الجمعة، ديسمبر 17، 2010

برلنتي عبد الحميد: المشير عامر لم يكن يومًا ضد الرئيس عبد الناصر

برلنتي عبد الحميد: المشير عامر لم يكن يومًا ضد الرئيس عبد الناصر

في حوارها الأخير مع الإعلامي عمرو الليثي في برنامج "واحد من الناس"، تحدثت الفنانة الراحلة برلنتي عبد الحميد عن تفاصيل دقيقة في العلاقة بين المشير عبد الحكيم عامر والرئيس جمال عبد الناصر، وذلك قبل رحيلها بفترة قصيرة. وأكدت في شهادتها أن ما يُتداول حول وجود نوايا للانقلاب من جانب المشير ما هو إلا "روايات مزورة" تبنتها ما أسمته بـ"مراكز القوى" لتشويه العلاقة التاريخية بين القائدين.

زيارة ناصر إلى منزل عامر في إسطال

روت برلنتي أن المشير عامر كان قد انتقل إلى قريته في إسطال بمحافظة المنيا، بعد أحداث يونيو 1967، وهناك زاره عبد الناصر بنفسه. تقول: "كان الضباط فرحين برؤية الزعيمين معًا، فقد كانت تربطهما علاقة طويلة وتاريخ مشترك منذ حرب فلسطين". وعند دخول عبد الناصر إلى بيت عامر، جلسا وحدهما، كما اعتادا دائمًا في نقاشاتهما الخاصة.

رفض فكرة الانقلاب.. وتمسك بالشرف العسكري

تكشف برلنتي أنه خلال هذه الزيارة، حضر اللواء جلال هريدي (قائد الصاعقة آنذاك) وطرح فكرة خطيرة: القبض على عبد الناصر. لكن عامر، حسب روايتها، غضب بشدة وطرده فورًا قائلاً: "لو لم تكن في بيتي، لأطلقت عليك النار". وأضافت: "عامر لم يكن يومًا انقلابيًا، ولم يكن ليغدر بقائده في لحظة ضعف أو أزمة، بل ظل وفيًا للمؤسسة العسكرية ولمبادئ الدولة".

سوء الفهم لا الخيانة

أشارت برلنتي إلى أن ما حدث بين عبد الناصر وعامر كان خلافًا في وجهات النظر، تفاقم بسبب تحريض من بعض المحيطين بالرئيس، وليس نتيجة خصومة مباشرة بين الرجلين. وأضافت: "لو تركوا لهما فرصة أن يجلسا عشر دقائق وحدهما، لانتهى كل الخلاف".

دعوة العشاء الأخيرة... وقلق داخلي

تحدثت برلنتي عن دعوة العشاء التي تلقاها عامر من الرئيس عبد الناصر، والتي سبقت تحديد إقامته، وأبدت وقتها قلقها الشديد، لكنها تقول إن المشير كان هادئًا ومصممًا على الذهاب بنفسه: "قال لي إنه لو شعر بغدر، سيقلب عليهم الترابيزة".

وأضافت أنه بعد العشاء، لم يتواصل معها، فذهبت إلى الفيلا الخاصة به فجرًا لتكتشف أنها مُحاطة بالشرطة العسكرية، وهناك تأكدت أن المشير قد تم التحفظ عليه. ووصفت مشاعرها في تلك اللحظة بأنها "كانت مثل الجنون" وبدأت تخبر الناس في الشوارع أن المشير قد اُعتقل.

وفاته... وتساؤلات بلا إجابة

رفضت برلنتي ما قيل عن انتحار المشير، مؤكدة أنه لم يقدم على ذلك، وقالت إن التقرير الرسمي كان به تلاعب واضح، وأنه تم تزويره بشكل فجّ، مشيرة إلى أن هناك 15 سطرًا مشطوبًا في تقرير الطب الشرعي.

وأضافت أن السيارة التي حضرت وقت القبض عليه كانت ترافقها سيارة إسعاف، وأشارت إلى أنها تعتقد أن المشير قد تعرض لما أسمته "تصفية طبية مدبرة"، وهو ما لم يُحسم تاريخيًا حتى اليوم.

وفاء رجل الدولة حتى اللحظة الأخيرة

رغم كل ما حدث، أكدت برلنتي أن عامر ظل حتى اللحظة الأخيرة متمسكًا بانتمائه الوطني، رافضًا مغادرة الب

الخميس، ديسمبر 16، 2010

الأربعاء، ديسمبر 15، 2010

ضريبة الذل

بقلم الشهيد سيد قطب

ذكر الكاتب المعروف: فهمي هويدي أن سيد قطب - رحمه الله - كتب هذه المقالة في منتصف يونيو 1952م ، وبعدها بخمسة أسابيع قامت ثورة يونيو1952
بعض النفوس الضعيفة يخيل إليها أن للكرامة ضريبة باهظة، لا تطاق، فتختار الذل والمهانة هرباً من هذه التكاليف الثقال، فتعيش عيشة تافهة، مفزعة، قلقة، تخاف من ظلها، وتَفْرَقُ من صداها، "يحسبون كل صيحة عليهم"، "ولتجدنهم أحرص الناس على حياة".
هؤلاء الأذلاء يؤدون ضريبة أفدح من تكاليف الكرامة، إنهم يؤدون ضريبة الذل كاملة، يؤدونها من نفوسهم، ويؤدونها من أقدارهم، ويؤدونها من سمعتهم، ويؤدونها من اطمئنانهم، وكثيراً ما يؤدونها من دمائهم وأموالهم وهم لا يشعرون.
وإنهم ليحسبون أنهم ينالون في مقابل الكرامة التي يبذلونها قربى ذوي الجاه والسلطان حين يؤدون إليهم ضريبة الذل وهم صاغرون، ولكن كم من تجربة انكشفت عن نبذ الأذلاء نبذ النواة، بأيدي سادتهم، كم من رجل باع رجولته، ومرغ خديه في الثرى تحت أقدام السادة، وخنع، وخضع، وضحى بكل مقومات الحياة الإنسانية، وبكل المقدسات التي عرفتها البشرية، وبكل الأمانات التي أناطها الله به.. ثم في النهاية إذا هو رخيص رخيص، هَيِّن هَيِّن، حتى على السادة الذين استخدموه، السادة الذين لهث في إثرهم، ومرغ نفسه في الوحل ليحوز منهم الرضاء!
كم من رجل كان يملك أن يكون شريفاً، وأن يكون كريماً، وأن يصون أمانة الله بين يديه، ويحافظ على كرامة الحق، وكرامة الإنسانية، وكان في موقفه هذا مرهوب الجانب، لا يملك له أحد شيئاً، حتى الذين لا يريدون له أن يرعى الأمانة، وأن يحرس الحق، وأن يستعز بالكرامة، فلما أن خان الأمانة التي بين يديه، وضعف عن تكاليف الكرامة، وتجرد من عزة الحق، هان على الذين كانوا يهابونه، وذل عند من كانوا يرهبون الحق الذي هو حارسه، ورخص عند من كانوا يحاولون شراءه، رخص حتى أعرضوا عن شرائه، ثم نُبِذَ كما تُنْبَذُ الجيفة، وركلته الأقدام، أقدام الذين كانوا يَعِدُونه ويمنونه يوم كان له من الحق جاه، ومن الكرامة هيبة، ومن الأمانة ملاذ.
كثير هم الذين يَهْوُونَ من القمة إلى السَّفْح، لا يرحمهم أحد، ولا يترحم عليهم أحد، ولا يسير في جنازتهم أحد، حتى السادة الذين في سبيلهم هَوَوْا من قمة الكرامة إلى سفوح الذل، ومن عزة الحق إلى مَهَاوي الضلال.
ومع تكاثر العظات والتجارب، فإننا ما نزال نشهد في كل يوم ضحية، ضحية تؤدي ضريبة الذل كاملة، ضحية تخون الله والناس، وتضحي بالأمانة وبالكرامة، ضحية تلهث في إثر السادة، وتلهث في إثر المطمع والمطمح، وتلهث وراء الوعود والسراب.. ثم تَهْوِي وتَنْزَوِي هنالك في السفح خَانِعَةً مَهِينَة، ينظر إليها الناس في شماتة، وينظر إليها السادة في احتقار.
لقد شاهدتُ خلال عمري المحدود ـ ومازلت أشاهد ـ عشرات من الرجال الكبار يحنون الرؤوس لغير الواحد القهار، ويتقدمون خاشعين، يحملون ضرائب الذل، تثقل كواهلهم، وتحني هاماتهم، وتلوي أعناقهم، وتُنَكِّس رؤوسهم.. ثم يُطْرَدُون، بعد أن يضعوا أحمالهم، ويسلمون بضاعتهم، ويتجردون من الحُسنَيَيْن في الدنيا والآخرة، ويَمضون بعد ذلك في قافلة الرقيق، لا يحسُّ بهم أحد حتى الجلاد.
لقد شاهدتهم وفي وسعهم أن يكونوا أحراراً، ولكنهم يختارون العبودية، وفي طاقتهم أن يكونوا أقوياء، ولكنهم يختارون التخاذل، وفي إمكانهم أن يكونوا مرهوبي الجانب، ولكنهم يختارون الجبن والمهانة.. شاهدتهم يهربون من العزة كي لا تكلفهم درهماً، وهم يؤدون للذل ديناراً أو قنطاراً، شاهدتهم يرتكبون كل كبيرة ليرضوا صاحب جاه أو سلطان، ويستظلوا بجاهه أو سلطانه، وهم يملكون أن يَرْهَبَهم ذوو الجاه والسلطان!
لا، بل شاهدت شعوباً بأَسْرِها تُشْفِقُ من تكاليف الحرية مرة، فتظل تؤدي ضرائب العبودية مرات، ضرائب لا تُقَاس إليها تكاليف الحرية، ولا تبلغ عُشْرَ مِعْشَارِها، وقديماً قالت اليهود لنبيها: ( ياموسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون) 22 (المائدة)، فأَدَّتْ ثمن هذا النكول عن تكاليف العزة أربعين سنة تتيه في الصحراء، تأكلها الرمال، وتذلها الغربة، وتشردها المخاوف.. وما كانت لتؤدي معشار هذا كله ثمناً للعزة والنصر في عالم الرجال.
إنه لابد من ضريبة يؤديها الأفراد، وتؤديها الجماعات، وتؤديها الشعوب، فإما أن تؤدى هذه الضريبة للعزة والكرامة والحرية، وإما أن تؤدى للذلة والمهانة والعبودية، والتجارب كلها تنطق بهذه الحقيقة التي لا مفر منها، ولا فكاك.
فإلى الذين يَفْرَقُونَ من تكاليف الحرية، إلى الذين يخشون عاقبة الكرامة، إلى الذين يمرِّغُون خدودهم تحت مواطئ الأقدام، إلى الذين يخونون أماناتهم، ويخونون كراماتهم، ويخونون إنسانيتهم، ويخونون التضحيات العظيمة التي بذلتها أمتهم لتتحرر وتتخلص.. إلى هؤلاء جميعاً أوجه الدعوة أن ينظروا في عِبَر التاريخ، وفي عِبَر الواقع القريب، وأن يتدبروا الأمثلة المتكررة التي تشهد بأن ضريبة الذل أفدح من ضريبة الكرامة، وأن تكاليف الحرية أقل من تكاليف العبودية، وأن الذين يستعدون للموت توهب لهم الحياة، وأن الذين لا يخشون الفقر يرزقون الكفاية، وأن الذين لا يَرْهَبُون الجاه والسلطان يَرْهَبُهم الجاه والسلطان. ولدينا أمثلة كثيرة وقريبة على الأذلاء الذين باعوا الضمائر، وخانوا الأمانات، وخذلوا الحق، وتمرغوا في التراب ثم ذهبوا غير مأسوف عليهم من أحد، ملعونين من الله، ملعونين من الناس.
وأمثلة كذلك - ولو أنها قليلة - على الذين يأبون أن يذلوا، ويأبون أن يخونوا، ويأبون أن يبيعوا رجولتهم، وقد عاش من عاش منهم كريماً، ومات من مات منهم كريماً.

الأحد، ديسمبر 12، 2010

برلنتى عبد الحميد وكلمات عن تاريخ المشير عامر

على برنامج واحد من الناس تحدثت برلنتى عبد الحميد زوجة المشير عبد الحكيم عامر جزء من تاريخ مصر لم يظهر كل ما حدث فى هذه الفترة

الجمعة، أكتوبر 22، 2010

من اسطال الى اسطنبول

رحلتي إلى إسطنبول – حين التقت التجارة بالتاريخ

صورة من الرحلة إلى إسطنبول

حين أخبرني صديق مقرب أنه متجه إلى تركيا، شعرت أن لحظة طال انتظارها قد حانت، إذ كنت أنوي زيارة إسطنبول منذ فترة طويلة، لكن العمل والظروف أخّرتني. كانت المناسبة هي مؤتمر الموصياد المنعقد في إسطنبول في الفترة من 6 إلى 10 أكتوبر، وهو مؤتمر اقتصادي كبير يقام تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي، ويهدف إلى دعم التجارة والصناعة والتبادل بين الدول الإسلامية.

إسطنبول.. مدينة الفاتح والنبوءة النبوية

مشهد من إسطنبول إسطنبول ليست مجرد مدينة تركية عادية؛ إنها القسطنطينية التي حلمت بزيارتها منذ قرأت عنها في كتب التاريخ الإسلامي، وتذكرت حديث النبي ﷺ حين قال عن فتحها: "لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش" – رواه أحمد والحاكم.

حين حطّت الطائرة في مطار إسطنبول الدولي، شعرت بشيء من العزّة، فأنا الآن أسير على أرض فتحها محمد الفاتح وامتزجت فيها حضارات المسلمين والأوروبيين لقرون. الرحلة من جدة كانت مثيرة، خاصة أنها حلقت فوق أرض مصر، ومرّت بمحاذاة نهر النيل ثم فوق القاهرة والمنصورة، قبل أن تعبر البحر المتوسط إلى الأراضي التركية.

حوار طريف في المطار التركي

صورة من المؤتمر عند وصولي إلى الجوازات، نظر الموظف التركي إلى اسمي "بكساوي" وسألني بالتركية إن كنت من أبناء البلاد. استغربت سؤاله، وطلبت منه الحديث بالإنجليزية، فقال إنه يظنني تركيًا بسبب الاسم. أخبرته أنني مصري، فابتسم وقال إن الاسم يبدو تركيًا لكنه لا يعرف معناه بدقة. شعرت بلحظة فخر غريبة، كأن اسمي نفسه يحمل جذورًا عابرة للحدود.

حضور المؤتمر: كلمات بالأرقام وقادة بلا أوراق

انتقلنا بالباص إلى مركز المؤتمرات حيث أقيم المؤتمر الرسمي. وكان من بين المتحدثين في حفل الافتتاح عدد من الشخصيات البارزة: المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة المصري حينها، وطارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي، ورئيس الوزراء التركي .

الملفت للنظر أن المتحدثين العرب تحدثوا من أوراق مكتوبة بتفاصيل دقيقة عن العلاقات الاقتصادية، بينما تحدث أردوغان ووزير التجارة التركي بطلاقة ودون أوراق، بلغة الأرقام والحقائق. قال أردوغان ما زال يرنّ في أذني:

"منذ تولي حزب العدالة والتنمية الحكم، انخفضت ديون تركيا من 23 مليار دولار إلى 6 مليارات، بل قدمنا اعتذارًا للبنك الدولي هذا العام عن طلب قروض جديدة."

إسطنبول... الدهشة والنظام

جمال شوارع إسطنبول

لم أكن أتوقع أن تبهجني المدينة إلى هذا الحد. نظافة الشوارع، دقة المرور، احترام المساحات العامة... كل ذلك جعلني أعيد المقارنة دون قصد مع ما كنت أراه في بعض مدننا الكبرى. كيف استطاعوا تنظيم مدينة يقطنها أكثر من 12 مليون نسمة بهذا الانضباط؟

تجولت في شوارع إسطنبول، ورأيت التاريخ في الأبنية والروح في الناس، وقلت في نفسي: "هذه مدينة تعرف كيف تحترم ماضيها دون أن تتوقف عن بناء مستقبلها".

خاتمة: حين تسافر مصر معك

رغم الجمال والنظام، ورغم التاريخ الذي يتنفس في جدران إسطنبول، إلا أن القلب يبقى مصريًا. فكل مدينة نزورها، وكل مؤتمر نحضره، وكل تجربة نعيشها، تظل مرآة نقيس بها موقعنا نحن.

رحلتي إلى إسطنبول لم تكن مجرد زيارة إلى مدينة جميلة، بل كانت نافذة رأيت منها حجم التحدي، وكم نحن قادرون لو أردنا. مصر لا تنقصها الطاقات ولا العقول، فقط تحتاج للإدارة والانضباط والنية الصادقة... فإذا توفرت، فإن النتيجة ستكون أروع مما نتخيل.

رحم الله من قال: "إن مصر إن صحت... أقامت الدنيا كلها واقفة".

الأحد، يوليو 04، 2010

ما هو أساس شرعية الحكم فى مصر

السفير د. عبدالله الأشعل
04-07-2010 حتى لا نغرق فى التفاصيل، وبعد كل الاخفاقات الخارجية وأهمها مياه النيل منذ تدهور مكانة مصر الإقليمية، والتوترات الداخلية، وتزوير انتخابات الشورى والنجاح الباهر للحزب الوطنى فى هذه الانتخابات المزورة، يجب أن تنوقف عند سؤال جوهرى:
ما هو شرعية الحكم فى مصر والسبب فى هذا السؤال أن الحكم ماض فى طريقه لا يكترث بنقد ويعتبر أن من ينقده حاسد لنجاحه وفاشل فى عمل المثل، كما أن النظام محصن بقدرات أمنية وإعلامية ينفق عليها أموال الشعب لكى يكرس أخطاءه ويحميه من غضبة الشعب الذى وثق النظام أنه إما محذر أو يائس من الفرج أو منضمس حتى أذنبه أو خائف
। فى نفس الوقت يردد النظام أنه ديمقراطى يتمتع بكل مؤشرات الديمقراطية وأماراتها وهى الدستور الذى تتصدر مادته الأولى كل مواده والتى تؤكد أن نظام الحكم فى مصر نظام ديمقراطى، ولديه السلطات الديمقراطية وهى البرلمان بمجليه بالانتخاب أو الجزء المعين القابل ضمانا لدخول الكفاءات والرموز، كما ينص الدستور الذى عدله الحزب الوطنى من طرف واحد عدة مرات على هواه ثم يقسم على احترامه بنص هذا الدستور على أن سيادة القانون من أهم أركان الحكم وأن العدل الاجتماعى هو أساس الملك
।المعلوم لأساتذة العلوم السياسية والقانون أعلام الحزب الوطنى أن للشرعية أربعة مصادر وإذا لم تتوفر يتحول النظام إلى عصابة لأن الخط الفاصل بين العصابة والدولة أو الاستخدام المشروع وغير المشروع للقوة هو أن تستخدم وفق القانون الذى يراقب والقضاء النزية المستقبل سلامة تطبيقه
। المصدر الأول لشرعية الحكم هو الدستور أى أن ينشأ النظام ويمارس سلطاته وفق الدستور। وقد قام البرلمان على أساس نص الدستور على الانتخابات وعين الرئيس رئيس الحكومة وأعضاءها وفق الدستور وأقسم جميعاً على احترام الدستور ورعاية مصالح الشعب
। المصدر الثانى هو سلامة الاجراءات الدستورية والقانونية أى أن يتم مساعدة الشعب على فهم العملية الانتخابية وإرشادهم إلى كيفية ممارسة حقهم فى انتخاب البرلمان أو الرئيس أو غيرهما، ولكن النتيجة هى أن الحكومة بمساعدة الأمن المصرى تولوا انتخابا بطعن التعيين ولم يلقوا بالادلى التقارير الوطنية والدولية التى تحدثت عن تزوير إرادة الناخب بكل الطرق المعروفة والمبتكرة حتى صارت مصر مثلاً لا يحتذى فى امتهان إرادة المواطن وتشكلت أجهزة السلطة بقرار لاعلاقة للمواطن المصرى به، وكان طبيعاً أن يفقد الموطن القدرة على رقابتها أو عزلها أو حتى نقدها، وكانت هذه السلطة من الجسارة بحيثتتحدث وكأنها فعلا منتخبة ووتتصرف وكأنها تستفيد إلى أرضية شرعية، فكانت النتيجة كل هذا الفساد فى كل شئ، سياسى، أخلاقى، وإدارى، وكانت محصلته أنين المواطن، وهذا يقودنا إلى الأساس الثالث للشرعية
।المصدر الثالث لشرعية السلطة هو الفعالية ، أى أنه لا يهم أن تأتى السلطة غصباً أو بالتزوير أو بالتعين، ولكنها قادرة على الانجاز رغم الفساد وحجمه، فالمواطن يهمه أن تتوفر لديه مشاعر الاعتزاز الوطنى فى الخارج، وسد احتياجاته المعيشية على أن تعبر السلطة عن رأيه وتحل محله
। كان ذلك هو الحال تحت الحكم الناصرى، سلطة وطنية نظيفة تواجه التحديات دفاعاً عن الاستقلال والكرامة، وتسد حاجات الشعب وفق الموارد المتاحة فى مجتمع تتقارب فيه المستويات ويصدق فيه المسؤولون ويحترم فيه القانون، ويعيش فيه الحاكم كما يعيش المواطن العادى।فى هذا النظام تنعدم فيه إمكانية نقد النظام، ولكن هذا الجانب أى غياب حرية النقد بقدر ما كان غير محسوس عند المواطن إلا أنه تسبب فى كارثة 1967 لأن أعضاء السلطة خافوا قول ما يجب قوله للزعيم، فتصرف وحده فى أزمة معقدة وحرم موارد الأمة من أبنائها وجليات عقولهم، فغرق الجميع، لكن بقيت إرادة مصر واستغلالها رغم احتلال سيناء। وفى البلاد العربية لا يتمتع المواطن بحريات سياسية واسعة لكن النظم تعمل لمصلحة المواطن، ولاعبرة لديه بما يحصل عليه الحاكم إذا أشبعت حاجات المواطن ولم تبدد ثرواته لمصالح أجنبية।المصدر الرابع هى الشرعية السياسية وهى رضى الناس وقبولهم للسلطة مهما كان سبب وجودها أو سبب استمرارها. ويتحقق الرضى بالأعمال الوطنية المخلصة والتجرد من الفساد ونهب الثروات وتبديد مصالح الأمة والتماهى مع مصالح أعداء الوطن فى الداخل والخارج.والسؤال لأساتذة الحزب الوطنى الذى ينتظر الشعب المصرى الإجابة عليه بإلحاح: ماهو أساس شرعية الحكم فى مصر؟ هل يختارون أحد الأسس الأربعة أم يزعمون أنها كلها متوفرة، وهى الشرعية الدستورية، وشرعية الأختيار فى انتخابات نزيهة وشرعية الفعالية والكفاءة والإخلاص والشفافية، وأخيراً، شرعية الرضى والالتفاف الشعبى على السلطة حتى من خلال الجمعيات الخيرية المشبوهة.
السؤال الثانى هل هناك ارتباط بين شرعية السلطة وطاعة الشعب لها أم أن الشعب رغم على طاعتها بالقوة حتى لو افتقدت الشرعية وتجاهلت مصالحه؟.
نقلا عن المصريون

الثلاثاء، يونيو 08، 2010

نجل عبد الحكيم عامر: عبد الناصر قام بقتل والدي

كشف عن وصيته: لماذا خسرت مصر الحرب؟

نجل عبد الحكيم عامر: عبد الناصر قام بقتل والدي خوفًا من كشف الأسرار وهيكل كتب: انتحر المشير

عبد الحكيم عامر

كتبت: مروة حمزة – صحيفة المصريون – 8 يونيو 2010

أكد جمال عبد الحكيم عامر، نجل المشير عبد الحكيم عامر، أن والده "تم اغتياله" ولم ينتحر كما تقول الرواية الرسمية، متهمًا الرئيس جمال عبد الناصر ومحيطه المباشر بالضلوع في عملية تصفيته عقب نكسة يونيو 1967.

وقد كشف جمال عامر عن وصية خطية كتبها والده في محبسه بعنوان "لماذا خسرت مصر الحرب"، بتاريخ 7 سبتمبر 1967، قبل وفاته بساعات، وتم تهريبها ونشرت لاحقًا في صحيفة "لايف" الأمريكية.

قرأ نجل المشير على الهواء عبر برنامج "الحياة والناس" مقاطع من الوصية التي حملت اعتراف والده بمسؤوليته عن الهزيمة، مع تحذيراته من "نية الغدر" التي شعر بها من أقرب الناس إليه، في إشارة مباشرة إلى الرئيس عبد الناصر.

لقد فقدت الثقة في صديقي وأخي جمال، ولم أعد أشعر أني آمن منه. وتلقيت تهديدًا مباشرًا من ضابط مخابرات أخبرني صراحة أنني سأُقتل إذا تحدثت.

وأكد أنه حاول الاتصال بالرئيس، فتم تجاهله، ما اعتبره إشارة إلى أن القرار قد اتُخذ لتصفيته. وختم وصيته قائلاً:

أطلب من الله المغفرة... الله أكبر... والمجد لمصر.

منزل المشير عامر

ورفض جمال عامر الكشف عن اسم الضابط الذي هدد والده، مكتفيًا بالقول: "ربنا خد حقه، وكل من شاركوا في أذى والدي نالوا جزاءهم... منهم الليثي ناصف الذي سقط من شرفة في لندن بطريقة بشعة."

العلاقة المعقدة بين عبد الناصر والمشير

الخلاف بين عبد الناصر وعامر لم يكن خلافًا شخصيًا، بل صراع على السلطة داخل الدولة الناصرية، إذ كان المشير يتمتع بشعبية واسعة داخل القوات المسلحة. التخلص منه كان ضرورة سياسية لحسم "تاريخ النكسة" باتجاه واحد، يمنع أي تسريبات عن الأسباب الحقيقية للهزيمة، والتي رآها المشير متجذرة في سوء التخطيط والتدخل السياسي في الشأن العسكري.

قبر المشير عامر

بحسب الرواية، اقتيد المشير إلى استراحة المريوطية وهناك تمت تصفيته بعد أن رُوّج أنه تناول السم. وشكك صلاح نصر في هذه الرواية، قائلاً: "لم أقتل المشير ولم ينتحر، ولم يكن في يده شيء."

لماذا لم تُنشر الوصية؟

ربما السبب هو ما تحمله من اتهامات مباشرة لعبد الناصر وتلميح إلى تواطؤ داخل الدولة. نشرها كان سيقوّض الرواية الرسمية، ويطرح تساؤلات حول طبيعة النظام الأمني آنذاك.

نهاية حزينة... وبلا عزاء

دُفن المشير في قريته بدون جنازة عسكرية، ومنعت السلطات أسرته من إقامة عزاء رسمي. ورأى أبناؤه أن والدهم "ذُبح سياسيًا" ثم "تمت تصفيته جسديًا"، خوفًا من روايته.

خلاصة تحليلية

تكشف هذه القصة عن واحدة من أكثر صفحات التاريخ المصري الحديث غموضًا، وتلقي الضوء على طبيعة الصراعات داخل نظام يوليو. المشير لم يكن ضحية الحرب فحسب، بل ضحية رواية رسمية أرادت أن تُكتب بيد واحدة.

الأربعاء، فبراير 17، 2010

عن الإسلاميين ولوثة التجربة التركية

ياسر الزعاترة
بقليل من المنطق في بعض الأحيان، وبكثير من الخفة في أكثرها، يتحدث بعض الإسلاميين العرب عن التجربة التركية، أعني تجربة حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان، وذلك في معرض الحديث عن الإصلاحات التي ينبغي أن تقوم بها تلك الحركات لكي تحظى بالقبول من جهة، أو لكي تجد لها طريقا نحو السلطة والنجاح من جهة أخرى.
"فشل حركات التغيير في تحقيق أهدافها يفتح بابا لتراجعات يحلو للبعض أن يسميها مراجعات، بينما يتحرك كثير منها تحت وطأة الواقع والفشل واليأس، وأحيانا تقدم السن وزيادة أعباء"قبل الدخول في حيثيات القضية والفوارق الكبيرة بين الحالة التركية ونظيراتها في العالم العربي، لا بد من القول إن فشل حركات التغيير في تحقيق أهدافها يفتح بابا لتراجعات يحلو للبعض أن يسميها مراجعات، بينما يتحرك كثير منها تحت وطأة الواقع والفشل واليأس، وأحيانا تقدم السن وزيادة أعباء الحياة بالنسبة لرموز القيادة وتراجع القابلية للتضحية وتقديم النموذج، ومن ثم الركون للدنيا بأشكال مختلفة، وهو جانب ينبغي أخذه بنظر الاعتبار في قراءة تحولات الجماعات والحركات، من دون أن يعني ذلك حسما بشأن الموقف الجديد أو القديم، إذ ثمة جماعات كانت لها برامج بائسة تستحق التغيير، مع أن أكثرها قد ذهب في اتجاه برامج أخرى ليست أفضل من سابقتها، وإن تخلت عن العنف (مثال ذلك تحول بعض الجماعات من العنف الأعمى إلى اعتبار الحكام الحاليين ولاة أمر واجبي الطاعة ما داموا يأذنون بالصلاة، فضلا عن قبول استخدامها من قبل الأنظمة في تقليم أظافر جماعات إسلامية أخرى تستغل بالعمل السياسي المعارض).
في الواقع العملي لا يوجد الكثير من أوجه الشبه بين التجربة التركية وبين الحالات المشابهة في العالم العربي، اللهم سوى انتماء قادتها (السابق) لجماعات إسلامية تنادي بإعادة المرجعية الإسلامية للدولة والمجتمع. نعم لا وجه للشبه، لا من حيث طبيعة النظام، ولا من حيث طبيعة المجتمع الذي تعرض لعلمنة قسرية خلال عقود طويلة، مع العلم أن التجربة المذكورة لم تنته فصولها بعد، ويمكن أن تواجه بمفاجآت يصعب الجزم بماهيتها في المستقبل القريب أو المتوسط، مع أننا ندعو الله أن تمضي في الاتجاه الإيجابي لما فيه مصلحة تركيا والإسلام والمسلمين.
لعل السؤال الأهم الذي يطرح نفسه ابتداءً هو: هل ثمة دولة عربية واحدة لديها نظام سياسي وانتخابي (رئاسي وبرلماني) مثل ذلك الذي يتوفر في تركيا؟ أعني هل ثمة دولة عربية تسمح لحزب معارض أيا كانت هويته أن يفوز في الانتخابات ويتسلم السلطة بمضمونها الحقيقي، وليس على طريقة حكومة إسماعيل هنية في ظل فتح ومحمود عباس (حكومة بلا مال ولا أمن ولا إعلام، مع وزارات يسيطر عليها الطرف الخاسر في الانتخابات)، ولا على الطريقة المغربية في بعض تجلياتها (حكومة بواجهة معارضة يسيطر "المخزن" على أهم مفاصلها)؟!
الجواب لا كبيرة، لأن الديمقراطية في العالم العربي هي في حقيقتها ديمقراطية ديكور لا أكثر، ليس فيها من الديمقراطية إلا الأشكال والهياكل الخارجية، والقصة هنا لا صلة لها بأيديولوجيا المعارضة، أكانت إسلامية أم يسارية أم علمانية، بل هي ذات صلة بهيمنة فئات معينة على السلطة والثروة وتصميمها على الحيلولة دون اقتراب أحد منها أيا كانت هويته. وإلا هل كان أيمن نور في مصر إسلاميا أم يساريا أم قوميا متشددا؟ ألم يكن مجرد شخص حاول منافسة الحزب الحاكم في ذات المربع (العلمانية وإرضاء الولايات المتحدة والغرب)، فكان الذي تعلمون من حرب شعواء عليه لم تنته فصولا بعد؟!
والحال أنه لو قدمت الحركات الإسلامية اليوم تنازلات للغرب لكي تحوز رضاه (بعض الإسلاميين يطالبون بذلك)، لصارت أكثر خطرا في عرف الأنظمة. ألا ترى كيف تصاب هذه الأخيرة بالهستيريا كلما بلغها خبر لقاء بين قادة إسلاميين ودبلوماسيين أميركيين أو أوروبيين، وبالطبع لأن الدعم الغربي للأنظمة يمنحها قوة كبيرة في مواجهة المعارضة، ولنتذكر أن صفقة بوش في ولايته الثانية، والتي كرسها أوباما رغم دعاواه الديمقراطية هي سكوت واشنطن على قضية الإصلاح (وفي مصر التوريث) مقابل الحصول على تنازلات في الملفات الخارجية التي تعني الدولة العبرية والولايات المتحدة.
"رضا الغرب عن الإسلاميين لن يتحقق إلا بتنازلهم عن أهم ثوابتهم، وفي مقدمتها تطبيق الشريعة أيا كانت حيثياتها ومستوى انفتاحها، ثم عليهم بعد ذلك أن يقبلوا بالدولة العبرية وبالتبعية للغرب "من هنا، فإن أي تنازلات يمكن أن تقدمها الحركات الإسلامية لكي تحذو حذو العدالة والتنمية التركي لن تزيدها من السلطة إلا بعدا، ولن تزيد موقف الأنظمة منها إلا سوءا، لأن تمسكها بالمنهجية الإسلامية هو الذي يوفر للأنظمة فرصة التحريض عليها (تحريض الغرب، وتحريض غير المسلمين من الأقليات والفئات العلمانية والطبقات الثرية خوفا على أموالها واستثماراتها).
أردوغان قال بالفم الملآن إنه ليس إسلاميا لا ظاهرا ولا باطنا، وأكد ذلك في سياساته الاقتصادية (الرأسمالية بطبعتها الغربية)، والاجتماعية (الحرية الفردية بمفهومها الغربي)، والسياسية (التحالف مع الغرب والعلاقة الجيدة مع الدولة العبرية (على تفاوت بين مرحلة وأخرى)، فهل يريد الإسلاميون العرب تكرار تجربته على هذه الأصعدة؟!
والواقع أن رضا الغرب عن الإسلاميين لن يتحقق إلا بتنازلهم عن أهم ثوابتهم، وفي مقدمتها تطبيق الشريعة أيا كانت حيثياتها ومستوى انفتاحها (دولة مدنية بمرجعية إسلامية)، ثم عليهم بعد ذلك أن يقبلوا بالدولة العبرية وبالتبعية للغرب والحفاظ على مصالحه، ثم القبول الكامل بالدولة القطرية ونسيان قصة الوحدة والمشروع الحضاري للأمة، مع العلم أن ذلك لن يقربهم من السلطة، بل سيزيد موقف الأنظمة منهم سوءا على سوئه. والخلاصة أن عليهم لكي يحصلوا على دعم الغرب لهم في مواجهة الأنظمة أن يثبتوا له أنهم أفضل منها لتحقيق مصالحه في المنطقة والعالم.
والسؤال الذي يطرح نفسه بعد ذلك هو هل تغدو الحركات المذكورة هي ذاتها، أم أنها ستكون شيئا آخر (كمن نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا)، مما يعني انفضاض الجماهير من حولها بشكل تلقائي، لا سيما أن هذه الأخيرة لا تمنح أحدا شيكا على بياض، وإنما تنحاز لهذه الجهة أو تلك بناء على فكرة، فإذا تركتها فستبحث عن جهة أخرى أكثر تعبيرا عنها، وقد تصاب بالإحباط إذا لم تعثر على من يمثلها.
سيشير البعض إلى مواقف سياسية جيدة لأردوغان وحزبه خلال المرحلة الماضية، الأمر الذي يعود إلى حقيقة أن تركيا دولة كبيرة ويمكنها أن تفعل ذلك (إيران تتحدى الغرب أكثر بكثير)، فضلا عن حقيقة رغبة الشارع في تلك التوجهات، مع العلم أنها تتحرك جميعا ضمن سقف معين ينظر إليه باحترام لأنه يقاس بالوضع السابق وبمواقف بعض الدول العربية البائسة أكثر من أي شيء آخر.
من الطبيعي أن يخرج عليك البعض بسؤال البديل، وهو سؤال ينطوي على تسخيف لكل الحركات الإسلامية، لكأنه يقول إنها كانت في متاهة، ولم تحقق أيا من أهدافها قبل أردوغان، مع أن ذلك ليس صحيحا بحال، وما حصل عليه هذا الأخير هو بناء على ما سبق من تضحيات قدمها آخرون قبله في سياق العمل الإسلامي، وهذه الصحوة الإسلامية لم تبن من فراغ، وإنما كانت نتاج عمل وتضحيات كبيرة.
"الجماهير في بلادنا لا تمنح البيعة إلا لمن يواجه الظلم والفساد في الداخل، مع مواجهة الغطرسة الخارجية, وقد رأينا كيف انفضت من حول برامج تغيير (معارضة) لم تلبث أن منحت المزيد من الشرعية للأوضاع القائمة"
المشهد السوداوي الذي رسمناه يتعلق بمسار إصلاح الأنظمة على نحو يمكّن المعارضة الإسلامية من الوصول إلى السلطة وتطبيق برامجها في ظل ميزان القوى الراهن داخليا وخارجيا، لكن ذلك لا يعني انغلاق الأفق بالكامل، إذ بوسع تلك الحركات أن تشتغل على فكرة التغيير الشامل لتلك الأنظمة من خلال النضال السلمي كما وقع في أوروبا الشرقية، في ذات الوقت الذي تدعم فيه مقاومة الاحتلال في فلسطين والعراق وأفغانستان التي تساهم في تحجيم الهيمنة الأميركية على المنطقة، ومن ثم خلق وضع دولي متعدد الأقطاب يمكن للمستضعفين استغلاله في إحداث التغيير.
خلاصة القول هي أن أي برنامج تغيير لا يأخذ في الاعتبار توجهات الجماهير هو برنامج بائس، ولنتذكر أن الجماهير في بلادنا لا تمنح البيعة إلا لمن يواجه الظلم والفساد في الداخل، مع مواجهة الغطرسة الخارجية. وقد رأينا كيف انفضت من حول برامج تغيير (معارضة) لم تلبث أن منحت المزيد من الشرعية للأوضاع القائمة.
المصدر: الجزيرة

الأحد، يناير 31، 2010

ماذا ستفعل اذا حدث التوريث ؟

على الرغم من بروز قضية التوريث امامنا جميعا الا اننا لم نضع تصور لما يجب عمله والاعمال التى يمكن ان نقوم بها فى حالة التوريث وعلى الرغم ان هناك خيارات عدة لدى كل مصرى حيال التوريث ، رغم تواتر الحديث عن الامر فى مصر وخلافة جمال مبارك لابيه حسنى .
فهل من يمكننا ان نتاول هذه القضية بما يمكن ان نفعله فى حالة حدوث ذلك.وحتى لا يكون هناك عدم توضيح او غموض فى هذا الطرح فاننى ( اقول بما سنفعل وليس بما سنقول ) .
وقد ينتهى ذلك الى ورقة يمكن ان نصيغها بما يمكن ان يتم الاتفاق عليه تتضمن المعنى الاتى:-
افعل ولا تفعل فى حالة ان يخلف مبارك الصغير لابيه حسنى كما يمكن ان نقدمها للشعب المصرى .
هذا الورقة ايضا يمكن ان توضح للشعب المصرى طريقة جديدة ويمكن ان ينسجم معها باقى الامة المصرية كى تنهض من غفلتها ، كما يمكن ان تصل معناها الى كل مصر عن طريق كاركاتير او نكته او مثل شعبى قوى وجديد او اغنية زى بتاع شعبولا يعنى كده.
ومصر غاليه علينا وهى امى ونيلها هو دمى وصوره كلنا كده عايزين صورة والارض بتتكلم عربى وبحب عمرو موسى وباكره اسرائيل
للتواصل على هذا الامر يمكن التواصل عبر الايميل او المدونة.