السبت، مايو 06، 2006

اسطال والمشير عامر

لقد ولدت فى اسطال بلد المشير عامر قبل مقتل المشير عبد الحكيم عامر بسنتين غير اننى كنت عندما اذهب الى بيت جدى الحاج عبد المنعم ضاهر والذى كان حائط بيته ملتصق بحائط بيت المشير وهو حائط مشترك ، وكنت اشاهد فى طريقى هذه البيوت خالية ولم يعد يقيم فيها احد ، بعدما كانت مزدهرة ازدهار كبيرا فى ايام خلت، ولم اكن اعرف وقتها اى شئء عن المشير وعائلته ، علمت بعد ذلك من خالى جمال الذى يكبرنى بعشر سنوات ان اعضاء مجلس قيادة الثورة اقاموا مدة العزاء ثلاث ايام فى عزاء والد المشير العمدة الحاج على عامر وكان على رأسهم الرئيس عبد الناصر ، وعلمت من احد اخوالى ايضا انهم تدربوا فى البيت هذا قبل الذهاب الى القاهرة لحراسة بيت المشير فى اثناء الخلافات مع عبد الناصر.
اما عائلة المشير فكنا نجد فى بلدنا ابناء عم المشير وغيرهم ممن احيلوا على التقاعد بعد وفاة المشيرعامر وهؤلاء فقط يعملون فى الزراعة ليس لهم اى علاقة بالسياسة ، فقد عمل كل منهم فى الارض التى يملكها فقط فى الزراعة وسكنوا فى بيوت قد تكون واسعة عن غيرها ولكنها لا تزيد مستواها كثيرا عن بيوت اعيان اهل البلد ، اما حسن عامر اخو المشير الاكبر فجعل كل اهتمامه فى نادى الزمالك الذى ظل رئيسه فترات كثيرة ، وكنا نسمع عنه من شكاوى مدير النادى باسطال لعدم اهتمامه بنادى الشباب فى بلدنا ، حيث انهم ذهبوا اليه فى نادى الزمالك وبعد الانتظار والجلوس معه لم يستطيعوا الحصول منه كما يدعون سوى على كوب شاى وكانوا يريدون كورة قدم واحدة او بعض الملابس لللاعبين او ياخذ احد من ابناء البلد اللاعبين ويهتم به ولكنه لم يهتم بهم ، وكنت ارى حسن عامر فى المناسبات فقط يمشى الى الجمعية الزراعية او ذاهبا الى بيته فى اوقات حصاد المحصول وبيعه ,

اما الاستاذ محمود جامع فى كتابه عرفت السادات يقول عن بعض افراد عائلته " وأخبرني السادات بأن عبد الحكيم عامر عندما كان نائبا أول لرئيس الجمهورية سافر في رحلة رسمية إلى فرنسا صحبه فيها شمس بدران وعلى شقيق .. وأثناء مراسم توديعه في المطار ذهب بعض أهالي بلدته من محافظة المنيا من صعيد مصر... ذهبوا لتوديعه بجلاليبهم التقليدية . . وفرحوا بمنظر الطائرة.. وطلبوا من شمس بدران أن يتفرجوا عليها من الداخل في حضور المشير. . . وسمح لهم بالصعود للطائرة . .

وكانت المفاجئة أنهم رفضوا النزول من الطائرة وصمموا على السفر مع المشير إلى فرنسا. وتأزمت الأمور حتى وصل المشير وصعد إلى الطائرة - وأخبروه بأمر هؤلاء الصعايدة. . فما كان من المشير إلا أن تصرف بشهامة معروفة عنه ، وأمر بأن يصاحبوه في الرحلة . ولم تكن معهم جوازات سفر أو ملابس أو نقود. . . ووصلت الطائرة إلى باريس . . وتم استقبال المشعر رسميا في المطار - وفوجئت سلطات السفارة المصرية في فرنسا، وكذلك سلطات البرتوكول الفرنسي بهؤلاء الصعايدة الذين لم يعمل لهم أي حساب في الاستقبال أو السيارات أو الإقامة أو خلافه . . وعملت لهم إجراء ات استثنائية وسريعة وفتح على شفيق سكرتير المشير حقائب النقود والعملات الصعبة بدون حساب لثراء كل طلباتهم كأمر المشير.. واشتروا جميع الدراجات من محل بأكمله. . وملابس . . ومفروشات . . وكانت طائرة المشير تنقل المشتريات إلى القاهرة . . حتى أن انتهت الرحلة على حساب الدولة دون رقيب أو حسيب .

مصطفى بيه عامر عضو مجلس الشعب
لم يكن يقيم فى البلد احد ذا قيمة من عائلة عامر الا مصطفى عامر الذى ظل فى المجالس النيابية 30 سنة حتى سقط فى انتخابات 2005 عندما تدخل رجال القضاء فى منع التزوير الذى كان يحترفه بجدارة ، وعلى الرغم من اننى كنت لا افوت فرصة مشاهدة جلسات مجلس الشعب فى التلفزيون الا اننى لم ارى مطلقا مصطفى عامر فى اى جلسة من جلسات المجلس التى كانت تذاع على الهواء مباشرة على قناة النيل للاخبار ولا احد غيرى اعلم انه شاهده داخل المجلس.... حتى ان نكتة كانت تقال " ان البلد اكتشفت بعد فترة متابعة لجلسات المجلس ان مصطفى عامر يجلس دائما خلف الكاميرا لذا لا يرونه " .؟

لقد كان مصطفى عامر بالنسبة لى رمزا للاستبداد والسلطة الغاشمة بمعنى الكلمة فقد تربى ونشأ بعيدا عن الدين ولا يطيق اى متدين رغم ما علمنا عن تدين والده الشيخ على عامر الرجل الازهرى كما علمنا عنه ، وقد كانت ام مصطفى عامر من القاهرة وليست من ابناء اسطال وتزوجها بعد وفاة والدة المشير والتى كانت اخت وزير الحربية حيدر باشا الذى كان يملك عزبة تبعد عن اسطال مسافة قريبة تسمى عزبة حيدر باشا ، و قد عمل مصطفى عامر على زيادة ثروته وسلطته بكل الاشكال وعلى حساب الفلاحين فى اسطال وفى المركز ايضا ومعه فريق واسع الخبرة فى تسخير كل ادوات الدوله لخدمته وخدمة ثروته ، التى حصل على معظمها عندما عينه عبد الحكيم عامر رئيس لجنة تصفية الاقطاع فى سمالوط عندما تولى عبد الحكيم عامر ملف تصفية الاقطاع
، وقد علم مصطفى عامر فى فترة من الفترات رئيس مجلس مدينة سمالوط .
الرئيس السادات فى اسطال
علمت بعد ذلك ان بلدنا اسطال جاء اليها مطاردا من حكومة الملك فارق الرئيس السابق محمد انور السادات وعمل فى بناء مبنى خزان المياه( الصهريج ) الذى يغذى البلد وكان يشتغل عامل خرسانة ، وذلك وقت ما اتهمته سلطات الملك بقتل رشاد عثمان عندما كان فى الحرس الحديدى ، لكن مرت الايام وزار البد مرة اخرى عام 1980 قبل اعتياله وكانت الزيارة هذه المرة ذات ضجة كبيرة فقد اقام له مصطفى عامر مطار للهيليكوبتر فى بيته مباشرة بعدما نزل بالقطار فى مدينة المنيا ثم استقلها من مطار المنيا وقد شاء القدر ان اكون من شهود هذه الزيارة وشاهدت من فوق شجرة تطل على البيت خروج السادات ودخوله الى بيت مصطفى عامر اخو المشير الاصغر ، وقد علمت يومها من اقاربى الذين حضروا اللقاء ان السادات رفض فيها اكل او شرب اى شىء وكان يوم اثنين وقال انه صائم وهو طبع الرئيس المؤمن ، وعلمت انه بهذه الزيارة كان يؤكد فيها صدق قوله انه لا دخل له فى قتل المشير فقد تسلمت بعض عائلته جثمانه المدفون فى مقابر اسطال من الحكومة.

مصطفى عامر فى السجن
وقد تم منع عائلة المشير من ان يقتربوا من الجثمان وتم عمل حراسة على القبر مدة تكفى لتحلل الجثة وقتها كان مصطفى عامر معتقلا مدة ستة اشهر ، وقد حكى لنا عن بعض ايام المعتقل وهو فى العزاء فى وفاة جدى عبد المنعم عام 1998 فى بيت جدى وانه كان لاول مرة يدخل فيها سجنا اصلا فضلا على انه لم يكن يعلم متى سيخرج من المعتقل هذا ؟ . واسباب الاعتقال كانت معروفة وهى الا تسعى العائلة فى اخذ الثأر من مقتل المشير عامر .
وفى حوار مع مصطفى عامر يسأل يسرى فودة فى برنامج سرى للغاية اذيع فى قناة الجزيرة
يسري فوده: وحضرتك اتقبض عليك في الليلة دي؟مصطفى عامر: طبعًا.يسري فوده: مين تاني اتقبض عليه؟مصطفى عامر: اتقبض عليَّ أنا وحسن عامر، وسعد عامر، وعامر عامر، ومين؟ وعبد المنعم عامر.يسري فوده: يعني كل اللي بينتهي اسمه بعامر .مصطفى عامر: أيوه، إحنا كنا 3 إخوات، وأولاد عمنا.
لقد كان المشير عامر لا يأتى الى البلد الا عندما يكون هناك خلاف مع عبد الناصر وقد حذره مصطفى عامر كما قال فى برنامج سرى للغاية من عبد الناصر فرفض قوله جملة وتفصيلا ورد على مصطفى بقولة واحدة " لاتذكر اسم جمال مرة ثانية على لسانك" ... وقد فعل .

مقتل المشير عامر
اما مقتل عبد الحكيم عامر فقد نشرت كثيرمن الكتب ما يؤكد مقتله ومنا ما قاله الاستاذ محمود جامع فى كتابه عرفت السادات يقول " قد أردت يوما. أن استطلع رأى السادات في قضيتين ، شغلتا الناس أيام عبد الناصر، تحديدا في الستينات ، وهما: مقتل المشير عامر أو أنتحاره ، ثم مذبحة ا لقضاة .
سألته ، وكنا معا في جلسة هادئة، عما إذا كان المشير عامر قد أنتحر فعلا، كما قيل ، فوجئت بأن لون وجه السادات قد تغير، وساد صمت لفترة قصيرة بيننا، ولم ينطق السادات بكلمة واحدة،
فقلت له : يكفي هذا، ويكفي صمتك ردا على سؤالي .
والغريب أن السادات ، كان هو عضو مجلس قيادة الثورة الوحيد، الذي شارك لي جنازة المشير عامر، رغم أن المشير كان قد تطاول على السادات ، قبل رحيله بقليل ، وكاد أن يعتدي على السادات بالضرب ، أمام عبد الناصر وحسين الشافعي وزكريا محي الدين أثناء محاكمة عامر في منزل عبد الناصر. وسوف تظل حكاية أن انتحار المشير عامر، أو مقتله ، محل تساؤل واستفهام كبيرين ، رغم أن هناك معلومات تشير إلى أن عبد الناصر اجتمع بعدد من أن صاره بعد النكسة، وهم تحديدا : على صبري ، شعراوي جمعة، سامي شرف ، والفريق فوزي . وقد صارحهم عبد الناصر. وقتها، بأن البلد لم تعد تحتمل اثنين ، في إشارة إلى أن أحدهما (عبد الناصر أو عامر) يجب أن يذهب ، واخبرهم عبد الناصر أنه مسافر إلى الإسكندرية وأن عليهم أن "يتصرفوا".. . وبعد أن سافر، أعلنوا عن أنتحار المشير عامر، وعاد عبد الناصر من الإسكندرية، ولم يكن في كل الأحوال . بعيدا عما تم بشأن المشير عامر" انتهى كلام محمود جامع .
جيهان السادات تتحدث عن علاقة السادات بمقتل بعبد الحكيم
وفى حوارها مع احمد منصور وفى برنامج شاهد على العصر تحدثت جيهان السادات عن علاقة السادات بعبد الحكيم كالاتى .
أحمد منصور:
بعد ذلك وقع الصراع بين المشير وبين عبد الناصر، ولعب السادات دوراً في هذا الصراع. ما هي معلوماتك عن دور السادات في الصراع بين المشير وعبد الناصر؟
جيهان السادات:
معلوماتي إنه حتى كنت أنا بأرجع من الهلال الأحمر بالليل متأخر ألاقي عبد الحكيم عامر في بيتنا مع أنور السادات متأخرين قاعدين، فكان عبد الحكيم عامر ثائر وبيعتبر إن المسؤولية مش مسؤوليته لوحده، وإنه يعني..
أحمد منصور مقاطعاً:
سمعتِ منه؟
جيهان السادات:
أيوه، منه شخصياً.
أحمد منصور:
ماذا سمعت بالضبط؟
جيهان السادات:
شخصياً، يعني حتى بأقول له يعني: إحنا دلوقتي في مشكلة كبيرة، وأنا بأكلمك كأخت لأن أنا أحبه، عبد الحكيم عامر كان صديق أنور يحبه وأنا كنت أحبه جداً، وولادي يحبوه كمان. فبأقول له: ده وقت يا حكيم مفيهوش صراعات مع بعض، سيب.. سيب وضعك خالص.. استقيل وابعد إلى أن تمر هذه الأزمة وبعدين اقعد مع عبد الناصر وعاتبه، لكن مش الوقت النهادره إنك تقول إن مش أنا لوحدي اللي أتحمل المسؤولية، وعبد الناصر يجيب عليك وأنت تجيب عليه، مش ده الوقت اللي إحنا نتعاتب فيه، واسمعني أنا كأخت –يعني- عايزة.. عايزة الصالح لك أنتو الاثنين ما أقصدش من ورا كده حاجة غير الصالح. فهز رأسه وسكت و.. ما علقش..
أحمد منصور:
لكن أنت.. حضرتك في الوقت ده.. كان يتردد عليكم عبد الناصر وكان يتردد عبد الحكيم في البيت.
جيهان السادات:
نعم.. نعم.. نعم.
أحمد منصور:
كنت تجلسي مع عبد الحكيم وتتكلمي مع في حضور الرئيس السادات في كثير من الأشياء.
جيهان السادات:
يعني.. لا والله.. هأقول لحضرتك طريقتنا في البيت، يعني عبد الناصر ده كان بيتعشى عندنا كل يوم، كويس؟ يعني أنا ما كنش دوري أبداً أكتر من إني أسلم عليه وهو داخل فقط.. والولاد.. نبقى واقفين في الجنينة بنسلم عليه، أول ما يخشوا بيخش في الصالون ويقفلوا الباب حتى لأن كان عندي صالون..
أحمد منصور:
هناك من يقول إنك كنتِ بتشتركي في النقاش في بعض الأمور.
جيهان السادات:
لا.. لا لا.. ولو بأشترك هأقول لك أنا هخاف ليه؟ لأ، بالعكس يعني فيه حدود لـ..، هو عبد الناصر كان من الشخصيات اللي هي ما يخليكش تاخد عليه قوي، ومن النوع اللي مش اجتماعي، يعني ما كانش اجتماعي زي..، وأنور السادات برضو فيه الصفة دي إلى حد ما.. يمكن.
أحمد منصور:
لكن عبد الحكيم.
جيهان السادات:
لأ، عبد الحكيم كان اجتماعي وكان يجي الولاد يفضلوا يتنططوا، و دايماً يجيب لهم شكولاته ولبان وبونبوني معاه، يعني الولاد كانوا يستنوا عبد الحكيم عشان بيفرحهم. وحكيم حتى ما كنتش أقعد معاه ليه؟ لهم كلام في العسكرية وفي الحاجات دي.
أحمد منصور:
يعني في بعض.. ليس نقاشاً في كل الجلسة وإنما في جزء منها.
جيهان السادات:
لا، أنا تحية صاحبة البيت فقط ومش كل مرة لعلم حضرتك، مش كل مرة، يعني ساعات بأبقى مش موجودة في البيت وهم موجودين.
أحمد منصور:
عبد الحكيم ماذا كان رده إن هو مش متحمل الهزيمة، إنه لا يتحمل الهزيمة؟ إيه العبارات اللي أنت سمعتيها منه تحديداً؟
جيهان السادات:
لأ، هو ما ردش عليّ، هو كمان كان منهار، صراحة –يعني- شديدة كان زعلان وبيعتبر نفسه كبش الفداء وفي نفس الوقت..
أحمد منصورمقاطعاً:
كبش فداء لمين؟
جيهان السادات:
