الثلاثاء، أغسطس 25، 2009

قراءة في مقابلة مبارك مع شبكة بى بى اس

بقلم على بكساوى
كان للمقابلة التي قام بها الإعلامي الأمريكي الكبير تشارلي روز المذيع بشبكة بي بي إس الأمريكية الذي بث الاثنين في برنامجه الذي يحمل اسمه والذي يعد من أبرز البرامج الحوارية في الولايات المتحدة أهمية كبيرة ، وشرحت الإجابات على الأسئلة موقف الرئيس المصري خاصة فيما يخص جماعة الإخوان المسلمين وأبرزت محاور المقابلة القلق الغربي من توسع نفوذ الإخوان حيث تم التعبير عن ومنها وجود عدد كبير من المرشحين من الإخوان وليس من النواب، تطرق الحوار إلى علاقة الإخوان بحركة حماس أو "بالمتطرفين الإسلاميين الآخرين" وعما إذا كان وجود جماعة الإخوان في صالح مصر أم لا كما تطرق إلى جوانب اخرى.
ولا شك ان المقابلات التلفزيونية التى يعقدها الرئيس المصرى فى الغرب وامريكا تشرح التوجه المصرى من القضايا المختلفة فى حين أن ما يطرح فى الصحافة القومية لا تكون ذات فاعلية فى الغالب بل تكون للاستهلاك المحلى فقط.
ولأهمية الدور المصري في المنطقة يجب ان نتنبه إلى ما تم الحديث عنه وقد نستخلص من ذلك ، قراءة الأحداث التي يمر بها الشأن المصرى الداخلية والقضايا الاقليمية التى توثر او تتأثر بالدور المصرى والتنبؤ بتطوراته
أولا :- الإخوان المسلمين
عكست المقابلة الموقف المصري المتكرر والملتزم ألا يقترب الإخوان من الحكم وأنه لن يسمح لهم بتكوين اى حزب سياسى حتى أن الرئيس تطرق إلى تفاصيل في الوسائل التي اتخذها كي لا تتكرر مشاركة الإخوان في مجلس الشعب ذلك في المستقبل وهى تعديل الدستور على الرغم من إظهاره أنهم أهم المعارضين ، وعن علاقة الإخوان بحركة حماس" أو "بالمتطرفين الإسلاميين الآخرين قال الرئيس مبارك: "أعلم هذا" وأضاف الرئيس مبارك: "أعلم أن لديهم بعض الارتباطات معهم، لديهم ارتباطات بحماس، ولديهم ارتباطات بحزب الله، وهذا كله معروف، ولديهم ارتباطات بالعديد من المنظمات، ولديهم ارتباطات بأشخاص من جماعة الإخوان المسلمين الدولية التي تتخذ من جنيف وأماكن أخرى مقرا لها، لكننا نستطيع احتواء كل هذا " اى أن الرئيس يبدى قدرته في التصدي للجماعة على المستوى الدولي أيضا بجانب الشأن المحلى.
كما شدد الرئيس على ان الموقف المصري قابل للتطور والتصعيد وذلك عندما سئل عن خطورة الإخوان على النظام المصري -اى التشكيك في ولاء الإخوان- وقال "طالما لم يرتكبوا أي جرائم إرهابية، فالأمر لا يهمني" مما يعنى أن يظل هذا الاحتواء مشروط ضمن وجود خيار الجماعة للعمل السلمي على الرغم أن الرئيس أوضح بأنه قام بسد الثغرات التي تمكن الإخوان من العمل في إطار القانون وذلك بعد التعديلات التي قام الدستور بإدخالها عليه،
وعن قانون الطوارئ بقوله بأنه موجود منذ الاحتلال ولفت الانتباه إلى أن قانون الطوارئ لم يتم استخدامه فى شئون هامة سوى ضد أهم المعارضين وهم الاخوان.
وفى الرد على حل مجلس الشعب قال الرئيس انه لن يقوم بحل المجلس وانه لم يقم بحل البرلمان سوى مرة واحدة وكانت بقرار من المحكمة الدستورية العليا ، وفى الحقيقة طبيعة الريس هو تقليدي وبطيء ويعمل فى اطر شبه قانونية ولم يكن لحياته السياسية الطويلة اى إجراءات دراماتيكية وحتى فيما يتعلق بجمال مبارك قال " أن هناك عامان لكي يتبين من هو هذا الرجل " ، كما انتقل الرئيس إلى مصر كلبد عريق وان التعامل في المسالة ستتم طبقا للدستور والذي تم تعديل 34 مادة منه وتؤدى ذلك انه طبقا للتعديل الجديد فان المرشح الوحيد الأبرز حظا هو جمال مبارك وهنا نصل إلى نتيجة هي انه قد لا يكون هناك تغيير في العامين القادمين.
الدور المصرى في فلسطين
وقال الرئيس أن مصر تحاول جسر الهوة بين حماس وبين السلطة الفلسطينية لأنه بدون التقريب بينهما لن يكون هناك استقرار حتى في إسرائيل حيث سيعود العنف ومن ثم ستكون الحقائق على الأرض في غاية الصعوبة. مما يعنى أن التقارب بين فتح وحماس سيكون في صالح الاستقرار في إسرائيل واشتكى الرئيس عدة مرات من التدخل الخارجي المتمثل في إيران وأن اتصالات حركة حماس بإيران واضحة ومتواصلة ونفى تدخل سوريا ، كما عبر عن ((امتلاكه القدرة على إقناع السلطة الفلسطينية بالجلوس إلى المفاوضات مع إسرائيل كل عام)) وقال أن علاقة مصر بإسرائيل هي من أجل الصالح العام ومن أجل الاستقرار وليس ضد أي بلد ، مما يعنى أن المستهدف هو الجلوس إلى طاولة المفاوضات فقط وان مسيرة السلام هي فقط خطة سير أو طريق ليس له نهاية سوى استقرار إسرائيل.
كما شككت وسائل الاعلام الإسرائيلية في قدرة مصر على إنهاء ملف شاليط فقد قال مراسل التلفزيون الإسرائيلي في واشنطن أهارون بارنيع بان مبارك لن يكسب عندما قال "شاليط أسيرنا" لانه اعرب ان هناك طرف ثالث الذي يشارك في جهود الوساطة إضافة لمصر في قضية الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط وهي ألمانيا
إيران
وأجاب الرئيس من موقع إسرائيل بأنها لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، قال الرئيس مبارك أن جميع قادة إسرائيل ضد هذا.. وأنه ينبغي إخلاء منطقة الشرق الأوسط من كل أسلحة الدمار الشامل سواء كانت نووية أو غير نووية وإن كان هذا لا يعني أن تحصل إيران أو غيرها على سلاح نووي حيث سيكون مشكلة ، وأهاب الرئيس مبارك بإيران بأن تتحلى بالمرونة في التفاوض مع ممثلي الولايات المتحدة لحسم هذا الأمر حتى لا يتم اللجوء إلى استخدام القوة وهى تهديد مبطن لإيران في حالة عدم حسم الأمر مع ممثلي الولايات المتحدة.
محور التطبيع
تحدث الرئيس عن وقف المستوطنات مقابل التطبيع ، لعشر سنوات حتى الآن ولم يصل هذا إلى نهاية وقال الرئيس مبارك إن العرب يمكن أن يقوموا بتطبيع العلاقات مع إسرائيل إذا ما قامت الدولة العبرية بحل المشكلات مع الفلسطينيين وحصر الأمر في حل مشكلات ، علما بأن مصر قد قامت بالتطبيع مع إسرائيل.
الخلاصة :-
ان المحاور التي يتبناها الرئيس المصرى حسنى مبارك هو محور موضوع واحد وهو امن إسرائيل ويتشكل في رسمه لاستراتيجيات تتمثل فى المساعدة على درء الاخطار التالية عنها:-
خطر الإخوان المسلمين وقدرة مصر على السيطرة على الدور النامي للحركة
· تعديل الدستور لإنهاء المخاوف من الإخوان وقطع الطريق أمامهم من المشاركة السياسية.
· تحرك مصر في السيطرة الأمنية على الامتداد الخارجي للإخوان.
· قمع الانتخابات التي شارك فيها الإخوان.
· إزالة المخاوف من انتقال السلطة في مصر إلى جهة آمنة.
خطر التسلح الايرانى
· مشاركة مصر مخاوف إسرائيلية من البرنامج النووي الايرانى
· تأييد مصر لما تقوم به الولايات المتحدة ضد إيران
· العمل كورقة ضغط مع أمريكا ضد إيران.
· تأييد للعمل العسكري في حالة عدم المرونة من جانب إيران

.تأييد مصر للتدخل في الانتخابات الإيرانية .
· نفى أن يكون الخلاف مع إيران له علاقة بدور مصر الاقليمى مصر .
· رفض مصر للحل العسكري مع إيران.
خطر الدور الدور الفلسطينى الجديد والمتمثل فى حماس ويقوم بالاتى
· حرص مصر على الانفراد بالملف الفلسطيني
· حرص مصر على امن الحدود الغربية مع إسرائيل.
· إبراز قدرة مصر على إنهاء أزمة شاليط .
· حرص مصر على إزالة العوائق التي تواجه مسيرة السلام
· تقوية ضعف السلطة الفلسطينية امام قوة حماس.
خطر استمرار مقاطعة العرب (( التطبيع ))
· علاقة مصر بإسرائيل هي من أجل الصالح العام
· إبراز الدور المصري القادر على التطبيع العربي مع إسرائيل
ما يستفاد من المقابلة
· الاستمرار في قمع الإخوان المسلمين على الصعيد المحلى والدولي.
· الدور المصري في القضية الفلسطينية بات محكوما بورقة حماس التي تصعب الأمر على مصر.
· الطريق إلى التطبيع من جانب الدول العربية قد بات مفتوحا.
· أن ملف إيران لن يتم التعامل فيه بطريقة عسكرية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق