا" لانه اعرب ان هناك طرف ثالث الذي يشارك في جهود الوساطة إضافة لمصر في قضية الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط وهي ألمانيا
إيران
وأجاب الرئيس من موقع إسرائيل بأنها لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، قال الرئيس مبارك أن جميع قادة إسرائيل ضد هذا.. وأنه ينبغي إخلاء منطقة الشرق الأوسط من كل أسلحة الدمار الشامل سواء كانت نووية أو غير نووية وإن كان هذا لا يعني أن تحصل إيران أو غيرها على سلاح نووي حيث سيكون مشكلة ، وأهاب الرئيس مبارك بإيران بأن تتحلى بالمرونة في التفاوض مع ممثلي الولايات المتحدة لحسم هذا الأمر حتى لا يتم اللجوء إلى استخدام القوة وهى تهديد مبطن لإيران في حالة عدم حسم الأمر مع ممثلي الولايات المتحدة.
محور التطبيع
تحدث الرئيس عن وقف المستوطنات مقابل التطبيع ، لعشر سنوات حتى الآن ولم يصل هذا إلى نهاية وقال الرئيس مبارك إن العرب يمكن أن يقوموا بتطبيع العلاقات مع إسرائيل إذا ما قامت الدولة العبرية بحل المشكلات مع الفلسطينيين وحصر الأمر في حل مشكلات ، علما بأن مصر قد قامت بالتطبيع مع إسرائيل.
الخلاصة :-
ان المحاور التي يتبناها الرئيس المصرى حسنى مبارك هو محور موضوع واحد وهو امن إسرائيل ويتشكل في رسمه لاستراتيجيات تتمثل فى المساعدة على درء الاخطار التالية عنها:-
خطر الإخوان المسلمين وقدرة مصر على السيطرة على الدور النامي للحركة
· تعديل الدستور لإنهاء المخاوف من الإخوان وقطع الطريق أمامهم من المشاركة السياسية.
· تحرك مصر في السيطرة الأمنية على الامتداد الخارجي للإخوان.
· قمع الانتخابات التي شارك فيها الإخوان.
· إزالة المخاوف من انتقال السلطة في مصر إلى جهة آمنة.
خطر التسلح الايرانى
· مشاركة مصر مخاوف إسرائيلية من البرنامج النووي الايرانى
· تأييد مصر لما تقوم به الولايات المتحدة ضد إيران
· العمل كورقة ضغط مع أمريكا ضد إيران.
· تأييد للعمل العسكري في حالة عدم المرونة من جانب إيران

.تأييد مصر للتدخل في الانتخابات الإيرانية .
· نفى أن يكون الخلاف مع إيران له علاقة بدور مصر الاقليمى مصر .
· رفض مصر للحل العسكري مع إيران.
خطر الدور الدور الفلسطينى الجديد والمتمثل فى حماس ويقوم بالاتى
· حرص مصر على الانفراد بالملف الفلسطيني
· حرص مصر على امن الحدود الغربية مع إسرائيل.
· إبراز قدرة مصر على إنهاء أزمة شاليط .
· حرص مصر على إزالة العوائق التي تواجه مسيرة السلام
· تقوية ضعف السلطة الفلسطينية امام قوة حماس.
خطر استمرار مقاطعة العرب (( التطبيع ))
· علاقة مصر بإسرائيل هي من أجل الصالح العام
· إبراز الدور المصري القادر على التطبيع العربي مع إسرائيل
ما يستفاد من المقابلة
· الاستمرار في قمع الإخوان المسلمين على الصعيد المحلى والدولي.
· الدور المصري في القضية الفلسطينية بات محكوما بورقة حماس التي تصعب الأمر على مصر.
· الطريق إلى التطبيع من جانب الدول العربية قد بات مفتوحا.
· أن ملف إيران لن يتم التعامل فيه بطريقة عسكرية .

الجمعة، أغسطس 14، 2009

متى تتوقف الازمات

بقلم على بكساوى
في مصر لا يمر أسبوع إلا على واقعة جديدة تفيد أن مجموعة ما من المصريين عندهم مشكلة مع النظام أو مع بعضهم وتبدأ الأزمة بقرار وزير أو مدير عام شركة أو رئيس مجلس إدارة أو مدير نادي وخلافه قد يكون لهذا القرار تأثيرا بالغا على حياتهم و ويؤدى هذا القرار في معظم الأحيان إلى إرباك تلك الفئة إرباكا كبيرا ، كما أن هناك بعض الجهات الإعلامية التي تقوم بالتركيز الاعلامى على هذه القضايا سواء من القنوات الفضائية المصرية الخاصة وبعض البرامج في الفضائية المصرية وقلما يتم هذا التناول لهذه الأزمات خارج المنظومة الإعلامية المصرية ، فلا تجد هذه القضايا على الجزيرة أو البى بى سى أو غيرها من وسائل الإعلام ، وقد أصبح يعرف في العالم الحديث علم جديد هو علم الإعلام الأزموي أي ذلك الإعلام الذي يخدم الأزمة والذي يساعد علي انتشار الأزمة وإدخال الرعب في قلوب الناس من أثارها ، ومن هذه المشاكل والأزمات التي عاشها ويعيشها المصريون :-
1- أزمة تصادم وانحراف القطارات .
2- أزمة الدقيق ورغيف الخبز والطوابير ( صناعة من أيام الاشتراكية ومستمرة )
3- أزمة الثانوية والدروس الخصوصية وضرب المدرسين أزمة انتخابات الطلاب
4- أزمة انقطاع مياه الشرب في بعض المناطق في شمال وجنوب مصر وفى بعض مناطق في القاهرة .
5- أزمة في قرار يخص الصيادلة.
6- أزمة أنابيب البوتاجاز
7- أزمة البورصة ( أزمات متكررة )
8- أزمة نادي الزمالك
9- أزمة نادي القضاة
10- أزمات النقابات ( أزمات دائمة لنقابات معينة وأزمات جزئية لنقابة المحامين والقضاة وأساتذة أعضاء هيئة التدريس والصحفيين والعمال )
11- أزمة أنفلونزا الطيور
12- أزمة أنفلونزا الخنازير
13- أزمات الأحزاب والتجمعات ( الغد – الوفد – الأحرار- والطرق الصوفية )
14- الأزمة المالية العالمية
15- أزمة في سوق العقارات
16- أزمة في سوق العملات
17- أزمة ومشاكل في سرقة الأعضاء والاتجار بالبشر
18- أزمة شركات أجنبية في مصر ( مصنع اجريوم للأسمدة في دمياط )
19- أزمة عمال المحلة
20- أزمة المرور ( مشكلة اختناق المرور المستمرة )
21- أزمة بحيرة البرلس
22- أزمة عمال الضرائب العقارية
23- أزمة الصحفيون بالأهرام
24- أزمة حبس الصحفيين
25- أزمة خبراء وزارة العدل
26- أزمات الكنيسة
27- أزمات شعب سيناء
28- أزمة ( القطاع العقاري ) حديد التسليح والاسمنت
29- أزمات صامتة فلاحين مصر (بذور وأمراض دواجن ومواشى ودودة وفئران وخلافه )
30- أزمة برنامج المعروف باسم "الصكوك الشعبية
31- أزمة العبارة

32- أزمة سيد القمنى وجائزة الدولة التقديرية
33- أزمة ظهور حيوان غريب في مناطق مختلفة اسمه السلعوة
34- ازمة البطالة
هذه الأزمات وغيرها لا بد أن وراءها صناع محترفون ، يعرفون عقلية الشعب المصري ويعملون على إشغاله وإرباكه ، اشك أن هذه الأزمات تدار بعناية فائقة ، والغريب أن جميع الأزمات يتم المطالبة في نهايتها عبر نداءات الاستغاثة إلى الرئيس حسنى مبارك رئيس مصر واليها لأكثر من 28 سنة وعبر القنوات الفضائية بالتدخل لحل أزمتهم ، وغالبا فان الشعب له ثقافته في التعامل مع الظلم والظلمة وتظهر لنا الأمثلة الشعبية ما في ضمير الشعب ومزاجه في كيفية التعامل مع صناع الأزمات ومنها أنهم يتوقعون إن احد غيرهم سوف يقوم بحل المشكلة فيقول " اللهم اهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بين أيديهم سالمين " و " الظالم عليه ربنا " و " لك يوم يا ظالم "
وفى الغالب يانه يدعو نفسه للانتظار " اصبر على جارك السوء يا يعزل يا تيجى له مصيبة تأخذه " أو " يا مصبر الوحش على الجحش " ومنها " اللهم طولك يا روح على هذا اللوح "
ومنها قناعته بالرضي بالظلم " يا بخت من بات مظلوم و مبتش ظالم " ورضاه بالسكوت " إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب" ويخاف من الجديد حتى لو كان اى احد " ياعم اللي تعرفه أحسن من اللي متعرفوش " والإصرار على الاستقامة مع النظام والتوائم معه " أمشى عدل يحتار عدوك فيك " والشعب مع السلطة ويتمنى يعيش في ظلها مما يدفعه طول الوقت للصبر على المصائب فهو مقتنع انه " من جاور السعيد يسعد " وإذا دخلت لبلد بتعبد العجل حش وارميله و إن كان لك حاجة عند الكلب قله يا سيدي ويخاف طبعا إن يكون مربوط في احد الأيام لأنه مقتنع بان السلطة تطبق المثل " أضرب المربوط يخاف السايب" وكذلك لا ننسى انه " من خاف سلم "
سر موضوع الأزمات ملخص في نكته
هناك نكنة مشهورة الا وهى أن حسنى مبارك احضر لابنه كرتونة بها مجموعة من الكتاكيت وقاله إذا قلبت الكرتونه على الأرض وعرفت ازاى تجمع الكتاكيت فسوف اورثك الحكم والابن وباندفاع وحماسه الشباب قام وقلب الكرتونة على الأرض وما أن رفعها حتى انطلقت الكتاكيت في أرجاء الغرفة واندفع الابن خلفها يحاول جمعها مره أخرى لكن هيهات ، وبعد أن أدرك الفشل وقف أمام أبيه وقد ارتسمت على وجهه البلاهه والغباء ، فقال له الأب هاوريهولك ده خلاصه 28 سنه في تربيه الكتاكيت ثم اخذ الأب الكرتونه بعد أن جمعا فيها الكتاكيت اخذ يهزها بقوه يمينا ويسارا وسط صراخ متواصل من الكتاكيت ما لبس أن تلاشى وانقطع نتيجه ما أصابها من إعياء وقلب الكرتونه وما أن رفعها إلا وشاهد الابن الكتاكيت لا تحرك ساكنا مما أصابها من اعياء ودوار ثم قام بتعبئتها في الكرتونه بمنتهى السهوله واليسر ,وعلمه طريق الحكم وهى (( اتعبهم يريحوك, انفخهم يريحوك اكتر لكن لو ريحتهم هيتعبوك))
قطاعات خارج صناعة الأزمات
ومن الواضح أن هناك قطاعات حكومية وموظفين خارج موضوع الأزمات الشعبية الملازمة للشعب المصري ومن يقوم بصناعة الأزمة حريص طول الوقت ألا تقع تلك الفئات في هذه الأزمة ومشاكلهم الجماعية محلولة ومن هذه المجموعات الجيش لا توجد فيها اى أزمة وكذلك الشرطة وتجار السلاح وتجار المخدرات وممكن قطاع السياحة والسياح فهل هذا القطاعات محصنة إذا كانت الأزمات عفوية .
ويشير بعض الباحثين أن السياسة العامة للدولة تشجع علي تكريس الأزمات وليس معالجتها يقول الدكتور صلاح الدسوقي رئيس المركز العربي للدراسات الإدارية حيث يقول إن هناك نوعين من الإدارة‏.‏ الأول هو إدارة الأزمات والثاني هو الإدارة بالأزمات‏ ، ونحن للأسف نطبق النوع الثاني أي لا تتدخل إلا عندما تحدث الأزمة كما أن هذا النوع من الإدارة يسمح ـ بالأساس ـ بحدوث الأزمات بل وتكرارها‏.
ومن الأسباب التي تدفع النظام إلى أن يكون وراء تلك الأزمات هو أن الشعب المصري كله معارضة وعلى رأسهم الإخوان المسلمين وهم جزء كبير يتأثر مباشرة بتلك الأزمات سواء كمفعول به أو حلال المشاكل للناس ، وفى الغالب سوف يتصدى الإخوان لمساعدة الشعب حينما تظهر اى من هذه الأزمات ، ويعمل رموز الإخوان إلى الوقوف مع كل طائفة متأزمة ومحاولة مساعدتهم لا بد أن ذلك يكون على حساب أوقاتهم وأموالهم وأعمالهم وبل وخططهم التي يرغبون في تحقيقها ، ولا يستطيع الإخوان أن يتبرؤوا من مساعدة الناس ، لذا فان الأزمات قد تكون دورها فاعلا في الحد من دور الإخوان في تحقيق أجندتهم فهل ينظر الإخوان إلى أنفسهم أنهم نيابة عن الشعب في تحقيق غاياتهم أم ينظرون على أنهم قائد الشعب إلى تحقيق غايات الإخوان أم يقودون الشعب إلى تحقيق غايات الشعب ، اعتقد انه على الاخوان ان يحرصوا على الا يشغلهم الا ازمة التخلص من هذه الانظمة التى تلعب وتلهو بعقول المسلمين والمسيطرة على قرارهم ومقدراتهم عندئذ فقط سوف تتوقف الازمات .‏

الخميس، أغسطس 13، 2009

الملعب الجديد

بقلم على بكساوى
لفت انتباهي التفاؤل الذي ظهر على وجه المهندس أبو العلا ماضي وكيل مؤسسي الوسط في حديثه أمام منى الشاذلي ضمن فقرات برنامج "العاشرة مساءً" عندما قال أنه لمس أبواباً مختلفة في لقائه بلجنة الأحزاب، وأنه تلقى للمرة الأولى سيلاً من الأسئلة من أعضاء اللجنة خلافاً للمرات السابقة، وقال ماضي في حديثة لبرنامج "العاشرة مساءً" انه قابل لجنة شئون الأحزاب ثلاث مرات توقع في المرتين الأوائل الرفض أما في هذه المرة فقد كان أمام لجنة محايدة فعلا ويتوقع هناك احتمالين القبول أو الرفض ولو بنسبة 10 % قبول حزبه
وكان المهندس أبو العلا ماضي قد التقى لجنة الأحزاب بقيادة صفوت الشريف بصفته رئيس مجلس الشورى والدكتورمفيد شهاب واللواء «حبيب العادلي» ــ وزير الداخلية ــ وعدد من الشخصيات العامة طبقا لقانون لجنة شئون الأحزاب وقال بأننا ملتزمون بمبادئنا ومتمسكون بالعمل القانوني أياً كان القرار الذي يصدر عن اللجنة وان مرجعيتنا ليست اسلامية ولكنها مرجعية دستورية بما يحتويه الدستور واننا نعمل بصورة قانونية ولسنا كجماعة الإخوان التي تصر على أن تعمل حتى ولو كان بصورة غير قانونية ، و أننا نعمل على ضخ دماء جديدة في الحياة السياسية المصرية لإنهاء حالة الركود التي استمرت طويلاً.
فهل يقع هذا الأمر ضمن المنظومة التي تسعى أمريكا اوباما لتحسين صورتها في العالم الاسلامى وذلك بضخ دماء جديدة في المنظومة السياسية المصرية في ظل المحاولات التي يتم فيها تحسين وجه أمريكا في العالم الاسلامى والذي يشكل النظام الحاكم في مصر المدعوم أمريكيا أهم محور فيه بعد زيارة اوباما للقاهرة ، وخاصة بعد الضغط الذي قامت به أمريكا للإفراج عن أيمن نور قبل زيارة اوباما بوقت قليل ، ومما يؤكد لدى هذا الرأي النظام لا يسعى إلى تفتيت أصوات الناخبين الإسلاميين مثلا في الانتخابات القادمة الإخوان والوسط ، لأنه لن توجد انتخابات حرة ونزيهة في ظل عدم وجود إشراف قضائي على الانتخابات وفى ظل قانون الطوارئ فضلا عن أن حزب الوسط لا يوجد له اى قاعدة جماهيرية ، بل ستكون الفترة القادمة فترة ظلام انتخابي لاننى اعتقد انه لا يوجد احد في النظام العالمي والذي مصر جزء منه احد يريد يكرر تجربة حماس في غزة في مصر لذا ستتم الانتخابات في ديكور جديد فقط قد يكون حزب الوسط والغد احد أدواته .
إن المعضلة التي تقف في وجه النظام في مصر هم الإخوان المسلمين رغم أننا لا يمكن أن نضع النظام والإخوان في مقارنة من حيث قدرة كل طرف في مواجه الآخر ، ولا شك ان لجنة شئون الأحزاب لم تضيع من وقتها 50 دقيقة إلا لخدمة أهدافها في إضعاف خصومها ولقد اثبت أبو العلا ماضى ورفيقه عصام سلطان وآخرين ولمدة 13 سنة ذلك القدر الكافى في أنهم ليسلوا خدعة اخوانية بل هم سوط مسلط على الإخوان بين الحين والأخر، ولقد استعان النظام في وقت سابق بالرجل الثاني في حزب الوسط وهو عصام سلطان القيادي الاخوانى السابق في تشويه صورة الإخوان أثناء الانتخابات في عام 2005 والتي تقدم فيها الإخوان ليحصد ما يقرب عن 20 % من مقاعد البرلمان ،
وبلا شك فان النظام في مصر يسعى إلى تغيير قيادته المتمثلة في حسنى مبارك الذي يرأس مصر منذ العام 1981 حتى الآن اى ما يقرب من ثلث قرن من الزمان و انه في إطار السعي إلى هذا الهدف فانه يعمل على تجهيز الملعب الذي يريد أن تجرى فيه عملية نقل السلطة سواء إلى احد قيادات الجيش أو إلى جمال مبارك كما يظن البعض ولقد عمد النظام في وقت سابق إلى تفتيت الأحزاب القديمة والتي انتهى دورها وانقضت مدة صلاحيتها مثل العمل والأحرار والوفد وغيره ، فهل سيسعى النظام إلى قبول حزب الوسط كى يعمل به على شق الإخوان خاصة في ظل وجود اختلاف بين نشطاء في الجماعة على الانترنت فيما يسمى بالتفريق بين الدعوى والسياسي ، وانه من غير المستبعد أن يسعى النظام إلى الدفع إلى زيادة هذا الحراك الداخلي للجماعة بالموافقة على حزب الوسط وذلك لتحريك فئة إلى وضع الآمال أمام الإخوان في أن يعملوا في الفترة القادمة على الحصول على حزب سيأسى لهم , يقدموا خلالها بعض القرابين التي تدل على اختيارهم للعمل السلمي كخيار استراتيجي خاصة في عدم وجود بدائل لدى جماعة الإخوان في التعامل مع النظام المدعوم امريكيا وصهيونيا.