الأربعاء، يونيو 06، 2007

الحلقة الاولى من برنامج سرى للغاية الجزء الاول

حلقة قناة الجزيرة عن مقتل الرجل الثانى ( المشير عامر ) من قناة الجزيرة
الجزء الاول
جمال عبد الناصر: أرجو أن يعرف المجلس الموقر أن هذا الموضوع بالنسبة لي مشحون بمشاعر لا أستطيع مواربتها، وقبل أي شيء وبعد أي شيء الإنسان أولاً وأخيراً إنسان، في هذه العملية فقدت أقرب الناس لي وأقربهم على الإطلاق ولكن حينما وصل الموضوع إلى الجيش وإلى القوات المسلحة وبأن إن إحنا داخلين في حرب أهل
ية وهناك خطر انقسام كان لابد لي أن آخذ قرار
عبد الحكيم عامر: أحييكم وإنني لسعيد أن تتاح لي هذه الفرصة لأجتمع بكم مرة أخرى.
يسري فوده: كان العام عامًا حزينًا ربما أكثر الأعوام حزنا في تاريخ مصر، انكسرت هيبة العرب ضاعت الأرض وتراجعت الكرامة، لكن حزني وحزنك حزن العرب جميعًا في كفة وفي الكفة الأخرى حزن رجل بعينه خرج من هذه القرية الصغيرة في صعيد مصر كي يصل إلى أعلى مراتب الحكم كي يقوده قدره في النهاية إلى أن يموت بحسرته فيما يراد لنا أن نعتقد أنه انتحار، تمر السنون وتندمل الجراح وتسكن الأحزان، ولكن الشكوك في ملابسات موته تشتعل كل يوم.
اللواء/ مصطفى ماهر (منسق لجنة كتابة التاريخ): لقد طالب المشير عبد الحكيم عامر أن يحاكم، لماذا لم يحاكم، لأنه من المعروف أن القيادة السياسية والقيادة العسكرية كانوا مندمجان مع بعض.
صوت/ عبد الحكيم عامر: وإن أهدافنا كلها واحدة وزعامتنا واحدة ونحن نسير في طريق واحد، جمال عبد الناصر أمامنا ونحن من خلفه في سبيل تحقيق الأهداف العليا..
اللواء/ مصطفى ماهر: عبد الحكيم عامر وجمال عبد الناصر أخين وصديقين وبينهما محاورات خاصة كثيرة، لا نعلم
ها نحن، ما الذي اتفقا عليه، يعني حتى قرارات التي اتخذت في 67 لا تنسجم مع محتويات هذه التقارير، فقد حصلنا على كل هذه التقارير.
سامي شرف (مدير مكتب جمال عبد الناصر للمعلومات): اتصل شمس بدران بالرئيس جمال عبد الناصر وطلب منه التوجه إلى مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة، فالرئيس عبد الناصر استفسر منه قال له يعني عاوز أيه.. عاوزني.. عاوزين مني أيه، قال له لا تعال إلحق عبد الحكيم عاوز ينتحر، الريس عبد الناصر توجه إلى مبنى القيادة فورًا، وراح شاف منظر يعني ما يسرش يعني..
يسري فوده: أي اللي شافه؟
سامي شرف: انهيار.. انهيار كامل.
جمال حماد (من الضباط الأحرار): الريس عبد الناصر بيقول له إحنا الاثنين يعني ضيعنا البلد حاجة زي كدة، أو ضحكنا على البلد، إحنا الاثنين ضحكنا على البلد، وإحنا الاثنين لازم نمشي، فالمشير قال له أيوه تمام كلامك صح، فقال له طيب نجيب مين، فالمشير قال له شمس بدران
سامي شرف: 3 الصبح كلمني شمس بدران في التليفون قال لي أنت قاعد عندك بتعمل أيه، قلت له أنا بأشتغل قال لي يا شيخ قوم رَّوح، فطبعًا أنا بلغت الريس، قلت له يا ريس شمس بدران كلمني دلوقتي وبيقول لي كذا، قال لي الله هو أول قرار خذه إنه..
يسري فوده: يعزلك.
سامي شرف: إنه يعزلك، ودي كانت أول مرة أعرف إن هم اتفقوا على أن شمس بدران يبقى هو رئيس الدولة.

قرار التنحي بعد هزيمة 67 وخداع عبد الناصر
يسرى فودة: كان عبد الحكيم عامر مساء الخميس الثامن من يونيو / حزيران عام 67 في مقر قيادة القوات المسلحة، يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فيما كان جمال عبد الناصر يتصل من منزله بعقله الإعلامي محمد حسنين هيكل كي يكلفه بصياغة خطاب التنحي، جاءه الرجل صباح اليوم التالي بخطاب عاطفي غيَّر فيه عبد الناصر سطرين، غيَّر أولاً أنه على استعداد لتحمل نصيبه من المسؤولية إلى أنه على استعداد للتحمل المسؤولية كلها، وغيَّر ثانيًا اسم الرجل الذي اقترحه عبد الحكيم عامر كي يخلفه دون أن يخبره ودون حتى أن يخبر المرشح الجديد فيما وصفها بعض نقاد الزعيم الراحل بأنها خديعة أبو موسى الأشعري
صوت/ جمال عبد الناصر: فلقد كلفت زميلي وصديقي وأخي زكريا محيي الدين بأن يتولى منصب رئيس الجمهورية.
يسري فوده: هل حزم حقائبه ووضع البيجامة ووضع...
سامي شرف: أيوة نعم، أنا كلمت زوجتي قلت لها جهزي أودة النوم بتاعتنا، النهاردة الرئيس هيبات فيها، كان عازمًا ومصرًا ومصممًا على التنحي، قلت له هتبات فين قال لي هبات عندك، أيه يعني مشكلة هبات عندك، ومراتي أهي موجودة حية ترزق أسألوها، هاتوها أسألوها، قلت لها جهزي أودة النوم بتاعتنا النهاردة الريس بايت عندنا.

صوت/ جمال عبد الناصر: إن قلبي كله معكم.. وأريد أن تكون قلوبكم كلها معي، وليكن الله معنا جميعًا.
يسري فوده: لم يعد عبد الناصر كما قال إلى صفوف الجماهير ولم يبت ليلته في منزل سامي شرف، عبد الحكيم عامر هو الذي تطوع بعد استقالته بالإقامة في منزل أحد مساعديه.
جمال عبد الحكيم عامر (أكبر أبناء عبد الحكيم عامر): يعني طبعًا كلنا كنا معتبرين إن.. إن الرئيس ووالدي دول يعني مفيش.. ما بنفصلش بين الاثنين، في المرحلة ديه في أي حاجة وطبعًا كان في التنحي دا كنا في البيت، كأسرة موجودين وهو ما كانش موجود في البيت ما أعرفش كان فين في هذا الوقت، لكن طبعًا إحنا كان رد فعلنا إحنا كلنا انفعلنا جدًا وأخواتي عيطوا.
جمال حماد: فهو فوجئ إن البيان بتاع عبد الناصر خالي من الإشارة إلى وضعه، وبعدين بعت ناس الإذاعة فجم قالوا له دا ممنوع الدخول فهو أعتقد بقى إن شامي شرف منع دخول الناس إلى الإذاعة بما فيهم عبد الحكيم عامر، فراح ماسك التليفون وماسك سامي شرف وهات يا زعيق لسامي شرف.
سامي شرف: مين النهاردة سين من الناس رئيس دولةX ) ) بيعلن تنحيه أو استقالته ويقول أنا استقلت أنا ورئيس مجلس الأمة ورئيس مجلس الشعب والقائد العام للقوات المسلحة؟!
يسري فوده: لأ مش هيقول يا أفندم، بس نظريًا هذا سليم، لكن عمليًا حضرتك حتى نفسك قلت إنهم كانوا شخص واحد، كانوا مكرر، كنت بتجيب قميصين لده ولده.. الوضع خاص جدًا يا أفندم.
سامي شرف: دا خطاب رسمي.. يا أخ يسري يا أخ يسري، لأ، تفرق كثير قوي قوي قوي، دا خطاب رسمي معلن للعالم، رئيس دولة بيتنحى، رئيس دولة بيتنحي، ما بيجيش يقول لك أنا متنحي أنا والقائد العام!!
جمال حماد: فعبد الناصر قال له يعني اهدأ وبتاع يعني أهدأ بتاع وهيذاع في نشرة الأخبار، فأذيع في نشرة أخبار الساعة 11 وديه كانت آخر نشرة، وأذيع في آخر فقرة في النشرة.
حسين الشافعي (نائب الرئيس جمال عبد الناصر): طب إزاي هذا القائد وهذا الزعيم يبقى حواليه مثل هذا الجو، وتقدمت له وسلمت عليه بشدة وقلت له شد حيلك يا ريس، واعتبر إن الثورة قامت النهاردة، قال لي بقى بعد 15 سنة غُلْب تيجي تقول لي اعتبر الثورة قامت النهاردة، قلت له إحنا النهاردة يعني أحسن مما كان عليه الوضع لما قمنا في 23 يوليو ميت مرة.
عبد الله إمام (الاتحاد الاشتراكي سابقًا): بدأ عبد الناصر يتحرك على هذا الأساس، على الجانب الآخر بدأ عبد الحكيم عامر يستقطب أو بدأ الذين يخافون من المساءلة أو قيادات الجيش أو غيره يخافون من.. يلجؤوا إلى عبد الحكيم عامر كي يجد لديه المظلة التي تحميه .
جمال عبد الحكيم عامر: جم بقى منفعلين جدًا فهو طلع خطب فيهم وقال لهم يعني.. ابتدا يهديهم ويعني أنا مش هتخلى عنكم وهم كانوا مصرين إن هو لازم ينزل معاهم ويلبس بدلته ويروح على القيادة، فطبعًا يعني بطريقته برضو اللي هي قدر إن هو يعني يضحك عليهم، ويهديهم وقال لهم روحوا على القيادة وأنا جاي..
يسري فوده: أنا جاي ثاني يوم
جمال عبد الحكيم عامر: لأ على طول.. أنا جاي وراكم على القيادة، يا إما تيجي معانا دلوقتي يا مش هنمشي
جمال حماد: وراح عثمان نصار مع بعض اللواءات والأفرقة إلى منزل عبد الناصر عشان يدوله العريضة، فقابلوهم هناك السكرتارية وقالوا لهم إن عبد الناصر تعبان وهو بيرجوكم تيجوا في المساء، واخد بالك؟ ليه بيقولوا في المساء؟ ليه ولأن قبل المساء في نشرة 2 ونص إعلان تعيين الفريق أول محمد فوزي وبعدين في نشرة 5 إحالة كل الناس ديه إلى المعاش.
سامي شرف: لعلمك الريس عبد الناصر كان أستاذ في التحركات، درِّس لي أنا تحركاته وأنا ضابط صغير قبل الثورة، وكان أستاذ في المخابرات.. علم المخابرات، وكان أستاذ في التوازنات.. يعني كان يستطيع أن يحسب بدقة جدًا إزاي التوازنات تمشي.
جمال عبد الحكيم عامر: وإحنا فوجئنا في يوم إنهم سحبوا الحراسة بتاعته، وبدلوها بحراسة ثانية فطبعًا كان قراره إنه رفض الحراسة دي، يا ترجعوا لي الحراسة بتاعتي يا أنا مش عايز حراسة، فطبعًا هو حس بنوع من الغدر.
جمال حماد: وبعدين بقي عبد الحكيم عامر في هذا الوقت فات على عبد الناصر، في نفس الوقت اللي فيه الضباط مجتمعة، في القيادة.. فات عليه وهو لابس مدني، وقال له أنا رايح أصطاد، هو كان برضو نوع من أيه.. من أنواع اختبار نوايا عبد الناصر، قال له كدة هتسبني يا حكيم، هتسبني لوحدي يا حكيم وأنا محتاج لك ومش عارف أيه وبتاع، فأدرك إن ليس في خاطره اطلاقًا إن هو يجيبه ثاني القيادة.. القوات المسلحة، وعندئذ بقى قرر السفر إلى أصطال.
يسري فوده: في طريق عودته إلى جذوره ي الجنوب، إلى بلدته أصطال في صعيد مصر، لابد أن أفكارًا كثيرة وأشباح كثيرة عبرت إلى ذهن من كان حتى أيام قليلة خلف قائد أكبر الجيوش العربية، لأول مرة تذيع قناة عربية هذه الوثيقة التي نشرتها عام 67 مجلة (لايف) الأميركية، نقول أنها ترجمة لوصية كتبها عبد الحكيم عامر قبل وفاته بأسبوع يقول فيها: "أصبح من الواضح منذ التاسع من يونيو أنه سيكون عليَّ أن أواجه الواقع المر بأن أحمل مسؤولية إرسال عشرات الآلاف من ضباط ورجالنا إلى معركة فشلنا في أن نحسب حسابا نتائجها بعناية.
ولا يكفي أن يقول واحد منا إنني على استعداد لتحمل المسؤولية كلها، ذلك أن تحمل المسؤولية يتم عندما يشرح الشخص المسؤول للشعب كيف اتخذت القرارات التي أدت إلى تدمير جيشنا، وإلى إلحاق الكارثة بنا ومن الذي اتخذ هذه القرارات وما هي الاعتبارات والحسابات التي أجريت".
مصطفى عامر (شقيق عبد الحكيم عامر): لأ، أخاف عليه من أيه أنا كنت مودي له 100 راجل من هنا حوالين البيت، لأنه رشح أظن زكريا محيي الدين فبعثوا شوية عيال وبتاع ويعني يضربوا البيت بالطوب بتاع زكريا، ويعمل عليه هيصة وكده، فإحنا طبعًا ما نستحملش الكلام ده فوديت أنا رجالة من هنا.. من أهلنا يعني حرسوا البيت، علشان ما حدش يجينا واللي يجينا وهو حر بقى.
يسري فوده: أدرك عبد الناصر أن بقاء عامر بعيدًا عنه قد لا يكون في صالحه، أرسل له صلاح نصر ثم عباس رضوان ثم محمد حسنين هيكل وكان على اتصال دائم به.
جمال حماد: صلاح نصر ركب الطيارة ونزل في مطار المنيا وراح مع المحافظ وخذه وراح على بيت عبد الحكيم عامر، وقال له بقى إن الرئيس باعتني لك برسالة إنك أنت ترجع لتبقى نائب أول زي ما كنت لرئيس الجمهورية، قال له والقيادة العامة قال له لأ القيادة العامة خلاص، هو بقى حتى أقاربه نفسهم.. أهله قالوا له اقبل وانحنى للعاصفة.
مصطفى عامر: كان بيقول له أنا.. أنا سمعته وبيقول له أنا بيني وبينك ساعتين ونصف أقصى حاجة، يعني أي حاجة آجي، دوكها لأ، دوكها عاوزه على طول موجود، يعني خايف من القوات المسلحة، تحصل منها حاجة.
يسري فوده: كان خايف من القوات المسلحة أو من المشير؟!
مصطفى عامر: لأ، المشير لو عاوز كان في ثواني.. كان في ثواني.
يسري فوده: عاد عبد الحكيم عامر أدراجه إلى قاهرة تغيرت ملامحها في عينيه، لكنه بناء على تجارب سابقة كان لا يزال مقتنعًا بأنه سيعود إلى القوات المسلحة،
حسين الشافعي: ولذلك أنا اتصلت بجمال عبد الناصر، وقلت له لو عبد الحكيم رجع في أي موقع لأنه طبعًا مش تحاملاً على عبد الحكيم، لأ، بما يحدثه من رد فعل وأثر على النظام، قلت له لو رجع في أي موقع أنا مش هأشتغل معاه.

عبد الحكيم عامر وحقيقة الانقلاب على عبد الناصر
جمال حماد: وبعدين الضباط كلها اللي همّ خايفين من الاعتقال كلهم جم عنده زي حمزة البسيوني وزي عثمان نصار وزي جلال هريدي بتاع الصاعقة، وكل دولا كانوا عنده، ودي كان.. يعني أُخذ عيه هذا الموضوع أنك أنت ليه عملت كده؟ هو بقى يعني كان مش قادر يقول لهم امشوا، هو يعني راجل أصل عنده..
كان عنده نبل في الأخلاق.
جمال عبد الحكيم عامر: إزاي وهو يتخلى عنه، يسيبهم عشان يحطهم في السجن، وبأي جريمة؟ ده جلال هريدي راجع من الأردن بعد وقف إطلاق النيران بحرب وعَّدى من خطوط الأردن ورجع على مصر، رجع يادوبك روح بيتهم لقى قوة بتهاجم بيته نط من الشباك وجرى في الشارع حتى ما كانش لابس هدومه، يعني الراجل.
يسري فوده: وجاء لكم على البيت؟
جمال عبد الحكيم عامر: وجاء على البيت، هيقول له: روح سلم نفسك، ما كانش دا.. وبعدين كان فيه LINK مفتوحة مع الريس، يعني خصوصًا الموضوع ما هواش يعني.. مش ناس خارجين على القانون ولا غيره، يعني الريس عبد الناصر جه البيت عندنا في وجود الناس دي.
سامي شرف: ابتدت البلاغات تيجي سنة 67، بعد يونيه 67 إن فيه مؤامرة وفيه داخل فيها المشير عبد الحكيم عامر وضباطه وبتاع، عبد الناصر مش مصدق.
جمال حماد: ابتدى الضباط اللي حوليه يوحوا إليه إن أنك أنت ما تقعدش ساكت، لأنه عثمان نصار قال له: الله، هو أنت هتفضل كده ساكت، ما هو يا إما تعمل حاجة يا إما إحنا بقى نفضها ونمشي، على طول كده قالها له أحد أمرين يعني، لكن هنفضل كده إيه يعني آخرتها إيه؟ فابتدوا بقى يضعوا خطة.
حسين الشافعي: إنها كانت يعني يتتركز على أساس إنه المخابرات بتعد مجموعة من الأفراد بأسلحة يعني متفوقة، ويروحوا على بيت عبد الحكيم يأخذوه، ويصلوا به إلى كتائب الصاعقة في أنشاص، ويطلعوا من أنشاص على مركز القيادة في الإسماعيلية، وبقى كانوا عمَّالين يدوروا على من يقود الفرقة الرابعة المدَّرعة.
سامي شرف: وصل للرئيس جمال عبد الناصر ورقة بخط يد المشير عبد الحكيم عامر، وطبعًا خط يد المشير عبد الحكيم عامر مش هيغفل عنه لا الرئيس ولا أي حد من المسؤولين، وكانت مكتوبة على ورق مسطر ورق كراسة مش فلوسكاب، ورقة كراسة بتاعة مدرسية مكتوبة بالقلم الجاف الأحمر أمر تحرُّك بتاع خطة تنفيذ الانقلاب بخط أيد المشير عبد الحكيم عامر، وحدد فيه أسلوب التحرك، ومكانه، وساعته، ومن المسؤول عن كذا وعن كذا.
حسين الشافعي: فالأول: حاولوا إنهم يتصلوا بعبد المنعم واصل، فهو بقى يعني.. يعني يتفادي هذا الاتصال وبعدين وقع اختيارهم على واحد اسمه سعد عثمان، وبعدين برضو ما لقوش إلا في النهاية إنهم يمسكوا الفرقة إلى شمس بدران، ويطلع لوا من الفرقة بمطالب معينة يقدمها لجمال عبد الناصر.
اللواء/ مصطفى ماهر: وكانت شروطه لا تتعدى عدم محاكمة الضباط في حرب 67، لأنه كان يعلم في قرارة نفسه أنهم براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، وأن القوات المسلحة كلها بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب من هذه التي يسمونها نكسة، وهي ليست بنكسة، هي مجرد
هزيمة. معركة هُزمنا فيها مثلها في ذلك كمثل معركة أحد.
جمال حماد: وإذا لم يستجب له فيزحف على القاهرة بقوات يرسلها إلى القاهرة، دي كانت خطة معمولة إنها هتنفذ يوم 27 أغسطس.
سامي شرف: عبد الناصر مش مصدق قال لي: ما تتسرعوش.. ما تتسرعوش، عايزين دليل مادي، وبلاش اندفاع، ثقة كان يعني أكثر من ثقة، شوف نقِّى كلمة، اختار كلمة أكبر من كلمة ثقة، سميها عيب، سميها ميزة، سميها ما تسميها.
هذه كانت هي العلاقة أو هذا هو تصنيف وتوصيف العلاقة بين الرجلين، أنا بأسميها صفة التوأمة.
جمال عبد الحكيم عامر: هو طبعًا يعني أنا كان حديثه معايا إن هو مستعد يتحمل المسؤولية تمامًا، مستعد للمحاكمة، طبعًا هو عارف إن مش ممكن هتحصل محاكمة، لأن طبعًا هو يعني ارتباطه بالرئيس جمال عبد الناصر والوضع الحساس اللي هو كان فيه المركز الكبير ده، كان لا يسمح له إن حد يحاكمه، يعني هو أنا ما أعتقدش كان في.. فيه بديل آخر غير إنه يُقتل يعني، لأنه مش هيسبوه قاعد كده.
يسري فوده: هو عبر لك إنه مستعد للمحاكمة؟
جمال عبد الحكيم عامر: هو قال لي أنا مستعد أتحاكم، أنا مستعد أتحاكم وأتحمل المسؤولية تمامًا، وطول عمري بأواجه المواقف، ودي حاجة معروفة عنه، وهو كان زي ما بأقول لك، هو كان قاعد في الصالون يعني قاعد الطبنجة حاطتها تحت الشلته جمبيه، يعني هو حاسس إن هيحصل غدر، يعني لازم يعني حاسس بالغدر والخيانة.

خطة عبد الناصر لتحديد إقامة عبد الحكيم عامر
يسري فوده: أحكم عبد الناصر قبضته على وزير الحربية شمس بدران ورئيس المخابرات العامة صلاح نصر المقرَّبين من عبد الحكيم عامر المستقيل، ووضع سلطاتهما معًا بين يدي رجل واحد هو أمين هويدي، يعترف هذا بأنه حتى قبل تفاقم أزمة الضباط بأسابيع طويلة كان الرئيس -بإيحاء منه- قد اتخذ قرارًا بتحديد إقامة عبد الحكيم عامر.
أمين هويدي (وزير الحربية/ رئيس المخابرات -سابقاً): أنا كنت قاعد في مكتب سامي، ودخل اثنين ضباط، وقالوا: فيه خبر كويس جدًا إحنا نقدر نجمع 150 دبابة نستخدمهم في الدفاع لو حاولت إسرائيل العبور إلى البر الغربي للقناة، كنا إحنا تعرف.. ده إحنا كان عندنا مئات الدبابات، راحوا فين؟ لا يصلح كل هذا الكلام إلا لما القيادة تتغير. لازم المشير يتغير.
يسري فوده: حضرتك كنت تطالب بعزل المشير.
أمين هويدي: ساعتها آه، واللي ما كانش يطالب يبقى.. يبقى.. يبقى ما لوش حق، أنا وأنا موجود سامي اتصل بالتليفون، الريس طلبه في التليفون فقال ده أنا جنبي السيد أمين هويدي بيقول كذا..كذا..كذا، لم أسمع تعليق الريس، وانتهى الوضع على هذا الكلام، بعد يومين أو ثلاثة سامي اتصل وقال إن الريس وافق على إن المشير عبد الحكيم عامر تتحدد إقامته.
يسري فوده: ألقى عبد الناصر بصديقه عامر إلى مثلث أضلاعه وزير الحربية أمين هويدي، ووزير الداخلية شعراوي جمعة، وسكرتيره للمعلومات سامي شرف، مثلث مهمته مصير المشير عبد الحكيم عامر، كانوا يلتقون في هذا النادي تحت جنح الظلام يُخططون لما كلَّفهم به جمال عبد الناصر.
سامي شرف: كل يوم كان بيتعرض على الرئيس الخطوات والأفكار والمقترحات اللي كنا بنصل إليها، وكان بيعدِّل فيها وبيصِّوب فيها، لغاية قبل تنفيذ الخطة بـ 48 ساعة الريس كلفنا بأن إحنا نلتقي بالسيد زكريا محيي الدين.
أمين هويدي: فرحنا إحنا الثلاثة مع بعض للسيد زكريا محيي الدين، وعرضنا له ما أسميناه في تلك الفترة (خطة جونسون)
يسري فوده: خطة جونسون.
أمين هويدي: جونسون، كانت الخطة الأول إن إحنا كنا نمسك المشير وهو راجع بالليل من مصر الجديدة للجيزة نوقفه في شارع صلاح سالم
يسري فوده: كمين؟
أمين هويدي: كمين ونمسكه، رجعنا عن هذا الموضوع، لأن خشينا إن يكون حد موجود بالليل، يحصل Clashes، يحصل ضرب نار.
سامي شرف: واتفقنا على الخطة النهائية اللي هي إن الريس هيتصل بالمشير عبد الحكيم عامر، ويدعوه إلى تناول العشاء معه يوم الجمعة 25 أغسطس في منشية البكري.
جمال عبد الحكيم عامر: أنا أبويا ما كانش يخاف يعني على نفسه حاجة، يعني كان راجل جريء يعني حتى كان طريقة.. كل ما أفتكر طريقة مواجهته للموقف طبعًا كانت غريبة جدًا إن واحد في هذا الموقف ما كانش مهزوز ولا هو خايف، يعني الواحد شاف بهوات يعني وناس بتعيط وبتنوح، ومش هأقول لك بيملوا إيه يعني.
مصطفى عامر: يعني ما يعرفش الخوف إطلاقًا، حاسة الخوف دي يا ريت كانت عنده كان عمل حسابه شوية، لكن ما كانش حاسة الخوف دي مش موجودة عنده نهائي.
يسري فوده: حضرتك قلت لي قبل التسجيل إنه يستاهل اللي جرى له؟
مصطفى عامر: لأ، دي معلش دي..!! يعني ما كانش المفروض ما كانش يآمن له الأمان ده كله يعني.
جمال حماد: لأنه كان جاء له بقى مكالمة تليفونية، وكلمة بقى يا حكيم. نتعشى مع بعض وبتاع وكلام زي ده، وأوحى إليه إن همَّ يعني احتمال كبير جدًا يروحوا مع بعض مؤتمر الخرطوم، هو بقى كان منشرح جدًا بعد المكالمة لدرجة إنه راح للضباط اللي معاه، وقال لهم: يا جماعة، الغي كل الكلام اللي إحنا قلناه.
جمال عبد الحكيم عامر: وكان قاعد معاه عم حسن وشمس وجلال هريدي، وأفتكر عباس رضوان، وكان الحديث بيدور إن هو رايح العشا والريس يعني بيقول له تعال.
سامي شرف: بعد صلاة الجمعة إحنا عقدنا اجتماع أخير مع الريس إحنا الثلاثة، وقلنا له كلام سيادتك وكلام محيي الدين، ماكناش بنتبادل تليفونات في هذه المسائل، يعني كان كلها لقاءات شخصية مباشرة، اتفقنا مع الرئيس على ترتيب منشية البكري في الداخل هيبقى شكله إيه، مين هيبقى موجود ومين مش موجود.
جمال عبد الحكيم عامر: وطبعًا همَّ قفلوا المكتب، يعني قاعدين في المكتب، وطبعًا سمعنا نوع من الحدة يعني في الحديث، صوت عالي وبتاع إن هو يعني حاولوا يثنوه عن إن هو يروح، طبعًا كل محاولاتهم انتهت بالفشل، يعني إنه متمسك برأيه.
يسري فوده: في مساء الجمعة والخامس والعشرين من أغسطس / آب عام 67 استدرج عبد الناصر صديقه حكيم إلى ما كان يظن هذا أنه عشاء المصالحة، ولم يكن يدري أن خطة محكمة كانت على وشك التنفيذ في منزلين في آنٍ معًا، أحدهما منزله وثانيهما: المنزل الذي كان في طريقه إليه.
حسين الشافعي: يعني أنا اتصل بيَّ محمد أحمد، وقال لي يعني. يعني مطلوب إن إحنا نكون موجودين يوم 25، همَّ ما كانش مطلوب منه إن هو يدي أي تفاصيل، لأن الموضوع كان يعني تحيطه سرية تامة.
سامي شرف: بنطلع من عند الريس بعد ما اتفقنا على مكتبي، شعرواي جمعة وأنا بنستدعي الفريق أول محمد فوزي واللوا محمد أحمد صادق (مدير المخابرات الحربية في ذلك الوقت)، والعميد الليثي ناصف -كان عميد لسه ما كانش بقي لوا- (قائد الحرس الجمهوري)، واللوا حسن طلعت (مدير المباحث العامة)، وعز الدين عثمان (مدير أمن مكتب.. مدير مكتب أمن رئاسة الجمهورية).
أمين هويدي: كان الفريق فوزي أنا كلفته بصفتي وزير الدفاع يروح على بيت الجيزة، اللي هو كان محل اعتصام الضباط لكي يصفوهم، واديته قلت له : يا محمد خليك على اتصال بيَّ بصفة مستمرة، وقلت لسامي شرف في مكتبه اللي هو على الجانب الآخر من الطريق: يا سامي لو حصل اتصال من فوزي حوله لي على جوه.
سامي شرف: هدفهم أو واجبهم إن همَّ يحاصروا بيت الجيزة، ويعتقلوا كل الضباط الميليشيات المدنية الموجودة بداخل بيت الجيزة، وتفريغ بيت الجيزة من الأسلحة والذخائر اللي موجودة فيه دون المساس.. دون المساس.. دون المساس حط تحتها 100 خط، ودي تعليمات صريحة وواضحة من الرئيس ومنا جميعًا بعائلة المشير عبد الحكيم عامر.
جمال عبد الحكيم عامر: وساعتها همَّ ابتدوا هاجموا البيت بقى على طول يعني في نفس التزامن وفي نفس التوقيت يعني، وجه بقى الفريق فوزي بقى يخوض المعركة الحربية بتاعته، حرر بقى سينا والمدرعات والدنيا والدين، فطبعًا نده على شمس بدران قال له: يا شمس، إحنا قبضنا على المشير، سلموا نفسكم. فقال له: يا فوزي نط من فوق السور.
سامي شرف: في هذه الأثناء كان وصل عربية المشير عبد الحكيم عامر، ودخلت إلى بيت الريس، فبمجرد ما نزل منها المشير تم اعتقال السواق والحرس، وكان معاه الأخ محمود طنطاوي كما توقعت، تم التحفظ عليهم، تم التحفظ على العربية في جراج منشية البكري بتاع الرياسة.
أمين هويدي: ما هو بيت الريس عبارة عن إيه تخش تلاقي صالة، يمين صالون، شمال مكتب، الصالون فاتح فيه أودة السفرة، وفيه دورة مية، اللي كان جوه في الأودة كان الريس عبد الناصر، الله يرحمه، المشير عبد الحكيم عامر، الله يرحمه، أنور السادات، الله يرحمه، حسين الشافعي وزكريا محيي الدين ربنا يديهم الصحة وطولة العمر.
حسين الشافعي: إحنا كنا قاعدين في الصالون، وشوية وهو جه مع عبد الحكيم كان في المكتب، وجه دخلوا علينا في الصالون وقعدوا، فعبد الحكيم طبعًا قال: الله، هي يعني. ده إيه ده، زي مواجهة أو بتاع.
سامي شرف: ودخل جوه، قال الله، دي محكمة بقى، كانت جلسة مسجلة، يعني تم تسجيل هذه الجلسة من مكتبي، قال له: اقعد اتكلم، إحنا ما تعودنا إن إحنا لما يبقى فيه مشكلة إن إحنا بنتكلم. قال له: بس أنت ما قلت ليش إنك أنت داعي..، قال له: أنت مش قيم عليَّ، أنا أجيب اللي أنا أجيبه. المهم ابتدا الريس يسرد مواقف المشير عبد الحكيم عامر منذ سنة 56.
حسني الشافعي: لما ووجه عبد الحكيم بكل هذه المعلومات يعني قال كلمة، قال يعني أنا ما أخونش، وأنا يعني قدمت رقبتي ميت مرة، ويعني فلتكن 101 مرة.
أمين هويدي: أنا سمعت كان مجمل الحديث. الريس بيقول كان بيطالبه بإنه يترك القوات المسلحة، ويكتفي بإنه يكون نائب رئيس جمهورية، عبد الحكيم.. عبد الحكيم رفض رفضاً باتاً.
سامي شرف: و.. وبناءً عليه إحنا يعني خدنا قرار إنك إنت.. محددة إنت إقامتك محددة، فاتنرفز المشير عبد الحكيم عامر وقال دا وضع -ما معناه- هذا غير مقبول وكلام غير مقبول.
أمين الهويدي: قال له طيب بأقول لك على حاجة إنت تقعد في بيتك مؤقتًا لأن الناس مش مستحملة، قال الله يعني تحدد إقامتي، قطع لسانك
يسري فوده: عامر قال لناصر قطع.. قطع لسانك
أمين الهويدي: أيوه.. أيوه.. أيوه
سامي شرف: السيد أنور السادات قال له يا حكيم ما فيش داعي إنك إنت تنكر. لإن كل حاجة ثابتة عليك، وإنت متآمر، قال له أنا متآمر يا كذا ‎، قال كلمة يعني جامدة.
يسري فوده:شتمه يعني.
سامي شرف: شتمه آه.
يسري فوده: شتيمة قذرة.
سامي شرف: أصل الشتيمة مش ممكن تكون لريس ذي ما البعض بيقول لسبب ، قال له أنا متآمر يا بربري يا (ابن الكلب)، مين..، هو عبد الناصر بربري، وهنا يعني.. يعني هي دي اللي.. أنا آسف يعني إن..
يسري فوده: لا.. لأ.. لأ، يعني هذه .. هذه حقائق، هذه وقائع التاريخ يعني
سامي شرف: يعني.. يعني عبد الناصر ما هو.. قال له.. قاله يا بربري يا (ابن الكلب) يا رقاص.
أمين الهويدي: فضلوا في هذا النقاش زي حديث الطرشان، الريس يعيد الكلام وعبد الحكيم عامر على موقفه.
يسري فوده: كان.. كان نبرات الريس أيه؟ منفعلة؟
أمين هويدي: لا..لا..لا..لا دا عبد الناصر، لا..لا، ينفعل إيه.
يسري فوده: عامر كان منفعل؟
أمين هويدي: آه شويه.
سامي شرف: فالفريق محمد فوزي كلمني قال لي يعني هنتأخر يعني بيديني خبر عشان أقول للريس إنه ها يحصل تأخير وعاوز برضو يعني ضوء أخضر يعمل إيه فيما لو إذا...
أمين الهويدي: الريس كان بيخرج أحيانا، و.. وكان يأخدني في إيده ونعدي الصالة على المكتب، يتصل بعباس رضوان من تليفون من الذاكرة، ويقول له يا عباس انهي موضوع بيت الجيزة بسلام عشان ما يحصلش مشاكل.
يسري فوده: اللي هو بيت المشير؟
أمين الهويدي: أيوه.
سامي شرف: فأنا طلبت الفريق فوزي وقلت له، قلت له الريس كلم عباس رضوان، قال لي دا هو وصل أهه. فات حوالي ساعة تقريبًا، وكلمني الفريق فوزي تاني قال لي لا عباس اتصل ولا الناس خرجت وإحنا قربنا على الفجر.

حقيقة محاولة عبد الحكيم عامر الانتحار
حسين الشافعي: فجمال عبد الناصر وطلع في الدور الثاني ومد طوله، وأثناء ما احنا قاعدين عبد الحكيم راح دورة الميه وسمعنا صوت كباية بتتكسر
أمين الهويدي: كاس.. كاس ميه، وعلى.. وعلى طول دراعه قام رامي الكاس، وقال اطلع بلغ الريس إن عبد الحكيم خاد السم عشان ينتحر.
حسين الشافعي: بعتنا جبنا دكتور عشان يدي له حقنه مضاده، وطبعًا هو يعني إنسان قوي يعني ما، فكان محاولة إن إحنا نمسكه إنقاذًا لحياته وندي له الحقنة ما كانتش عملية سهلة.
أمين الهويدي: الريس لقيته واقف لابس الفانلة بتاعته والبنطلون، أيه فيه أيه؟ قلت له: عبد الحكيم المشير انتحر. قال: انتحر؟مش ممكن، قال دا كان حقته ينتحر يوم ما وادنا في داهيه في سيناء.
سامي شرف: واتضح إنه ما خدش حاجة يعني دا حسب.. حسب ما يعني رأه الدكاتره بعد كده و.. الناس اللي كانوا قريبين منه إنه ما فيش أي نوع من أنواع ردود الفعل بتاع إن حد خد أي نوع من أنواع السموم، يعني بتاخد سموم وبتاخد حاجه ضد.. مقيئه لازم يتقيأ ما حصلش، واخد بالك.
حسين الشافعي: بعد هذا الموقف أنا طلعت لجمال عبد الناصر وقلت له. إنت عارف جمال عبد الناصر بقى كان يعني زي أيه خلاص فض إيده من الموضوع، يعني وصل إلى نهاية، لدرجة إن هو يعني ما أبداش أي رد فعل، وكان وشه جامد بلا تعبير.
سامي شرف: الريس وهو فوق فيه خط بيني وبينه مباشر، طلبني قال لي نمرة أودة نوم عبد الحكيم كام، قلت له كذا، فهو طلب رد عليه عباس رضوان في بيت الجيزة، إيه يا عباس إنت ما خلصتش ليه؟ قال له لا يا فندم أنا هأخلص إن شاء الله، قال له طيب النهار ما يطلعش إلا وتكون المهمة انتهت، ومش ها أكلمك تاني.
جمال عبد الحكيم عامر: فيه ناس مش عايزه تسلم نفسها، لكن طبعًا زي ما تقول هو وجود عباس رضوان هو، يعني مفهمهم إنه يعني كده هيبقى أسلم للناس كلها، لأن النهارده الوضع كده المشير النهارده مش موجود واعتقل و.. و حفاظًا على الناس اللي موجودين والأولاد اللي في البيت وعلى حياتكو.
مصطفى عامر: يعني مربطين هم مع بعض إنه المشير لما ييجي هيتحدد إقامته من هنا، وبعدين ساعة الصفر يتقبض علينا كلنا
يسري فوده: وحضرتك اتقبض عليك في الليلة دي؟
مصطفى عامر: طبعًا.
يسري فوده: مين تاني اتقبض عليه؟
مصطفى عامر: اتقبض عليَّ أنا وحسن عامر، وسعد عامر، عامر عامر، ومين؟ وعبد المنعم عامر.
يسري فوده: يعني كل اللي بينتهي اسمه بعامر .
مصطفى عامر: أيوه، إحنا كنا 3 إخوات، وأولاد عمنا.
سامي شرف: حصل بعد كده بقى إن طلع دخان من البيت، بان، ظهر دخان، واتعرف فيما بعد إن دا ورق بيتحرق وحاجات بتتحرق جوه البيت، وعباس رضوان وشمس بدران بيحرقوها في البانيو بتاع أُوضة نوم المشير، ودا اللي أخر عباس عن إن هو ياخد اللي.. يخلص الموضوع.
أمين الهويدي: مش عاوز.. مش عاوز أتابع رجل مخابرات يعني، يعني واحد بيحرق حاجة في البيت ها يحرقوا أيه مثلاً.
يسري فوده: هو الحقيقة أنه فوزي قال إنه شاف دخان
أمين الهويدي: شاف.. شاف حرائق
يسري فوده: شاف حرائق، لهب طالع من...
أمين الهويدي: أنا على طول ربطتها بانهم فعلاً بيحرقوا وثائق قد تدينهم في.. في.. في المستقبل، وبرضو وصيت الفريق فوزي بإن لا داعي.. يصبر، ولا داعي للصدام.
يسري فوده: هل الفريق فوزي هدد شمس بدران أو أي حد من اللي كان بيتكلم معاه من جوه بإنه ممكن يدمر البيت باللي فيه؟
جمال عبد الحكيم عامر: أه هو قال له ها نضرب البيت طبعًا، قال له هنقتحم البيت وهنضربه. شمس اتريق عليه طبعًا؟ هم عارفين بعض يعني، كل واحد عارف نفسه كويس.
سامي شرف: وبعدها أنا وصلت تلاتة، تلاتة ونص كده ابتدت الناس تخرج وسلموا نفسهم، وابتدا الفريق فوزي يلم الذخاير والسلاح وبتاع، وعباها في عربيات، وكل.. راحوا إلى المعتقلات ما عدا شمس بدران راح معتقل القاهرة
أمين الهويدي: لما إدَّى الفريق فوزي خبر بإن البيت اتصفى، وإنه حط عليه الحراسة، وإنه أصبح جاهز لاستقبال المشير، خرج المشير وكان معاه السيد زكريا محيي الدين، والسيد حسين الشافعي ركبوا عربية وكان هذا آخر مرة أرى فيها المشير عبد الحكيم عامر.
حسين الشافعي: طبعًا يعني الجو كان يعني زي التلج، وإحنا ما مشيناش إلا حوالي الساعة 4.30، والضوء يعني أول ضوء بيشقشق، وركبنا ووصلنا في البيت في الجيزة، ..وجِه أحد زوجات بناته، جه قابله، ودي آخر يعني.. يعني فرصة أشوفه فيها. بعد كده ما شوفنا هوش.
يسري فوده: قال لك أيه في العربية؟
حسين الشافعي: ما فيش ولا كلمة.
يسري فوده: عاد عبد الحكيم عامر في الساعات الأولى من صباح السادس والعشرين من أغسطس/آب عام 67 إلى منزله مقطع الأجنحة، مخنوق الحرية، مسلوب الإرادة. دنيا جديدة ألقى به إليها صديق عمره، توأم روحه جمال عبد الناصر عن حقٍ أو عن غير حق - رمى طوبته كما يقول المصريون- ومنح الضوء الأخضر لبعض من أعدى أعداء المشير في حقبه من تاريخ مصر يا ويل من يفقد فيها سلطته.
كانت هذه نقطةً اللاعودة، لكن فصلاً آخر كان في انتظار تلك المأساة الإغريقية، لم يكن يصلح معه إلا أن يختفي المشير عبد الحكيم عامر إلى الأبد.
***
في الجزء الثاني من هذا التحقيق ماذا لو أُتيح لخبير السموم هذا أن يسأل عبد الحكيم عامر.
د. على محمد دياب (خبير السموم بالمركز القومي للبحوث): هو يعني من غير ما أسأله أعرف الإجابة لأنه هو لم يرى من وضع له.. هي الكمية اللي وُضعت له وضعها غالبًا السفرجي اللي جاي من رئاسة الجمهورية لا أحد يعرف من أين جاء، ولا من.. هل هو مخابرات أو غير مخابرات. بلغ الشفطتين دول وانتهى الأمر، يعني ماذا حدث؟ ها يقول لك شربت العصير و.. ودخلت التواليت أو دخل دورة المية وجد نفسه انهيار الجهاز التنفسي، وعلى بال ما رجع سريره كان انتهى
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق