نجل عبد الحكيم عامر: عبد الناصر قام بقتل والدي
كشف عن وصيته: لماذا خسرت مصر الحرب؟
نجل عبد الحكيم عامر: عبد الناصر قام بقتل والدي خوفًا من كشف الأسرار وهيكل كتب: انتحر المشير

كتبت: مروة حمزة – صحيفة المصريون – 8 يونيو 2010
أكد جمال عبد الحكيم عامر، نجل المشير عبد الحكيم عامر، أن والده "تم اغتياله" ولم ينتحر كما تقول الرواية الرسمية، متهمًا الرئيس جمال عبد الناصر ومحيطه المباشر بالضلوع في عملية تصفيته عقب نكسة يونيو 1967.
وقد كشف جمال عامر عن وصية خطية كتبها والده في محبسه بعنوان "لماذا خسرت مصر الحرب"، بتاريخ 7 سبتمبر 1967، قبل وفاته بساعات، وتم تهريبها ونشرت لاحقًا في صحيفة "لايف" الأمريكية.
قرأ نجل المشير على الهواء عبر برنامج "الحياة والناس" مقاطع من الوصية التي حملت اعتراف والده بمسؤوليته عن الهزيمة، مع تحذيراته من "نية الغدر" التي شعر بها من أقرب الناس إليه، في إشارة مباشرة إلى الرئيس عبد الناصر.
لقد فقدت الثقة في صديقي وأخي جمال، ولم أعد أشعر أني آمن منه. وتلقيت تهديدًا مباشرًا من ضابط مخابرات أخبرني صراحة أنني سأُقتل إذا تحدثت.
وأكد أنه حاول الاتصال بالرئيس، فتم تجاهله، ما اعتبره إشارة إلى أن القرار قد اتُخذ لتصفيته. وختم وصيته قائلاً:
أطلب من الله المغفرة... الله أكبر... والمجد لمصر.
ورفض جمال عامر الكشف عن اسم الضابط الذي هدد والده، مكتفيًا بالقول: "ربنا خد حقه، وكل من شاركوا في أذى والدي نالوا جزاءهم... منهم الليثي ناصف الذي سقط من شرفة في لندن بطريقة بشعة."
العلاقة المعقدة بين عبد الناصر والمشير
الخلاف بين عبد الناصر وعامر لم يكن خلافًا شخصيًا، بل صراع على السلطة داخل الدولة الناصرية، إذ كان المشير يتمتع بشعبية واسعة داخل القوات المسلحة. التخلص منه كان ضرورة سياسية لحسم "تاريخ النكسة" باتجاه واحد، يمنع أي تسريبات عن الأسباب الحقيقية للهزيمة، والتي رآها المشير متجذرة في سوء التخطيط والتدخل السياسي في الشأن العسكري.
بحسب الرواية، اقتيد المشير إلى استراحة المريوطية وهناك تمت تصفيته بعد أن رُوّج أنه تناول السم. وشكك صلاح نصر في هذه الرواية، قائلاً: "لم أقتل المشير ولم ينتحر، ولم يكن في يده شيء."
لماذا لم تُنشر الوصية؟
ربما السبب هو ما تحمله من اتهامات مباشرة لعبد الناصر وتلميح إلى تواطؤ داخل الدولة. نشرها كان سيقوّض الرواية الرسمية، ويطرح تساؤلات حول طبيعة النظام الأمني آنذاك.
نهاية حزينة... وبلا عزاء
دُفن المشير في قريته بدون جنازة عسكرية، ومنعت السلطات أسرته من إقامة عزاء رسمي. ورأى أبناؤه أن والدهم "ذُبح سياسيًا" ثم "تمت تصفيته جسديًا"، خوفًا من روايته.
خلاصة تحليلية
تكشف هذه القصة عن واحدة من أكثر صفحات التاريخ المصري الحديث غموضًا، وتلقي الضوء على طبيعة الصراعات داخل نظام يوليو. المشير لم يكن ضحية الحرب فحسب، بل ضحية رواية رسمية أرادت أن تُكتب بيد واحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق