الثلاثاء، فبراير 12، 2008

رجال الصهيونية في مصر ـ السفير د. عبد الله الأشعل


السفير د. عبدالله الأشعل : بتاريخ 11 - 2 - 2008
من علامات الساعة في حديث نبوي شريف أن تتحدث الرابضة وهم سفهاء القوم يتصدرون المجالس والمعوقون عقلياً يتصدرون المنصات.فلا خلاف على أن الحركة الصهيونية قد تغلغلت في مصر, وهو ما كشفت عنه صحف مصرية كثيرة, بحيث تولى الكثير من المناصب الهامة شخصيات ليس لديها مؤهلات هذه المناصب, فركزت على الدفاع عن المصالح الإسرائيلية. ولحسن الحظ فإن الصحف الكبرى التي ينتشر فيها هذا الفريق وهى صحف ارتبطت بضمير مصر وكفاحها قد كشفت هذه العورات, وظن هؤلاء أنهم يؤثرون على الرأي العام أو أنهم يتخذون الدعوة للصهيونية قرباناً للحكم في مصر. وقد يلتبس الأمر على القارئ العادي فيتساءل هامساً حول حقيقة موقف النظام من الصهيونية واعتماده على هذا الفريق الصهيوني خاصة وأن مواقف النظام تجاه الضغوط الصهيونية تثير هذا التساؤل. وربط الناس بين هذا التساؤل وبين ظهور خط في الموقف الرسمي يتحامل على حماس ويفضل أبو مازن, أو في أحسن الفروض يجعل موقف النظام من قضية غزة والمعابر مرتبكاً ومائعاً مما سمح للفريق الصهيوني أن يطالب النظام بقوله واحدة من حماس. والحق أن أحداث الحدود خلال الأسبوع الأخير من يناير والأول من فبراير قد سمحت بمساحة واسعة لكي يسبح هذا الفريق مع أطروحاته القائلة بأن حماس هي سبب الداء وبغيرها يبرأ الفلسطينيون من العدوان والحصار, وأن إسرائيل مستعدة للسلام لكن حماس وصواريخها تستفز إسرائيل دون أن تلحق بها ضرراً يذكر, وعلى حماس أن توقف كل شيء وأن تنصاع لتعليمات أبو مازن حتى تلحق بالجنة التي تعيش فيها الضفة الغربية بفضل حكمة أبو مازن ومهارته. بل إن صواريخ المقاومة ضد إسرائيل قد أصبحت سبباً آخر للهجوم على المقاومة والاستخفاف بها, حتى أن الخط الرسمي المصري يهاجم هذه الصواريخ على أساس عدم التناسب بين إضرارها بإسرائيل وبين إضرار إسرائيل بغزة. فهل يسوى هؤلاء بين صواريخ المقاومة ووسائل الإبادة الإسرائيلية في المشروعية الأخلاقية, وهؤلاء لا يتورعون عن الحديث عن وقف إطلاق النار, وهى نفس المواقف والمصطلحات الإسرائيلية, التي تسوى بين النار الفلسطينية والجحيم الإسرائيلي. ولو سلمنا مع هؤلاء الحكماء بأن سبب الجحيم الإسرائيلي هو صواريخ المقاومة فلماذا لم يتوقف الجحيم حين لم يكن هناك صواريخ. وعندما التزمت المقاومة بهدنة من طرف واحد لمدة 18 شهراً, بل بلغ الموقف بهؤلاء حد القول كما تقول إسرائيل بأن جحيمها دفاع شرعي ضد الصواريخ المقاومة. وهل هذا الفريق الحكيم واثق أن أبو مازن بحكمته وإفلاسه السياسي يمكن أن ينتزع حقوقاً فلسطينية من إسرائيل, أم أن استسلام حماس وإنهاء المقاومة رسمياً سوف يجعل أبو مازن جديراً بمكافأة على جهوده فيقدم رأس حماس قرباناً لصداقته مع إسرائيل. والغريب أن هذا الفريق الحكيم هو نفسه الذي أصبح صهيونياً أكثر من إسرائيل لعل عمله يحسب في ميزان حسناته البائسة في سجلات البيت الأبيض عندما أصروا حتى الآن على أن "عدوان" حزب الله ومغامراته ضد إسرائيل في صيف 2006, كان هو السبب في استفزاز إسرائيل ودعوتها لتدمير لبنان, وأن حزب الله ظل مستمتعاً بالدمار ورفض وقف صواريخه حتى لا توقف إسرائيل الدمار, فكأن الحزب هو الذي استدرج إسرائيل إلى حفل التدمير وهو الذي أغراها بالاستمرار باستمراره في ضرب مدنها بالصواريخ. وأظن أن هذا الفريق الحكيم يضلل ويكشف خططه في التضليل لأن تقرير فينوجراد نفسه أكد أن العدوان الإسرائيلي كان مخططاً له منذ مدة وأن خطف الجنديين كان ذريعة لبدء في تنفيذ المخطط, وأن صواريخ حزب الله كانت رداً على وحشية الإبادة الإسرائيلية للبنان.إن إسرائيل و خطط الإبادة في غزة قد تكفلت بإفشال خطة الفريق الصهيوني في مصر عندما أدى استمرار خططها إلى بقاء الحقيقة الساطعة: شعب فلسطيني يتعرض للإبادة, ومصر على المقاومة رغم انعدام إمكانياته, لأن المقاومة رمز لرفض الظلم, وشعب مصر الأصيل يعلم بحاسته أن الشعب الفلسطيني يحارب نفس العدو الذي لن يفلح في أن يزرع بيننا هذا الفريق مهما كثر عدده وتعاظم حجمه ولكنه كغثاء السيل وزبد يذهب جفاء أمام طوفان الحقيقة.لقد خصص أحد هذه الرابضة أعمدته التي لا يقرأها أحد ولا يقوى هو على تحريرها بنفسه لكي يقدم تفسيراته العبقرية فاكتشف العبقري أن حماس هي التي اتفقت مع إسرائيل على خطة إبادة غزة, فأوعزت إلى السكان باقتحام الحدود المصرية في عمل مرتب سلفا, وذلك حتى يحول اهتمام المجتمع الدولي عن قضية فلسطين إلى أزمة الحدود والمعابر وحتى يشغل أبو مازن عن فتوحاته مع إسرائيل حيث كانت مفاوضاته قد اقتربت من استعادة القدس وفلسطين بحدود 1967 وبحق اللاجئين في العودة وقهر إسرائيل على وقف الاستيطان وتفكيكه وعلى التسليم بعبقرية أبو مازن فوجدت في خطتها مع حماس مخرجاً من هذا المأزق اللعين. الطرابيش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق