الجمعة، أغسطس 14، 2009

متى تتوقف الازمات

بقلم على بكساوى
في مصر لا يمر أسبوع إلا على واقعة جديدة تفيد أن مجموعة ما من المصريين عندهم مشكلة مع النظام أو مع بعضهم وتبدأ الأزمة بقرار وزير أو مدير عام شركة أو رئيس مجلس إدارة أو مدير نادي وخلافه قد يكون لهذا القرار تأثيرا بالغا على حياتهم و ويؤدى هذا القرار في معظم الأحيان إلى إرباك تلك الفئة إرباكا كبيرا ، كما أن هناك بعض الجهات الإعلامية التي تقوم بالتركيز الاعلامى على هذه القضايا سواء من القنوات الفضائية المصرية الخاصة وبعض البرامج في الفضائية المصرية وقلما يتم هذا التناول لهذه الأزمات خارج المنظومة الإعلامية المصرية ، فلا تجد هذه القضايا على الجزيرة أو البى بى سى أو غيرها من وسائل الإعلام ، وقد أصبح يعرف في العالم الحديث علم جديد هو علم الإعلام الأزموي أي ذلك الإعلام الذي يخدم الأزمة والذي يساعد علي انتشار الأزمة وإدخال الرعب في قلوب الناس من أثارها ، ومن هذه المشاكل والأزمات التي عاشها ويعيشها المصريون :-
1- أزمة تصادم وانحراف القطارات .
2- أزمة الدقيق ورغيف الخبز والطوابير ( صناعة من أيام الاشتراكية ومستمرة )
3- أزمة الثانوية والدروس الخصوصية وضرب المدرسين أزمة انتخابات الطلاب
4- أزمة انقطاع مياه الشرب في بعض المناطق في شمال وجنوب مصر وفى بعض مناطق في القاهرة .
5- أزمة في قرار يخص الصيادلة.
6- أزمة أنابيب البوتاجاز
7- أزمة البورصة ( أزمات متكررة )
8- أزمة نادي الزمالك
9- أزمة نادي القضاة
10- أزمات النقابات ( أزمات دائمة لنقابات معينة وأزمات جزئية لنقابة المحامين والقضاة وأساتذة أعضاء هيئة التدريس والصحفيين والعمال )
11- أزمة أنفلونزا الطيور
12- أزمة أنفلونزا الخنازير
13- أزمات الأحزاب والتجمعات ( الغد – الوفد – الأحرار- والطرق الصوفية )
14- الأزمة المالية العالمية
15- أزمة في سوق العقارات
16- أزمة في سوق العملات
17- أزمة ومشاكل في سرقة الأعضاء والاتجار بالبشر
18- أزمة شركات أجنبية في مصر ( مصنع اجريوم للأسمدة في دمياط )
19- أزمة عمال المحلة
20- أزمة المرور ( مشكلة اختناق المرور المستمرة )
21- أزمة بحيرة البرلس
22- أزمة عمال الضرائب العقارية
23- أزمة الصحفيون بالأهرام
24- أزمة حبس الصحفيين
25- أزمة خبراء وزارة العدل
26- أزمات الكنيسة
27- أزمات شعب سيناء
28- أزمة ( القطاع العقاري ) حديد التسليح والاسمنت
29- أزمات صامتة فلاحين مصر (بذور وأمراض دواجن ومواشى ودودة وفئران وخلافه )
30- أزمة برنامج المعروف باسم "الصكوك الشعبية
31- أزمة العبارة

32- أزمة سيد القمنى وجائزة الدولة التقديرية
33- أزمة ظهور حيوان غريب في مناطق مختلفة اسمه السلعوة
34- ازمة البطالة
هذه الأزمات وغيرها لا بد أن وراءها صناع محترفون ، يعرفون عقلية الشعب المصري ويعملون على إشغاله وإرباكه ، اشك أن هذه الأزمات تدار بعناية فائقة ، والغريب أن جميع الأزمات يتم المطالبة في نهايتها عبر نداءات الاستغاثة إلى الرئيس حسنى مبارك رئيس مصر واليها لأكثر من 28 سنة وعبر القنوات الفضائية بالتدخل لحل أزمتهم ، وغالبا فان الشعب له ثقافته في التعامل مع الظلم والظلمة وتظهر لنا الأمثلة الشعبية ما في ضمير الشعب ومزاجه في كيفية التعامل مع صناع الأزمات ومنها أنهم يتوقعون إن احد غيرهم سوف يقوم بحل المشكلة فيقول " اللهم اهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بين أيديهم سالمين " و " الظالم عليه ربنا " و " لك يوم يا ظالم "
وفى الغالب يانه يدعو نفسه للانتظار " اصبر على جارك السوء يا يعزل يا تيجى له مصيبة تأخذه " أو " يا مصبر الوحش على الجحش " ومنها " اللهم طولك يا روح على هذا اللوح "
ومنها قناعته بالرضي بالظلم " يا بخت من بات مظلوم و مبتش ظالم " ورضاه بالسكوت " إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب" ويخاف من الجديد حتى لو كان اى احد " ياعم اللي تعرفه أحسن من اللي متعرفوش " والإصرار على الاستقامة مع النظام والتوائم معه " أمشى عدل يحتار عدوك فيك " والشعب مع السلطة ويتمنى يعيش في ظلها مما يدفعه طول الوقت للصبر على المصائب فهو مقتنع انه " من جاور السعيد يسعد " وإذا دخلت لبلد بتعبد العجل حش وارميله و إن كان لك حاجة عند الكلب قله يا سيدي ويخاف طبعا إن يكون مربوط في احد الأيام لأنه مقتنع بان السلطة تطبق المثل " أضرب المربوط يخاف السايب" وكذلك لا ننسى انه " من خاف سلم "
سر موضوع الأزمات ملخص في نكته
هناك نكنة مشهورة الا وهى أن حسنى مبارك احضر لابنه كرتونة بها مجموعة من الكتاكيت وقاله إذا قلبت الكرتونه على الأرض وعرفت ازاى تجمع الكتاكيت فسوف اورثك الحكم والابن وباندفاع وحماسه الشباب قام وقلب الكرتونة على الأرض وما أن رفعها حتى انطلقت الكتاكيت في أرجاء الغرفة واندفع الابن خلفها يحاول جمعها مره أخرى لكن هيهات ، وبعد أن أدرك الفشل وقف أمام أبيه وقد ارتسمت على وجهه البلاهه والغباء ، فقال له الأب هاوريهولك ده خلاصه 28 سنه في تربيه الكتاكيت ثم اخذ الأب الكرتونه بعد أن جمعا فيها الكتاكيت اخذ يهزها بقوه يمينا ويسارا وسط صراخ متواصل من الكتاكيت ما لبس أن تلاشى وانقطع نتيجه ما أصابها من إعياء وقلب الكرتونه وما أن رفعها إلا وشاهد الابن الكتاكيت لا تحرك ساكنا مما أصابها من اعياء ودوار ثم قام بتعبئتها في الكرتونه بمنتهى السهوله واليسر ,وعلمه طريق الحكم وهى (( اتعبهم يريحوك, انفخهم يريحوك اكتر لكن لو ريحتهم هيتعبوك))
قطاعات خارج صناعة الأزمات
ومن الواضح أن هناك قطاعات حكومية وموظفين خارج موضوع الأزمات الشعبية الملازمة للشعب المصري ومن يقوم بصناعة الأزمة حريص طول الوقت ألا تقع تلك الفئات في هذه الأزمة ومشاكلهم الجماعية محلولة ومن هذه المجموعات الجيش لا توجد فيها اى أزمة وكذلك الشرطة وتجار السلاح وتجار المخدرات وممكن قطاع السياحة والسياح فهل هذا القطاعات محصنة إذا كانت الأزمات عفوية .
ويشير بعض الباحثين أن السياسة العامة للدولة تشجع علي تكريس الأزمات وليس معالجتها يقول الدكتور صلاح الدسوقي رئيس المركز العربي للدراسات الإدارية حيث يقول إن هناك نوعين من الإدارة‏.‏ الأول هو إدارة الأزمات والثاني هو الإدارة بالأزمات‏ ، ونحن للأسف نطبق النوع الثاني أي لا تتدخل إلا عندما تحدث الأزمة كما أن هذا النوع من الإدارة يسمح ـ بالأساس ـ بحدوث الأزمات بل وتكرارها‏.
ومن الأسباب التي تدفع النظام إلى أن يكون وراء تلك الأزمات هو أن الشعب المصري كله معارضة وعلى رأسهم الإخوان المسلمين وهم جزء كبير يتأثر مباشرة بتلك الأزمات سواء كمفعول به أو حلال المشاكل للناس ، وفى الغالب سوف يتصدى الإخوان لمساعدة الشعب حينما تظهر اى من هذه الأزمات ، ويعمل رموز الإخوان إلى الوقوف مع كل طائفة متأزمة ومحاولة مساعدتهم لا بد أن ذلك يكون على حساب أوقاتهم وأموالهم وأعمالهم وبل وخططهم التي يرغبون في تحقيقها ، ولا يستطيع الإخوان أن يتبرؤوا من مساعدة الناس ، لذا فان الأزمات قد تكون دورها فاعلا في الحد من دور الإخوان في تحقيق أجندتهم فهل ينظر الإخوان إلى أنفسهم أنهم نيابة عن الشعب في تحقيق غاياتهم أم ينظرون على أنهم قائد الشعب إلى تحقيق غايات الإخوان أم يقودون الشعب إلى تحقيق غايات الشعب ، اعتقد انه على الاخوان ان يحرصوا على الا يشغلهم الا ازمة التخلص من هذه الانظمة التى تلعب وتلهو بعقول المسلمين والمسيطرة على قرارهم ومقدراتهم عندئذ فقط سوف تتوقف الازمات .‏

هناك تعليق واحد: