الأحد، نوفمبر 05، 2006

لماذا التطاول على نبى الاسلام

اعتقد ان امريكا تريد منذ فترة كبيرة توريط المسلمين بشدة فى خلافات - اى خلافات - بين المسلمين والمسيحيين فى المرحلة الحالية هى وتقدم الدعم للمسيحيين المتطرفين لاشعال فتنة تستطيع بعدها التدخل اكثر من اللازم حتى تغيير الدستور وتحقيق مطالب تنتهى فى النهاية يجعل مصر ذات قيادة مسيحية ، وقد تحركوا فى الماضى على الجانب الاقتصادى كى يقود البلد حيث شاءو وجاء الدور على التحرك السياسى فلا يجب علينا الانسياق وراء المخططات الامريكية لزعزعة امن مصر .والواجب علينا هو الحوار فى مجتمع مفتوح للحوار بين العلماء وليس الغوغاء المندفعة وسيكون مصير الحوار هو الانتصار لراية الاسلام وليس الصياح والصوت العالى هو الذى يمنع استهزاء من الاسلام والسؤال الان هل الاستهزاء بنبى الاسلام سينشر المسيحية فى مصر او فى بقعة من العالم ؟ والاجابة بالقطع لا...............والسؤال لماذا يتم ذلك ؟والاجابة التى اراها واقعية هو ان هناك جهة ما تسعى لاشعال فتنة كبيرة بين المسلمين والمسيحيين فى بقاع كثيرة من الارض والسعى الى وجود احتقان لدى الطرفين من الفعل ورد الفعل .ويجب على المتحمسين للاسلام ان يرجعوا الى قادة المسلمين كى يقيموا الادوات المناسبة للرد او عدمه ويسالونهم فى هذا الامر قبل ان يقترفوا اثما او ان ينساقوا وراء المخططات التىتدبر لهم بليل .اما المتطرفون النصارى الذين قد يستلذون بهذا الاستئزاء فهم لم يفعلو ذلك الا لما وجدوا انتصار الاسلام وامامهم تحول كثير من المسيحيين الى الاسلام وليس المسيحيين العاديين فقط ولكن من القسس والرهبان ، وهم يعلمون عن ذلك اكثر منا فهم اذا فى حالة من الاحباط وعدم الاتزان بعد الجهود الطويلة التى يقومون بها لاجل تنصير احد الفقراء من هنا او هناك باغرائهم بالاموال والمناصب فراحوا يفرغون طاقتهم فى التطاول عى نبى الاسلام الذى لن يصيب احد غيرهم فى الدنيا والاخرة " يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم ويابى الله الا ان يتم نوره ولوكره الكافرون "فاتركوا المحبطين هولاء فلن يحصدوا سوى الشر ولن يجنوا سوى الشوك .

الخميس، أكتوبر 05، 2006

عبقرية السلطة فى مصر


اذا تحدث العقاد عن العبقريات كعبقرية عمر وعبقرية ابو بكر عبقرية عثمان وعبقرية على فقد نسى ان يضيف الى حكامنا المصريون عبقرية السيطرة على الشعب المصرى .فالحكومات المصرية متفوقة فى هذا بشكل ينم عن عبقرية غير عادية ،فمن احد الامثلة الحقيقية التى عاشها الشعب فى عصر السادات عندما اصبح الشارع المصرى فى حالة غليان عندما اعلن السيد انور السادات الصلح مع اليهود ، وكان من المنتظر ان يهب الشعب فى مظاهرة كبيرة من امام مسجد الشيخ كشك الشهير بالقاهرة بعد خطبة قوية للشيخ كشك وقد سمعها الناس وخرج كل منهم على اهبة الاستعداد للسير فى مسيرة احتجاجية ، فماذا فعل النظام لتوقيف هذه المسيرة انتظرت الشرطة حول المسجد هذه المسيرة بملابس بياعين على عربات كارو عليها بيض للبيع ولكن البيض هنا بنصف السعر .وهات يا صياح كرتونة البيض بربع جنيه ... كرتونة البيض بربع جنيه وهيصه فالتفتت الجموع الحاشدة الى البيض وكل واحد عايز كرتونتين ........ وعايز يروح بيهم سالما غانما ، وتحولت المسيرة الى مسيرة صامتة هادئة الى البيوت وهم حاملين الغنائم من البيض بنصف السعر، وانتهى الموضوع وخلصت الخطبة والمسيرة وربنا يولى من يصلح ، وهكذا تتم السيطرة على ارادة للشعب المصرى من موضوع الى اخرو كلما اراد ان يستيقظ هذا الشعب المسكين ، جهزوا له منوم محترم من ماده جديدة والعرض مستمر.

الجمعة، يوليو 07، 2006

لعبة الامم وعبد الناصر.....والسادات ...ومبارك

كان كتاب " لعبة الامم وعبد الناصر" للكاتب عبد الستار الطويلة ، رغم اننى قرأت هذا الكتاب عام 1989 م والذى كتبه الكاتب عبد الستار الطويلة وكان هذا الكتاب قد استعرته من احد الزملاء الوفدين ، ورغم قراءتى لهذا الكتاب منذ ذلك الوقت الا ان هذا الكتاب حمل فكرة جديدة ورأى استقر فى ذهنى حتى الان ولم اجد بعد ذلك من متابعتى للاحداث الا التأكد من ان تلك الفكرة صحيحة .
والفكرة تنقسم الى قسمين
1- ان قيام ثورة يوليو وقيادة عبد الناصر لها كان هدف هو التراجع المذل للقوات المصرية امام العصابات الصهيونية فى فلسطين حتى تصبع اسرائيل امر واقع والاقرار بوجود دولة اسرائيل.
2- ان عبد الناصر لن يصلح ان يقيم علاقة مع الكيان الذى ساعد على استقراره نظرا للخطاب السياسى الثورى ضد اسرائيل والذى تبناه كى يكسب شعبيتة ، ويحب ان يأتى شخص اخر يقوم بهذه المهمة رجل اخر والذى تم اعداده جيدا وهو السادات الذى اتم عملية السلام مع اسرائيل وقام بالاعتراف بها .
وبنيت الفكرة الاولى على ان عبد الناصر كان اداة فى يد الصهيونية العالمية عملت على ايجاد دولة اسرائيل ووظهورها الى الوجود بعد ان كانت فى نظر العرب عبارة عن مجرد عصابات صهيونية احتلت بعض اراضى فلسطين بمساعدة الاستعمار وسوف يخرجهم العرب عاجلا أم اجلاً.

و قد عمل عبد الناصر على اعاقة خطوات التى قاومت حاولت القضاء على اسرائيل ، واستدل بكثير من الشواهد اذكر منها حادثة مقتل الشهيد البطل أحمد عبد العزيز والتى تمت قبل يوم واحد من تحرك كتائب الاخوان والمتطوعيين الى تل ابيب وتحريرها بعدما قاموا بتحرير الكثير من القرى بل كان البطل احمد عبد العزيز على بعد 20 كيلو من تل ابيب ، وكانت المؤامرة على البطل أحمد عبد العزيز تحاك من كتيبة عبد الناصر،........... حيث أُخبر البطل احمد عبد العزيز بأن رسلة وصلت له من القيادة العليا ويحب عليه استلامها شخصيا من الكتيبة التى يقودها عبد الناصر، وكانت اقرب كتيبة على اتصال بالقيادة فى مصر وقتها هى الكتيبة التى يقودها جمال عبد الناصر ، أما من حمل هذه الخبر الى الشهيد البطل احمد عبد العزيز فهو صلاح سالم.. والذى اصبح فيما بعد عضو مجلس قيادة الثورة ، وكان صلاح سالم قد ذهب اليه بسيارته الجيب يطلب حضوره الى مقر الكتيبة التى يرأسها عبد الناصر لاستلام الرسالة.

وفعلا ذهب معه البطل احمد عبد العزير معه وركب على يمين صلاح سالم فى السيارة الجيب وانطلقت السيارة التى قتل فيها كما يقال على بوابة كتيبة عبد الناصر وذلك ان حراس بوابة الكتيبة طلبوا كلمة السر من الضابط صلاح سالم والذى كان لا يعلم كلمة السر حيث انها تغيرت اثناء ذهابه لاحضار البطل أحمد عبد العزيز ، فأطلق الحراس النار على السيارة الجيب فقتلت الرصاصه البطل احمد عبد العزيز ، وهذه هى رواية صلاح سالم وعبد الناصر فى الواقعة ، اما التحقيقات التى تمت اثبت فيها التقرير الشرعى والذى تم تقديمة امام المحاكمة العسكرية التى قامت بمحاكمة صلاح سالم وقتها بان الرصاصه أخترقت الجانب الايسر من البطل احمد عبد العزيز اى ان الرصاصه جاءت من الناحية التى يجلس فيها صلاح سالم .

الذى يؤكد هذه الرواية ما تم فعله على الارض هو سحب قوات المتطوعين التى كانت تبعد عن حدود القدس الجديدة بثلاثة كيلو مترات فقط ، وحل جماعة الاخوان المسلمين.وما فعله عبد الناصر بعد ذلك فى الاخوان المسلمين من بذل كل ما اوتى من قوة للقضاء على الاخوان المسلمين بالذبح والشنق والسجن الى مالا نهاية ما دل انه لم تكن الكراهية فقط التى تدفعه لذلك ولكنه وما زال مطلب اسرائيلى من اى حاكم لمصرسواء جمال ام السادات ام مبارك ام جمال مبارك .

الخميس، يوليو 06، 2006

عائلة مبارك فى ويلز ..... والسادات فى شيفلد


لقد هالنى مقال قرأته فى جريدة العربى الناصرى بعنوان عائلة مبارك فى ويلز وكنت اظن ان الامر قد يكون من المبالغة الصحفية ، غير اننى بعد قراءة المقال وجدته فعلا منقول عن تقرير صحفى نشر فى صحيفة ويسترن ميل فى يوم الخميس 8/10/1981 ، ولم يكن بغرض تشويه لصورة الرئيس المصرى الحالى او ابناؤه .
وكذلك هناك سؤال يحيرنى الاجابة عليه وهو هل يجب ان يكون رئيس مصر له زوجة من امها اجنبية انجليزية كى يعتلى عرش مصر ؟
سبب هذ السؤال ما وجدناه فى سيرة الرئيس الراحل الرئيس المؤمن انور السادات انه تزوج ولكن للمرة الثانية - وهذا قليل فى البيئة المصرية – بزوجة ثانية هى جيهان السادات حيتث ان اسمها الحقيقى جيهان صفوت رؤوف وُلدت في حيِّ الروضة بمدينة القاهرة عام 1933م لأم بريطانية مسيحيَّة كانت تحتفظ بصليب في غرفة نومها هي السيدة (جيلاديس تشارلز كوتريل) وأب مصري مسلم هو الدكتور صفوت رؤوف كان في وزارة الصحة، تَعرَّف عليها في بريطانيا بيدرس في (شيفلد) فى بريطانيا كما روت لبرنامج شاهد على العصر .
والتقت جيهان مع السادات للمرة الأولى في السويس لدى قريب لها صيف عام 1948م، وكانت في الخامسة عشرة من عمرها، حيث وقعت في غرامه وقررت الزواج منه رغم أنه كان متزوجاً ولديه ثلاث بنات، وبالفعل تزوجته جيهان في التاسع والعشرين من مايو عام 1949م بعد طلاقه لزوجته الأولى. ولدت له جيهان أربعة أولاد، هم: لُبنى وجمال ونهى وجيهان الصغيرة .
وتقول جيهان عن والدتها انها " ما راحتش كنيسة عمرها وهي متزوجة لأبويا نهائي " ولا اعلم هل كان امها تتبع نوع معين من المسيحية لم يكن له كنيسه فى مصر ام ماذا ؟.....
اما زواج الرئيس حسنى مبارك فكان من كريمة الدكتور صلاح ثابت وابنة أخت مستر بالمر وكريمة شقيقته للى، التى كانت تعمل ممرضة، والتقت بزوجها خلال فترة التمرين فى مستشفى كارديف قبل الحرب العالمية الثانية فى مصر أنجب الزوجان طفلين، هما سوزان وطونى الاسم البريطانى لشقيق حرم الرئيس وقد وقابلت سوزان صلاح ثابت ، عندما كانت طالبة فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، حسنى مبارك، وكان وقتها طيارا شابا بالقوات الجوية المصرية وتزوج الاثنان فى سنة 1959، وكانت سوزان تبلغ وقتها السابعة عشرة من العمر، وأنجبا طفلين يحملان اسمين إنجليزيين آلن عمره الآن 12 عاما، وجيمى وعمره 19 عاما.............انتهى الخبر
فهل شرط لاعتلاء عرش مصر ان يكون له زوجة بريطانية او ام بريطانية ؟ ....
اعتقد بان الاستعمار البريطانى لمصر ووريثه الاستعمار الامريكى لم يذهبا عن مصر عام 1952 الا وهم يعلمون كيف يقودون هذا البلد بشكل جديد وفكر جديد ، ولكن كيف يمكن لمصرى من اصول مصرية صميمة ان يعتلى عرش مصر بعد ان ثبت هؤلاء الرؤساء اقدامهم ولم يتركوا فرصة لغيرهم ، ان التاريخ القادم حافل بالمفاجأت ، فمن منا يعرف الدور الذى يريد ان يقوم به جمال مبارك فى حياة مصر وللحديث بقية .

رابط مقال صحيفة العربى
http://www.al-araby.com/articles/972/050814-972-inv01.htm

الخميس، يونيو 08، 2006

المرشد العام للاخوان مهدى عاكف وعبد الحكيم عامر


فى حلقات لبرنامج المحور حوار هادىء والذى استمر ثلاث حلقات تناولت قضايا هامة منها علاقة الاخوان المسلمين والثورة وعلاقة الاخوان بالمشير عبد الحكيم عامر ، وقد قال فضيلة المرشد كلاما جميلا يخص المشير عامر وعائلته من هذا الحديث ان المشير عامر كان من اول المنادين بوقف نزيف الدم للاخوان فقد كان عبد الناصر يقوم بمجازر ضد الاخوان منه مذبحة طرةوقد طلب عبد الحكيم عامر بوقف احكام الاعدام بعد تنفيذ الحكم فى عدد منهم وصل الى ستة اعضاء منهم الشهيد سيد قطب وعبد الفتاح اسماعيل وعبد القادر عودة وكان الدور على مهدى عاكف المحكوم عليه رقم 7 وطلب من عبد الناصر ايقاف احكام الاعدام وخاصة بعد تدخل رؤساء باكستان والعراق والسعودية وغيرهم من تخفيف الحكم الى المؤبد ووقف نزيف الدم .ولعل خلافات كانت تقوم بين عبد الناصر وعبد الحكيم فى هذا الصدد حتى ان السيد مهدى عاكف المرشد العام للاخوان والذى كان احد اعضاء النظام الخاص للاخوان المسلمين والذى كان ينتمى له بعض مجلس قيادة الثورة ومنهم عبد الحكيم عامر وجمال عبد الناصر ، يحكى انه قد تم تبليغه من احد قيادات مجلس قيادة الثورة بخبر القبض عليه وانه رأى من خلف نافذه عضو مجلس قيادة الثورة هذا القوات التى حضرت لمنزله تبحث عنه وانه اختفى فى هذا المنزل الى ان انتقل الى مكان اخر .واثناء الحوار ايضا قال انه كان يسكن فى فيلا مجاورة لفيلا المشير عامر وانه رجل صعيدى اصيل وان شبابيك بيت المشير لا تفتح حفاظا على حرمة اصحابها ، وانه طوال هذه الجيرة لم يرى منه غير كل خير

الثلاثاء، يونيو 06، 2006

هل كان هيكل يعلم باحداث 11 سبتمبر


نشر هذا المقال بعنوان هيكل يكشف تقريراً خطيراً يقرأه بوش الآن....بتاريخ 30-اغسطس عام 2001 فى موقع فى جريدة السفير اى قبل ان تتم احداث سبتمبر ب 12 يوم فقط غير انه لم يكن فى وقتها ما يبرر هذا المقال ، غير ان احداث سبتمبر لم تتح لاحد استرجاع ذاكرته عما كتب قبلها بأيام والباحث فى هذا المقال يجد الاتى :-
1- ان المقال لم يات فى ذروة احداث معينه كبيرة تفيد باهمية تقرير يعكف عليه الرئيس الامريكى المنتخب حديثا والذى لا يعنيه الشان الخارجى كثيرا.
2- ان المقال المطول الذى نشره هيكل تدل بشكل من الاشكال على قربه الشديد من البيت الابيض فى لحظة انطلاق مشروع يشبه فى حد كبير الغزو.
3- ان ابعاد عرفات كان وقتها غير مطروح بل واغتياله لم يكن فى حسبان احد .
4- ما حملته التوصية الخامسة من توصيات تنص على :- لا بد أن تكون مستعدا على سبيل المثال لاستخدام قوة عسكرية طاغية ضد العراق إذا حاول إعادة بناء ترسانته العسكرية، ومن الأفضل أن ترتب لمثل هذا الاحتمال عن طريق الأمم المتحدة أو عن طريق تحالف حرب الخليج السابقة، وإذا استحال ذلك فعليك أن تكون جاهزا للعمل مع عدد قليل من الأصدقاء يدركون الخطر العراقي، ويتابعون خططه فى مجالات الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية. وهذا ما تم فعلا.
5- ان الناظر فى هذا التقرير والذى حصل هيكل على عنوانه وهو «الملاحة في بحور عاصفة» فى وقت قبل احداث سبتمبر يدل على ان من ارشد هيكل الى ما فيه من احداث لم يطلعه على امر هام وهو كيف يمكن للادارة الامريكية ان تتدخل عسكريا فى العراق وافغانستان بدون سبب يقنع الشعب الامريكى ؟
اليكم المقال

هيكل يكشف تقريراً خطيراً يقرأه بوش الآن....
الخميس 30-أغسطس-2001مركزي-القاهرة - السفير كشف الكاتب الصحفي العربي الأشهر محمد حسنين هيكل عن تقرير أمريكي خطير يعكف الرئيس جورج بوش على قراءته الآن قبل عودته من إجازته الطويلة في مزرعته بتكساس.وأبرز ما في التقرير الذي ورد ضمن مقال مطول لهيكل نشرته صحيفة «السفير» اللبنانية أمس بالاتفاق مع مجلة «وجهات نظر» القاهرية هو وجود اتفاق أمريكي (إسرائيلي) على تصفية رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات وإبعاده عن فلسطين، سواء بالاغتيال المباشر أو على طريقة ما حدث للرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري حينما حدث الانقلاب ومنع من العودة لبلده، ويكشف هيكل أن التقرير الذي يحمل عنوان «الملاحة في بحور عاصفة» عن فكرة رئيسية أمريكية تدور حول تيئيس العرب من خيار الحرب عبر الاستمرار في دعم الكيان عسكرياً وردع الخارجين عن سياسة واشنطن خاصة العراق وإيران وسوريا، وتشجيع المعتدلين العرب على الحديث المستمر عن السلام دون الاقتراب من تحقيقه. وينصح التقرير الذي تم استبعاد هنري كيسنجر من العمل فيه بناء على نصيحة بوش الأب خوفاً من سرقته للأضواء أو النفوذ، بتشجيع اللبنانيين بالعمل ضد سوريا وقمع حزب الله على غرار ما فعلته تركيا مع الأكراد.
وقال هيكل : لم يخرج تقرير اللجنة الرئاسية عن الخيارات السياسية المتاحة للرئيس بوش في الشرق الأوسط فجأة إلى النور، ولم يطبخ هذا التقرير على عجل ليقدم للإدارة الجديدة على صينية أو على طبق فور طلبه. وإنما كان للتقرير الرئاسي أساس أبعد من ذلك وأعمق، لأن قسما كبيرا من أفراد المجموعة التي عكفت على إعداده كان لها سابق اهتمام بالمنطقة، ولذلك فإن معظم الجهد كان عملية تنسيق وتنظيم ومضاهاة وصقل. وفي الواقع، فإن الصورة النهائية للتقرير لم تكتمل إلا في شهر يونيو الأخير (2001) عندما قام اثنان من المشاركين في إعداده بزيارة «اللحظة الأخيرة» للمنطقة حتى يجري تقديم التقرير وعليه «اللمسة الأخيرة».كانت مجموعة العمل الأصلية تضم قرابة أربعين وزيرا وسفيرا وخبيرا سبقت لهم الخدمة في إدارات جمهورية من قبل، وكانت للمجموعة الكبيرة لجنة إدارة ضيقة ضمت وزراء خارجية «بينهم ألكسندر هيج من إدارة ريجان الأولى مثلا، ومستشاري أمن قومي منهم انتوني ليك من إدارة ريجان الأولى أيضا، وسفراء عملوا في المنطقة «مثل صمويل لويس الذي خدم ثماني سنوات سفيرا في إسرائيل».وقد تولت اللجنة ترتيب وتنسيق زيارات ولقاءات لأعضائها على اتساع عواصم الشرق الأوسط وذلك لإجراء حوارات «استراتيجية معمقة» وهنا، فإن أحد عشر عضوا من أفراد مجموعة العمل قاموا بزيارة للمملكة العربية السعودية وللأردن ولإسرائيل وللضفة الغربية، وقابلوا مجتمعين أو فرادى كل من ظنوا أن لديه شيئا مهما يسمعونه منه.وعندما فرغت المجموعة من إعداد تقريرها وقد ركزت عليه طوال شهور الربيع قررت إرسال اثنين من أعضائها هما دافيد بروك وروبرت ساتلوف في أوائل الصيف «يونيو» إلى المنطقة لمهمة «النظرة الأخيرة» وإضافة «اللمسة الأخيرة»! وأخيرا أكملت اللجنة تقريرها في ثمانين صفحة، ثم إنها وضعت فوقه تلخيصا لمجمل ما فيه في حالة ما إذا لم يجد الرئيس وقتا كافيا لقراءة ثمانين صفحة!ويصل التقرير الى نقطة حساسة حين يشير الى أن الإدارة الديمقراطية السابقة أساءت التقدير ، وأساءت التصرف بالأسلوب الذي اتبعه «الرئيس كلينتون» شخصيا حين تصور لنفسه مقدرة التصدي لأزمة الشرق الأوسط وساعده على هذا التصور أنه كان يبحث لنفسه عن مجال يعوض فيه بنجاح غير مسبوق فضيحة هي الأخرى غير مسبوقة. والحقيقة كما يرى التقرير أن «بيل كلينتون» رأى الصعوبات والعقبات ومهاوي الهلاك التي وصلت إليها أحوال المنطقة، لكن «كلينتون» وقع في خطأ عمره عندما ظن أنه يستطيع تقليد رئيس ديمقراطي سبقه جيمي كارتر «1977» بممارسة دبلوماسية شخصية على نحو ما قام به «كارتر» مع أنور السادات ومناحم بيجن في كامب ديفيد سنة 1978.وهنا يشير التقرير أن كلينتون نسي عدة فوارق كبيرة تتعلق بالحقائق وبالظروف وبالناس. بمعنى أن جيمي كارتر في تجربته مارس الدبلوماسية الشخصية بين أهم دولتين في المنطقة أكبر دولة عربية تاريخيا وهي مصر ، وأقوى دولة عسكريا في اللحظة الحالية وهي (إسرائيل). وكذلك فإن كارتر مارس دبلوماسيته مع رجلين كلاهما وراءه سند من نوع ما»، فأنور السادات «وراءه أمل سلام يعقبه رخاء للشعب المصري ومناحم بيجن وراءه أمل أمن يترتب عليه تحقيق شرعية قانونية لدولة إسرائيل، وترافق ذلك مع ظاهرة أن الدبلوماسية الشخصية كانت بدعة مثيرة جديدة وبراقة في تلك الأيام قبل ربع قرن. أما الآن فإن الصورة مختلفة وأسوأ من ذلك أن كل المقولات التي بنى الأطراف عليها مقولاتهم تمت تجربتها لأن السلام الذي طلبه أنور
السادات لم يتحقق والأمن الذي طلبه مناحم بيجن لايزال معلقا في الهواء.
( نصيحة التقرير لبوش: افصل بين البترول وفلسطين: )
صلب التقرير الرئاسي كلام صريح موجه للرئيس «جورج بوش» يخاطبه مباشرة بـ: لا تفعل ذلك وافعل ذاك، وتنبه هنا وحاذر هناك.وأول المنهي عنه بالتصريح والتلميح مسألتان: المسألة الأولى خطاب للرئيس: لا تخلط في منطقة الشرق الأوسط أو ما يسمى كذلك اصطلاحا بين «نطاقين إستراتيجيين» لأنه لابد أن يظل كل منهما مستقلا بذاته وبعيدا عن الآخر: الخليج وما حوله ناحية وفلسطين وما حولها ناحية أخرى بمعنى ضرورة الفصل في سياساته ما بين (إسرائيل) وبين البترول، والاعتبار أن الخليج قضية وفلسطين قضية أخرى والمزج بين الاثنتين يخلق تفاعلات تنشأ عنها شحنات خطر يصعب تقديرها.يضاف الى ذلك أن الفصل بين النطاقين هو الضمان لإحكام السيطرة على إدارة كل واحد منهما في حدوده المعينة وفي إطار المحسوب.والمسألة الثانية خطاب للرئيس أيضا: لا تقع في الأخطاء التي وقع فيها «كلينتون» قبلك.. بمعنى أن عليك أن تحتفظ لنفسك بمسافة كافية تبعدك عن التناول المباشر لأزمات الشرق الأوسط وتحميك من التفاصيل وتحفظ للرئاسة مهابتها.لكنه في ما يتعلق بقضية الخليج تستطيع أن تقترب أكثر بحكم حجم المصالح وخصوصية الأطراف التي تتعامل معها الولايات المتحدة.اقتراب بغداد من فلسطين محظور يدخل
صلب التقرير بعد ذلك مباشرة مقترحا على الرئيس توصيات يأخذ بها في سياساته وقراراته
.* التوصية الأولى: عليك أن تمنع نشوب حرب إقليمية في الشرق الأوسط..
وسائلك الى ذلك على النحو التالي:عليك أن تؤكد طول الوقت أهمية تحالفنا الإستراتيجي غير المكتوب مع إسرائيل وحتى يفهم الجميع بغير التباس أن القوة الأمريكية غالبة وأن (إسرائيل)شريك إستراتيجي لنا.عليك أن تستغل وتستعمل الدول العربية المعتدلة «خصوصا مصر والأردن والمغرب والسعودية» وذلك لتشجيع طرح مبادرات وعرض صيغ تُبقي عملية التسوية مفتوحة طول الوقت.عليك أن تواجه المعارضين لسياستنا الحاليين والمحتملين بسياسة رادعة، وهنا عليك أن تتأكد أن سوريا تحت قيادة بشار الأسد تدرك أن تشجيعها لعمليات حزب الله سوف يستثير ردود فعل ضرورية تعرض سوريا لضربات (إسرائيلية) موجعة.وفي هذا المجال فإن عليك أيضا إفهام بغداد بأن اقترابها أو تدخلها في الصراع العربي (الإسرائيلي) لا يمكن السماح به، وأن الولايات المتحدة ترقب محاولات العراق لتخويف وابتزاز الأردن، كما لا يستطيع العراق أن ينتهز فرصة زيادة التوتر في فلسطين ويجرب القيام بعمليات تعزيز سلطته في مناطق الأكراد.عليك أن تطلب فورا توقف أعمال العنف بين الفلسطينيين وإسرائيل وعليك أن تجعل الطرفين (!) يدركان دون التباس أن «الالتزام بمسيرة السلام هو وحده المبرر الذي يبقي الولايات المتحدة طرفا فيها وإذا لم يتأكد ذلك فإن كل طرف عليه أن يتحمل عواقب تهاونه في وقف العنف وعقوبة تأخره في العودة الى مائدة المفاوضات بغير تضييع للوقت».
* التوصية الثانية: اقترب بلا أحضان
عليك أن تعيد تقييم تجربة المفاوضات بين الفلسطينيين و(الإسرائيليين) بما في ذلك تجربة أوسلو حتى تتضح خطواتك نحو التسوية وتبين أمامك.. وسائلك الى تحقيق ذلك على النحو التالى:عليك أن تقرر بعد استكشاف مواقف (الإسرائيليين) والفلسطينيين إذا كانت الجهود التي بذلت في الأسابيع الأخيرة من إدارة كلينتون وتحت إشرافه تستطيع توفير أساس تقوم فوقه إضافات ترتفع به الى المستوى اللازم أم أن ذلك الجهد كان مضيعة للوقت وبالتالي تفض يدك منه ومن نتائجه.عليك أن تقرر هدفا لتدخل إدارتك في هذه الأزمة فإما أن تختار البحث عن حل دائم أو تكتفي بسياسة خطوة خطوة مرة أخرى.عليك أن تقوم بتحذير الطرفين من قيام أي منهما بعمل منفرد أو التهديد بعمل منفرد ولا بد أن يعرف الفلسطينيون دون أدنى شك أنك لن تقبل إعلان قيام دولة فلسطينية من طرف واحد كما أنه لابد أن يعرف الإسرائيليون أنك لن تقبل بعملية فصل كامل بين الشعبين.عليك أن توضح أمام كل من الطرفين أن الولايات المتحدة ليست لها مصالح ملحة تريد ضمانها من توصل الطرفين الى تسوية وإذا تم فصل نطاق الخليج عن النطاق الفلسطيني الإسرائيلي فإن مصالح الولايات المتحدة في التسوية النهائية بينهما محدودة وكل ما تريد الولايات المتحدة تحقيقه هو وضع نهاية للصراع تبقي الأماكن المقدسة هناك مفتوحة لأتباع كل الأديان. وليس لإدارتك أن تقدم أية مقترحات أمريكية لحل عقد مستعصية وإن كان بمقدورها أن تفعل ذلك بشرطين:- أن يطلب الطرفان تدخلها بتقديم صيغة حل.-وأن يتعهد كلاهما بقبول الصيغة التي تقدمها.عليك إعلام الطرفين بكل الوسائل أن التفاوض هو مسؤولية الاثنين وحدهما وأن إدارتك مع استعدادها لأن تتابع عملية التفاوض ليست مستعدة لأن تكون طرفا فيها.وفي كل الأحوال فإنك بهيبة الرئاسة لا تستطيع أن تتدخل في مثل هذه المفاوضات ومن الأفضل:- ترك المهمة لوزارة الخارجية.- تفعيل دور وكالة المخابرات المركزية.- موقفك بصفة عامة: اقترب من الأزمة عند الضرورة ولكن لا تأخذها في أحضانك مهما كانت الظروف
!* التوصية الثالثة:الأولوية لمقاومة التحريض
تستطيع السماح لأطراف دولية غير الولايات المتحدة ببذل جهود لتخفيف حدة التوتر في الإقليم.. وسائلك الى ذلك على النحو التالي:- عليك أن تتعاون في هذا الصدد مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ويكون طلبك من الجميع أن يعملوا بجد على استعادة الهدوء في الإقليم دون أن يتجاوز أي طرف من هذه الأطراف الدولية ويسمح لنفسه بالتدخل في عملية التفاوض المباشر.- عليك دفع الدول الإقليمية الموالية لك وخصوصا مصر وتركيا للوصول إلى العالم العربي والعالم الإسلامى وتخفيف أية احتقانات تحصل سواء لدى الشعوب أو لدى القادة.- عليك أن تجعل مقاومة التحريض بين أولويات مطالبك، وهنا فإنه لابد من التأثير بأي طرق تراها فى الرأي العام العربى والإسلامي، ومن المهم تشجيع الحوار على كل المستويات بين الإسرائيليين وبين العرب والمسلمين.
- عليك أن تعمل على استئناف المفاوضات متعددة الأطراف، فمثل هذه المؤتمرات تساعد عملية السلام أو تخفف التركيز عليها أي تنتقل من السياسة إلى الاقتصاد ومن لغة الإثارة إلى لغة المصالح.- عليك أن تتشاور مع الدول المنتجة للنفط لكي تقدم بعض المساعدات للاقتصاد الفلسطيني، ولفت نظرهم إلى أن ارتفاع أسعار البترول يجعل مثل هذه المساعدة بلا تكلفة زائدة ، ثم إن مثل هذه المساعدة تستطيع تغطية انسحاب دول النفط سياسيا من تعقيدات الأزمة فى فلسطين.
* التوصية الرابعة:هدد سوريا وحجمّ حزب الله
عليك أن تهتم بمثلث سوريا لبنان إسرائيل، وتشجيع عملية تغيير فى سوريا ولبنان تفتح الباب لمفاوضات قد ترى أنك تستطيع توجيهها.. وسائلك إلى ذلك على النحو التالي:-
عليك تقوية إمكانيات الردع (الإسرائيلي) لأن ذلك وحده هو ضمان تحجيم إمكانيات حزب الله فى شن هجمات صاروخية على شمال إسرائيل. ومن المهم إبلاغ كل الأطراف باعتقادك أن (إسرائيل)تملك مشروعية الدفاع عن نفسها بالوسائل التى تقدرها ومن الضروري أن تدرك سوريا نقلا عنك مباشرة أنها سوف تصاب بأضرار جسيمة إذا سمحت بتحويل مواقع الحدود (الإسرائيلية) اللبنانية إلى منطقة عمليات عسكرية.
وهنا فلا تشجع إسرائيل على استهداف المدنيين عند قيامها بعمليات الردع العسكري.-
عليك تأييد موقف السكرتير العام للأمم المتحدة فى اعتبار أن الانسحاب الإسرائيلى من جنوب لبنان هو وفاء من جانبها بشروط قرار مجلس الأمن 425.
ولابد للبنان أن يعرف أنك تربط بين أي مساعدات أو استثمارات لإعادة إعمار لبنان بشرط انتشار الجيش اللبنانى على الحدود والبدء فى نفس الوقت بنزع سلاح حزب الله.-
عليك استكشاف الفرص المتاحة فى سوريا جرب إذا كان فى مقدور الرئيس السوري بشار الأسد أن يقوم بجهد فى تحسين علاقاته مع الولايات المتحدة. معيار قياسك لحسن نواياه هو الطريقة التى يتصرف بها إزاء لبنان وإزاء قضية الإرهاب «حزب الله»!- عليك أن تتحرك بنشاط أكثر فى لبنان وذلك عن طريق تشجيع مطالبة اللبنانيين بحرية أكبر، وذلك لفك القبضة السورية عن الشئون اللبنانية، وتستطيع أن تقنع الحكومة اللبنانية بأن تأخرها فى إرسال جيشها إلى حدودها الجنوبية سوف يفرض عليك أن تعيد توجيه المساعدات الأمريكية للبنان.. لا تقدم مساعدات للجيش اللبناني.. وجه مساعداتك إلى دعم النواحي الإنسانية ومنها منظمات حقوق الإنسان والهيئات العلمية والمدنية وأي نشاط لمؤسسات المجتمع المدني فى لبنان!*
التوصية الخامسة:كن مستعداً ضد العراق
عليك أن تمنع تواجد أسلحة متقدمة بما فى ذلك أسلحة الدمار الشامل فى ترسانات دول المنطقة، وعليك أن تحول دون انتشار هذه الأسلحة وبالتأكيد دون استخدامها.. وسائلك إلى ذلك على النحو التالي:عليك إيجاد توافق دولي إقليمي على منع انتشار أسلحة الدمار الشامل، وليكن ذلك عن طريق التفاوض والتفتيش وغير ذلك من الوسائل الضرورية لبناء الثقة.- عليك أن تكون متأهبا للرد بقوة على أية مخالفة، ولا بد أن تكون مستعدا على سبيل المثال لاستخدام قوة عسكرية طاغية ضد العراق إذا حاول إعادة بناء ترسانته العسكرية، ومن الأفضل أن ترتب لمثل هذا الاحتمال عن طريق الأمم المتحدة أو عن طريق تحالف حرب الخليج السابقة، وإذا استحال ذلك فعليك أن تكون جاهزا للعمل مع عدد قليل من الأصدقاء يدركون الخطر العراقي، ويتابعون خططه فى مجالات الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية.- عليك ردع إيران عن امتلاك أية أسلحة متقدمة، والمهم فى حالة إيران أن تكون اجراءاتك ضد القيادة الإيرانية وبدون تأثير على الشعب الإيرانى «لأن إيران حليف قوي إذا سقط نظام الثورة الإسلامية».- عليك تشجيع فكرة إقامة نظام دفاعي صاروخي تقوم عليه الولايات المتحدة بالشراكة مع بعض الأطراف فى المنطقة، ولتكن البداية بمجموعة دول مجلس التعاون الخليجي، وبعد ذلك تنضم الأردن ومصر وتركيا، وعندما تتهيأ الظروف تنضم إسرائيل. ولذلك فمن المهم تشجيع تركيا والأردن وغيرهما من الدول الصديقة فى المنطقة على استعمال الصاروخ أرو «الذى تنتجه (إسرائيل)بالتعاون مع الولايات المتحدة».*
التوصية السادسة: ضرب «الإرهاب»
أولاًعليك أن تبذل كل الجهود لمقاومة الإرهاب، فهذا هو الخطر الأكبر فى المنطقة ذاتها ومنها إلى غيرها.. وسائلك إلى ذلك على النحو التالي:- عليك أن تدرس قصص النجاح التى شهدتها المنطقة فى مجال مقاومة الإرهاب، وأهمها تجربة تركيا فى التعامل مع حزب العمال الكردي، وتجربة مصر فى التعامل مع الجماعة الإسلامية.- عليك أن تعمل على عزل ميدان العمليات الإرهابية وخطرها عن مجرى عملية السلام وتقلباتها، وعليك أن تجعل الأطراف خصوصا الأردن والسلطة الفلسطينية يدركون أن السماح بصلة بين عمليات الإرهاب وعملية السلام سوف يكلفهم غاليا، وأول التكلفة أن يخسروا صداقة الولايات المتحدة.- عليك تشجيع أوسع لتعاون دولي وإقليمى ممكن لمواجهة خطر الإرهاب خصوصا من شبكات التطرف الإسلامي. تدّخل بدور نشيط فى مقاومة الإرهاب بواسطة التنسيق بين أجهرة المخابرات، وشجع على تبادل المعلومات سرا لأن هناك دوائر فى العالم العربي والإسلامى على استعداد للتعاون، لكنها لا تريد لأحد أن يسمع ما تقول أو يرى ما تفعل. - لاحظ وجود مكامن للإرهاب فى إيران وباكستان واليمن وأفغانستان. ولك أن تتذكر أن فى أوروبا دولا قادرة على مساعدتك فى هذا المجال.- عليك تقدير وسائلك فى العمل المباشر ضد الإرهاب دون أن تتردد لأي اعتبار، وعلى سبيل المثال فنحن نعرف أن بعض مدبري انفجار الخبر «فى السعودية» موجودون فى إيران. لا تتردد فى إعلان عزمك على استخدام القوة ضد معاقل الإرهاب أينما كانت وأعط لعزمك مصداقية فعلك!*
التوصية السابعة: تشجيع التغيير في إيران
- عليك أن تكون مستعدا للقيام «بإجراءات نهائية ضد القوى التي تهدد المصالح الأمريكية فى المنطقة، وأولها العراق وإيران.. وسائلك إلى ذلك على النحو التالي:- عليك تشجيع التغيير في إيران وفي العراق، وعليك أن تلاحظ أن التغيير فى إيران يمكن أن يتم بوسائل سياسية، وأما التغيير فى العراق فلا يمكن أن يتم بوسائل سياسية. ومعنى ذلك أن التغيير فى إيران يمكن أن يتم من الداخل، وأما التغيير في العراق فيقتضي دعما من الخارج لثورة بالعنف أو انقلاب من الداخل. ولتسهيل التغيير فى العراق وتقليلا لتكاليف العنف الملازم له يستحسن إشغال صدام حسين وتشتيت انتباهه على أكثر من جبهة واحدة.- عليك تقدير ردود فعلك العسكري مبكرا إزاء أي تطور يحدث فى العراق: فى حالة قيام تمرد ضد النظام فى بغداد.فى حالة تعرض صدام حسين للكيانات ذات الاستقلال المحلي فى المناطق الكردية شمال العراق.فى حالة رفض صدام حسين نهائيا محاولات إعادة الرقابة والتفتيش على برامج تسليح العراق.وفى كافة هذه الحالات ليس هناك ما يمنع من أن يكون صدام حسين على علم برد فعل الولايات المتحدة وتصرفها إزاء كل حالة، ويجري ذلك بالتوازي مع إعادة بناء إمكانية مالية وعسكرية وتكنولوجية لقوى المعارضة العراقية، على أن تكون هذه القوى على علم أكيد بحجم الدعم الذى يمكن أن تقدمه لها الولايات المتحدة فى كل ما تقوم به من أجل نظام ديمقراطي فى عراق ما بعد صدام حسين.- عليك أن تشجع المعتدلين فى إيران ضد المتطرفين، وأن تصل من وراء الاثنين مباشرة إلى الشعب الإيراني: شجع السياحة بين إيران والغرب شجع القطاع الخاص فى إيران ابحث عن قنوات لحوار مع القوى الديمقراطية فى إيران.
* التوصية الثامنة : دعم الموالين لواشنطن
بصرف النظر عن الموجة المعادية لأمريكا وهى تجتاح المنطقة الآن فإن عليك أن تعزز التيارات والمواقع الموالية للسياسة الأمريكية.. وسائلك إلى ذلك على النحو التالي:- عليك أن تتأكد باستمرار من أنه ليس هناك «تآكل حتى بالتواكل فى علاقاتك فى المنطقة».- عليك أن تشجع عملية واسعة للتعريف بالقيم الأمريكية والديمقراطية الأمريكية والممارسة السياسية فى أمريكا.- عليك أن تعمل على ظهور قيادات جديدة صديقة لأمريكا وقادرة على إجراء إصلاحات توفر لها «لهذه القيادات» شرعية مقبولة.- عليك تشجيع الاتجاه نحو الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان، وفي هذا الميدان فإن عليك أن «تفكر بجرأة وتتصرف في حذر لأن عملك فى هذه المجالات يمكن أن يخلق حساسيات تعطل جهودك. ركز على مصر باعتبارها أكبر دولة عربية. ركز على السلطة الفلسطينية لأن قضية فلسطين موجودة فى كل بلد عربي، وهناك احتمالات واسعة لتطورات ديمقراطية مهمة في عصر ما بعد عرفات!* التوصية التاسعة(إسرائيل) هي الركيزة- عليك أن تهتم بتقوية قواعد ووسائل عملك فى الشرق الأوسط لمواجهة أية احتمالات تنشأ دون أن يفاجئك منها شيء.. وسائلك إلى ذلك على النحو التالي: عليك أن تعرف أن (إسرائيل)هى الركيزة الأولى لضمان أمن الإقليم، والتحالف الأمريكي مع إسرائيل بالفعل وبالقول هو القاعدة المتينة لكل الخطط والسياسات، والحقيقة فإن قوة الشراكة بين البلدين هي أداة الفعل الرئيسية فى المنطقة، ولا بد أن تكون العلاقة بين الطرفين «الأمريكي والإسرائيلي» نظيفة من أى سبب للتوتر.- عليك الاستفادة القصوى من هذه الحقيقة الاستراتيجية أن تكفل ل(إسرائيل) تفوقا نوعيا متجددا طول الوقت على كل الأطراف العربية، وهنا فإن عليك أن تقاوم وترفض بشدة كل محاولة من جانب أي طرف عربي يطلب أو يسعى للتساوي مع (إسرائيل).- عليك أن تساعد مصر حتى تقوم بمسؤوليتها القيادية فى إطار سياستك، لكن إذا ترددت مصر فى القيام بهذه المسؤوليات بما في ذلك المبادرات الإقليمية الاقتصادية التى تشمل (إسرائيل)ثم تذرعت في ذلك بتعثر عملية السلام، فإن عليك أن تتخذ ما تراه لازما. وعليك أن تُذّكر كل من يعنيه الأمر أن مصر و (إسرائيل)تحصلان على أكبر قدر من المساعدات الخارجية الأمريكية.- عليك أن تبذل جهدك لتأييد وتسريع عملية التطبيع بين الأردن و(إسرائيل)، وإقناع الأردن أن ذلك أفضل ضمان له سياسيا واقتصاديا، وحذر الأردن من غواية تصورها أنها تستطيع مغازلة أو مهادنة صدام حسين ذلك سوف يضر بسلامة الأردن واعتداله.- عليك أن تشجع تركيا على القيام بدور رئيسي فى المنطقة مع إفهامها بطريقة واضحة أنها لا تستطيع أن تمارس هذا الدور، ولا أن تحقق نتائجه السياسية والاقتصادية إلا بالتعاون مع (إسرائيل).

روابط المقال
http://www.albayan.co.ae/albayan/2001/08/30/ola/5.htm
http://www.palestine-info.net/arabic/palestoday/dailynews/2001/august01/30_8/details.htm


الخميس، يونيو 01، 2006

عبد الحكيم عامر


أدت الهزيمة المرة للقوات المسلحة المصرية عام 1967 على أيدي القوات الإسرائيلية إلى إقدام المشير عبد الحكيم عامر على الانتحار كما أعلن عن ذلك وقتذاك، ولاتزال شخصيته تثير العديد من علامات الاستفهام حتى الآن، خاصة وأنه كان على رأس المؤسسة العسكرية المصرية لأكثر من 14 عاما شهدت خلالها العدوان الثلاثي عام 1956 وانفصال سوريا عام 1961 وتورط الجيش المصري في اليمن عام1962 وأخيرا هزيمة يونيو/حزيران عام 1967 التي سميت بالنكسة.الميلاد والنشأة ولد محمد عبد الحكيم علي عامر في قرية أسطال بمحافظة المنيا في صعيد مصر عام 1919، لأسرة ميسورة حيث كان والده عمدة القرية.
التعليموبعد أن فرغ من دراسته الثانوية عام 1935 التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1938 ثم في كلية أركان الحرب عام 1948.
الحياة الاجتماعيةتزوج عبد الحكيم عامر أكثر من مرة غير أن زواجه من الممثلة برلنتي عبد الحميد هو الأشهر، حيث إنه كاد أن يفقد مستقبله السياسي بسبب هذا الزواج الذي لم يرض عنه الرئيس جمال عبد الناصر.
وأنجب عبد الحكيم عامر من زواجه هذا ولدا في أبريل/نيسان 1967، وقد ألفت برلنتي كتابا عن هذا الزواج أسمته "المشير وأنا" صدر عام 1993.
التوجهات الفكريةتبنى عبد الحكيم عامر الخط القومي الذي دعا إليه الرئيس جمال عبد الناصر على الصعيد العربي والنهج الاشتراكي فيما يتعلق بالإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية على الصعيد المصري الداخلي. ولعب دورا مهما بنفوذه داخل المؤسسة العسكرية في تنفيذ قوانين التأميم والإصلاح الاجتماعي. وكان عضوا في اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي.
واقتنع بفكرة مركزية الدولة, فكان هو وبمساعدة بعض الأجهزة الأمنية والعسكرية أحد مراكز القوة التي أثرت على التجربة الديمقراطية في مصر طوال العهد الناصري.
حياته العسكرية والسياسيةخدم عبد الحكيم عامر فور تخرجه ضمن قوات الجيش المصري العاملة في السودان عام 1941، والتقى هناك بجمال عبد الناصر حيث تعمقت رابطة الصداقة بينهما منذ ذلك الوقت.
في حرب 1948وحينما اندلعت حرب فلسطين عام 1948 كان عبد الحكيم عامر وجمال عبد الناصر ضمن التشكيلات المصرية التي ذهبت إلى هناك.
العودة إلى مصروبعد الحرب وما لحق بالعرب فيها من هزيمة على يد القوات اليهودية وما أسفرت عنه من إقامة دولة إسرائيل عام 1948 عاد عبد الحكيم عامر إلى مصر ونقل إلى أحد مراكز التدريب في منقباد بصعيد مصر.
عضوا في الهيئة التأسيسية للضباط الأحراركانت الحالة السياسية في مصر تزداد توترا في ظل موجات من الغضب الشعبي لما لحق بالجيوش العربية من هزيمة وقيام دولة إسرائيل كشوكة في خاصرة العالم العربي الأمر الذي ساعد على بروز تيار داخل القوات المسلحة المصرية راغب في التغيير, وتشكل آنذاك ما عرف بالضباط الأحرار, وكان عبد الحكيم عامر عضوا في هيئتها التأسيسية التي قامت بحركتها العسكرية وأطلق عليها فيما بعد ثورة وعرفت في التاريخ السياسي المعاصر بثورة يوليو/تموز 1952.
ترقيات سريعةقائدا عاما للقوات المسلحةشهدت حياة عبد الحكيم عامر بعد نجاح الثورة تغييرات جوهرية وسريعة، فتمت ترقيته وهو لم يزل في الـ 34 من العمر إلى رتبة لواء, وأوكلت إليه مهمة قيادة القوات المسلحة, وأصبح في عام 1953 مسماه الجديد القائد العام للقوات المسلحة المصرية.
وزيرا للحربيةوبعد عام واحد أيضا عين وزيرا للحربية مع احتفاظه بمنصبه في القيادة العامة للقوات المسلحة، ثم رقي إلى رتبة فريق عام 1958.
مشيراوبعد قيام الوحدة مع سوريا تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة منح عبد الحكيم عامر رتبة مشير في 23 فبراير/شباط 1958.
نائبا لرئيس الجمهوريةوكانت الترقية الأخرى التي رفعته إلى رتبة نائب رئيس جمهورية في 6 مارس/آذار 1958, واستمر في هذا المنصب حتى أغسطس/ آب 1961 حيث أضيفت إليه مهمة رئاسة اللجنة العليا للسد العالي ثم رئاسة المجلس الأعلى للمؤسسات العامة ذات الطابع الاقتصادي في أبريل/نيسان من العام نفسه. الإشراف على حرب اليمنوبعد قيام ثورة اليمن في 30 سبتمبر/أيلول 1962 واعتراف مصر بها ورغبة منها في تدعيم الثوار الجدد أرسلت جزءا كبيرا من قواتها المسلحة إلى هناك، وأسندت مهمة الإشراف عليها إلى المشير عبد الحكيم عامر بصفته قائدا عاما للقوات المسلحة وكانت أولى زياراته لليمن عام 1963.
رئيسا للجنة العليا لتصفية الإقطاعتولى عبد الحكيم عامر رئاسة اللجنة العليا لتصفية الإقطاع في مايو/أيار 1966 وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه عهد إلى وزير الحربية شمس بدران ببعض اختصاصات القائد العام للقوات المسلحة وأصبح مسؤولا أمام عبد الحكيم عامرعن كل ما يكلفه به من أعمال عسكرية وإدارية.
دوره في حرب 1967في نوفمبر/تشرين الثاني 1966 وقعت مصر وسوريا اتفاقية للدفاع المشترك بعد أن زادت التهديدات الإسرائيلية لسوريا، وأبلغ الاتحاد السوفياتي والمخابرات السورية الرئيس جمال عبد الناصر بوجود حشود عسكرية على الحدود السورية فأصدر أوامره بالتعبئة العامة وحشد القوات المصرية في سيناء في 14 مايو/أيار 1967 بهدف تخفيف الضغط على الجبهة الشمالية في سوريا.
وفي 17 مايو/أيار 1967 تم إغلاق مضايق تيران وصنافير في وجه الملاحة الإسرائيلية مما فجر حرب يونيو/حزيران 1967 حيث كان عبد الحكيم عامر قائدا عاما للقوات المسلحة المصرية آنذاك.
وفي صبيحة يوم الخامس من يونيو/حزيران عام 1967 فاجأ الطيران الإسرائيلي سلاح الطيران المصري فدمر معظم طائراته وهي لاتزال رابضة في القواعد العسكرية والمطارات المدنية.
بدت على المشير عامر ملامح الارتباك, وفقد قدرته على إدارة المعركة, واتخذ قرارا سريعا للجيش المصري بالانسحاب وتم ذلك بطريقة غير منظمة مما زاد من خسائر القوات المصرية.
الانتحاربعد الهزيمة تنحى عبد الحكيم عامر عن جميع مناصبه، واعتصم في منزله بمحافظة الجيزة في مصر ومعه بعض قيادات القوات المسلحة المتعاطفين معه، فاستدعاه الرئيس جمال عبد الناصر للتفاوض معه حتى لا تزداد حالة البلبلة خاصة بعد أن وصلت عبد الناصر أنباء عن اعتزام المشير التوجه إلى إحدى القواعد العسكرية للقيام بانقلاب عسكري من هناك.
وأثناء حوار عبد الناصر وعبد الحكيم عامر توجه وزير الحربية ورئيس الأركان الجديدان محمد فوزي وعبد المنعم رياض إلى بيت المشير وأمرا القادة المعتصمين بالمنزل بتسليم أنفسهم والأسلحة التي بحوزتهم, وتحت التهديد باستعمال القوة استسلم هؤلاء القادة وانتهى الاعتصام.
ثم فرضت الإقامة الجبرية على المشير لكنه لم يحتمل ذلك خاصة في ظل الانهيار النفسي الذي كان يعاني منه عقب الهزيمة.وفي 14
سبتمبر/أيلول 1967 أُعلن عن موته منتحرا, ودفن في قريته أسطال التي ولد فيها قبل 48 عاما من وفاته.
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/EACD0A8F-B2ED-4595-8FEA-AB8A7E142175.htm

الثلاثاء، مايو 16، 2006

مصطفى بيه عامر يوم السقوط

انتهى دور مصطفى عامر فى البرلمان فى انتخابات 2006 بعد اكثر من ثلاثون عاما كان فيها عضو بمجلس الشعب المصرى عندما سقط امام احد ابناء عائلة مكادى ويعمل فى السياحه واسمه علاء مكادى والحقيقة التى يعلمها الجميع ان الناس فى المركز غير مؤيده لعلاء ده ولكن يريدون ان يروا فى مصطفى عامر يوم اسود .
ولا ندرى ماذا فعل فى هذه الفترة ولا يعلم احد ماذا كان يفعل خلال ثلاثون عاما غير اننا نعلم على ارض الواقع ماذا حدث منه ضمن مجموعة ( الحزن الوطنى ) الحزب الوطنى او الخراب الوطنى ، ومنها بطالة طالت بلدنا وجهل عن الواقع ، وتوهان يدور بعقول الشباب فى مصر كلها ماذا يفعلون ليكونوا مستقبلهم وغلاء فاحش وعدم القدره على الزواج وانتشار الفساد والرشوة والمحسوبية .
هذا غير الامراض التى جلبها الفساد منها فيرس سى والامراض الزارعية والقضاء على الثروة الحيوانية والثروة الزارعية والحرب على الشرفاء والاعتقالات للمسلمين ولا نطيل فى سرد الفساد لانه معلوم جيدا لمن عاش عصر الحزب الوطنى .
ولا نعلم عن وصول مصطفى عامر الى هذا المجلس الا بالتزوير وتقفيل الصناديق ، واعلم ان بعض الاشخاص الذين كانوا يقومون بذلك لا يجدون من رواتبهم الان ما يغطى مصاريفهم الضرورية وان اولادهم لا يجدون عملا حتى بواسطة البيه مصطفى بيه .
لقد ظل مصطفى عامر ومازال حتى الان عائق امام التحاق الطلاب بالكليات الحربية او كلية الشرطة او النيابة العامة رغم نبوغ الكثيرين ولا يجد الكثيرون ردا حول انه لماذا يتم ذلك الا قول واحد ان مصطفى بيه عايز البلد كلها توابع طبقا لنظرية جوع كلبك يتبعك .
انتهى دور مصطفى عامر فيكى يامصر وعقبال الراس الكبيره التى استخدمت مصطفى عامر طول هذه السنين واللى عايزين يورثوها لاولادهم .
وانتهى دورك يا مصطفى بيه وسقطت فى الانتخابات .
وعلى الرغم من الفرحة التى فى قلب الناس الان فى اسطال الا ان بعضهم لا يسطيع اظهارها لان التاريخ التى
عيشت الناس فيه فى رعب منك طويل ولسه باقى فى قلوبهم

الجمعة، مايو 12، 2006

انتخابات كمان وكمان فى اسطال

رواية انتخابية من صعيد مصر – مواقف وشهادات من أبناء البلد

لم تمضِ سنوات طويلة على انتخابات عام 1987 حتى وقعت أحداث جديدة، حين أخبرني والدي ذات يوم عام 1989 أنه قابل السيد مصطفى عامر صدفة في موقف السيارات، وطلب منه أن يصطحبه في طريق العودة إلى البلدة. خلال الرحلة، سأل مصطفى عامر والدي عني بالاسم، مشيرًا إلى أنني كنت أدرس في كلية الهندسة. ثم أبدى ملاحظة مفادها أنني أقف مع الدكتور نبيل الجارحي في الانتخابات، معبرًا عن تفضيله ألا أشارك، لأن الدكتور نبيل كان يخوض الانتخابات في مواجهة مرشح الحزب الوطني.

في الحقيقة، لم أكن أعلم وقتها بترشّح الدكتور نبيل، لكن المعلومة كانت قد وصلت إلى السيد مصطفى عامر على ما يبدو من مصادره. وعندما أخبرني والدي بالأمر، سعدتُ، وقلت له: "هو الدكتور نبيل نازل فعلاً؟"، فقال: "أيوه... بس مالكش دعوة بالانتخابات وخلّيك في مذكرتك." لكنّي أدركت من لهجة أبي أن الأمر لم يكن نابعًا من قناعة، وإنما رغبة في تجنب الحرج.

كانت والدتي تستمع للحوار، فقالت لأبي: "مالك بيه، سيبه براحتُه." وقد شعرت وقتها أن والدتي فرحت بالخبر، فالدكتور نبيل هو ابن خالها، وله عندها مكانة عزيزة.

ذهبتُ إلى بيت الدكتور نبيل لاستطلاع الأمر، فلم أجده، وكان الخبر لا يزال طازجًا في البلد. وفي مساء اليوم نفسه، عُقد اجتماع ضم أعيان البلد وممثلين من معظم العائلات، حضره عمي محمد يعقوب، وطرح فيه السيد مصطفى عامر وجهة نظره بأن الدكتور نبيل ترشّح دون استئذان أو تشاور مع أهل البلدة، وأنه بذلك يعارض مرشح الحزب الوطني، الأمر الذي قد يسبب إشكالاً مع الدولة ويؤثر على وضع القرية. وأضاف أن الدكتور لو كان قد طلب الدعم منه لكان سهّل له الأمور من خلال الحزب.

وانتهى الاجتماع بقرار جماعي بعدم مساندة الدكتور نبيل وتركه يخوض التجربة وحده، بدعوى أن في ذلك "تأديبًا له".

وعندما عاد الدكتور نبيل إلى البلد، فوجئ بأجواء تشبه الحظر، رغم أنه لم يرشّح نفسه ضد مصطفى عامر. وكان موقف أنصاره أن الدكتور نبيل هو ابن البلد وأولى بالدعم، خاصة أن الحجة في الماضي كانت أن ابن البلد أحق، فلماذا تتغيّر المبادئ الآن؟

وانقسمت البلدة إلى نصفين: مؤيدين لموقف مصطفى عامر، وآخرين داعمين للدكتور نبيل، وبدأت الحركة داخل كل طرف لتغيير موازين المعركة.

لكن المفاجأة جاءت من أبناء عم مصطفى عامر، أحمد بكري عامر، وأخيه عز الدين بكري عامر، بالإضافة إلى عائلة رفاعي، أخوالهم، الذين وقفوا للمرة الأولى ضد مصطفى عامر، بسبب زواجه الثاني من زوجة ابن عمّه المرحوم عادل مجدي عامر بعد وفاة زوجته الأولى. وقد اعتُبر هذا الزواج غير معلن، وسبب استياءً شديدًا داخل العائلة.

وكان من المفترض أن يترشّح أحمد بكري عامر ضد مصطفى عامر في الانتخابات القادمة، لكن ظهرت الفرصة لمعاقبته في هذه الدورة بدعم الدكتور نبيل. وتجدر الإشارة إلى أن العلاقة العائلية بين الجارحي وآل عامر كانت قائمة أصلًا، فالدكتور نبيل قريب مباشر لأحمد وعز، كما أن عز الدين بكري عامر كان صديق دفعة للدكتور نبيل.

أصبحت منطقة غرب البلد، التي تسكنها عائلة رفاعي، قاعدة دعم قوية للدكتور نبيل. وعندما عاد الدكتور إلى البلد، بادر أحمد بكري بالاجتماع معه وقال له: "إحنا معاك قلبًا وقالبًا، ولو عايز سلاح إحنا تحت أمرك." لكن الدكتور نبيل، بردّه المتزن، قال: "نحن أهل، ولا يمكن أن نصل بالخلاف مع مصطفى عامر إلى هذا الحد، وأنا لا أطلب منصبًا ولا جاهًا، وإنما جاء ترشيحي تحت ضغط أصدقاء لي من الإخوان لمواجهة الفساد والاستبداد، والأمر كله أجر واحتساب."

رافقتُ الدكتور نبيل في زياراته لعائلات مختلفة، وكان أولها إلى بيت الحاج فكري توفيق أبو الحاج علي رحمه الله، صديق جدي الحاج عبد المنعم ضاهر. وبمجرد أن دخلنا، قال له: "أهلًا بابن بنت الغالي." وبدأ يحدّثه عن جدي، ويسترجع معه الذكريات. لم أكن أتوقع أن ذكرى جدي ستؤثّر في اللقاء، لكنها فعلت.

ولاحقًا تبيّن لنا أن جدي متزوج من اعتدال الجارحي، عمة الدكتور نبيل، فتداخلت الروابط النسبية والعاطفية، وبرزت أمامي تلك اللحمة المتينة التي تربط بين عائلات البلدة. كلما تأملت ذلك، ازداد يقيني بمعنى قوله تعالى: ﴿وهو الذي خلق من الماء بشرًا فجعله نسبًا وصهرًا﴾.

ومن المواقف اللافتة أن عمّي فكري توفيق ألقى كلمات مؤثرة أثناء اللقاء، تحدث فيها بلغة عربية فصيحة، مستشهدًا بأبيات من شعر شوقي وحافظ إبراهيم، مؤكدًا أنه مع الدكتور نبيل لأنه يرى فيه رمزًا للرجولة والنقاء.

كما زرنا بيوتًا أخرى، منها بيت الحاج محمود محمد حسن إسلامان، وتبيّن أن الوحيد الذي وقف مع مصطفى عامر من عائلة رفاعي كان الحاج محمد عبد الرحمن رفاعي.

مرت الأيام ثقيلة حتى يوم الانتخاب. زار الدكتور نبيل قرى كثيرة من مركز سمالوط، مثل قلوصنا، حيث وقف العمدة رشدي مع شعار "الإسلام هو الحل" تأييدًا للدكتور نبيل، رغم أنه كان من الحزب الوطني، لكنه قال بوضوح: "أنا طبعًا تبع الحزب، لكن الدكتور ابن خالي، والدم ما بيطلعش من لحمه."

كانت الدائرة الانتخابية جديدة علينا، إذ شملت بندر المنيا ومركز سمالوط. لم يكن الدكتور نبيل متحمسًا في البداية لخوض المعركة، لكن بعد ضغوط من أصدقائه، خاضها بكل صدق. وجد دعمًا كبيرًا من عدد من أفراد العائلة، منهم أخوه يحيى الجارحي، والدكتور عصام الجارحي من مستشفى الحسين الجامعي، والدكتور فخري الجارحي وآخرون.

أما نحن – طلاب الإصلاح – فلم نكن نقف مع الدكتور نبيل تعصبًا، بل طمعًا في الأجر.

في تلك الأثناء، انقسم الحزب الوطني داخليًا في مقعد العمال، بين مرشح من بندر المنيا وآخر من سمالوط مدعوم من مصطفى عامر. تصاعد التوتر، ووصل إلى مستوى عالٍ، حتى تدخّل أحد الوزراء من قبل الوزير كمال الشاذلي لعقد اجتماع مع الأطراف.

علمنا أن بعض أنصار أحد المرشحين كانوا على استعداد لاستخدام القوة إذا لم يُقبل مرشحهم. لكن الاجتماع انتهى بتسوية، بعدما أوضح مصطفى عامر أن السيطرة على الحشود قد لا تكون مضمونة في حال رفض مرشحه.

كما علم الدكتور نبيل باتصال من اللواء أحمد راسخ، مساعد وزير الداخلية للانتخابات وابن عمته، قال فيه: "لماذا لم تخبرني بنيتك؟ كنت ساعدتك على الفور." وعرض عليه الانضمام للحزب الوطني مقابل دعم رسمي، لكن الدكتور نبيل شكر له ذلك واعتذر بأدب.

أما قضية اعتقال الأستاذ سعد من نزلة إسطال، فقد أشيع أنها كانت بدوافع سياسية. ورغم عدم وجود إثبات مباشر، إلا أن مصطفى عامر تأثّر من الأمر لاحقًا، وقيل إنه لم يكن راضيًا عنه.

ختامًا، لم يكن ترشيح الدكتور نبيل الجارحي، عمّي وكبير عائلة ريان، مجرد حملة انتخابية، بل كان شهادة حيّة على التداخل العائلي والاجتماعي والسياسي في صعيد مصر. لم يكن الترشّح ضد أحد، بل كان موقفًا إصلاحيًا واعيًا، وقد خاضه بكل احترام، دون خصومة أو تجاوز، واضعًا في اعتباره أن الجميع أبناء بلد واحد.

بقلم: علي بكساوي

السبت، مايو 06، 2006

اسطال والمشير عامر

إسطال والمشير عبد الحكيم عامر

إسطال والمشير عبد الحكيم عامر – ذاكرة قرية في حضن الدولة

ولدتُ في قرية إسطال، التي أنجبت أحد أعمدة القوات المسلحة المصرية، المشير عبد الحكيم عامر، قبل وفاته بعامين فقط. نشأتُ في بيت جدي الحاج عبد المنعم ضاهر، الملاصق مباشرةً لبيت المشير، حيث كان الجدار الفاصل بيننا مجرد طوب، تتخلله الذاكرة، لا الحواجز.

في طفولتي، كنت أمر بجوار تلك البيوت التي خلت من سكانها، بعد أن كانت نابضة بالحياة. لم يكن ذلك غريبًا؛ فقد كانت مصر كلها تمر بتحولات كبرى عقب نكسة 1967، وهو ما انعكس حتى على القرى.

رُويت لي لاحقًا شهادات حية، منها ما قاله خالي جمال، عن حضور الرئيس جمال عبد الناصر ورفاقه من مجلس قيادة الثورة للعزاء في والد المشير، العمدة الحاج علي عامر، في القرية. كان ذلك مشهدًا يعكس تقدير الدولة لعائلاتها الوطنية، وحرص القيادة على التعبير عن الوفاء لمن قدّم أبناءه في خدمة مصر.

بل إن بعض أفراد عائلتي درّبوا حينها على مهام تأمين بيت المشير في أثناء توترات سياسية، وهو ما يعكس جدية أجهزة الدولة في الحفاظ على الأمن الداخلي، حتى في أصغر القرى.

بعد وفاة المشير، عاد عدد من أقاربه إلى قريتهم، دون انخراط في الشأن العام، مكتفين بالزراعة والعمل الشريف في أرض الوطن. كانوا يعيشون حياة عادية، كغيرهم من أبناء البلد، ببيوت بسيطة رغم النسب العريق. ومنهم الكابتن حسن عامر، أحد رموز الرياضة الوطنية، الذي ترك أثرًا في نادي الزمالك.

من المشاهد التي لم تغب عن ذاكرتي، الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس أنور السادات لقرية إسطال عام 1980. يومها، هبطت طائرة هليكوبتر في بيت مصطفى عامر، شقيق المشير، في مشهد يعكس اهتمام القيادة السياسية بالتواصل مع أهل الريف. كنت بين من رأوه يدخل البيت، وسمعت من أقاربي أنه رفض تناول الطعام والشراب احترامًا لصيامه، ما عكس التزامه الديني وتواضعه.

لقد حملت الزيارة رسائل واضحة: طي صفحة الماضي، والتأكيد على وحدة الدولة ورموزها. ويومها سلّمت الدولة جثمان المشير لعائلته لدفنه في مقابر إسطال، بإجراءات رسمية منظمة تؤكد أن القوات المسلحة تعرف كيف تُكرّم أبناءها، مهما اختلفت الظروف.

برز اسم مصطفى عامر كواحد من الشخصيات التي جمعت بين العمل السياسي والخبرة الإدارية. دام تمثيله لدائرته في البرلمان قرابة ثلاثين عامًا، وقد كان من الداعمين للدولة ومؤسساتها، بما في ذلك عمله في ملفات تنمية الزراعة وتصفية الإقطاع، وهي مهام كُلّف بها ضمن مؤسسات الدولة الرسمية.

وفي لحظة سياسية حرجة، بعد وفاة المشير، وُضع بعض أفراد عائلته تحت المراقبة، ومن بينهم مصطفى عامر، في إطار ترتيبات أمنية طبيعية تقوم بها أي دولة حريصة على منع أي ردود فعل غير محسوبة. وقد روى لي بنفسه، خلال عزاء جدي الحاج عبد المنعم عام 1998، تفاصيل تلك الفترة التي وصفها بهدوء بأنها "إجراءات احترازية مطلوبة".

بحسب ما نُقل عن السيدة جيهان السادات، فإن المشير كان ضيفًا معتادًا في بيت السادات، وكانت العلاقة بينهما ودية. بل كانت السيدة جيهان تراه كأخ لها، وتنصحه بالتروي. لكن الأمور بعد النكسة كانت معقدة، وكان على الدولة أن تحسم موقفها لضمان الاستقرار.

ورغم أن المشير وُضع تحت الإقامة الجبرية في النهاية، فإن الدولة تعاملت مع الموقف باحترام، ولم يتم المساس بكرامة الرجل، بل تم دفنه في قريته وبين أهله، في موكب رسمي هادئ.

السيدة جيهان السادات بنفسها، وفي لفتة إنسانية، زارت قبر المشير في إسطال بعد إعلان وفاته، وقرأت الفاتحة عليه، ما يعكس أن الدولة لم تكن تحمل حقدًا، بل كانت تعمل بحسابات الدولة، لا العاطفة.

لم تكن إسطال مجرد قرية في صعيد مصر، بل كانت شاهدة على مفترقات طرق كبرى في تاريخ الوطن. من بين بيوتها خرج المشير عامر، وعاد إليها الرئيس السادات، ومرّ بها رجال الأمن والسياسة، ولكنها بقيت دائمًا تحت جناح الدولة.

أما المجلس العسكري، فقد أثبت عبر العقود أنه الضامن الحقيقي لاستقرار مصر، في أوقات الحرب والسلم، وأنه يعرف كيف يحتضن أبناءه، ويحتوي الخلاف، ويمنح لكل ذي حق حقه. لقد علّمتنا هذه التجربة أن قوة الدولة ليست في بطشها، بل في ضبطها لنفسها، وفي قدرتها على إدارة ملفات بالغة الحساسية بحكمة ومسؤولية.