لعبد الناصر للي حصل وللبتاع مع إنه هو المسؤول عن الجيش والترتيبات كلها بصراحة. فأنا عشان كده يومها قلت له: صدقني أنا أخت لك، صدقني أنا ماليش مصلحة غير بلدنا، في وقت زي ده العتاب فيه والخناق والشد هيبقى على حساب الشعب وده غلط، ابعد وبعدين ابقى اتفاهم معاه.
أحمد منصور:
في 25 أغسطس 67 وقعت مواجهة بين عبد الناصر وبين عبد الحكيم في حضور السادات وحسين الشافعي.
جيهان السادات:
نعم، في بيت جمال عبد الناصر.
أحمد منصور:
في بيت جمال عبد الناصر، هل روى لكِ السادات أي شيء عن هذه المواجهة؟
جيهان السادات:
نعم، روى لي.. مش بالتفصيل.
أحمد منصور:
ما الذي رواه؟
جيهان السادات:
طريقة.. يعني طريقته ما كانش تفصيل، مجرد يعني أنا بقيت أسأل لأن الحالة اشتعال لحكيم مع عبد الناصر كانت برضو عامله بلبلة في البلد. فأنا بأسأله: إيه اللي حصل؟ فقال لي: ده عبد الحكيم عامر دخل الحمام وانتحر، وبعدين..
أحمد منصور:
حاول ينتحر.
جيهان السادات:
حاول ينتحر، وحتى قال لي.. قلت له: طب والرئيس عبد الناصر عمل إيه؟ قال لي: طلع فوق وقعدنا معاه أنا وحسين الشافي.. أظن كان زكريا أفتكر أو حاجة زي كده موجود، وبعدين جه الدكتور وإداله حاجات وبعدين أخدوه هم وصلوه لبيته، أو أنور بالذات أخده وصله البيت وما أعرفش مين بقى كان معاه حسين الشافعي يمكن أو ماكنش مش.. يعني ما أقدرش أقول لك هو قال لي: وصلته البيت بعد كده، وطبعاً قعدوا يتكلموا معاه، وبرضو يعني كانوا مجلس الثورة قال لي: كلنا كنا بنغلط حكيم.
أحمد منصور:
انطباع السادات كان إيه عن الحادث ده وشعوره بعد ما روى لك الرواية دي؟
جيهان السادات:
ولا لكمني، أنور السادات كان يدي بس نبذه -لو سألته- نبذة خفيفة كده، لكن كان طبعاً مشغول جداً في الحكاية دي بينهم، لأن زي ما بنقول بتؤثر علينا كشعب، يعني إحنا ذنبنا إيه في صراع الاثنين علينا إحنا؟
أحمد منصور:
في 14 سبتمبر أُعلِن عن انتحار المشير، كيف تلقيتم النبأ؟ والعلاقة التي كانت تربط بين المشير والسادات كانت علاقة خاصة، وبين عائلة المشير وبينك أيضاً؟
جيهان السادات:
صح، ده صحيح، هأقول لحضرتك: يعني إحنا كنا في إسكندرية، وأول ما سمعت الخبر نزلت فوراً من إسكندرية على القاهرة، ومن القاهرة لبست أسود، ونزلت على (اسطال) فوراً..
أحمد منصور:
اللي هي قرية عبد الحكيم.
جيهان السادات:
أيوه، ورحت فلقيت أهله، لكن ما لقتش زوجته ولا أولاده، قالوا لي إنهم كانوا هنا في الدفنة ورجعوا، فحتى أنا طلعت عليه ( اى فى المقابر ) ، وقريت فاتحة، وقريت قرآن، ورجعت ركبت العربية، وجيت والحقيقة كنت بأبكي طول السكة، طول الطريق.
أحمد منصور:
أخبرت السادات أنك ستذهبين؟
جيهان السادات:
آه طبعاً، طبعاً.
أحمد منصور:
في الوقت الذي لم يحضر فيه أي من أعضاء مجلس قيادة الثورة جنازة عبد الحكيم؟
جيهان السادات:
ده صحيح، ده صحيح.
أحمد منصور:
حتى أن السادات حينما طلب من عبد الناصر، عبد الناصر لم يسمح له.
جيهان السادات:
لأ، مش لم سمح له، عبد الناصر ما كانش يعني ديكتاتور عليهم، لأ، كان يعني بيقول: الأفضل نبقى كلنا يعني واخدين قرار موحد، فما كانش حد يذهب..
أحمد منصور[مقاطعاً]:
ألا يذهب أحد إلى جنازته.
جيهان السادات:
بالظبط، ألا يذهب أحد. فأنا لما رحت حتى رجعت، ما أعرفش القصة دي تتحكي أو لأ، المهم أنا رجعت البيت هنا، وبعدين رحت على هنا الجيزة بيتهم عند زوجته وأولاده، فالحقيقة وأنا داخلة، يعني شفت ابنه حتى كان نصر لسه عايش، ابنه اللي مات في حادثة في طريق إسكندرية، وابنه جمال كانوا في الجنينة، وبستهم وكنت بأبكي، بأبكي ليه؟ صعبان عليَّ اللي حصل، ومتأثرة جداً جداً، بس لما طلعت فوق، الحقيقة بناته بقى يعني كانوا في حالة سيئة جداً، فكانوا بقى بيزعقوا يعني بيشتموا فينا، فأنا..
أحمد منصور[مقاطعاً]:
لك أنت شخصياً أو في..
جيهان السادات [مستأنفة]:
يعني فيَّ وفي أنور وفي عبد الناصر، وهم اللي قتلوه، وهم اللي.. يعني هو ما انتحرش، إنتو اللي قتلتوه، إنتو اللي قتلتوه، وجايين عليَّ فالناس يعني اللي قاعدين مسكوهم وقالوا لهم: عيب، وأنا اتدورت ونزلت، وجيب هنا قلعت الأسود ولبست ثاني، ورحت على إسكندرية، فأنور قال لي: حصل إيه؟ فحكيت له، حكيت له اللي حصل، بس.
فالحقيقة قال لي: إنت متضايقة منهم وبتاع؟ قلت له: لأ، دول ولادي، ده.. ده حقهم إنهم يزعلوا، وحقهم إنهم يقولوا اللي عايزين يقولوه، لأن ده طبعاً الإنسان عشان يحكم على حد يحط نفسه مكانه، ده أبوهم وده اللي حصل، وقبلها كانت اتحددت إقامته، يعني كان فيه شوية حاجات مؤلمة.. مؤلمة بالنسبة لأسرة الرجل نفسه.
أحمد منصور:
لكن من خلال نقاشك مع السادات حول هذه القضية تحديداً، هل تعتقدين من خلال النقاش -وللتاريخ وللأمانة- أن عبد الحكيم عامر أنتحر أم نُحر؟
جيهان السادات:
والله هأقول لحضرتك، يشهد الله إن أنا وأنور السادات، وهأتكلم عننا إحنا الاثنين إن إحنا معتقدين إنه انتحر بدليل إنه انتحر في بيت عبد الناصر..
أحمد منصور[مقاطعاً]:
حاول الانتحار.
جيهان السادات [مستأنفة]:
أو حاول الانتحار، صح، ومرة ثانية نقلوه على مستشفى المعادي، برضو في محاولة انتحار، فإحنا اعتقاد أنور السادات واعتقادي أنا إنه 100% انتحر
.

هناك 6 تعليقات:

  1. غير معرف2/23/2009 3:07 م

    السلام عليكم انا من احدي اقارب المشير عبد الحكيم عامر ولا كن صله القرابه من الجدود علي حسن علي عامر كان جدي الاكبر فهو شقيق للمشير عامر من فضلك لو لديك اي معلومات عن وجود عائله عامر اخري بلمنيا الرجاء ايفائي بهذه المعلومات لاني مهتم بمعرفه ان كانت هذه عائلتي اما يوجد عائله عامر اخري
    ايميلي lover_man_106@yahoo.com ارجو ان تهتم بلامر

    ردحذف
  2. بن البلد3/17/2010 1:20 م

    الذى يتكلم عن عظماء التاريخ واصحاب القرار فى مصر لازم يكون قارئ جيد للأحداث ولكننى اراك غير قارئ بالمرة ولا ملم بجوانب قصة البلد وعلى فكرة كل الناس اللى حكوا لك واخبروك لم يقولوا سوى الذى كانو يتسمعونه خلف أسوار القصر أو أمام باب الفيلا وفى اعتقادي حالياً إن احداث البلد التى تسميها بلدي لم تستفيد منك ولو بسنتيمتر واحد ؛ وهناك بقية 00000

    ردحذف
  3. غير معرف10/09/2010 1:48 م

    اريد اعرف منهم ابناء المشبر واخواتة

    ردحذف
  4. الى غير معروف lover_man_106@yahoo.com
    لا توجد عائلة اخرى اعرفها فى المنيا قريبة لعائلة عامر ، لكن هناك نسب فى مطاى وقرى اخرى فى سمالوط ومطاى وغيرها

    ردحذف
  5. غير معرف8/22/2014 1:58 م

    انا من اسطال بلد المشير


    ردحذف
  6. غير معرف8/22/2014 2:00 م

    انا بنت اخت المشير

    ردحذف