حفل اتحاد الاطباء العرب
بينما كنت في طريقي إلى صديق يعيش في برمنغهام، جاء زائرًا إلى مصر ودعاني معه إلى فندق شبرد المطل على النيل، حيث وُجِّهت له دعوة لحضور حفل تكريم للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، بمناسبة الإفراج عنه بعد اتهامه في قضية تتعلق بالقدس وفلسطين والتنظيم الدولي. وقد أغراني صديقي بالحضور نظرًا لوجود لفيف من المشاهير في المجال الفكري والسياسي، ومنهم فهمي هويدي وعمرو الشوبكي وغيرهم من رموز الحركة الإسلامية في مصر، فاستجبت لطلبه حتى لا يفوتني المشهد.
فلما دخلت قاعة شهرزاد بفندق شبرد، لمحت من الحضور الدكتور عصام العريان عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان، والدكتور أشرف عبد الغفار الأمين العام المساعد لاتحاد الأطباء العرب، والدكتور أحمد العسال العالم الإسلامي، والدكتور محمد البلتاجي جالسًا بجوار عمرو الشوبكي. أما أنا فجلست بجوار الدكتور حلمي الجزار، أمير أمراء الجماعة الإسلامية سابقًا، الذي لم أكن أعرفه ولم أعرف من هو إلا بعد أن طلب منه المذيع إلقاء كلمة.
يأتي هذا التكريم في وقت يعتقد البعض أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح يمر بمرحلة عصيبة بعد خروجه من مكتب الإرشاد، والإعلام ينفخ في إذكاء الروح الانفصالية داخل الجماعة. وكأن رحمة من الله تنزل على الرجل بألا يشعر بالخذلان ممن حوله بعد تصويت مجلس شورى الإخوان بعدم اختياره عضوًا في مكتب الإرشاد. بل كانت كلمات المتحدثين بمثابة رفع للروح المعنوية لرجل ظل يدافع عن الحركة الإسلامية طوال حياته.
قال ضياء الدين رشوان في حديثه بقناة "المحور" إن عصام، وحبيب، والزعفراني، والدكتور عاطف البنا، وحمدين صباحي، وأحمد بهاء الدين شعبان، والدكتور حسام عيسى، وأبو العلا ماضي، والدكتور إبراهيم الزعفراني، وجمال نصار، وغيرهم من الشباب، هم من قاموا بما يشبه البعث الثاني للجماعة بعد خروج الإخوان من سجون عبد الناصر والإنهاك الذي أصابها.
وفي نهاية الحفل، قدمني صديقي، زميل الدكتور عبد المنعم، إليه، فرحب بنا وشكر لنا حضورنا.
قال الدكتور حلمي الجزار في كلمته إن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح كان وراء إطلاق لقب "أمير أمراء الجماعة الإسلامية" عليه في تلك المرحلة التي كانت تتطلب ذلك، حتى إن بعض الحضور علّق مازحًا: "عبد المنعم ورّطك"، فابتسم الحاضرون.
وكانت كلمة الختام للدكتور فريد عبد الخالق، أحد رموز الإخوان المسلمين من الرعيل الأول ممن عاصروا حسن البنا، وصاحب أعلى شهادة دكتوراه في التاريخ في تلك القاعة، فزادت دهشتي من قدرته العقلية في هذا السن، وذاكرته القوية، وفهمه الراقي، فقلت في نفسي: حفظ الله هذا الرجل فحفظه.



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق