برلنتي عبد الحميد: المشير عامر لم يكن يومًا ضد الرئيس عبد الناصر
برلنتي عبد الحميد: المشير عامر لم يكن يومًا ضد الرئيس عبد الناصر
في حوارها الأخير مع الإعلامي عمرو الليثي في برنامج "واحد من الناس"، تحدثت الفنانة الراحلة برلنتي عبد الحميد عن تفاصيل دقيقة في العلاقة بين المشير عبد الحكيم عامر والرئيس جمال عبد الناصر، وذلك قبل رحيلها بفترة قصيرة. وأكدت في شهادتها أن ما يُتداول حول وجود نوايا للانقلاب من جانب المشير ما هو إلا "روايات مزورة" تبنتها ما أسمته بـ"مراكز القوى" لتشويه العلاقة التاريخية بين القائدين.
زيارة ناصر إلى منزل عامر في إسطال
روت برلنتي أن المشير عامر كان قد انتقل إلى قريته في إسطال بمحافظة المنيا، بعد أحداث يونيو 1967، وهناك زاره عبد الناصر بنفسه. تقول: "كان الضباط فرحين برؤية الزعيمين معًا، فقد كانت تربطهما علاقة طويلة وتاريخ مشترك منذ حرب فلسطين". وعند دخول عبد الناصر إلى بيت عامر، جلسا وحدهما، كما اعتادا دائمًا في نقاشاتهما الخاصة.
رفض فكرة الانقلاب.. وتمسك بالشرف العسكري
تكشف برلنتي أنه خلال هذه الزيارة، حضر اللواء جلال هريدي (قائد الصاعقة آنذاك) وطرح فكرة خطيرة: القبض على عبد الناصر. لكن عامر، حسب روايتها، غضب بشدة وطرده فورًا قائلاً: "لو لم تكن في بيتي، لأطلقت عليك النار". وأضافت: "عامر لم يكن يومًا انقلابيًا، ولم يكن ليغدر بقائده في لحظة ضعف أو أزمة، بل ظل وفيًا للمؤسسة العسكرية ولمبادئ الدولة".
سوء الفهم لا الخيانة
أشارت برلنتي إلى أن ما حدث بين عبد الناصر وعامر كان خلافًا في وجهات النظر، تفاقم بسبب تحريض من بعض المحيطين بالرئيس، وليس نتيجة خصومة مباشرة بين الرجلين. وأضافت: "لو تركوا لهما فرصة أن يجلسا عشر دقائق وحدهما، لانتهى كل الخلاف".
دعوة العشاء الأخيرة... وقلق داخلي
تحدثت برلنتي عن دعوة العشاء التي تلقاها عامر من الرئيس عبد الناصر، والتي سبقت تحديد إقامته، وأبدت وقتها قلقها الشديد، لكنها تقول إن المشير كان هادئًا ومصممًا على الذهاب بنفسه: "قال لي إنه لو شعر بغدر، سيقلب عليهم الترابيزة".
وأضافت أنه بعد العشاء، لم يتواصل معها، فذهبت إلى الفيلا الخاصة به فجرًا لتكتشف أنها مُحاطة بالشرطة العسكرية، وهناك تأكدت أن المشير قد تم التحفظ عليه. ووصفت مشاعرها في تلك اللحظة بأنها "كانت مثل الجنون" وبدأت تخبر الناس في الشوارع أن المشير قد اُعتقل.
وفاته... وتساؤلات بلا إجابة
رفضت برلنتي ما قيل عن انتحار المشير، مؤكدة أنه لم يقدم على ذلك، وقالت إن التقرير الرسمي كان به تلاعب واضح، وأنه تم تزويره بشكل فجّ، مشيرة إلى أن هناك 15 سطرًا مشطوبًا في تقرير الطب الشرعي.
وأضافت أن السيارة التي حضرت وقت القبض عليه كانت ترافقها سيارة إسعاف، وأشارت إلى أنها تعتقد أن المشير قد تعرض لما أسمته "تصفية طبية مدبرة"، وهو ما لم يُحسم تاريخيًا حتى اليوم.
وفاء رجل الدولة حتى اللحظة الأخيرة
رغم كل ما حدث، أكدت برلنتي أن عامر ظل حتى اللحظة الأخيرة متمسكًا بانتمائه الوطني، رافضًا مغادرة الب


