الأربعاء، فبراير 20، 2008

صلاح عبد الحيم عامر ...كان الأفضل لعبدالناصر أن ينتحر



صلاح عبدالحكيم عامر‏....‏ يقول في حديثه الصحفي ...كان الأفضل لعبدالناصر أن ينتحر
نشر في الأنترنت "مجلة العربي" سلسلة عن أراء إبناء ضباط قيادة الثورة ....


لا أعرف لماذا يستفزني ابن جمال عبدالناصر‏,‏ ولا أعرف بماذا أرد عليه‏,‏ لماذا كل هذا الاستفزاز‏,‏ وأي شرف في الانتحار يتحدث عنه عبدالحكيم عبد الناصر في حواره مع مجلة الأهرام العربيهكذا بدأ معنا صلاح عبدالحكيم عامر حواره محملا بالأسي والضيق من حوارنا مع عبدالحكيم عبدالناصر في العدد السابق‏,‏ وصلاح يشبه أباه إلي حد كبير في طوله الفارع وشاربه القصير وطريقة تفكيره‏.‏ وهو يعمل حاليا مديرا للمبيعات بأحد الفنادق‏.‏فتحنا معه مجددا ملف مصرع أبيه المشير عامر والروايات المتعددة حول هذه القضية وكذلك دور والده في الثورة وحقيقة المذكرات التي تركها‏.


‏ لا أعرف سر إصرارك علي أن والدك مات مقتولا ولا دليل عندك يؤكد ذلك؟لدي أدلة كثيرة لعل أهمها التقرير الذي كتبه الدكتور علي محمد دياب‏,‏ الباحث ومدرس التحاليل والسموم بالمركز القومي للبحوث‏,‏ والذي قدمه بناء علي قرار المحامي العام بانتدابه للاطلاع علي الأوراق الطبية الخاصة بحادث وفاة المشير‏.‏يقول تقرير الدكتور دياب‏:‏ إن مادة الإيكونتين‏,‏ السامة التي وجدت في تحليل دم المشير‏,‏ تقتل أي إنسان بمجرد اقترابها من فمه‏,‏ بينما قرر النائب العام وقتها أن المشير تناول السم يوم‏13/9/1967‏ ومات يوم‏14/9/1967,‏ أي بعد يوم كامل من تناول هذه المادة السامة‏,‏ وهو ما يتعارض مع ما قاله الباحث وخبير السموم الدكتور دياب‏!!‏أيضا هناك تقارير أطباء مستشفي القوات المسلحة بالمعادي‏,‏ مؤكدة بأقوالهم سلامة طبيعة النبض‏,‏ وضغط الدم والقلب والرئتين والانعاكسات العصبية‏,‏ وسلامة الجهاز الهضمي وعدم وجود أعراض لمغص أو لقيء أو إسهال‏,‏ مع سلامة القوة العضلية والإحساس‏,‏ وتفاعل حدقتي العين مع الضوء‏,‏ كما ذكر كل شهود العيان‏,‏ أنه لم يلحظ علي المشير أي تغيير يدل علي حدوث تأثير من أي مادة سامة‏,‏ وأنه غادر المستشفي مشيا علي قدميه‏,‏ إذن حتي لحظة خروج المشير من المستشفي الساعة الخامسة والثلث مساء يوم‏13/5/1967‏ كان سليما تماما‏.


‏ تقصد أن جرعة السم أعطيت له في استراحة المريوطية؟لا أقصد‏,‏ بل أؤكد بالتقرير رقم‏19‏ الصادر من مستشفي المعادي‏,‏ والذي وقعه الدكتور المقدم محمد عبدالمنعم عثمان‏,‏ والرائد طبيب ثروت عبدالرحمن الجرف‏,‏ والذي جاء فيه أن ما سلم للمستشفي قطعتان متماثلتان من ورق سلوفان إحداهما طولها‏5,2‏ سم‏,‏ وأرسلت إلي المعامل الطبية الرئيسية يوم‏11/9/1967,‏ والأخري طولها‏1‏ سم‏,‏ وتم حفطها بالمستشفي‏,‏ وأجري عليها تحليل يوم‏14/9/1967,‏ ولم يشر التقرير إلي أن أيا من هاتين الورقتين كانت بهما آثار للمضغ‏,‏ ولم يثبت وجود أي شيء بعد تحليل الورقة الصغري‏.‏وفي الورقة الكبري لتقرير المعامل الطبية المركزية تجد أنه ذكر وصول قطعة سلوفان مبرومة وبداخلها قطعة صغيرة من الورق المفضض في أنبوبة مغطاة بفلة عادية‏,‏ وليست مشمعة‏,‏ وهو ما يعتبر إجراءا خاطئا‏.‏الأغرب تقرير النقيب صيدلي يسري أبوالدهب‏,‏ حين كتب أن قطعة ورق السلوفان التي وصلته طولها لا يتعدي نصف سم‏,‏ في حين أن الجهة المرسلة للعينة‏,‏ وهي مستشفي المعادي قررت أن الورقة طولها‏5,2‏ سم‏,‏ كما أكد يسري أبوالدهب في التقرير أن ورقة السلوفان والورقة المفضضة لم يظهر بهما أي آثار للمضغ‏.‏‏


‏ وماذا عن نتيجة تحليل عينتي القيء اللتين وصلتا يومي‏13-14/9/1967,‏ إلي معمل التحاليل المركزية؟أثبت تحليل العينتين خلو المعدة من أي آثار للأفيون أو المورفين‏,‏ وهذا يؤكد أن المشير لم يبتلع أي مورفين أو أفيون أو إيكونتين حتي وقت وصول القوة المكلفة باصطحابه إلي منزله في الساعة الثانية والنصف يوم‏9/1967/.12‏‏*‏ ولكن هناك تقريرا أجري بمصلحة الطب الشرعي وهو تقرير المعامل الكيماوية؟هذا التحليل أجري بعد الساعة السابعة صباح يوم‏15/9/1967,‏ أي بعد الوفاة باثنتي عشرة ساعة ونصف الساعة‏,‏ وأثبت هذا التقرير وجود آثار لحمض السليسليك من نواتج تحلل وتمثيل الأسبرين وآثار ضئيلة من المورفين‏,‏ ولا أستطيع الجزم بإيجابية الكشف عن المورفين في الدم بعد مرور الوقت‏,‏ وسلبية التحليل الذي أجري علي محتويات المعدة من القيء الذي حدث في المستشفي‏,‏ تدلان علي أن المشير لم يتناول أفيون أو مورفين بعد محاولة القبض عليه‏.

لكن تحليل المعامل الكيماوية أكد أن ورقة السلوفان التي وصلته بها نتائج مضغ بالأسنان؟هذا لا علاقة له بالحقيقة‏,‏ بل افتراء وتزوير علي المشير‏,‏ ويتناقض مع تقارير كل من‏:‏ طبيب محمد عبدالمنعم عثمان‏,‏ والرائد طبيب ثروت عبدالرحمن الجرف‏,‏ والصيدلي يسري أبوالدهب حيث أكد أن الورقة ليست بها آثار للمضغ وطولها نصف سم‏,‏ مع ملاحظة مهمة وهي أن وصف ورقة السلوفان اختلفت حوله الجهات الثلاث‏:‏ مستشفي المعادي‏,‏ والمعامل المركزية‏,‏ ومعامل الطب الشرعي‏!!


‏ هل هناك أدلة أخري تؤكد بها حديثك من أن جرعة السم أعطيت له في استراحة المريوطية؟أكد الدكتور مصطفي بيومي حسنين‏,‏ الذي كان مشرفا علي المشير في الوردية الأولي لحالة المشير من الساعة‏20,5‏ مساء‏12/9/1967,‏ وحتي العاشرة صباح‏1967/9/14,‏ حيث أقر بأن ضغط دم المشير كان طبيعيا والنبض ثابتا وممتلئا ومنقطعا‏100/90‏ في الدقيقة‏,‏ مما يؤكد عدم تعاطيه الأفيون أو المورفين أو الايكونتين‏,‏ أيضا الرائد طبيب إبراهيم علي البطاطا‏,‏ حيث قال في شهادته‏:‏ كنت مكلفا بمتابعة المشير في الوردية الثانية ابتداء من العاشرة صباح‏14/9/1967,‏ وحتي التاسعة من مساء اليوم نفسه‏,‏ وأشهد أن صحة المشير كانت في تحسن‏,‏ وأن الضغط والنبض طبيعيان‏,‏ وهو ما يؤكد عدم تناوله الايكونتين كما أشهد أن المشير كان يتناول قطرات من عصير الجوافة المحفوظ في علب‏.‏ويتساءل صلاح‏:‏ أين كوب عصير الجوافة الذي كان يشرب منه المشير؟ وفي أي مكان كان يوضع بين فترات استعماله؟ وماذا تبقي فيه من العصير؟ ولماذا لم يحرز الكوب للتحليل إذا لم يكن قد اختفي؟إن الدكتور بطاطا‏,‏ أكد أن المشير كان يشكو من ألم في الأسنان‏,‏ وطلب نوفالجين وماء‏,‏ ويستحيل علي من يبيت النية للانتحار أن يهتم بألم الأسنان ويطلب العلاج لها‏,‏ كما جاء في أقواله أن المشير نام من الرابعة مساء وحتي السادسة مساء دون ألم أو قيء‏,‏ وذكر أنه عاد مرة أخري في السادسة مساء‏,‏ كما أنه كان مستمرا في نومه الطبيعي‏,‏ والتنفس والحرارة والضغط كان في مستوياتها الطبيعية‏.‏لقد أعطي سم الايكونتين لوالدي بعد السادسة مباشرة وبجرعة لا تقل عن‏2‏ ملجم حسب تقرير الدكتور بطاطا‏,‏ كما أن الدكتور محمد دياب في نهاية تقريره يقول إن أي باحث منصف ومدقق لا يمكن إلا أن يقرر أن وفاة المشير لم تكن بالانتحار وإنما بالقتل عن طريق سم الايكونتين الذي أعطي بعد السادسة مساء يوم‏1967/9/14,‏ والوفاة هنا جنائية ومكتملة شروط التعمد وسبق الإصرار والترصد‏.‏‏


‏ مذكرات الفريق محمد فوزي تؤكد انتحار والدك وليس قتله‏,‏ وشقيقتك نجية قالت إن المادة التي رأتها في فم والدها قبل مغادرته منزله بالجيزة يوم‏13/9/1967,‏ كانت مادة سامة مما جعلها تطلب سرعة إسعافه وقالت أثناء التحقيق معها عندما سئلت عما إذا كان المشير كان يلوك أفيونا‏,‏ أصرت علي أنه تناول علي وجه اليقين سما‏,‏ مما يقطع بأن فكرة انتحاره لم تكن غائبة عن علم الأسرة؟أعتقد أن الأدلة السابقة والتقارير تؤكد مقتل والدي‏,‏ أيضا مذكرات كمال الدين حسين‏,‏ عضو مجلس الثورة‏,‏ ورفيق عبدالناصر والمشير تؤكد مقتل والدي‏.‏‏*‏ قلت لصلاح تعالي نخرج من مسألة القتل والانتحار لنتحدث عن والدك ودوره في ثورة يوليو‏,‏ ورؤيتك له ولحياته؟شارك والدي في اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار‏,‏ وقاد الكتيبة‏13‏ وفصيلة مدافع ماكينة في العمليات لاقتحام القيادة العامة في كوبري القبة والاستيلاء عليها‏,‏ وهو الذي فتح باب رئاسة الجيش وألقي القبض علي قادة الجيش المجتمعين في مقر القيادة‏,‏ وأود أن أخبرك بأن الطلقة الوحيدة التي أطلقت في ليلة‏23‏ يوليو‏1952,‏ كانت من سلاح والدي‏.‏‏*‏ ولكنهم كانوا يريدونها ثورة بيضاء؟أطلقها والدي مضطرا بسبب مقاومة أحد جنود الحراسة عند باب القيادة واستغاثته بالقوات داخل مبني القيادة‏,‏ وهذا ما ذكره الرئيس أنور السادات في جريدة الجمهورية وفي حديث للتليفزيون المصري في أحد أعياد ميلاده‏.


في حديث لك مع جريدة المصري اليوم اتهمت الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل بأنه استولي علي مذكرات والدك‏,‏ وهذا شيء لم نعهده علي الأستاذ؟إنني لا أخفي سرا إذا قلت إن هيكل هو الذي نصح والدي بتسجيل مذكراته حيث كانا صديقين ودودين‏,‏ وبعد أن سجل والدي هذه المذكرات وقبل أن يأتمن هيكل ليحتفظ بها أعطي نسخة لصلاح نصر ونسخة دفنها في حديقة منزلنا بالجيزة‏.‏‏*‏ ولكن لا يوجد دليل علي وجود مذكرات لوالدك‏,‏ وقد نفي المؤرخ يونان لبيب رزق وجود أية مذكرات لوالدك مبررا كلامه بقوله إن والدك ليس من الشخصيات ذات الوعي التاريخي والثقافي التي تحرص علي كتابة مذكراتها؟كان من المفروض علي هذا المؤرخ أن يتحري الدقة وألا يترك الكلام مرسلا علي عواهنه‏,‏ وليس أدل علي ذلك ما ظهر أخيرا من مذكرات والدي حيث نشر بجريدة صوت الأمة في أول عدد تولي إبراهيم عيسي فيه مسئولية التحرير جزء من مذكرات عبدالحكيم عامر يحكي فيها بكل صراحة تفاصيل علاقته بعبدالناصر وكما كتب أنه إذا مات أو قتل فإن عبدالناصر سيكون هو السبب ويتصدر الجزء الرابع من مذكرات صلاح نصر عن دار الخيال وفيه الحقائق كاملة‏.‏‏*‏ وهل عبدالناصر أخطأ في حق المشير أم أن المشير هو الذي أخطأ في حق ناصر بأن وضع صديقه في مأزق؟إطلاقا‏,‏ لقد جعل عبدالناصر أبي كبش فداء‏,‏ فمثلا قرار رفع قوات الطواريء الدولية وهو السبب الرئيسي في نشوب حرب يونيو‏1967,‏ كان من قبل عبدالناصر وليس لوالدي علاقة به‏,‏ والذي يثير دهشتك وأنت تطالع تاريخ مصر‏,‏ أن الفريق عبدالمنعم رياض والفريق محمد فوزي سافرا إلي سوريا وقتها وأكدا لعبدالناصر عدم وجود حشود إسرائيلية علي الحدود السورية إلا أنه أصر علي رفع قوات الطواريء من غزة وترك قوات طواريء في أماكن أخري‏,‏ لكن الأمم المتحدة أصرت علي إبقائها بالكامل أو رفعها بالكامل‏,‏ فأصدر عبدالناصر قراره إلي الفريق فوزي برفعها بالكامل‏,‏ ولا أعتقد أن القائد العام للقوات المسلحة يستطيع اتخاذ هذا القرار الذي يحمل شقا سياسيا بشكل كبير‏,‏ إذن الذي أصدره هو رئيس الجمهورية وليس قائد القوات المسلحة‏.‏أيضا هناك قرار إغلاق خليج العقبة الذي أصدره عبدالناصر في اجتماع أبو صوير الشهير‏,‏ ولا أعرف لماذا أضر عبدالناصر نفسه وبلده‏,‏ فهو يعرف أن الجيش المصري موجود في اليمن‏,‏ ويعرف أن هذا القرار لن يمر من جانب إسرائيل دون تحرك‏,‏ وأصر علي اتخاذ القرار دون أن يعي خطورته‏.‏ ثم هل يستطيع السيد سامي شرف أن يقول لي لماذا ألغي الضربة الجوية التي كانت ستوجه لإسرائيل في السادسة والنصف صباح‏27‏ مايو‏1967,‏ في الساعة الخامسة والخمسة وأربعين دقيقة صباح اليوم نفسه حيث أمر صدقي محمود قائد القوات الجوية بإلغائها‏.‏‏*‏ مؤرخون عديدون أدانوا المشير عامر وقالوا إنه سبب الانقلاب الذي أدي إلي انفصال الوحدة المصرية ـ السورية؟النحلاوي الذي قاد الانقلاب‏,‏ سوري الجنسية‏,‏ وراحوا يرددون أن مدير مكتب المشير هو الذي قاد الانقلاب‏,‏ وكما ذكرنا أنه سوري‏,‏ ثم إن سوريا كلها هي التي أعلنت الانقلاب ولا تريد وحدة‏.‏‏


‏ ولكن عبدالناصر روي لهيكل عن والدك‏:‏ أنا صبرت عليه كتير وغلط كذا مرة‏,‏ وكل مرة بييجي يقدم لي استقالته ويكلمني علي العلاقة التي بيني وبينه‏,‏ والعشرة والود‏,‏ وكنت فاكر إن جدعنة الفلاحين هاتفضل فيه‏,‏ لكنها ما فضلتش؟هذا كلام لا معني له‏,‏ فأبي قدم استقالته عام‏1962,‏ فلماذا لم يقبل عبدالناصر استقالته؟ لا تقل لي إنه تراجع عن قبولها بسبب ضغط الجيش عليه وحبه لعبدالحكيم‏,‏ فهذا كلام لاي يصدق‏,‏ لا أحد كان يستطيع أن يضغط علي عبدالناصر الذي استطاع إقالة محمد نجيب‏,‏ الذي كانت له شعبية كبيرة‏,‏ ووضع نفسه مكان محمد نجيب‏,‏ ولم يكن أحد يعرف من هو جمال عبدالناصر‏,‏ فهل سيغلب في إقالة عبدالحكيم عامر‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق