الاثنين، يونيو 04، 2007

عمتى الحاجه

امرأة صانعة الرجال
كنت فى الصف السادس الابتدائى عندما طلبت عمتى( بنت عم والدى المهندس عبد النبى افندى بكساوى ) ان اقضى شهرا فى اجازة الصيف عند عمتى الحاجه فى القاهرة ، وكانت عمتى لها ولدين احدهما ضابط بالجيش الكابتين هانى وابنها الثانى كان فى السنوات النهائية فى كلية الهندسة بعين شمس مهندس شريف فاصبحت عمتى بحكم الفطرة تفتقد الى الطفولة ، وطلبت من والدى بعد اقامة فى البلد لمدة شهر تتذكر ايام الطفولة لها فى البلد طلبت ان اقضى معها فى البيت شهر كل سنة .
اما ما اتذكره منها انها كانت لها طقوس معينة فى حياتها اهمها هو النظافة التى تصل الى انها لا تأكل الا فى اطباق خاصة بها ومعلقتها لا يستعملها احد وكوب الماء لا يشرب منه احد وهكذا .
واصبحت صديق عمتى الحاجه وبعد فترة كنت اشاركها فى المحافظة على النظافة الا اننى بعد فترة ممكن تكون السنة التانية وبعد مشاهدة ومتابعة لنظافتى قررت عمتى ان اكون الوحيد الذى ممكن استعمل احد ادواتها دونا عن زوجها وابناءها ومازلت معجب بها فى كثير من التصرفات .
عمى عمر ابو توفيق يذكر عنها انها كانت اجمل فتاه فى عصرها فى البلد حيث ان والدتها كانت من عائلة الجارحى وامها تبقى اخت الحاجة فاطمة الجارحى .
ذهبت مع عمتى الى خالتها ام زكى التى كانت تعيش فى باب الخلق فى القاهرة وكانت الزيارة هذه المرة لاخذ نسخة من صورة والدتها الصورة الوحيدة التى كانت لها رفضت الحاجة فاطمة وقالت لها لما تحبى تشوفى الصورة تيجى تزورينى اعتقد الرفض كان سببه ان تكثر عمتى من زيارة خالتها علشان هى تشوف بنت اختها ايضا .
الحاجة والتربية على الرجولة
لقد علمتنى عمتى الراجولة وتشرح لى فن سن مبكرة كيف اسلم على الناس وكيف اهتم باللبس كما علمت ابناءها ، ومع اننى كنت لا اشرب الشاى والقهوة طبعا لم تكن فى بيتنا اصلا ، وذهبت معها الى بيت اللواء احمد زكى راسخ ابن خالتها وهى فى زيارة الى زوجته السيدة الاصيلة ماجدة رحمها الله التى سألتها الاول مين الامور ده – تقصدنى فقد كنت امور وانا صغير طبعا - فقالت لها ابن اخى مصطفى وعندما تم سؤالى تشرب ايه ...عصير والا حاجه تانى .......فطلبت لى الحاجة منها قهوة مضبوط ومازلت لا افهم لماذا تم طلب القهوة المضبوط حتى كبرت وعلمت انها لا يطلب هذا المشروب الا الكبار والاستقراطيين وكانت هى تنظر لى على انى كذلك .
فى الاسكندرية عند متى اعتدال
ذهبت ذات مرة فى احد رحلاتها الى اختها عمتى اعتدال ام الاستاذ مصطفى شبايك ومحمد شبيايك وكانت العادة ان تقيم اسبوع فى الاجازة فى بيت اخيها عمى سعد عبد النبى واسبوع فى بيت اختها للتواصل مع اقاربها ، وكانت اول التنبيهات عدم استلام اى مبالغ منهااو من عمى الا بإذنها هى وجيبى لازم يبقى مليان وعينى تبقى مليانه وكم كانت معجبة بالتصرفات التى تنم على تطبيق ذلك ودون مبالغة فقد كانت من طبيعتى الا اخذ من احد شىء مهما كان فقد ربانى ابى على ذلك بس كان الضرب الشديد لاى من ابناؤه يفعل ذلك سواء من اقاربه او اقارب الوالدة او من جدى لامى وهذا من المحرمات.
رفضت عمتى ان يستقيل ابنها الاكبر العميد هانى صالح عندما كان رائد فى سلاح المشاه فى الجيش المصرى وذلك بعدما حصل على ليسانس الحقوق بالانتساب من كلية الحقوق بجامعة عين شمس فقد كان يحب المحاماه وفضل ان يذاكر حتى يحصل على امنيته وطلبت منه عمتى الا يستقيل من الجيش حتى يصل لرتبة لواء او تموت هى ايهما اقرب وظل ابن عمتى الكابتن هانى فى عمله فى الجيش حتى توفيت عمتى بعدها حصل على رتبة عميد ثم تقاعد ليتفرغ للعمل فى مجال المحاماه واصبح له مكتبه العريق فى العباسية ونجح فى مجال المحاماه كما كان ناجحا فى عمله السابق بالجيش وكان احد الرجال الذين صنعتهم هذه الام الرائعة
رحم الله عمتى فقد كانت من النساء اللاتى يصنعن الرجال .

هناك تعليق واحد:

  1. غير معرف2/11/2008 3:02 م

    مع تحياتي وتقديرى الى عمتك يجب عليك ان تهتم با الموضيع والمشاكل الاهم والنظر الى مايحدث حولك والنظر الى المستقبل

    ردحذف