الخميس، ديسمبر 25، 2008

استرالي من أصل مصري بيحب إيران فى السعودية ؟؟؟؟؟

فوجئت بالثقافة الإيرانية لذلك الرجل الذي جاء مكتبي للتعاون الدخول فى مشاريع مشتركة وقد يكون وصوله إلى مكتبي يحمل صدفة فعلا ، لكن الغير مفهوم انه بأسئلة بسيطة للتعرف على الشخص وصلت للمطلوب ،
البداية كنت أحاول ومعي شريكي التوصل إلى شراكة مع احد الممولين لأحد المشروعات التي تزيد متطلباتها عن إمكانياتنا وعن طريق احد الذين طالبناهم بالمشاركة وهو يمنى يعمل بتجارة مواد البناء عرف شريكي على احد المصريين العائدين من استراليا وعامل استثمار فى السعودية ، وله تليفون فى سلطنة عمان ويسافر إلى بلاد كثيرة منها ألمانيا لم تأتى مناسبة لمعرفة إيه سبب تشعب سفرياته وحاصل على جنسية استرالية ( على فكرة كانت استراليا من أهم الدول المشاركة مع بريطانيا وأمريكا فى احتلال العراق ) والذي رجع للمنطقة حسب كلامه للمشاركة فى بناءها وتطويرها حتى يكون له دور فى الحياة بدل ما هو كمهندس معماري يقوم بتعمير بلد اسمها سيدنى فى استراليا
دخل على الرجل وهو يرتدى فانلة شبه داخلية بيضا على بنطلون جينز ولابس سويتر اسود و يربى فى وجهه سكسوكة ( ذقن صغيرة مقصوصة من كل ناحية حول الفم فقط زى سكسوكة خاتمي الرئيس الايرانى السابق) والسيد كان يعمل موظف فى جامعة هناك وابن عمه اللي كان يعمل فى أيام زمان فى سفارة بلجيكا هو اللي عرفه على احد الاستراليين الذين كان قنصل استراليا فى عام حاجة وسبعين فى المملكة العربية السعودية التى كان يعمل فيها فى الحكومة مهندس وقتها ، ووفى أثناء الحديث يقول انه كان يعيش فى استراليا فى منطقة داخل سيدنى اسم الشهرة لها فى استراليا (( تل أبيب )) ليه ، علشان ساكن فيها اليهود بس ، طيب يا عم يا مصري المكان ده كنت تشتكى من حاجه من وجودك فى وسط اليهود قال أبدا دا كان أحسن مكان وللعلم كان غالى جدا السكن هناك، طب يا عم يا مصري إيه اللي رجعك قال لى عايز أعيش هنا جنب جدي جدك مين يا عم قال لي النبي ( صلى الله عليه وسلم ) .......؟؟؟؟؟؟.
قال :أصل أنا أتشرف ،
قلت : مدعيا نوع من الغباء يعنى إيه
قال : يعنى أنا شريف
قلت : إيه اللي عرفك
قال :أبويا كان نقيب الأشراف فى مصر زمان وكان النقيب المالي لان كان فيه النقيب الادارى والنقيب الرسمي والنقيب المالي اللي هو أبوه ، وأنا عندي شهادة من نقابة الأشراف لانى عندما رجعت إلى مصر منذ سنتين ،سألت فين النقابة لان مكتب أبويا وكان محاسب كان فيه مكتبين بتوع النقابة قالوا لي انتقلت عند النقيب الجديد والآن هي فى الزمالك ، فأنا رحت هناك وقلت لهم عايز شهادة قالوا ادخل سلم على النقيب سلمت على النقيب الجديد وأخذت الكرت بتاعه وأعطانى الشهادة بعد ما ختمها لى بخاتم النقابة
بصراحة أنا استغربت على المواطن المصري اللي تحول لاسترالي واللي بيكره مصر كره العمى وحريص انه يبقى شريف ، فسألت الرجل هل تستطيع إثبات نسبك
قال : نعم أنا من طرف على زين العابدين بس أنا مش حافظ يعنى بالضبط فكملت سؤالي مين اللي يعرف ؟
قال : النقابة
فقلت له : الشهادة دى مضروبة وأنا ممكن ادفع للنقابة دى وأجيب واحدة زيها ، وعلى فكرة النقابة دى أعطت واحدة زيها لحسنى مبارك وبتقول انه من الأشراف وعلى فكرة اللي بيدفع فلوس بتدى له النقابة الشهادة دى .
قال لي : على فكرة اللي ماسك النقابة الآن لواء قلت كويس علشان النقابة متشتغلش تبع حد
قال :زى مين
قلت : إيران مثلا الإخوان أو أمريكا وعلى فكرة اللي يتبنى النقابة الآن وواقف معاها رتشارد دونى سفير أمريكا فى مصر السابق والأمريكان يدعموا النقابة
فالرجل من أول هنا والانفعال والارتباك ظهر على وجهه ، ومش عارف يعمل معايا ايه فقال كلمات بينه وبين نفسه وهو يهز رأسه لم استوعبها ، وتردد بشيء من الارتباك أن يكمل فى التفاصيل دى ، ولكنه يبدوا انه تراجع عن تردده وقال إيران مالها إيران ، فسألني سؤال ومتى إيران كانت عدو لنا قلت على طول إحنا كمصريين مالناش علاقة مع دولة إيران ولسه الإيرانيين عاملين فيلم يشتموا على السادات ، وبيننا وبينهم مصانع الحداد من ساعة ما ايات الله ما جاءوا،
قال لي : يعنى الشعب المصري عمري ما شفت حد من الشعب المصري ضد إيران
قلت: أنا تبع الشعب وأنا ضد إيران وعلى فكرة أنا صعيدي من أحشاء الصعيد وعمري ما حبيت إيران واللي اعرفه فى بلدنا أن محدش بيحب إيران ، إحنا مصريين وبنحب مصر وما ليش مصلحة أن أحب إيران وإيران أصلا محتلة العراق ، قالي لي إيران عمرها ما احتلت بلد دا الوهابيين اللي ينشروا ذلك هو آنت وهابي قلت له أنا مصري ، والشيخ يوسف القرضاوى فضح أفعال إيران ، وأنا مع الشيخ القرضاوى.
قال لي : حنرجع للمشايخ الوهابين تانى
قلت له : عايزنى ارجع لمشايخ إيران آيات الله العظمى والكبرى ، أنا بصراحة ما بحبهمش والشيخ القرضاوى مش وهابي على فكرة
قال لي : هو أنت مش عارف انك كنت أنت شيعي لمدة 300 سنة
قلت له : قصدك على الدولة الفاطمية
قال : ايوه
قلت : يا عم دا الحكومة أيامها اللي كانت شيعية والمصريين أصلا ما كانوش يعرفوا ، وهو الحكومة لو بقيت شيعية من غير ما يعرف حد من المصريين ذلك ، يبقى الشعب شيعي أنا لا اعتقد ذلك ، وهو يعنى كده أقول الآن إن الشعب المصري يهودي الآن علشان الحكومة مع اليهود يبقى أنت الآن يهودي لا اعتقد انك تقبل ذلك .
قال لي : ليه دا أميركا قامت بمساعدة الشاه ضد ثورة مصدق هو يعنى الشاه كان حلوا
قلت له : الله أعلم ممكن يكون حلو كان بيساعد السادات فى حرب أكتوبر .
قال : على فكرة كان الشاه متزوج من أخت الملك فاروق
قلت له : هو الملك فاروق ولا عائلته كان يعنى مصري أصلا ،المهم الشاه مكنش عدو لينا كمصريين ولم يكن يحاول أن ينشر الفكر الشيعي فى مصر
قال لي : سيبنا من الملك، لكن أنت ما تعرفش مصر كويس ، لازم تقرأ عن مصر ، وفيه كتاب كتبه واحد هنا فى المكتبة اسمه اسمه ........ حمدان اقرأه وحتعرف انتم ين.
قلت : جمال حمدان ، قصدك كتبا شخصية مصر
قال ايوه
قلت له : عندي وقرأته ، المهم أنا مصري وأكره إيران وموافق على اللي قاله جمال حمدان عن مصر ، وعلى فكرة كل الذين احتلوا مصر سواء الفرنسيين أو الانجليز او الشيعة طردوهم المصريين وبقوا زى ما هما وده اللي بيقوله جمال حمدان، وأنا دخلت الجيش المصري وكنت وما زلت مستعد أن أضحى بحياتي ضد اى حد بيفكر يضر مصر.
قا لى : أنت منين
قلت له : انا قلت لك من شوي انا من المنيا ومن أحشاء المنيا من قريه تبع مركز فى المنيا اسمها اسطال وعلى فكرة دى بلد المشير عبد الحكيم عامر .
المهم تحولت فى هذا الحوار إلى عدو للرجل اللي بيشوفنى لأول مرة علشان أنا ضد آيات الله بتوع إيران .
الغريب الراجل مش باين عليه التدين قوى بس وأنا لا ادعى انى افهم فى الأنساب ,والاشكال حتى أفسر لون الرجل ونوع شعره وشكل عينيه تقول انه ، والمفروض الإقامة فى بلد زى استراليا يخليه متقبل للرأي الآخر ، والمفروض عيشته فى وسط اليهود ( اللي أصلا لا يعيش وسطهم غير يهودي ) وهو مصري بيقول انه مسلم وبالمناسبة سألته هو أنت شيعي قال لى لا سنى ، فقلت له هل لك مذهب معين قال لي لا طيب أبوك كان شيخ ازهرى قال لي لا هو خريج تجارة ( بالنسبة لجيل والده كانت التجارة الله اعلم كان لها كلية أم لا )
واللي استغربت له طيب بتكره مصر والسعودية وتحب إيران وعارف عنها اكتر من مصر ليه ؟
وما زال السؤال يحيرني حتى الآن .

الأحد، نوفمبر 23، 2008

قاموس حسنى السياسي جدا

الدستور: هو الشئ الوحيد اللى كل ما يتعدل..البلد يتعوج اكتر
المواطنة : أن توطن نفسك على انه مفيش فايدة
خطاب الرئيس : كلام يكتبه شخص ليقرأه شخص آخر على أشخاص يعرفون أن شخصا آخر هو الذى كتبه لكنهم يصفقون للشخص الذى يقرأه
مجلس الشعب :هو الهيئة التى تساعد الحاكم لكى يجلس على الشعب
التحديث :السياسات الحكومية التى تؤدى إلى جعل المواطن يمشى فى ربوع الوطن وهو يتحدث مع نفسه
التعدديـــــــــة : حرص نظام الحكم على ضمان تعدد الفترات الرئاسية للحاكم بحيث يستمر فى الحكم حتى يعدد الناس عليه
سينـــــاء : شبه جزيرة حررها المصريون بدمائهم ليمنعوا الإسرائيليين من التجول فيها بالملابس العسكرية ولتسمح لهم اتفاقية كامب ديفيد بالتجول فيها بالمايوهات
قانون الطوارئ : القانون الذي يسمح للحاكم باعتقال من يشاء كلما طرأ ذلك على باله
العصيان المدنى : خروج المدنيين لإعلان رفضهم لسياسات الحكومة قبل أن يضربهم الأمن المركزي بالعصيان
الصراع الطبقى : صراع الشعب من أجل إزالة الحاكم الذى طبق على نفسه لعشرات السنين
سياسة الاعتدال : قيام الحاكم بالاعتدال علىالعرش فى نهاية فترته الرئاسية لكى يبدأ فترته الرئاسية الجديدة
الترشيح : الفلتر الذى لابد من استخدامه للتمكن منعصر خيرات البلاد حتى آخر قطرة
إقرار الذمة المالية: يقدم المسئول الحكومى عند بداية شغل منصبه إقرارا يؤكد فيه أن ذمته قد انتقلت إلى رحمة الله
الكسب غير المشروع: قيام الحاكم بكسب رزقه من نهب أموال المشروعات الحكومية من غير أن يركز علىمشروع واحد بالذات
التضخم : الحالة التى تصيب الشعب بعد ربع قرن من ضربه على قفاه
العدل : عدل المواطن حتى يأخذ على قفاه بشكل مريح لمن يضربه
السواد الأعظم : هو السواد الذى يشوفه الشعب الذى يسكت معظم أبنائه على استبداد وفساد حكامه
تطوير التعليم : العمل على جعل كل طالب مصري طور
سياسة التقشف : تجويع الشعب إلى أن يتقشف جلده
إعادة الهيكلة : توفير كل الضمانات الأمنية والسياسية لعدم ترك الحاكم لعرش السلطة إلا وهو هيكل عظمي
السيدة الفاضلة : السيدة التى تفضل هى وزوجها فى الحكم لأكثر من ربع قرن
حزب الأغلبية : الحزب الذى يذيقك الغلب والذل وتعيش تحت حكمه أغلب فترات حياتك
الانجازات : المشروعات التى تفتتحها الحكومة ويضخمها إعلامها لحد ما الناس تجيب جاز
العالم التالت : العالم الذى يتم فيه توريث الحكم دون أن يجرؤ الشعب على قول تلت التلاتة كام
النظرية النسبية : النظرية التى ابتكرها اينشتاين وطبقها شخص آخر بتشكيل الوزارة من مجموعة من النسايب

الثلاثاء، أكتوبر 14، 2008

اليهود وامريكا


نعلم تماما ان المتحكم فى الاقتصاد الامريكى هم اليهود ونعلم ايضا انهم يقودون سياستها خول العالم خاصة فى حماية المغتصبين الصهاينة ارض فلسطين كما نعلم تحكمهم فى الاعلام والسينما وغير ذلك من مفردات التحكم الصغرى والكبرى ، والسؤال هو

من وراء سقوط الاقتصاد الامريكى .

اننا حين نتمعن الخبر التالى قد نعرف الاجابة : فقد نشر موقع مفكرة الاسلام التالى
كشفت مصادر إعلامية "إسرائيلية" عن حملة تحمل اليهود مسئولية انهيار بنك ليمان براذرز في الولايات المتحدة وتؤكد أن مسئولين يهودًا بارزين في البنك حولوا 400 مليار دولار إلى "إسرائيل" عشية إعلان البنك عن إفلاسه. وذكرت صحيفة "هاآرتس" في عددها الصادر اليوم الاثنين أن تلك المعلومات تجلت في تقرير إخباري نشرته عشرات المواقع الإلكترونية ويؤكد أن مسئولين يهودًا رفيعي المستوى في بنك ليمان براذرز قاموا بتحويل أموال المودعين إلى ثلاثة بنوك "إسرائيلية" بقصد الهرب فيما بعد إلى "إسرائيل" للإقامة فيها دون الخوف من تسليمهم للقضاء الأمريكي. وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ انهيار البنك الذي أسسه مهاجرون يهود ألمان عام 1850، امتلأت منتديات الإنترنت بما يؤكد أن اليهود وراء الأزمة المالية التي يشهدها العالم وأنهم أكبر المستفيدين منها.وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن تلك التعليقات أصبحت شائعة بشكل خاص في مواقع وصفتها بالعنصرية، إلا أنها وردت كذلك في مواقع إلكترونية شهيرة.وأضافت أن عددًا من المنظمات الإسلامية، من بينها حركة حماس في قطاع غزة، انضمت أيضا لتلك الحملة واتهمت اللوبي اليهودي بالتسبب في الأزمة المالية.وذكرت الصحيفة أن جمعية مكافحة التشهير، وهي منظمة يهودية أمريكية تهدف إلى محاربة التشهير باليهود، رصدت المئات من تلك التعليقات خلال الأسبوعين الماضيين.غير أن هاآرتس رأت أن المعلومات الجديدة بتحويل 400 مليار دولار إلى "إسرائيل" تعد أكثر انتشارًا وتركيزا حيث أنها وردت وكأنها تقرير إخباري يتضمن قصة حقيقية أوردتها صحيفة بلومبيرغ الاقتصادية الأمريكية حول تعرض قسم الوساطة المالية في بنك ليمان براذرز خسائر تقدر بـ400 مليار.

الجمعة، مايو 23، 2008

مضى عهد التقية أيها الناس؟؟

مضى عهد التقية أيها الناس؟؟
لمن لا يعلم التقية فهى اعتقاد عند حزب الله كفرع للشيعة الامامية فى لبنان ويعتقد الشيعة أن التقية واجبة لا يجوز تركها إلى يوم القيامة، وأن تركها بمنزلة من ترك الصلاة، وأنها تسعة أعشار الدين، ومن ضروريات مذهب التشيع، ولا يتم الإيمان إلا بها، وليست رخصة في حال الضرورة ، بل هي ضرورة في ذاتها وإنما تكون من مخالفيهم في المذهب.
وتمارس هذه التقية فى كل خطاب اعلامى أو يمكن أن يصل إلى الإعلام ضد أهل السنة بالطبع وهم كمذهب مخالف لأهل الشيعة ويمكنك أن تسمع الكلام الحلو لحسن نصر الله وتحس انك تستمع إلى جمال عبد الناصر فى زمانه والذي استعمل نفس الأسلوب .
كان ذلك فى الماضي قبل أن ينكشف لأهل السنة عقائد أهل المذهب الأخرى خاصة الفرق الباطنية ومنهم أهل الشيعة وقد استخدم هذا الأمر فى الوصول إلى كثير مأربهم .
ما الجديد فى ذلك ؟
الجديد أن السياسة الإسلامية ذات المرجعية السنية قد عادت إلى صوابها وقد وضعت كل فى موضعه وتبين لها أن حزب الله يحمل مشروعا شيعيا فقط وليس إسلاميا ويمكن الرجوع إلى ذلك الحوار الشهير بين الدكتور يوسف القرضاوى حفظه الله وهاشمي رفسنجانى .
ونقول انه أصبح من الواضح أن المنطقة التي تسمى الشرق الأوسط بها ثلاث مشاريع
الأول:- المشروع الصهيوني.
الثاني:- المشروع الشيعي
الثالث :- المشروع السني
والذي ينظر إلى الساحة يرى أن المشروعين الأول والثاني يتعاون ضد الثالث أما المشروع الثالث فظل مخدوعا فترة من الوقت منذ أن قامت الثورة الإيرانية المشئومة وحتى احتلال العراق ، وذاق الإسلاميون السنة الويل والثبور على ايدى إخوانهم الشيعة ، يمكن الرجوع إلى مايحدث لأهل الاحواز المنطقة العربية السنية فى إيران، كما يمكن الرجوع إلى تسجيلات احمد منصور مع الأستاذ يوسف ندا فى حلقات شاهد على العصر ، وما يقوم به شيعة إيران والعراق متحدين معا بالذبح والتهجير والتطهير العرقي يتم حتى الآن فى العراق .
إننا كفرقة سنية تحمل فى جنباتها الخير لكل الناس ولم ولن يكون هذا التطهير أداة لأهل السنة فى التعامل مع المشروعين نظرا لما فى فقه واعتقاد أهل السنة فى الغير ، أما الأدوات الرئيسية للطرفين الاخرين فهو الذبح والقضاء وإقصاء الطرف الثالث .
لماذا هذا التوضيح ؟ .. هذا التوضيح لمن يظن أن حزب الله سيقوم بالنيابة عنه فى محاربة أعداء الأمة الإسلامية ،بل أن المشروع الصهيوني المسيحي العالمي والتى دخلت دباباتهم إلى العراق ووضعت على رأس القوم رجال شيعة يقومون باللازم ، وكما صرح كثير من القادة الإيرانيين أن أمريكا لم تكن تستطيع أن تدخل إلى العراق أو أفغانستان الا بموافقة إيران ، والرئيس الوحيد غير قادة الاحتلال المعلنين الذي دخل المنطقة الخضراء فى بغداد وجلس لمدة يومين وفى رعاية القوات الأمريكية رغم الصخب الاعلامى بين الطرفين أن كلا منهم ضد الآخر .
والمشكلة تكمن أن التشنج فى الحديث عندما يتم توضيح هذا الأمر فعند توضيحه يظن أصحاب المشروع الشيعي أن احد يكشف عورتهم . خاصة أن أهل السنة لا زالوا أقوياء فى مواقع أخرى يعملون على إسقاطها فى أيديهم مثل مصر والسعودية ، وأحب أن أوضح أمرا أن الشيعة احتلوا مصر 120 عاما فى ما سمى بالدولة الفاطمية وطردت هذه الدولة شر طردة من مصر ولن تعود بإذن الله نظرا لان المعرفة الآن وحجم المعلومات مكشوفة توضح عقائدهم الباطنية وان كانت هذه الأساليب نجحت فى عصر كان انتقال المعلومات صعب جدا وتوضيحه أمر أصعب وإثباته أمر فى بعض الأوقات مستحيل عصر البلاط أما الآن فقد تبين الرشد من الغى .
أما علاقة حزب الله بالجهاد الفلسطيني أو إيران بفلسطين فموقع الحقيقة المرفق يشرح لمن يريد أن يفهم الحقيقة ، وما يظهر لنا أن هذه العلاقة تقوم فى إطار معين ذر التراب فى الأعين ، أما الفلسطينيين فهم دفنوا كثير من ضحاياهم فى العراق قتلوا واغتيلوا على ايدى قوات الشيعة الذين ملكتهم أمريكا فى العراق .
على بكساوى
المواقع التالية للاستزادة مما سبق وسأضع بعضها فقط.
1- http://www.haqeeqa.com
2- http://www.moqawama.ws
3- http://www.albainah.net/index.aspx

الأحد، مايو 18، 2008

الرئيس والزعيم


بقلم فهمى هويدى


كما أنه ليس كل من ركب الحصان خيالاً ، ولا كل من لبس العمامة إماماً ، فليس كل رئيس زعيماً ، ولكننا فى العالم العربى درجنا على الخلط بين الاثنين ، واعتبرناهما شيئاً واحداً ، حتى أصبح إعلامنا يتحدث عن كل رئيس باعتباره زعيماً ، ويصف كل لقاء بين رئيسين أو أكثر بأنه مباحثات بين الزعماء ، وهذه مبالغة مسكونة بالتغليط ، أعتبرها من إفرازات زمن الادعاء وتآكل المعنى ، وتغطية خفة الأوزان بالنفخ فى الألقاب .

وقبل أن أعرض ما عندى فى الموضوع ، فإننى أحذر من إساءة الفهم ، حتى خطر لى أن أستهل كلامى بعبارة " الخبثاء يمتنعون " ذلك أن أكثر ما يعنينى فى الأمر هو ضبط المصطلح والتدقيق فى مضمونه ، ولا أستبعد أن يكون ذلك الحرص متأثراً بالحاسة التى نمت عندى حين أمضيت أكثر من عشر سنوات سكرتيراً للتحرير ، كان من بين مهامه أن يدقق فى مضمون الخبر وسلامة صياغته ومفرداته ، وهو ما جعلنى أستشعر وخزاً واستنفاراً كلما وقعت على خطأ مهنى أو لغوى فيما تنشره الصحف ، وكان ذلك الخلط المستمر بين مصطلحى الرئيس والزعيم من بين ما يستوقفنى بصفة تكاد تكون يومية .

فى كل مرة كنت أتذكر كلمات شيخنا محمد الغزالى حين قال لى إنه قرأ ذات مرة فى إحدى الصحف خبراً عن لقاء وزير خارجية إحدى الدول الخليجية مع وزير الخارجية الأمريكى ، وذكرت الصحيفة أن الوزير قابل " نظيره " الأمريكى ، وهو ما أضحكه ودفعه إلى التساؤل ، بأى معيار اعتبروه " نظيره " ووزن أحدهما ألف ضعف وزن الآخر ؟

هذا السؤال كنت أردده كلما طالعت خبراً عن تصريحات الزعيم أو لقاء الزعماء ، إذ كنت فى كل مرة أقول : بأى معيار اعتبروهم زعماء ؟ حكام ورؤساء على العين والراس ، لكن زعماء لا !

فى المعاجم : فإن الرئيس هو سيد القوم وصاحب الأمر فيهم ، أما الزعيم فهو القائد ، وهو أيضاً الكفيل ( فى النص القرآنى : وأنا به كفيل ) - وفى بلاد الشام فإن الرئيس اعتبر رتبة عسكرية تعادل النقيب ، والزعيم رتبة أيضاً تعادل العميد .

الفرق بين الرئيس والزعيم كبير ، لذلك فليس كل زعيم رئيساً ولا كل رئيس زعيماً ، وقلة من الحكام هم الذين جمعوا بين الصفتين ، رغم أن رؤساء كثيرين تمسحوا فى الزعامة فى حين أن الزعيم يظل محتفظاً بثقفه وحضوره فى أى موقع .

الرئيس وظيفة ، فى حين أن الزعيم رسالة ودور ، الأول يمشى على الأرض وغارق فى الواقع ، بينما الثانى يظل مشغولاً بالحلم ومشدوداً إليه ، والرئيس يملك سلطاناً يفرض به إرادته على الناس ، أما الزعيم فإنه يملك قوة معنوية يؤثر بها على الآخرين ، والأول مسنود بقوة القانون والدستور ، والثانى مسنود بقوة المجتمع وثقة الناس ومحبتهم ، والأول لحظة فى التاريخ ، أما الثانى فهو إن لم يصنع التاريخ ، فإنه يحفر اسمه على جدرانه ، والرئيس إذا ترك منصبه يتحول إلى فرد عادى كسائر الناس ، أما الثانى فهو يظل فى قلوبهم ومحمولاً على أكفهم طول الوقت .

والأول يحتاج دائماً إلى كرسى الرئاسة لكى يجلس عليه ، أما الثانى فليس بحاجة إلى كرسى إذ تظل قامته كما هى ، بالكرسى أو بدونه .

من الرؤساء من يشغلون مناصبهم ثم يغادرونها ، ولا يذكر الناس لهم إلا أنهم كانوا جزءاً من جغرافية المكان ، أما الزعماء فإنهم يظلون جزءاً من التاريخ أثناء شغلهم للمنصب أو بعد مغادرتهم له ، لذلك فإن الرؤساء يموتون بمضى الوقت ، فى حين أن الزعماء يظلون أحياء طول الوقت ، فالأولون لهم مدة للصلاحية ، طالت أم قصرت ، أما الآخرون فصلاحيتهم ممتدة بطول الزمن .. والله أعلم .

الاثنين، مايو 12، 2008

مستقبليات الحكم فى مصر



بقلم هشام الناصر

1 – تاريخ مصر فى موجات
ما هى احتمالات الحكم القادم فى مصر الذى أصبح وشيكا واقرب مما يتوقع المتفائلون والمتشائمون سواء بسواء ؟؟؟.
وهى احتمالات وليست خيارات. فالخيارات تعنى الاختيار من عدة بدائل متاحة بعد تقييمها. ولكن الإختيار هو نوع من الترف لا تملكه الشعوب المتخلفة (Under Development) التى لا تملك سوى الانصياع لحكم اتوقراطى مشخصن أو لاستعمار داخلى (Internal Colonialism) أو لاستعمار خارجى بأشكاله المتنوعة (عسكرى – اقتصادى – سياسى).
والشعب المصرى "متهم" أو "موصوم" بأنه أعرق شعب مستعبد فى التاريخ وأطول مستعمرة شهدها العالم نظرا لموت الدولة الوطنية سريريا منذ العام 950 ق.م (احتلال القبائل الليبية لمصر) وطبيعيا فعليا منذ العام 334 ق.م (الاحتلال الإغريقى) حتى الآن فى العام 2008 ميلاديا (!!) مرورا بعصر الجمهوريات الثلاث التى تنوعت فيها أشكال الحكم الأوتوقراطى المشخصن بأنواعه الثلاث، المستبد العادل – الديماجوجى (بهلوان السياسة) – المتعنت المتشدد بترسانة قوانين تسن تفصيلا لترسيخ سلطته وتعضيد سطوته.

وقد حاول المفكر المصرى الراحل الشهير "جمال حمدان" تفنيد تلك النظرية فى كتابه "شخصية مصر" فلم يزدها إلا تأكيدا.

لذا لم يكن غريبا أن يتقول "المقريزى" على مصر والمصريين بقوله إن النساء فيها "لعب" والرجال "خشب" والحكم لمن كلب (غلب) . فهل هذا صحيح ؟؟؟؟

لا يجب أن تتسبب "الشوفينية" (النعرة الوطنية) فى الإنكار التام الغير مبرر، ولا يجب أن تتيه العقول وسط ضباب ودخان "المخدرات التاريخية" الزائفة التى فاقت حروب الأفيون فى الصين (على غرار نصر "مجدو" التاريخى الذى ثبت زيفه – وقيام الشعب المصرى باختيار "محمد على" وليا عليه ، وقد أثبت الأستاذ "هيكل" ثانويته وكذا "الجبرتى" فى تاريخه – ونصر أكتوبر المجيد (!!!) والسيادة على سيناء ومنها "طابا"، وهى أكبر كذبة فى التاريخ وأكبر خدعة أيضا والأهم أنها أكبر وأغرب سرقة لأثمن ما يمكن أن يمتلكه شعب وتعتز به أمة – وهى سرقة "دم" أريق وأجساد وعظام ضباط وعسكر ومدنيين استشهدوا على رمال سيناء وإصابات وإعاقات جرحى المعارك الحربية وشرف وكرامة المؤسسة العسكرية المصرية (وقد سبق التفصيل فى عدة مقالات).

ما حدث فى مصر هو "موجات" تاريخية، منها الصاعد المزدهر ومنها الهابط المنحدر، والتى بدأت منذ خمسة الآلف سنة تقريبا (وليس سبعة آلاف كما يتغنى البعض فالدولة المصرية لم تتشكل إلا فى العام 3300 ق.م وقبلها لم يكن هناك سوى تجمعات حضارية من "الخرطوم" إلى "تخوم الإسكندرية").
لا داعى للبدء من عصر "نعرمر منا" ، وللاختصار تكون البداية من موجة الانحدار منذ العام 950 ق.م التى استمرت حتى القرن السادس الميلادى (الفتح الإسلامى) بطول زمنى حوالى ألف وخمسمائة عام منذ الموت السريري ، وحوالى الألف عام من الاحتلال والإذلال (إغريقى – بطالمى - رومانى غربى – رومانى بيزنطى) ساهم فى امتدادها الطبيعة المسيحية "السمجاء" للشعب المصرى التى تم تحويرها لتعضيد الاحتلال وترسيخ الإذلال. فقد لطم الغزاة المستعمرون مصر والمصريين على خدهم الأيمن فأداروا له الخد الأيسر والقفا والمؤخرة أيضا.

وفى نهاية تلك الموجة لم يكن هناك فى مصر سوى نوعان .. عبيد اغلبية وبشموريون منتفعون أقلية (الهجين من قبط مصر ومسيحى جزر البحر المتوسط وأوربا).

بدأت موجة صعود (ازدهار) مع عصر الخلافة الرشيدة وتحققت الحرية بمحوريها (العدالة الاجتماعية والحرية السياسية). كان الخير كثيرا والرزق وفيرا وهو ما تجلى فى إجابة "عمرو بن العاص" على رسالة أمير المؤمنين – عمر بن الخطاب (رضى الله عنه وأرضاه) التى حملت كلمات قليلة هى: " أمَّا بَعْـد: فوا غوثاه... وا غوثاه... والسلام ". كان الرد (وهذا من قول الشيخ "عائض القرنى" فى دفاعه عن المصريين ضد هجمة مغرضة) : لا جرم (!).. والله لأرسلن لك قافلة من الطعام أولها عندك في المدينة وآخرها عندي في مصر .
وجاد المصريون بأموالهم كما يجود الصادقون مع ربهم، وبذلوا الطعام، وحملوا الجمال وذهبت القافلة تزحف كالسيل، وتسير كالليل، تحمل النماء والحياة والخير والرزق والعطاء لعاصمة الإسلام.

ودعا لهم عمر ، وحفظها التاريخ لهم حفظاً لا ينساه أبد الدهر.

أما الحرية السياسة فقد تجلت فى مواقف عدة منهما حق القصاص للشاب القبطى (الذى لم يسلم وأستمر على مسيحيته) من أبن عمرو بن العاص وأبيه (ومقولة عمر بن الخطاب مشهورة .. أضرب ابن الأكرمين). أما الموقف الثانى فهو خروج أهل "مصر" مع من خرج إلى "عثمان بن عفان" محتجين على ولاة "بنى أمية" وكانوا وأهل الكوفة من أشد الناس اعتراضا (بغض النظر عما حدث بعدها من مقتل عثمان – فالمعنى المقصود هو وجود "الحرية" السياسية للشعب المصرى وحقه فى التعبير الإعتراض).

ومن الصعود إلى الانحدار التدريجى حتى زمن المستنصر بالخلافة الفاطمية، حينما شح نهر النيل، وجاء بماء قليل، فهلك الزرع وجف الضرع، وتمكن من الرقاب عزرائيل، وفيها أكل الناس الفئران والجرذان، وحتى الضعيف من بني الإنسان، ولم يفرق حاصد الموت بالعطش والجوع، بين ترف المدن وفقر النجوع، أو بين جليل وحقير أو غني وفقير، ولم يعد حينذاك تفريق ولا تمييز، بين الذليل منهم والعزيز، فصار الجميع يتقاتلون ويتصارعون علي الحشرات والرمم والجيفة، ولم يتبق بالمحروسة ما يمشي علي أربع .. إلا حمار يركبه الخليفة. وهو الأمر الذى يتكرر الآن أو يكاد فى العصر الحديث عملا بفكرة (أو نظرية) "قولبة التاريخ" (History Template).

وهكذا دواليك.. موجات صعود (منها الإنتصار تحت قيادة "صلاح الدين الأيوبى" فى معركة حطين ، وقيادة "قطز" فى عين جالوت ، وقيادة "جمال عبد الناصر" فى معركة تأميم القناة وحرب السويس وثورة التصنيع وبناء السد العالى) – مع ملاحظة أن العصر الناصرى يصنف كحكم اتوقراطى (المستبد العادل) وزلاته أعظم من إنجازاته ومنها : تعيين الصاغ عبد الحكيم عامر قائدا للجيش الذى أداره بطريقة عمدة كفر أو نجع (حسب تعبير الدكتور مراد غالب) وكانت النتيجة التورط الغير حكيم فى "اليمن" وانتكاسة 1967 – ومنها "قتل" الشهيد المثقف "سيد قطب" – ومنها وأخطرها تعيين "أنور السادات" نائبا له- وكان فى هذا توقيعا لصك موته (!!).

وهناك أيضا موجات هبوط متتالية ومتعاقبة وصل الانحدار فيها إلى درجة أن تولى حكم رجال مصر "الفحول" جارية أرمينية وممرضة مالطية وليدى "ماكبث" من أصول اسكتلندية، وأكثر من "كافور" خصى وجاهل امى لا يفقه شيئا فى تاريخ ولا فى جغرافيا.
أنحدر الحال بمصر حتى باتت لا تعرف أين حدودها الدولية (!!). فالحدود هى الإطار المحدد للسيادة وحينما تنعدم السيادة فلا حدود.

ومن بين ظلمات موجات الانحدارات المتتالية يأتى ضوء موجة الصعود للازدهار .. موجة مبشرة بعودة الكرامة .. موجة مبشرة بعودة مصر إلى مصر (!!) .. وبعودة مصر إلى المصريين .. وبعودة مصر إلى محيطها الإفريقى والعربى .. والأهم هو عودة مصر إلى زعامة العالم الإسلامى "السنى" وهو أمر حتمى قدرى من المؤكد أنه سيعود إن لم يحظى بشرف إعادته الأجيال الحالية فسيحظى بهذا الشرف أجيال قريبة لاحقة.
إنه أمر القدر الذى لا راد له .

أخطأ "فرنسيس فوكوياما" فى أطروحته النى جاءت تحت عنوان "نهاية التاريخ وخاتم البشر" وفيها انحاز إلى رأى "هيجل" الذى توقع انتهاء صراع العقائد بسيادة الفكر الليبرالى المعتمد أساسا على حرية الفرد الذى يؤدى إلى حرية المجتمع (بعكس "كارل ماركس"). ولكن الليبرالية ذاتها تحورت وتوحشت إلى ما يسمى "النيوليبرالية" التى أهملت الجوانب الأخلاقية وقامت بتأليه "السوق" الذى جعلته الصنم الذى يتم عبادته فى أدبيات الإقتصاد الحديث فى عصر العولمة.

"فوكوياما" اليابانى الأصل الأمريكى الجنسية كان ساذجا سياسيا يعيش فى مثاليات أقبية الأكاديميين. عبر "صموئيل هنتنجتون" عن الفكر الغربى المسيحى الكاثوليكى والبروتستانتى" (وليس العلمانى كما يدعى) بأطروحته التى جاءت تحت اسم "صدام أو صراع الحضارات" وهو اسم خاطئ – فالحضارات لا تتصارع وإنما الثقافات – والعقيدة هى المصدر الرئيسى للثقافة .. إذن فصحة الأطروحة هو "صراع العقائد" أو "صراع الأديان".

عنوان أطروحة "فوكوياما" صحيح .. "نهاية التاريخ وخاتم البشر" – ولكن المحتوى فاسد غير صحيح لسبب بسيط وهو اعتماد السيد "فوكوياما" فى دراسته على عقائد أنبياء الغرب الماديين (هيجل وماركس) وأغفل دراسة عقائد أنبياء الشرق الدينيين ومنها وأهمها العقيدة الإسلامية التى يعتنقها ثلث سكان الكرة الأرضية.

نهاية التاريخ ستكون "إسلامية" وما يظهر من هجمات شرسة من الغرب الصهيومسيحى ومن الانحدار الحاد فى حال الشعوب الإسلامية يماثل تماما حالة "الصعود الأخير" فى الموجة الصاعدة التى يعقبها الهبوط - وحالة "الهبوط الأخيرة " فى الموجة الهابطة التى يعقبها الصعود – وهى أمور يعرفها جيدا العاملون فى الشئون المالية والاقتصاد والسياسية والعسكرية كتطبيقا لنظرية "موجات إليوت" (تم تناولها فى مقال سابق).

يلى الجزء الثانى ..."هل يحكم مصر ملك يهودي ؟؟"
هشام الناصر
الخميس 1 مايو 2008


مستقبليات الحكم فى مصر (2)
هشام الناصر
* * * * * * * * * *
2 – هل يحكم مصر ملك يهودي .. ؟؟

تعتبر "المستقبليات" أو "علوم المستقبليات" من العلوم المستحدثة ( وتصنف كعلم مخلق من مجموعة من العلوم الطبيعية أو العلوم المخلقة الأخرى) وسيكون تأثيرها فى القرن الواحد والعشرين مماثلا (إن لم يكن أكبر وأعظم) من تأثير "بحوث العمليات" (Operation Research) فى مجريات الحرب العالمية الثانية.

وتهتم "المستقبليات" بأهم أساسيات عملية "صناعة القرار" وهى علاقة السببية (Cause effect relationship) أو العلاقة بين المقدمات والنتائج (Premises and Conclusion) فى نطاق زمنى يمتد من الماضى إلى الحاضر إلى استشراف المستقبل.

يحاول العاملون فى "المستقبليات" الإجابة عن أسئلة منها : ماهية العلاقة الإرتباطية بين ما حدث فى الماضى (كمقدمات) وبين الأوضاع الراهنة أو الحاضرة (كنتائج). وما هى نتائج ما يحدث حاليا فى الحاضر وفى الماضى القريب (كمقدمات) فى المستقبل القريب والبعيد. وكيف يمكن صناعة "مقدمات" حالية للوصول إلى أهداف مستقبلية مأمولة ومنشودة. وكيف يمكن إفساد مقدمات حالية لمنع الوصول إلى نتائج غير مرضية (أو مؤذية).

الطريف فى الأمر أن القاعدتين الحاكمتين فى تحديد العلاقة بين المقدمات والنتائج مأخوذتان من قاعدتين ترجعان لأيام الفلسفة اليونانية القديمة (Modus ponens– Modus tollens).
فإذا كانت مقدمات (أ) تؤدى إلى نتائج (ب) فإن هذا لا يعنى أن عدم وجود (أ) يعنى بالضرورة عدم وجود (ب) والصحيح إن عدم تحقيق (ب) يعنى عدم وجود (أ).
أرباب "السياسة" الحقيقيون (ونحن نفتقدهم فى السلطة الحالية للجهالة وعدم التأهيل وعدم المقدرة أيضا) مطالبون بحسن توصيف وتصنيف المقدمات والنتائج ومعرفة العلاقة الإرتباطية فيما بينهما لصناعة المستقبل أو على الأقل لدرأ مخاطره.

الإسهاب فى الحديث التفصيلى عن "مسببات" النتائج الحالية (المزرية) وكذا "النتائج" المستقبلية المتوقعة لمجموعة المقدمات الحالية (المفزعة) يحتاج إلى فريق عمل ومجموعة مقالات (إن لم يكن كتاب) وهذا خارج نطاق المقال.

لا يختلف اثنان فى أن الغيبوبة "الشعبية" والسلبية فى مصر كانت من أهم أسباب الحكم الأوتوقراطى المشخصن كنتائج - الذى تطور أخيرا وفى ظل مزيد من الغيبوبة والسلبية إلى أشرس أنواع الاستعمار الداخلى (هيمنة فئة على مقدرات وموارد البلد بأكملها) وهو أيضا تكرار تاريخى (قولبة تاريخية) لمجتمع النصف فى المائة . والنتائج يمكن أن تكون مقدمات لنتائج تالية وهو ما تحقق من كون الحكم الأوتوقراطى المشخصن أسبابا (مقدمات) لنتائج الفقر والجوع والمرض والجهل والانحلال الذى تعيشه الأمة المصرية وهو ما سيؤدى بالتالى إلى نكبات مستقبلية لا يعلم مداها وفداحتها إلا الله ومن عنده علم من الكتاب.

بالنسبة لاحتمالات الحكم القادم فى "مصر" الذى بات قريبا تطبيقا لمقولة الفيلسوف المغربى (محمد عابد الجبرى) فيما يسمى بالحل البيلوجى – فإنه لن يخرج عن احتمالات ثلاث :
حكم اتوقراطى مستنسخ ، حكم ملكى يهودى ، جمهورية إسلامية بقيادة الإخوان المسلمين.
1 – الاحتمال الأول هو إستمرار الحكم الأوتوقراطى بنسخة معدلة تجمع بين المستبد العادل والديماجوجى والمتعنت المتشدد.

فى هذا الاحتمال ستقوم السلطة الحالية بإستنساخ نفسها بجزء منها (!!). هدف السلطة الحالية ليس الاستمرار فى الحكم بغرض المزيد من المكاسب فما جنته فى "ثلث قرن" ويزيد كثير وأكثر من الكثير. هدف السلطة الحالية هو الإفلات من "الحساب" وحتمية "العقاب" وهذا لن يتأتى إلا باستمرارها، وهذا من المحال لانتهاء العمر الإفتراضى لرأس السلطة ، ومن ربع المستحيلات بالنسبة لولى العهد المنتظر الذى يفتقد إلى أى شرعية حقيقية أو زائفة تؤهله حتى لمنصب رئيس وزراء ويضاف إلى ذلك أن مشروع تولى "ولى العهد المنتظر" زمام السلطة سيزيح الغطاء الأخلاقى من على أجساد رموز سيادية فى أركان الدولة الأمر الذى سيجعل منها "مضحكة" أمام نفسها ومرؤوسيها (!!) – فتلك الرموز توهم أو تخدع نفسها بشرعية زائفة للسلطة الحالية هى أول من يعلم بضعفها وزيفها ولكن أن تحاول تخليق شرعية أو تبرير شرعية لولى العهد القادم فهذا محال حتى لو أرادت (!!). أما الأهم فهى المنظومة الأمنية الحديدية التى تحمى السلطة الحالية والتى لن تتوافر بنفس إمكانياتها لولى عهده وهو الأمر الذى يرفع احتمالية تكرار القالب التاريخى "لخريف الغضب" (!!!!).

السلطة الحالية ستعيد تكرار الاتفاق التاريخى الذى عقدته مع السلطة السابقة (مع اختلاف الظروف). العائلة الحاكمة السابقة خرجت بهدؤ دون فتح الملفات السياسية والمالية وبعد خروجها بسنوات عاد عميدها الشاب بالمليارات ليرأس مجلس إدارة شركة الاتصالات المصرية الجديدة (أثير الأمر فى البرلمان المصرى وسرعان ما أخمد فى مهده).
ستقوم السلطة الحالية (والسلطة المرشحة) باحتواء أزماتها المتشعبة الحالية.

الأزمة الأولى والرئيسية هى فورة وهبة الشعب "الجائع" الغاضب. فالحرية السياسية قد تكون ترفا لبعض الشعوب أما "الخبز" فهو الحياة للكل .. هو "العيش". أساليب الاحتواء كثيرة ومتعددة وتتراوح بين سيف المعز وذهبه (العصا والجزرة) - منها المزيد من القمع والتخويف وخاصة للكوادر النشطة وللرموز القيادية باستخدام المنظومة الأمنية المتغولة المتوحشة، ومنها التلويح ببعض الفتات لقطعان الشعب الجائع كما حدث أخيرا فى الإعلان عن زيادة رواتب العاملين بالحكومة بمقدار 30% رغم أن الزيادة فى السعار تجاوزت 200%، يضاف إلى ذلك أن الزيادة ستكون على أصل الراتب المتهالك أصلا بسبب هيكل الأجور الإشتراكى (!!) فالنظام تحول للرأسمالى ومازالت الأجور اشتراكية !!!!. ومن ثم فالزيادات المتوقعة ستكون من 10 جنيهات إلى 150 جنية (2 دولار – 30 دولار) وهو ما يماثل (حسب رأى أحد المدونين الساخرين) من ربع كيلو إلى أثنين كيلو ونصف من اللحم البلدى الطبيعى وليس من لحم "الحمير" الذى زاد انتشار أكله بين "المستحمرين" فى ظل "المستعمرين" – فلا استعمار (داخلى أو خارجى) إلا بالإستحمار.

الأزمة الثانية التى تواجه السلطة الحالية (ومعها السلطة المهجنة) هو انحسار الدور الذى ارتضته السلطة المصرية منذ الجمهورية الثانية وهو دور "السمسار" أو "الوسيط" الأمر الذى يحولها إلى عبء لا نفع من وراءه (الأمر الذى يخالف المنطق الغربى الخاص بالعائد والتكلفة) .

وقد ظهر فزع وهلع الإدارة المصرية من محاولات الرئيس الأمريكى "جيمى كارتر" لعب دور الوساطة بين الفلسطينيين (بقيادة حماس) والكيان الصهيونى الأمر الذى يسحب البساط من تحتها ويفقدها دورها ومورد رزقها (!!).

الجدير بالذكر أن السلطة السياسية لحماس أجادت اللعب على المتناقضات. فهى تعرف جيدا موطن ضعف السلطة المصرية الحالية ومن ثم أرسلت لها رسالة لم تكن خافية عن المراقبين – تمثلت فى الموافقة المبدئية على مشروع "كارتر" والتلميح بإبداء التعاون معه – ثم فجأة وبالدوران بزاوية 180 درجة أعلنت عن مباركاتها لمجهودات الوساطة المصرية – وأختفى "كارتر" واختفت أيضا اللهجة العدائية لمنظرى السلطة المصرية ضد حماس وأهل "غزة" ...

هناك مجموعة من البدائل يتم دراستها فى مطبخ صناعة القرار – وهناك بالفعل من يتم تلميعه وتجميله ولن تكون المفاجآت كبيرة إن تحقق هذا الاحتمال.

السلطة القادمة لن تكون ديمقراطية كما يأمل الشعب المصرى ففسائل أشجار "الدوم" لا تنبت عنبا ولا تينا. فالأوتوقراطية لا تنبت إلا أتوقراطية.

ستحاول السلطة القادمة أن تبدأ بالأعمال الخيرة أى نفس سمات النوع الأول من الحكم الأوتوقراطى (المستبد العادل). وأمام ميراث ثقيل من معاهدات الإذلال وفقدان السيادة على الجانب الخارجى، وطوفان متراكم من فساد مالى وإدارى على المستوى الداخلى ستستمر السلطة الجديدة فى الكذب والإخفاء وإيهام الشعب بالسيادة والحرية وبأن الأمور مائة فى المائة (100%) أى التحول الحتمى إلى الديماجوجية (البهلوانية). ومن منطلق أن الفساد مهما تجمل لن ينبت إلا فسادا فستجد السلطة نفسها أخيرا عاجزة عن الإصلاح وستتراكم المشاكل والأزمات وصولا إلى النكبات (فالأزمات إن لم تحل جيدة تتحول إلى نكبة) ومن ثم ستسن القوانين الجديدة لتواكب المتغيرات إضافة إلى الموروث التاريخى من ترسانة القوانين العثمانية – أى تتحول السلطة الجديدة إلى متعنتة متشددة تتستر بقوانين فاسدة مستمدة من دستور أكثر بنوده بها عوار.


2 – الاحتمال الثانى قد يبدو لأكثر المهتمين بعيد المنال رغم انه وارد الاحتمال وهو عودة البلاد إلى الحكم الملكى لأسرة محمد على.

فالملك الشرعى الذى أغتصبت الثورة السلطة منه هو "أحمد فؤاد" – وهو ملكا لقيام والده الملك فاروق بالتنازل له يوم 26 يوليو 1952 قبل رحيله خارج البلاد (ولم يكن قد بلغ العام الأول بعد – فجلالته من مواليد 1951) ثم خلعته الثورة فى يونيو 1953.
تزوج الملك الأسبق "احمد فؤاد" من يهودية يقال أنها من أصول مغربية تدعى "'دومينيك فرانس بيكار" ثم قامت بتغيره إلى اسم "فضيلة" . انفصل أحمد فؤاد عن زوجته بعد سلسلة فضائحية شاهدتها المحاكم وتناثرت فيها أقاويل عن عدم نسب بعض أولاد جلالة الملك إليه (وقد تحدث الأستاذ "أنيس منصور" فى هذا الموضوع تلميحا بمقال له بالشرق الأوسط الدولية).
المثير فى الأمر هو سعى الملك الأسبق "احمد فؤاد" وأسرته إلى الحصول على موافقة الرئاسة المصرية (السادات) على أن تتم عملية ولادة احد أبناءها فى "مصر" (وقد تمت الولادة بالقاهرة وتمت تسميته "بمحمد" ) ولذا فمن المؤكد انه يحمل شهادة ميلاد مصرية وجنسية أيضا – أى كل المؤهلات التى تضفى الشرعية على توليه ولاية العهد عند إعادة تنصيب أبيه ثم توليه العرش بعدها بقليل.
ولن يكون الأمر غريبا أو عجيبا فهذا هو التطور الدرامى لتاريخ طويل من "إستحمار" الشعب المصري – بدأ بولاية أهل "مالطا" ثم "ويلز أو اسكتلندا" وأنتهى باليهودية – وهذا أقل ما يستحقه شعب أتسم أو كان يتسم بالخنوع والسلبية.
السيناريو تم إعداده كأحد الاحتمالات ومجموعات العمل والوسائل والتبريرات والغطاء الأخلاقى جاهزة للتنفيذ. الشعب المصرى الغاضب يستمر فى الغليان والهبات والانتفاضات. المؤسسة الأمنية الغبية لا تملك سوى سلاح القوة الغاشمة للردع والتنكيل. القيادة السياسية أعجز من أن تقوم بحل مرضى فهى لا تقدر حتى لو أرادت (!!). المظاهرات والتجمعات تنتقل من الأقاليم إلى البيت الزجاجى للبلاد ..إلى العاصمة "القاهرة". وحشية الجهاز الأمنى تتصاعد من الضرب بالعصى المطاطية والخيزران إلى استخدام قنابل الدخان والرصاص المطاطى والرصاص الحى (كما حدث فى المحلة الكبرى). المتظاهرون يتذكرون حكمة طارق بن زياد "البحر من وراءكم والعدو أمامكم" – فهو إن سكت مات جوعا وإن تظاهر ضرب وقد يقتل وإن قبض عليه فستنتهك رجولته ويفقد فحولته فلا مناص من المقاومة والرد بالمثل و"يا طابت .. يا أثنين عور (!!!)" – فيرد بالطوب والحجارة وقنابل الدخان الملقاة عليه على أجهزة الأمن السافاكى. ميليشيات المرشدين والمجرمين المحترفين المستأجرين أو المدفوعين بواسطة وحدات المباحث ستنضم للغوغائيين المندسين وسط المظاهرات وسيتم افتعال الكثير من الأحداث الدامية على غرار "حريق القاهرة" فى يناير 1952. هناك عدة خطط لتأمين البلاد منها ما هو تابع للمؤسسة العسكرية ومنها التابع لمؤسسة الشرطة ومنها وهو الأهم ما هو تابع لفرع الإدارة الأمريكية بالقاهرة والإسكندرية (!!). من العادى أن تتواجد "السى اى إيه" فى مصر ولكن ما هو غريبا هو تواجد "الإف بى اى" والعديد من أفرع مؤسسات حكومية وحزبية أمريكية (ولا مزيد ....).
الفوضى فى مصر قد يتم تفعيلها وإذكائها ويكون الحل كما حدث فى بلاد الأفغان هو عودة الملك الشرعى المغتصب عرشه للبلاد ... جلالة الملك احمد فؤاد وولى عهده اليهودى (!!!).
ليست مصادفة أن يتم تلميع صورة الملكية فى مصر فى أحد الأعمال الدرامية (مسلسل الملك فارق) بطريقة جعلت البعض يشفق على الرجل ويتعاطف معه. وليست مصادفة أن يتم تسويق المسلسل على أقراص مدمجة وبأسعار مغرية حتى بعد انتهاء عرضه المتكرر على عدة قنوات ومحطات. وليست مصادفة أن يتم ولادة "محمد أحمد فؤاد" فى القاهرة وحمله للجنسية المصرية.
ولا عجب .. ففى بلاد العجب قد يحدث أكثر من العجب ...
3 – الاحتمال الثالث هو أن يتولى الإسلاميون بقيادة "جماعة الإخوان المسلمين" زمام الأمور وتتم إقامة أول "جمهورية مدنية إسلامية" واضحة وصريحة لا لبس فيها ولا تزويق.
والإسلاميون بالعموم والإخوان بالخصوص لا يحتاجون لموافقة سامية من ما يسمى بالأحزاب المصرية الورقية التى أثبتت أنها أكثر وهنا من كونها ورقية.
والإسلاميون لا يحتاجون لصك غفران من أقباط مصر ولا من اى طائفة أخرى. فغير المسلمين لا يشكلون سوى اقل من 6% من مجموع المصريين يمثل الأقباط أكثر من نصفهم بقليل - وقمة الديمقراطية التى يتغنى بها العالم الآن هى ألا تنصاع الأكثرية الساحقة لتعنت الأقلية.
الحكماء من أقباط مصر يعلمون أن خيرهم فى كنف الإسلاميين كمواطنين وليس أقلية أو رعايا وهو ما كان سائدا وسيسود. محاولات اصحاب المصالح الشخصية من بعض أقباط المهجر وعمالهم فى الداخل سيجعل الصراع يبدو أو يأخذ شكل أقلية وأكثرية. أقباط مصر يعرفون جيدا أن عدوهم الأول والأكبر هم البروتستانت (وخاصة المتحررة) أولا والكاثوليك ثانيا. ضحايا مذابح المسيحيين فيما بينهم أكبر وأعظم من معاركهم مع المسلمين حتى فى الحروب الصليبية الذين كانوا فيها معتدين. المثقفون من أقباط مصر يعرفون جيدا زيف التقسيم الذى وضعه "هينتجتون" فى أطروحة صدام الحضارات، فقد ذكر فى تقسيمه أطراف الصراع القادم كالآتى : الغرب والإسلاميون والمسيحية السلافية (روسيا وصربيا) والهند واليابان والصين (الكونفوشية). تقسيم "هينتجتون" ينطبق عليه المثل المصرى العامى "سمك – لبن – تمر هندى" فهو لا يخضع لتصنيف محدد فمنه الدينى ومنه القومى ومنه التكتل العقائدى الفكرى. وليسأل أقباط مصر (الأرثوذكس) أين تصنيفهم فى صراع "هينتجتون" وهل يستقيم جمع الكاثوليك والبروتستانت (وهم أعداء تاريخيين) فى تصنيف واحد هو "الغرب" ؟؟؟؟. الإجابة على السؤال ستحدد لهم معالم الطريق ، وسيعلم العامة منهم وأنصاف المثقفين أن أمنهم وأمانهم فى كنف الإسلاميين – أما الحكماء منهم والمثقفون فلا خوف منهم أو عليهم فهم يعلمون.
سقطت العقائد الفكرية المادية أو العلمانية فى مصر، فلم يعد هناك معنى لتصنيفات القوميين (الناصريين) والإشتركيين (بأطيافهم) والليبراليين. كلها كعقائد نصبت من نفسها بديلا عن الإسلامية قد سقطت فى الاختبار تلو الاختبار. فالإسلامية ليست مجرد منهجية جامدة التحديد بل هى مدرسة منهجيات يمكن تطبيقها (إسقاطها) فى مختلف الأشكال بما فيه صالح البلاد والعباد وبما يتلائم مع الزمان والمكان . فكما قلنا سابقا إن الإسلامية يمكن أن يتم تطبيقها فى الشكل الليبرالى أو فى الشكل الإشتراكى أو فى تزاوج مشترك فيما بينهما فيما يعرف بالطريق الثالث (الاشتراكية الديمقراطية أو الليبرالية المهتمة بالعدالة الاجتماعية – وهو الاتجاه الحديث السائد فى بعض بلدان الغرب الآن). ولكن الإسلامية لا يمكن أن تكون "نيوليبرالية".
من الجدير بالذكر أن هذا الاحتمال وارد فى أجندة الخيارات الغربية (الأمريكية) كبديل عن حالة فوضى لا يمكن إدارتها والسيطرة عليها ، أو كبديل عن تصدير فكر يسارى "معدل" من التجربة اللاتينية وبدعم من تكتل "شنغهاى" ويكون قاعدة متقدمة لحماية المصالح الصينية والروسية فى إفريقيا ورأس حربة نحو الكنز البترولى فى منطقة الخليج، أو للاعتقاد بإحداث توازن "مذهبى" مع المشروع الشيعى الفارسى (فى إيران).
وتوصيف المشروع الإيرانى بالشيعى الفارسى ليس سبا أو ذما بل هو توصيفا ومدحا (!!). فبغض النظر عن الخلافات والتناقضات بين العرب والفرس أو بين السنة والشيعة (وهو ما نراه قابلا للحل والتوافق والتعايش) فإن من أهم أسباب نجاح المشروع الإيرانى هو عدم خلق الصراع والتناقض بين مذهبه الشيعى وقوميته الفارسية فأخذ محصلة زخمهما معا ليصبا فى زخم واحد فى مشروعهما الذى يتنامى ويقترب كثيرا من هدفه بجعل إيران أول دولة "عظمى" فى المنطقة تكون ندا للمشروع الصهيومسيحى – وهذا بعكس الأمة العربية التى خلقت عداوات وصلت إلى حد الاتهامات المتبادلة بين الإسلامية والقومية العربية (بالتكفير من جانب وبالكهنوتية الثيوقراطية من الجانب الأخر).
لم تستمع الأمة العربية لأقوال مثقفيها الحقيقيين (أمثال الدكتور عصمت سيف الدولة) فى تفنيد التضارب بين الإسلامية والقومية العربية وإرساء ما يسمى بالانتماء أو بالولاء المزدوج وبأن العلاقة بين القومية والإسلامية هى علاقة الجزء بالكل وعلاقة المرحلى بالنهائى.
التجربة الإيرانية أثبتت بأنه لا توجد محاذير فكرية أو موانع شرعية تجعل من المرء الواحد أن يكون إسلاميا قوميا اشتراكيا – فلا تعارض فيما بينهم وهذا ما يجب أن يكون.
عموما ... هاهى الأمة العربية تجنى علقم ثمار أعمالها وسوء إداراتها لصراعاتها التاريخية. ولكن من المؤكد أن هناك من تعلم .... ولعلهم الأكثرون.
وختاما يثار سؤال ..
هل هناك احتمال رابع قابل للتنفيذ تم إغفاله فى هذا المقال ؟؟؟؟ - مع التركيز على عبارة "قابل للتنفيذ" – أى بعيدا عن خيالات المتثقفين ومخاوف العلمانيين (الملحدون أكثر منهم علميون) وجهالة أصحاب النوايا الصادقة الذين يحكمون على الإسلامية من التطبيق وليس على أصوله ومن منابعه الأصلية ومن المتنورين.
نرى أن الإجابة هى "لا" أو بالمصطلح الأجنبى (Big No) – وللشعب المصر القرار فى أن يكون أو لا يكون .
ولعل للحديث بقية .....
هشام الناصر
الجمعة 2 مايو 2008


الخميس، مارس 06، 2008



لا للفساد
لا للمفسدين
لا لاستمرارهم فى بلدى فى مصر

الأربعاء، فبراير 20، 2008

صلاح عبد الحيم عامر ...كان الأفضل لعبدالناصر أن ينتحر



صلاح عبدالحكيم عامر‏....‏ يقول في حديثه الصحفي ...كان الأفضل لعبدالناصر أن ينتحر
نشر في الأنترنت "مجلة العربي" سلسلة عن أراء إبناء ضباط قيادة الثورة ....


لا أعرف لماذا يستفزني ابن جمال عبدالناصر‏,‏ ولا أعرف بماذا أرد عليه‏,‏ لماذا كل هذا الاستفزاز‏,‏ وأي شرف في الانتحار يتحدث عنه عبدالحكيم عبد الناصر في حواره مع مجلة الأهرام العربيهكذا بدأ معنا صلاح عبدالحكيم عامر حواره محملا بالأسي والضيق من حوارنا مع عبدالحكيم عبدالناصر في العدد السابق‏,‏ وصلاح يشبه أباه إلي حد كبير في طوله الفارع وشاربه القصير وطريقة تفكيره‏.‏ وهو يعمل حاليا مديرا للمبيعات بأحد الفنادق‏.‏فتحنا معه مجددا ملف مصرع أبيه المشير عامر والروايات المتعددة حول هذه القضية وكذلك دور والده في الثورة وحقيقة المذكرات التي تركها‏.


‏ لا أعرف سر إصرارك علي أن والدك مات مقتولا ولا دليل عندك يؤكد ذلك؟لدي أدلة كثيرة لعل أهمها التقرير الذي كتبه الدكتور علي محمد دياب‏,‏ الباحث ومدرس التحاليل والسموم بالمركز القومي للبحوث‏,‏ والذي قدمه بناء علي قرار المحامي العام بانتدابه للاطلاع علي الأوراق الطبية الخاصة بحادث وفاة المشير‏.‏يقول تقرير الدكتور دياب‏:‏ إن مادة الإيكونتين‏,‏ السامة التي وجدت في تحليل دم المشير‏,‏ تقتل أي إنسان بمجرد اقترابها من فمه‏,‏ بينما قرر النائب العام وقتها أن المشير تناول السم يوم‏13/9/1967‏ ومات يوم‏14/9/1967,‏ أي بعد يوم كامل من تناول هذه المادة السامة‏,‏ وهو ما يتعارض مع ما قاله الباحث وخبير السموم الدكتور دياب‏!!‏أيضا هناك تقارير أطباء مستشفي القوات المسلحة بالمعادي‏,‏ مؤكدة بأقوالهم سلامة طبيعة النبض‏,‏ وضغط الدم والقلب والرئتين والانعاكسات العصبية‏,‏ وسلامة الجهاز الهضمي وعدم وجود أعراض لمغص أو لقيء أو إسهال‏,‏ مع سلامة القوة العضلية والإحساس‏,‏ وتفاعل حدقتي العين مع الضوء‏,‏ كما ذكر كل شهود العيان‏,‏ أنه لم يلحظ علي المشير أي تغيير يدل علي حدوث تأثير من أي مادة سامة‏,‏ وأنه غادر المستشفي مشيا علي قدميه‏,‏ إذن حتي لحظة خروج المشير من المستشفي الساعة الخامسة والثلث مساء يوم‏13/5/1967‏ كان سليما تماما‏.


‏ تقصد أن جرعة السم أعطيت له في استراحة المريوطية؟لا أقصد‏,‏ بل أؤكد بالتقرير رقم‏19‏ الصادر من مستشفي المعادي‏,‏ والذي وقعه الدكتور المقدم محمد عبدالمنعم عثمان‏,‏ والرائد طبيب ثروت عبدالرحمن الجرف‏,‏ والذي جاء فيه أن ما سلم للمستشفي قطعتان متماثلتان من ورق سلوفان إحداهما طولها‏5,2‏ سم‏,‏ وأرسلت إلي المعامل الطبية الرئيسية يوم‏11/9/1967,‏ والأخري طولها‏1‏ سم‏,‏ وتم حفطها بالمستشفي‏,‏ وأجري عليها تحليل يوم‏14/9/1967,‏ ولم يشر التقرير إلي أن أيا من هاتين الورقتين كانت بهما آثار للمضغ‏,‏ ولم يثبت وجود أي شيء بعد تحليل الورقة الصغري‏.‏وفي الورقة الكبري لتقرير المعامل الطبية المركزية تجد أنه ذكر وصول قطعة سلوفان مبرومة وبداخلها قطعة صغيرة من الورق المفضض في أنبوبة مغطاة بفلة عادية‏,‏ وليست مشمعة‏,‏ وهو ما يعتبر إجراءا خاطئا‏.‏الأغرب تقرير النقيب صيدلي يسري أبوالدهب‏,‏ حين كتب أن قطعة ورق السلوفان التي وصلته طولها لا يتعدي نصف سم‏,‏ في حين أن الجهة المرسلة للعينة‏,‏ وهي مستشفي المعادي قررت أن الورقة طولها‏5,2‏ سم‏,‏ كما أكد يسري أبوالدهب في التقرير أن ورقة السلوفان والورقة المفضضة لم يظهر بهما أي آثار للمضغ‏.‏‏


‏ وماذا عن نتيجة تحليل عينتي القيء اللتين وصلتا يومي‏13-14/9/1967,‏ إلي معمل التحاليل المركزية؟أثبت تحليل العينتين خلو المعدة من أي آثار للأفيون أو المورفين‏,‏ وهذا يؤكد أن المشير لم يبتلع أي مورفين أو أفيون أو إيكونتين حتي وقت وصول القوة المكلفة باصطحابه إلي منزله في الساعة الثانية والنصف يوم‏9/1967/.12‏‏*‏ ولكن هناك تقريرا أجري بمصلحة الطب الشرعي وهو تقرير المعامل الكيماوية؟هذا التحليل أجري بعد الساعة السابعة صباح يوم‏15/9/1967,‏ أي بعد الوفاة باثنتي عشرة ساعة ونصف الساعة‏,‏ وأثبت هذا التقرير وجود آثار لحمض السليسليك من نواتج تحلل وتمثيل الأسبرين وآثار ضئيلة من المورفين‏,‏ ولا أستطيع الجزم بإيجابية الكشف عن المورفين في الدم بعد مرور الوقت‏,‏ وسلبية التحليل الذي أجري علي محتويات المعدة من القيء الذي حدث في المستشفي‏,‏ تدلان علي أن المشير لم يتناول أفيون أو مورفين بعد محاولة القبض عليه‏.

لكن تحليل المعامل الكيماوية أكد أن ورقة السلوفان التي وصلته بها نتائج مضغ بالأسنان؟هذا لا علاقة له بالحقيقة‏,‏ بل افتراء وتزوير علي المشير‏,‏ ويتناقض مع تقارير كل من‏:‏ طبيب محمد عبدالمنعم عثمان‏,‏ والرائد طبيب ثروت عبدالرحمن الجرف‏,‏ والصيدلي يسري أبوالدهب حيث أكد أن الورقة ليست بها آثار للمضغ وطولها نصف سم‏,‏ مع ملاحظة مهمة وهي أن وصف ورقة السلوفان اختلفت حوله الجهات الثلاث‏:‏ مستشفي المعادي‏,‏ والمعامل المركزية‏,‏ ومعامل الطب الشرعي‏!!


‏ هل هناك أدلة أخري تؤكد بها حديثك من أن جرعة السم أعطيت له في استراحة المريوطية؟أكد الدكتور مصطفي بيومي حسنين‏,‏ الذي كان مشرفا علي المشير في الوردية الأولي لحالة المشير من الساعة‏20,5‏ مساء‏12/9/1967,‏ وحتي العاشرة صباح‏1967/9/14,‏ حيث أقر بأن ضغط دم المشير كان طبيعيا والنبض ثابتا وممتلئا ومنقطعا‏100/90‏ في الدقيقة‏,‏ مما يؤكد عدم تعاطيه الأفيون أو المورفين أو الايكونتين‏,‏ أيضا الرائد طبيب إبراهيم علي البطاطا‏,‏ حيث قال في شهادته‏:‏ كنت مكلفا بمتابعة المشير في الوردية الثانية ابتداء من العاشرة صباح‏14/9/1967,‏ وحتي التاسعة من مساء اليوم نفسه‏,‏ وأشهد أن صحة المشير كانت في تحسن‏,‏ وأن الضغط والنبض طبيعيان‏,‏ وهو ما يؤكد عدم تناوله الايكونتين كما أشهد أن المشير كان يتناول قطرات من عصير الجوافة المحفوظ في علب‏.‏ويتساءل صلاح‏:‏ أين كوب عصير الجوافة الذي كان يشرب منه المشير؟ وفي أي مكان كان يوضع بين فترات استعماله؟ وماذا تبقي فيه من العصير؟ ولماذا لم يحرز الكوب للتحليل إذا لم يكن قد اختفي؟إن الدكتور بطاطا‏,‏ أكد أن المشير كان يشكو من ألم في الأسنان‏,‏ وطلب نوفالجين وماء‏,‏ ويستحيل علي من يبيت النية للانتحار أن يهتم بألم الأسنان ويطلب العلاج لها‏,‏ كما جاء في أقواله أن المشير نام من الرابعة مساء وحتي السادسة مساء دون ألم أو قيء‏,‏ وذكر أنه عاد مرة أخري في السادسة مساء‏,‏ كما أنه كان مستمرا في نومه الطبيعي‏,‏ والتنفس والحرارة والضغط كان في مستوياتها الطبيعية‏.‏لقد أعطي سم الايكونتين لوالدي بعد السادسة مباشرة وبجرعة لا تقل عن‏2‏ ملجم حسب تقرير الدكتور بطاطا‏,‏ كما أن الدكتور محمد دياب في نهاية تقريره يقول إن أي باحث منصف ومدقق لا يمكن إلا أن يقرر أن وفاة المشير لم تكن بالانتحار وإنما بالقتل عن طريق سم الايكونتين الذي أعطي بعد السادسة مساء يوم‏1967/9/14,‏ والوفاة هنا جنائية ومكتملة شروط التعمد وسبق الإصرار والترصد‏.‏‏


‏ مذكرات الفريق محمد فوزي تؤكد انتحار والدك وليس قتله‏,‏ وشقيقتك نجية قالت إن المادة التي رأتها في فم والدها قبل مغادرته منزله بالجيزة يوم‏13/9/1967,‏ كانت مادة سامة مما جعلها تطلب سرعة إسعافه وقالت أثناء التحقيق معها عندما سئلت عما إذا كان المشير كان يلوك أفيونا‏,‏ أصرت علي أنه تناول علي وجه اليقين سما‏,‏ مما يقطع بأن فكرة انتحاره لم تكن غائبة عن علم الأسرة؟أعتقد أن الأدلة السابقة والتقارير تؤكد مقتل والدي‏,‏ أيضا مذكرات كمال الدين حسين‏,‏ عضو مجلس الثورة‏,‏ ورفيق عبدالناصر والمشير تؤكد مقتل والدي‏.‏‏*‏ قلت لصلاح تعالي نخرج من مسألة القتل والانتحار لنتحدث عن والدك ودوره في ثورة يوليو‏,‏ ورؤيتك له ولحياته؟شارك والدي في اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار‏,‏ وقاد الكتيبة‏13‏ وفصيلة مدافع ماكينة في العمليات لاقتحام القيادة العامة في كوبري القبة والاستيلاء عليها‏,‏ وهو الذي فتح باب رئاسة الجيش وألقي القبض علي قادة الجيش المجتمعين في مقر القيادة‏,‏ وأود أن أخبرك بأن الطلقة الوحيدة التي أطلقت في ليلة‏23‏ يوليو‏1952,‏ كانت من سلاح والدي‏.‏‏*‏ ولكنهم كانوا يريدونها ثورة بيضاء؟أطلقها والدي مضطرا بسبب مقاومة أحد جنود الحراسة عند باب القيادة واستغاثته بالقوات داخل مبني القيادة‏,‏ وهذا ما ذكره الرئيس أنور السادات في جريدة الجمهورية وفي حديث للتليفزيون المصري في أحد أعياد ميلاده‏.


في حديث لك مع جريدة المصري اليوم اتهمت الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل بأنه استولي علي مذكرات والدك‏,‏ وهذا شيء لم نعهده علي الأستاذ؟إنني لا أخفي سرا إذا قلت إن هيكل هو الذي نصح والدي بتسجيل مذكراته حيث كانا صديقين ودودين‏,‏ وبعد أن سجل والدي هذه المذكرات وقبل أن يأتمن هيكل ليحتفظ بها أعطي نسخة لصلاح نصر ونسخة دفنها في حديقة منزلنا بالجيزة‏.‏‏*‏ ولكن لا يوجد دليل علي وجود مذكرات لوالدك‏,‏ وقد نفي المؤرخ يونان لبيب رزق وجود أية مذكرات لوالدك مبررا كلامه بقوله إن والدك ليس من الشخصيات ذات الوعي التاريخي والثقافي التي تحرص علي كتابة مذكراتها؟كان من المفروض علي هذا المؤرخ أن يتحري الدقة وألا يترك الكلام مرسلا علي عواهنه‏,‏ وليس أدل علي ذلك ما ظهر أخيرا من مذكرات والدي حيث نشر بجريدة صوت الأمة في أول عدد تولي إبراهيم عيسي فيه مسئولية التحرير جزء من مذكرات عبدالحكيم عامر يحكي فيها بكل صراحة تفاصيل علاقته بعبدالناصر وكما كتب أنه إذا مات أو قتل فإن عبدالناصر سيكون هو السبب ويتصدر الجزء الرابع من مذكرات صلاح نصر عن دار الخيال وفيه الحقائق كاملة‏.‏‏*‏ وهل عبدالناصر أخطأ في حق المشير أم أن المشير هو الذي أخطأ في حق ناصر بأن وضع صديقه في مأزق؟إطلاقا‏,‏ لقد جعل عبدالناصر أبي كبش فداء‏,‏ فمثلا قرار رفع قوات الطواريء الدولية وهو السبب الرئيسي في نشوب حرب يونيو‏1967,‏ كان من قبل عبدالناصر وليس لوالدي علاقة به‏,‏ والذي يثير دهشتك وأنت تطالع تاريخ مصر‏,‏ أن الفريق عبدالمنعم رياض والفريق محمد فوزي سافرا إلي سوريا وقتها وأكدا لعبدالناصر عدم وجود حشود إسرائيلية علي الحدود السورية إلا أنه أصر علي رفع قوات الطواريء من غزة وترك قوات طواريء في أماكن أخري‏,‏ لكن الأمم المتحدة أصرت علي إبقائها بالكامل أو رفعها بالكامل‏,‏ فأصدر عبدالناصر قراره إلي الفريق فوزي برفعها بالكامل‏,‏ ولا أعتقد أن القائد العام للقوات المسلحة يستطيع اتخاذ هذا القرار الذي يحمل شقا سياسيا بشكل كبير‏,‏ إذن الذي أصدره هو رئيس الجمهورية وليس قائد القوات المسلحة‏.‏أيضا هناك قرار إغلاق خليج العقبة الذي أصدره عبدالناصر في اجتماع أبو صوير الشهير‏,‏ ولا أعرف لماذا أضر عبدالناصر نفسه وبلده‏,‏ فهو يعرف أن الجيش المصري موجود في اليمن‏,‏ ويعرف أن هذا القرار لن يمر من جانب إسرائيل دون تحرك‏,‏ وأصر علي اتخاذ القرار دون أن يعي خطورته‏.‏ ثم هل يستطيع السيد سامي شرف أن يقول لي لماذا ألغي الضربة الجوية التي كانت ستوجه لإسرائيل في السادسة والنصف صباح‏27‏ مايو‏1967,‏ في الساعة الخامسة والخمسة وأربعين دقيقة صباح اليوم نفسه حيث أمر صدقي محمود قائد القوات الجوية بإلغائها‏.‏‏*‏ مؤرخون عديدون أدانوا المشير عامر وقالوا إنه سبب الانقلاب الذي أدي إلي انفصال الوحدة المصرية ـ السورية؟النحلاوي الذي قاد الانقلاب‏,‏ سوري الجنسية‏,‏ وراحوا يرددون أن مدير مكتب المشير هو الذي قاد الانقلاب‏,‏ وكما ذكرنا أنه سوري‏,‏ ثم إن سوريا كلها هي التي أعلنت الانقلاب ولا تريد وحدة‏.‏‏


‏ ولكن عبدالناصر روي لهيكل عن والدك‏:‏ أنا صبرت عليه كتير وغلط كذا مرة‏,‏ وكل مرة بييجي يقدم لي استقالته ويكلمني علي العلاقة التي بيني وبينه‏,‏ والعشرة والود‏,‏ وكنت فاكر إن جدعنة الفلاحين هاتفضل فيه‏,‏ لكنها ما فضلتش؟هذا كلام لا معني له‏,‏ فأبي قدم استقالته عام‏1962,‏ فلماذا لم يقبل عبدالناصر استقالته؟ لا تقل لي إنه تراجع عن قبولها بسبب ضغط الجيش عليه وحبه لعبدالحكيم‏,‏ فهذا كلام لاي يصدق‏,‏ لا أحد كان يستطيع أن يضغط علي عبدالناصر الذي استطاع إقالة محمد نجيب‏,‏ الذي كانت له شعبية كبيرة‏,‏ ووضع نفسه مكان محمد نجيب‏,‏ ولم يكن أحد يعرف من هو جمال عبدالناصر‏,‏ فهل سيغلب في إقالة عبدالحكيم عامر‏

الاثنين، فبراير 18، 2008

من ملفات الثورة قرأت لك

حسـن التهامي
بقلم : د كمال خلف الطويل
ما من أحد من رجالات يوليو ارتبط اسمه بظلال شائهة كما ارتبط اسم التهامي. هو أحد أعضاء خلية الضباط الأحرار الأولى التي عملت مباشرة مع عبد الناصر وهم – إلى جانبه - عبد الحكيم عامر وخالد محي الدين وكمال حسين وحسن إبراهيم وكمال رفعت.
هو واحد من ثلاثة اشتركوا مع عبد الناصر في محاولة اغتيال رجل الملك في الجيش اللواء حسين سري عامر قائد سلاح الحدود في يناير 52.عرف بالشجاعة لحد التهور، وبالقدرة على الكتمان والطاعة. ولأجل الخصلتين الأخيرتين فقد اختير ليكون ضابط الاتصال "التنفيذي – العملياني" مع محطة المخابرات المركزية بالقاهرة بعد نجاح انقلاب يوليو.والحق أن نظرة طائر فوق العلاقات السرية لضباط يوليو مع ممثلي الولايات المتحدة بالقاهرة بعد نجاح انقلابهم تغدو الآن على قدر حيوي من الأهمية بما يرفع عنها غشاوة التضليل والتشويه ولوي عنق الحقائق.كان ملف مصر في وكالة المخابرات المركزية تحت إشراف كيرميت روزفلت مسؤول منطقة الشرق الأوسط يعاونه في القاهرة جيم إيغلبرغر ومايلز كوبلاند وبيل ليكلاند كملحقين مدنيين في السفارة ودافيد إيفانز الملحق الجوي.من معاونيهم العرب - مصريين وغير مصريين - كان اثنان على قدر من الأهمية ملحوظ هما: ناصر النشاشيبي ومصطفى أمين. هرع روزفلت للقاهرة بعد حريقها الشهير ليدرس على الأرض ما جرى ويقيّم احتمالات المستقبل. خرج بنتيجة أن خيار الملك لا زال هو الأفضل خصوصا مع إقناعه بتصحيح سلوكه الشخصي، لكن التفتيش عن خيار مواز و/أو مكمل يبدو عملا صائبا فيما لو بلغ الخيار الأول مداه بغير نجاح.لم تكن مصادر المعلومات الأمريكية في القاهرة تعرف شيئا عن تنظيم الضباط الأحرار لكنها كانت تحس أن هناك تفاعلات مكتومة تدور في أحشاء الجيش عبرت عن نفسها في انتخابات نادي الضباط في ديسمبر 51.
ولا شك أن هذه المصادر حاولت أن تتابع إيقاع الذين فازوا في الانتخابات ولكن من دون أن تصل إلى يقين بأن هناك تنظيما يوشك أن يتحرك وأن بعض هؤلاء هم من أعمدة التنظيم.مع قدوم يوليو 52 كانت المعلومات عن التنظيم قد بدأت تتكاثر في جعبة رجال الملك، وبالأخص مرتضى المرعي وزير الداخلية وأحيانا الحربية – والمستنسب من قبل الملك لدور رئيس الوزراء بعد حين –، وإن لم تكن قد اكتملت بالتمام والكمال. عند يوم 18 يوليو ومع حل الملك مجلس نادي الضباط المنتخب أحس عبد الناصر ورفاقه الثمانية في اللجنة التأسيسية للتنظيم أن ما تسرب عنهم أكثر مما يمكن قبوله، وأن مصيرهم – إن لم يتحركوا وللتو – في خطر مهلك، وأن الأثوب ألف مرة هو التحرك والآن فاحتمالات النجاح والفشل متساوية، بينما يصل الأخير إلى 100% في حال القبوع المنتظر.مع يوم 20 يوليو اتخذ القرار بالتحرك في اليوم التالي، ثم أجل لمساء اليوم الذي يليه أي 22 يوليو. ليلة 21/22 يوليو توجه كمال الدين حسين عضو اللجنة التأسيسية لتنظيم الضباط الأحرار عن سلاح المدفعية إلى ضابط عظيم السلاح ذينيك اليومين، ومن داع الحاجة الماسة لدور له، وهو المقدم عبد المنعم أمين من فرع الدفاع الجوي.والثابت أن الأخير كان أحد المؤمنين "عقائديا" بالولايات المتحدة، وعرف بعلاقاته الاجتماعية الواسعة بالرعايا الأجانب، وبالذات الأمريكيين، عبر نادي السيارات، تشاركه في ذلك زوجته "الاجتماعية" محاسن سعودي.صارح كمال متقدمه عبد المنعم بما هو ورفاقه مقبلون عليه في تلك الساعات المشحونة بالتوتر والقلق، حاثا إياه على الانضمام إليهم في الاستيلاء على سلطة القرار في القوات المسلحة سبيلا إلى إقالة مصر من عثرتها.ربما كان كمال يتوقع إيجابية الرد، خصوصا وأن عبد المنعم عرف بسخطه على حالة التردي التي وصلتها البلاد.
لم يخطئ رهان كمال إذ وجد عبد المنعم على أهبة الاستعداد متطوعا ليلقي بثقله كله معهم. والحال أن خيار عبد المنعم كان بين التبليغ والاشتراك فاختار الثاني، وبقناعة أنه بذلك يسهم في جهد يستطيع عبره أن يلعب دور صلة وصل بين التنظيم وبين الولايات المتحدة وهو المؤمن شكلا وموضوعا بها سياسات وطريقة حياة. باختصار، كان هو مقتنعا بأن الملك أضحى عبئا على البلاد ولا يحتاج إلى سوى "كش"، ومن ثم فالطريق مفتوح أمام تغيير لما يراه الأفضل لمصر ولحليف مرغوب هو الولايات المتحدة. وفعلا كان للرجل دور ملحوظ ليلة 22/23 يوليو في تأمين اشتراك سلاحه بالانقلاب ونصرته له، مما جعل اللجنة التأسيسية تكافئه بعد أسابيع ثلاث باستنسابه لعضوية مجلس قيادة الثورة. نلحظ هنا أيضا أنه كان من كلف صبيحة 23 يوليو بالاتصال بالسفارة البريطانية لإخطارها بما جرى وبأن العملية لا تستهدف الأجانب ومصالحهم.والحال أن هكذا تكليف ما كان ليتم لولا أنه كان معروفا لأوساط هذه السفارة بما يكفل ارتياحهم للاستماع إليه.هنا يمكن القول أن عبد المنعم أمين لم يبح للسفارة الأمريكية بمعلومات عن الإنقلاب طيلة اليومين الأخيرين قبل التحرك، لأنه لو فعل لكان ذلك كفيلا بأن تصل المعلومات عبرها للملك – ومن ثم التصفية.والأكيد أن دور عبد المنعم أمين تضافر مع دور حيوي آخر لعبه المقدم علي صبري مدير المخابرات الجوية وأحد الضباط الأحرار.
والثابت أن طبيعة منصب علي صبري تطلبت علاقات وظيفية مع الملحقين العسكريين الأجانب، لكن دافيـد إيفانز الملحق الجوي الأمـريكي كان أكثر من متعامل ..كان صديقا مقربا لضابط ألمعي من أشهر الأسر التركية – المتمصرة - والذي كان أيضا يؤمن بمصير أفضل لمصر في إطار علاقة وثقى مع الولايات المتحدة، وهو الذي درس فيها وتلقى علوم المخابرات العسكرية.من هنا اختياره الذكي ليكون رسول الإنقلاب إلى دافيد إيفانز ذاته صبيحة الإنقلاب منبئا وساعيا للتفهم ومن ثم التعاون. كفل هذا الدور الأولي أن يعين علي صبري في ديسمبر 52 رئيسا للوفد العسكري الموفد لواشنطن سعيا لصفقة سلاح ظن ضباط يوليو أن وليم فوستر نائب وزير الدفاع قد وعدهم خيرا بها عندما زارهم في نوفمبر المنقضي.قبع علي صبري أسابيع طويلة في واشنطن وهو يعدو إلى البنتاغون جيئة ورواحا مستعملا كل حجج الإقناع الممكنة من دون فائدة تذكر.كان الجواب الأخير، بعد طول انتظار، أننا يمكن أن نرسل لكم سلاحا لأغراض الأمن الداخلي لكن تسليحا للجيش غير وارد قبل أن تعقدوا صلحا مع إسرائيل وقبل حل مشكلاتكم مع البريطانيين في القنال، ومن ثم إنضواؤكم في ترتيبات أمن إقليمي أمام بطن الاتحاد السوفياتي الرخو.يمكن القول بيقين أن تلك التجربة المرة كانت المدماك الذي رست عليه تحولات علي صبري، المعرفية والفكرية والسياسية، من مشروع حليف لواشنطن إلى عدو ضروس لمقاصد سياساتها في المنطقة، ولأن يصبح رأسه ثمن رضا واشنطن عن أنور السادات في مايو 71، عندما اشترطت إقالته من نيابة رئيس الجمهورية عربونا لمحاولتها التوسط "لحل سلمي" للاحتلال الإسرائيليي لأراضي 67.منذ عودته الخائبة توقف علي صبري عن أن يكون قناة اتصال مع رجالات واشنطن في القاهرة، لكن صداقته مع إيفانز استمرت ومن هنا لقاؤهما في القاهرة في جنازة عبد الناصر.مع بدايات 53 توقفت قناة عبد المنعم أمين مع الأمريكان – والتي كانت الأنشط بين أغسطس 52 ويناير 53 – عن العمل لسبب بسيط وهو أن الرجل أُقيل من مجلس قيادة الثورة في فبراير 53 ونفي سفيرا في هولندا على خلفية تمرد سلاح المدفعية قبلها بشهر، وهو السلاح الذي أجمع ضباطه على كراهية تمثيله لهم في مجلس القيادة بسبب سوء سمعته في الشارع، إذ كانت زوجته تتباهى بأنها صاحبة نفوذ لا يضاهى، فالجيش والبوليس طوع بنانها كما اشتهر عنها تردادها القول.باستنكاف علي صبري وبإبعاد عبد المنعم أمين، برز للصدارة دوري مصطفى أمين ومحمد حسنين هيكل .. ولكل ملابساته وأسبابه.مصطفى أمين كان ربيب الأمريكان منذ عام 1944 عندما مول جهاز الخدمة السرية الأمريكية (الأب الشرعي لوكالة المخابرات المركزية فيما بعد) تأسيس دار أخبار اليوم لتكون المسوق الإعلامي للسياسات الأمريكية في المنطقة غداة الحرب العالمية الثانية.ومع ذلك فقد اختار الأخوين أمين أن يبقوا على قناة مباشرة مع جهاز الخدمة السرية البريطاني عبر علي أمين في عملية توزيع أدوار استمرت لعقود ثلاث.والراجح أن دور مصطفى أمين الأمريكي لم يكن خافيا على ضباط يوليو كما الحال مع قربه – وتوأمه – الشديد من القصر.على خلفية هذه المعرفة تم اعتقال مصطفى أمين غداة 23 يوليو في عملية تأمين وتحذير في آن. ولعل هذه المعرفة بخيوط الرجل هي التي رشحته منذ عام 53 ليكون أحد قوات الاتصال السرية وإن بقدر من الحذر مستدام إذ غلب الشك في أنه ذو هوى أمريكي قد يودي به إلى أن يغدو عميلا مزدوجا ... ولكن في أسوأ الأحوال.تلقى الأخوين أمين تحذيرا مبطنا – وإن واضحا – بنقلهما من دار أخبار اليوم التي أسسا إلى دار الهلال عام 61، ثم توقف عبد الناصر عن لقائه بالمرة عام 63، ولم يعد يكلف بمهام اتصال. لكنه استمر في الاتصال مع من اعتاد لأكثر من سنوات عشر الاتصال بهم وبما غيَّر طبيعته – أي الاتصال - من تكليف إلى تخابر، ومن هنا وقوعه المدوي متهما – وبحق – بالعمالة للمخابرات الأمريكية ... في يوليو 65.وكم الفرق هائل، بل ومهول، بين دور مصطفى هذا ودور محمد حسنين هيكل في مجال العلاقات المصرية – الأمريكية.هيكل وفي عمر العشرين كان يغطي مسارح عدة لمعارك الحرب العالمية الثانية ثم معارك الحرب الباردة في اليونان وإيران ثم حرب فلسطين. عبرها كلها تعرف على العديد من الصحفيين والدبلوماسيين الأمريكيين بمن فيهم الذين عرفهم في مصر بعد أن عاد للاستقرار فيها عام 49. إذن ومنذ نقطة البداية كان هيكل مصدر معلومات لعبد الناصر عن الأمريكان شديد الثراء والوفرة.
ثم هو متمرس في هذه الأواصر والعلاقات لما يقرب من سنوات عشر كفلت فهمه الوافي لطبائعهم ومراميهم وسبل مقاربتهم.والأهم من ذلك كله هو ماهية الإجابة عن سؤال مركزي:
لمن الولاء؟
في حالة هيكل ومنذ أن ترسخت علاقة هيكل بعبد الناصر - غداة يوليو مباشرة - كان الولاء قاطعا وحاسما: لعبد الناصر ... ولا لأحد سواه.وفر هذا اليقين ارتياحا كبيرا لعبد الناصر جعله – أي هيكل - رسولا أمينا بل ومحاورا لا يشق له غبار مع مقابليه الأمريكيين بدءا من أول كيرميت روزفلت ووصولا إلى دونالد بيرجس مرورا بقافلة من الأسماء عسيرة على الإحصاء.لكن دور هيكل لم يكن يغني عن الحاجة لقناة عمليانية – وليس فقط حوارية ومعلوماتية –. حينها كان زكريا محي الدين قد كلف بالإشراف على جهاز المخابرات الحربية، والذي ضم إليه العديد من الضباط الأحرار من بينهم حسن التهامي.نُسّب الأخير لمهمة ضابط الاتصال التنفيذي مع محطة الوكالة واستمر في مزاولته عندما انتقل – مع الكثيرين من الضباط الأحرار وأصدقائهم – إلى جهاز المخابرات العامة الوليد والذي أسسه ورئسه زكريا محي الدين عام 1953.بقي التهامي في مهمته هذه، وعبرها أشرف على تأسيس برج القاهرة ليكون في أدواره العليا برج اتصالات قادرة على التجسس المناطقي وعلى اكتشاف التجسس المضاد.بني هذا البرج من منحة الـ 3 مليون دولار والتي قدمتها وكالة المخابرات المركزية عام 53 للواء محمد نجيب رئيس الجمهورية للإنفاق على تأسيس حرس رئاسي له.قبلها مجلس القيادة، وإن حوّلها للإنفاق على البرج، من باب أن شعرة من الخنزير مكسب .. ولكن بطريقتنا.قبع التهامي في مكتب داخل الأدوار السفلية للبرج، فيما تستمر أعمال التشييد في الأعالي، وكان بين قلة من ضباط الجهاز العالي الرتبة الذين بقوا داخله بعد تولي صلاح نصر رئاسة الجهاز في مايو 57، بينما كان العديد ممن عملوا تحت رئاسة زكريا محي الدين 53-56 ورئاسة علي صبري 56-57 قد غادروه إلى مواقع مدنية أخرى سواء في السلك الدبلوماسي أو هياكل الحكم المحلي.والبادي أن استبقاءه كان بسبب تمرسه لسنوات ست في عملية الاتصال. لكن الحاصل – بالمقابل – أن التمرس قاد إلى التجند، ومن هنا أوجه الشبه بين التهامي ومصطفى أمين، إذ أن الأول سبق الثاني بسبع سنوات في اختراق حاجز الولاء غير المرئي.في مايو 58 وبينما عبد الناصر – وبصحبته البغدادي وكمال حسين - في موسكو منيبا عبد الحكيم عامر بصلاحيات رئيس الجمهورية، تم اكتشاف تنصت حسن التهامي – من برجه – على مكالمات عامر.جنّ جنون الأخير وطلب من عبد الناصر السماح باعتقاله ومحاكمته. قدّر عبد الناصر أن ذلك سيساء فهمه كثيرا في واشنطن وسيعتبر جائزة للسوفيات الذين يزورهم وقتها.كان قراره هو استتابة التهامي وعزله من المخابرات وإبعاده ... سفيرا في النمسا.من هذه النقطة بالذات يبدأ لغز التهامي. لمَ كان عبد الناصر دوما يبعّده ويقرّبه دون أن يخرجه من جنته بالمرة؟؟لنتابع سيرة التهامي تبينا للمسألة:قضى التهامي ما بين 58-68 متنقلا كسفير بين النمسا واليابان. يمكن اعتبار هذه الفترة نفيا مؤدبا عقوبة له على خرق حاجز الثقة غير المرئي كما أسلفنا الذكر.فجأة وفي أبريل 68 وبينما عبد الناصر يئن تحت وطأة هزيمة 67، والتي خطط لها وأمر بإلحاقها به ليندون جونسون مكلفا إسرائيل بتلك المهمة الكبرى، .. وفيما هو يتنحنح ليعيد استجماع قواه والتقاط أنفاسه، نجده يستدعي التهامي من فيينا ويلحقه بجهاز رئاسة الجمهورية مستشارا له.لمـاذا؟ ... ليس عندي من جواب سوى تقدير أن عبد الناصر، وهو يجد كل الأبواب مسدودة وكل النوافذ مغلقة أمامه على المقلب الأمريكي، أراد شخصية تستطيع أن تفتح له طاقة أو منفذا في وقت كان فيه الاتحاد السوفياتي قد أصبح القوة العظمى الوحيدة المساندة .. ومن أفضل من التهامي، الصديق الصدوق لرجالات الوكالة، بلدوزرا يشق قناة التواصل الخلفية؟تلك الفترة حرص عبد الناصر على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا بعد زيارة جورج براون وزير الخارجية البريطانية له وحرص أكثر على توطيد العلائق مع فرنسا ديغول معينا حافظ إسماعيل – المشهود له بالكفاءة – سفيرا له فيها.لبث التهامي في قصر الرئاسة بلا واضح دور أو مهمة سنة ونصف السنة إلى أن ظهر فجأة للعيان مرة أخرى في 22 سبتمبر 69 مديرا عاما للاتحاد الاشتراكي في ذات الوقت الذي عزل فيه علي صبري عن أمانة التنظيم فيه عقابا على فساد مدير مكتبه مصطفى ناجي.الرسالة كانت واضحة: رجل اليسار يُضعَف ورجل اليمين يُبرَز خصوصا والأخير قد عزز بتعيين أنور السادات - خدينه القديم - مشرفا على دار أخبار اليوم بعد عزل محمود أمين العالم الشيوعي عن رئاستها بالتزامن مع قصة علي صبري.نقف عند هذه النقطة لنسترجع العلاقة القديمة بين السادات والتهامي: في تطبيقه لمفهوم الدائرة الإسلامية إحدى الدوائر الثلاث: العربية والإسلامية والأفريقية.. أسس عبد الناصر عام 54 المؤتمر الإسلامي واستنسب له السادات أمينا وأرفق به التهامي مساعدا.في وجه من الأوجه كان المؤتمر الإسلامي ردا منظما من عبد الناصر على نفوذ التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، ومن ثم الحاجة إلى رجل مخابرات، تحت عنوان مساعد الأمين،
.. أي التهامي.بعد نفي التهامي إلى فيينا توقف عمله في المؤتمر الإسلامي، وهو من ذوى وضمر بعد أن استبدل بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية. لكن السنوات الأربع 54-58 أمنت علاقة وثقى بين السادات والتهامي لاذت بالكمون – بعد ابتعاد التهامي – ولكن سارعت باستعادة الحيوية والنضارة بعد استدعائه المعيد للكرامة.والحال أن أواخر الستينات وبالتحديد بعد الهزيمة شهدت كلا الشخصين وهما في جدول خدمة وكالة المخابرات المركزية. في أبريل 70 رفع التهامي إلى وزير دولة مكلفا بشؤون القصر الجمهوري وتوازى هذا الترفيع مع ترفيع سامي شرف إلى وزير دولة مكلفا بشؤون المعلومات موازنا له في إطار عملية التوازن.ماذا فعل السادات والتهامي بعبد الناصر عام 70؟للمرة الأولى منذ بدء حرب الاستنزاف في مارس 69 يصدر الإذن الأمريكي لإسرائيل بقصف العمق المصري بضراوة (كانت هناك سابقة مفردة في أكتوبر 68 في غارة نجع حمادي) وبهدف تأليب الشعب على عبد الناصر سبيلا لإسقاطه عبر تذمر يقود لتمرد. حينها عجت الصحافة الغربية بعديد من مقالات الحرب النفسية التي تتوقع وصول إسرائيل لحد الإقدام على الإغارة على منزل عبد الناصر بغرض اختطافه أو قتله.هذا السعار الدموي أنبأ أن عام 70 سيكون عاما حاسما في تقرير مصير عبد الناصر، وأن واشنطن ستذهب للنهاية في طلب اصطياده بالهزيمة أو حتى بالقتل.فهم الرسالة فرد بأحسن منها ذاهبا إلى موسكو ملوحا لأقطابها بورقة استقالته واستخلاف من يسلم مصر للولايات المتحدة أي .. نائبه المعين حديثا أنور السادات.خضع السوفيات لعملية الاستثارة، فقرروا – ولأول مرة – الانتشار بقواتهم خارج حدود حلف وارسو مرسلين 8000 عسكري للخدمة في مصر في أسلحة الدفاع الجوي والطيران.إن كان لهذه الخطوة من مفعول عند واشنطن فهو أن نيكسون عقد العزم على قتل جمال عبد الناصر. صدر القرار في ربيع 70. ولكي تجري عملية خداع استراتيجي مموِّهة أوفد جوزف سيسكو وكيل الخارجية الأمريكية لزيارة الرجل متوسلا أن يفتح مع واشنطن صحفة جديدة فهي لا تريد به شرا بل جاهزة لعرض خدمات الوسيط النزيه لحل معضلة الصراع العربي-الإسرائيلي.
ردّ عبد الناصر المناورة بمثلها عندما خاطب نيكسون مباشرة في 1 مايو 70 طالبا منه إما أن يأمر إسرائيل بالانسحاب من أراضي 67 أو أن يجعل من الولايات المتحدة عدوا مباشرا للعرب إن رفض.ولكي تكتمل عملية التنييم ردّ نيكسون بتقديم مبادرة وساطة عبر وزير خارجيته روجرز تتضمن وقفا مؤقتا لإطلاق النار.لكن يوليو حمل لهم، بالإضافة إلى رد عبد الناصر المسّر بقبول المبادرة، نبأ مقلقا بأنه طلب من نائبه السادات البقاء في منزله والتوقف عن العمل بانتظار التحقيق بمسألة استيلائه غير الشرعي بالحراسة على فيلا اللواء المتقاعد صلاح الموجي أثناء غياب عبد الناصر في زيارته الطويلة لموسكو.منشأ القلق هو أن عميلها النائم الأول السادات وعميلها النائم الثاني التهامي كنزان لا يصح التفريط بأحدهما أو كليهما، وبالتالي فطالما اقتربت شباك الإطاحة من السادات أصبح لا مناص من تفعيلهما على أسرع وجه للقيام بمهمة قتل جمال عبد الناصر.من جانبه، ولحسابات عنده، فضل عبد الناصر تأجيل التخلص من السادات نائبا لحين استنضاج دعم سوفياتي لا محدود في مجال السلاح وهو أمر لم يكن قد اكتمل، وإن قرب من مستويات واعدة.من هنا تكليفه علي صبري بزيارة موسكو كل شهرين كقناة تنسيق على أعلى مستوى مدشنا بذلك عودته لدور المشرف على ملف العلاقات السوفياتية – المصرية، كما كان قبل عقوبته في سبتمبر 69 الآنفة الذكر.سبق هذا التكليف إعادة تأهيل من شعبتين تمت في أبريل 70:الأولى منح علي صبري رتبة الفريق أول فخري وتعيينه مساعدا لرئيس الجمهورية لشؤون الطيران والدفاع الجوي مشرفا على قائدي السلاحين.والثانية تعيينه أمينا للشؤون الخارجية في الاتحاد الإشتراكي ترضية له على عقوبة سبتمبر الفائت، وموازنة لنيابة السادات وربما – من يدري – على طريق إبداله به بعد تلميع شعبي يلزمه وكثيرا.إذن صعود علي صبري منذ الربيع وهبوط أنور السادات منذ الصيف عجل في تنفيذ عملية التخلص من عبد الناصر بكل السبل حتى منها القتل.لم تخفف إعادة السادات من إقامة المنزل إلى مزاولة العمل من قرار واشنطن بل سرعت منه حتى تضمن تنفيذه وإنفاذه قبل أن يحل به - السادات - غضب لاحق يجعل من الوصول الآمن لعبد الناصر مسألة أكثر من عسيرة.
اشترك في العملية أشخاص أربع هم: كمال أدهم مدير المخابرات السعودية، ومدير محطة وكالة المخابرات المركزية بجدة ... شرق السويس، وأنور السادات وحسن التهامي ... غربها.ولأن القتل يجب أن يكون ضمن دراما كبيرة في المنطقة، فلقد استقر القرار على أن يتم في إطار الحملة الهاشمية المقبلة على المقاومة الفلسطينية في الأردن والمخطط لها أن تتم في سبتمبر.سلم مندوب الوكالة أحدث سموم الوكالة إلى التهامي مكلفا إياه باستعماله في اليوم الذي يحدد له في غضون ذات الشهر .. سبتمبر.وفي نهار 27 سبتمبر أُمر التهامي بالتنفيذ. هنا تختلف الروايات: هل وضع السادات السم بنفسه لعبد الناصر في طعامه – وهو الذي كان يشرف عليه - في الهيلتون ... مقر إقامة الجميع المؤقتة أثناء أحداث الأردن وانعقاد القمة العربية الطارئة فيه؟أم أنه دسّ له عبر التهامي في كوب الشاي الذي تناوله أثناء الاحتفال بتوقيع اتفاق القاهرة مساء ذلك اليوم؟ أم أنه دسّ له في كأس البرتقال الذي ربما تناوله في المطار أثناء توديع صباح السالم في الثالثة عصرا من يوم الوفاة؟ليس من يقين بعد، إنما الشبهات تحوم وبكثافة فوق هذين الشخصين العميلين لوكالة المخابرات المركزية في أنهما اشتركا في التخطيط وقاما بالتنفيذ لأكبر جريمة سياسية، لا زالت مسربلة بالغموض الرهيب، جرت في العصر الحديث، ولم يزل القرار غير مستقر عليها بأنها جريمة.ساعد في إسدال أستار الغموض حول الجريمة أن إصابة عبد الناصر باحتشاء قلبي قبل عام واحد من وفاته وفرت مناخا مصدقا وقابلا لترجيح احتمال الوفاة الطبيعية.وأمَّن عدم إمكان برهانها أن أي تشريح للجثة حينها لم يكن لها أن يثبت شيئا أمام أحدث السموم الغير قابلة للإكتشاف مخبريا، وفي وقت لم تكن فيه تحاليل الحمض النووي قد عرفت بعد.ساعد في الحيلة والتحايل اتخاذ التهامي لبوس التقي الورع والذي عندما يستبد به الوجد يلقي السلام على سيدنا الخضر، إذ يراه ولا يراه سواه.
كان عبد الناصر يظنه قد دخل في التدروش عندما أطلق للحيته العنان فنبهه ليشذبها وإلا فسيقصها له بمقص الجنائن.ساعد هذا السلوك – الذي واصله التهامي للآن وربما للقبر – في استخفاف المحيطين به مقللين من شأنه بينما هو صاحب أخطر الأدوار في حياة مصر والعرب، أهمها قتل جمال عبد الناصر، ومن أهمها الصلح المنفرد مع إسرائيل عبر التمهيد لزيارة السادات للقدس عام 77، ومنها أنه عراب التواطؤ الفيصلي – الساداتي أوائل السبعينات، ومن أشرسها أنه أكبر المشوهين لسيرة عبد الناصر بعد مماته مؤديا واحدا من أهم التكليفات التي عهدتها إليه الوكالة ضمن قافلة من المكلّفين فاقت في طولها قامة الرجل ذاته.عاش التهامي حياته على "دين" الوكالة وسيموت على ذات "الدين" عميلا من الطراز الأول، خدع الكثيرين وأثار اشمئزاز المعظم، لكنه لم يبدِّل ولم يتبدل، مزاولا أعمال الخيانة بطريقته الفريدة والتي لن ينال عليها بركات الخضر –.والله أعلم!
الدكتور كمال خلف الطويل
http://www.alfikralarabi.net/vb/showthread.php?t=1238

الثلاثاء، فبراير 12، 2008

مرحبا بالموقع الجديد للدكتور عبد الجواد خلف


الدكتور عبد الجواد خلف من ابناء اسطال من العلماء السنة المعروفين فى العالم الاسلامى وخريج جامعة الازهر العريقة واستاذ الشريعة بكلياتها ومن الذين نتعلم منهم العلوم الشرعية ونقرأ له
مبروك يادكتور هذا الموقع الجميل ونتمنى ان يستمر للتعرف على شخصكم المتواضع وعلى انتاجك
على بكساوى
موقع الدكتور هو

رجال الصهيونية في مصر ـ السفير د. عبد الله الأشعل


السفير د. عبدالله الأشعل : بتاريخ 11 - 2 - 2008
من علامات الساعة في حديث نبوي شريف أن تتحدث الرابضة وهم سفهاء القوم يتصدرون المجالس والمعوقون عقلياً يتصدرون المنصات.فلا خلاف على أن الحركة الصهيونية قد تغلغلت في مصر, وهو ما كشفت عنه صحف مصرية كثيرة, بحيث تولى الكثير من المناصب الهامة شخصيات ليس لديها مؤهلات هذه المناصب, فركزت على الدفاع عن المصالح الإسرائيلية. ولحسن الحظ فإن الصحف الكبرى التي ينتشر فيها هذا الفريق وهى صحف ارتبطت بضمير مصر وكفاحها قد كشفت هذه العورات, وظن هؤلاء أنهم يؤثرون على الرأي العام أو أنهم يتخذون الدعوة للصهيونية قرباناً للحكم في مصر. وقد يلتبس الأمر على القارئ العادي فيتساءل هامساً حول حقيقة موقف النظام من الصهيونية واعتماده على هذا الفريق الصهيوني خاصة وأن مواقف النظام تجاه الضغوط الصهيونية تثير هذا التساؤل. وربط الناس بين هذا التساؤل وبين ظهور خط في الموقف الرسمي يتحامل على حماس ويفضل أبو مازن, أو في أحسن الفروض يجعل موقف النظام من قضية غزة والمعابر مرتبكاً ومائعاً مما سمح للفريق الصهيوني أن يطالب النظام بقوله واحدة من حماس. والحق أن أحداث الحدود خلال الأسبوع الأخير من يناير والأول من فبراير قد سمحت بمساحة واسعة لكي يسبح هذا الفريق مع أطروحاته القائلة بأن حماس هي سبب الداء وبغيرها يبرأ الفلسطينيون من العدوان والحصار, وأن إسرائيل مستعدة للسلام لكن حماس وصواريخها تستفز إسرائيل دون أن تلحق بها ضرراً يذكر, وعلى حماس أن توقف كل شيء وأن تنصاع لتعليمات أبو مازن حتى تلحق بالجنة التي تعيش فيها الضفة الغربية بفضل حكمة أبو مازن ومهارته. بل إن صواريخ المقاومة ضد إسرائيل قد أصبحت سبباً آخر للهجوم على المقاومة والاستخفاف بها, حتى أن الخط الرسمي المصري يهاجم هذه الصواريخ على أساس عدم التناسب بين إضرارها بإسرائيل وبين إضرار إسرائيل بغزة. فهل يسوى هؤلاء بين صواريخ المقاومة ووسائل الإبادة الإسرائيلية في المشروعية الأخلاقية, وهؤلاء لا يتورعون عن الحديث عن وقف إطلاق النار, وهى نفس المواقف والمصطلحات الإسرائيلية, التي تسوى بين النار الفلسطينية والجحيم الإسرائيلي. ولو سلمنا مع هؤلاء الحكماء بأن سبب الجحيم الإسرائيلي هو صواريخ المقاومة فلماذا لم يتوقف الجحيم حين لم يكن هناك صواريخ. وعندما التزمت المقاومة بهدنة من طرف واحد لمدة 18 شهراً, بل بلغ الموقف بهؤلاء حد القول كما تقول إسرائيل بأن جحيمها دفاع شرعي ضد الصواريخ المقاومة. وهل هذا الفريق الحكيم واثق أن أبو مازن بحكمته وإفلاسه السياسي يمكن أن ينتزع حقوقاً فلسطينية من إسرائيل, أم أن استسلام حماس وإنهاء المقاومة رسمياً سوف يجعل أبو مازن جديراً بمكافأة على جهوده فيقدم رأس حماس قرباناً لصداقته مع إسرائيل. والغريب أن هذا الفريق الحكيم هو نفسه الذي أصبح صهيونياً أكثر من إسرائيل لعل عمله يحسب في ميزان حسناته البائسة في سجلات البيت الأبيض عندما أصروا حتى الآن على أن "عدوان" حزب الله ومغامراته ضد إسرائيل في صيف 2006, كان هو السبب في استفزاز إسرائيل ودعوتها لتدمير لبنان, وأن حزب الله ظل مستمتعاً بالدمار ورفض وقف صواريخه حتى لا توقف إسرائيل الدمار, فكأن الحزب هو الذي استدرج إسرائيل إلى حفل التدمير وهو الذي أغراها بالاستمرار باستمراره في ضرب مدنها بالصواريخ. وأظن أن هذا الفريق الحكيم يضلل ويكشف خططه في التضليل لأن تقرير فينوجراد نفسه أكد أن العدوان الإسرائيلي كان مخططاً له منذ مدة وأن خطف الجنديين كان ذريعة لبدء في تنفيذ المخطط, وأن صواريخ حزب الله كانت رداً على وحشية الإبادة الإسرائيلية للبنان.إن إسرائيل و خطط الإبادة في غزة قد تكفلت بإفشال خطة الفريق الصهيوني في مصر عندما أدى استمرار خططها إلى بقاء الحقيقة الساطعة: شعب فلسطيني يتعرض للإبادة, ومصر على المقاومة رغم انعدام إمكانياته, لأن المقاومة رمز لرفض الظلم, وشعب مصر الأصيل يعلم بحاسته أن الشعب الفلسطيني يحارب نفس العدو الذي لن يفلح في أن يزرع بيننا هذا الفريق مهما كثر عدده وتعاظم حجمه ولكنه كغثاء السيل وزبد يذهب جفاء أمام طوفان الحقيقة.لقد خصص أحد هذه الرابضة أعمدته التي لا يقرأها أحد ولا يقوى هو على تحريرها بنفسه لكي يقدم تفسيراته العبقرية فاكتشف العبقري أن حماس هي التي اتفقت مع إسرائيل على خطة إبادة غزة, فأوعزت إلى السكان باقتحام الحدود المصرية في عمل مرتب سلفا, وذلك حتى يحول اهتمام المجتمع الدولي عن قضية فلسطين إلى أزمة الحدود والمعابر وحتى يشغل أبو مازن عن فتوحاته مع إسرائيل حيث كانت مفاوضاته قد اقتربت من استعادة القدس وفلسطين بحدود 1967 وبحق اللاجئين في العودة وقهر إسرائيل على وقف الاستيطان وتفكيكه وعلى التسليم بعبقرية أبو مازن فوجدت في خطتها مع حماس مخرجاً من هذا المأزق اللعين. الطرابيش

الاثنين، فبراير 11، 2008

احسن تعبير عجبنى فى ابو الغيط ..ابو رجل مكسورة


كان لابى الغيط وزير الخارجية الحالى تصريحات عجيبة ومنها

((ان مصر لم ولن تعترف بسيطرة حماس على قطاع غزة وان هناك سلطة واحدة شرعية للفلسطينيين هي السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، ولن يكون لحماس اي دور في معبر رفح وما حدث مؤخرا لن يتكرر مهما كانت العواقب))


اما تصريحاته السابقة عن الامن القومى المصرى الذى من المفروض ان يهتم به حين بث شريط فى التلفزيون الاسرائيلي عن قتل الجيش الاسرائيلي مئات الاسرى المصريين


فقال ((قال وزيرالخارجية المصري أحمد أبو الغيط في حديث للبي بي سي إنه أبلغ نظيرته الاسرائيلية ليفني في بروكسيل أن "لا صحة إطلاقا لما تردد إسرائيليا عن احتمال تعديل مبادرة قمة بيروت لعام 2002 ّ، وإنه بحث معها الاحتجاجات المصرية على شريط التلفزيون الاسرائيلي عن قتل الجيش الاسرائيلي مئات الاسرى المصريين. ))


والان لنصرة الاسرائليين امام حماس لم يتردد ان يقول

((مصر لن تعترف بحكومة حماس ومن يقترب من حدودنا "هنكسر رجله"))


اما احسن تعبير فهو لعبد البارى عطوان حينما قال عنه ابو رجل مكسورة وهى على وزن ابو رجل مسلوخة فى القاموس المصرى ...

الجمعة، فبراير 08، 2008

صراع المشاريع .. المشروع السني ؟


صراع المشاريع .. المشروع السني ؟
الكاتب: د. علي الصلابي
إن الصراعات والمعارك التي خاضتها البشرية منذ القدم وحتى يومنا هذا إنما هي صراع مشاريع وأفكار، ولم يكن المشروع الإسلامي في حال من الأحوال بدعة منها فمنذ تكليف النبي محمد صلى الله عليكم وسلم بالرسالة وهناك صراع واضح وعلني ما بين مشروع يقوده النبي ومشروع آخر قائم هو ما كان يقوده الملأ من مشركي قريش. بعد فتح مكة ودخول جزيرة العرب في الإسلام بات الصراع والتصادم مع المشروعين الفارسي والروماني في بداية ظهوره وحقق المشروع الإسلامي انتصارات عليهما وتوسع على حسابهما. ثم وبعد فترة من الزمن وخلال الحروب الصليبية ، تصادم المشروع السني مع مشروعين كبيرين حتى انتهت بانتصار المشروع السني.

أولا المشروع الشيعي الإسماعيلي

تزعمت هذا المشروع الدولة العبيدية الفاطمية التي هيمنت على الشمال الإفريقي ومصر وبلاد الشام ، واستطاعت إن تخترق العراق بأفكارها وتعاليمها وعقائدها ، وتصدى لهذا المشروع الدولة السلجوقية الوليدة صاحبة المشروع السني حينها وكان من ابرز قادة هذا المشروع والمنظرين له الوزير السلجوقي نظام الملك ، الذي أدار الصراع مع المشروع الفاطمي الإسماعيلية برؤية إستراتيجية بعيدة المدى من خلال إنشاء المدارس النظامية التي أصبحت مركزا حضاريا وثقافيا استطاعت حينها أن تكون رأس الحربة لمقاومة المشروع الشيعي بتزويدها الجهاز الحكومي السلجوقي بإعداد مؤهلة من القضاة والعلماء ورجال الحسبة ، وانتشر هؤلاء في العالم الإسلامي حاملين الرسالة التي مدتهم بها المدارس النظامية حتى اخترقوا حدود الدولة العبيدية الفاطمية في شمال إفريقيا ومصر ودعموا الوجود السني بها ، وقد ساهمت هذه المدارس في إعادة الدور التاريخي للأمة وتقليص نفوذ الفكر الشيعي الإسماعيلي الفاطمي، كما مهدت هذه المدارس لخروج قادة عسكريين من أمثال نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي . وامتد نفوذها إلى العصر المملوكي ولست أبالغ حين أقول أن نفوذها امتد إلى يومنا هذا . واستطاعت المدارس النظامية أن تبلور مشروعا سنيا للدولة السلجوقية أمد قوتها العسكرية والسياسية بحاجتها من العقائد لتواجه بها المشاريع الأخرى المهيمنة على المنطقة في ذلك الوقت .
وبمشروع المدارس النظامية استطاعت الدولة السلجوقية أن تتغلب على المشروع الشيعي في العراق وبلاد الشام ، وان تعلن عن نفسها على أنها المدافعة عن المشروع السني .

ثانيا: المشروع الصليبي

في نفس فترة الصراع مع مشروع الدولة الفاطمية كانت شعوب غرب أوروبا تتجهز لغزو بلاد الشرق واحتلال بيت المقدس بقيادة البابا اوربان الثاني الذي نصب نفسه زعيما دينيا للشعوب الأوروبية ، فقد قدم مشروعه الخاص معلنا أسباب الغزو وألقى خطابا في حشد كبير من مؤيديه الذين كان بينهم زعماء وأمراء وإقطاعيين واستطاع استغلال كل طاقات أوروبا وتجهيزها للمعركة القادمة .

غدت المنطقة العربية الإسلامية مسرحا لصراعات المشاريع الثلاثة المتنافسة التي تقاتلت فيما بينها لمدة مائتي سنة وخرج المشروع السني منتصرا من هذه المعارك الشرسة الطويلة، وبرزت أسماء لامعة حملت لواء المشروع السني إلى أقصى حدوده من أمثال الوزير نظام الملك وأبي حامد الغزالي والجويني وعماد الدين زنكي الذي سار باتجاه تعميق الهوية العقائدية السنية ، والإحياء الإسلامي الصحيح في نفوس الأمة والتصدي لشبهات المذهب الشيعي وإعداد الأمة لمقاومة المشروعين الصليبي والمغولي .

والجدير بالذكر بان الأمة لم يتأت لها تحرير بيت المقدس والقضاء على المشروع الصليبي إلا بعد القضاء على المشروع الفاطمي سياسيا وعسكريا .

أما إذا نظرنا اليوم إلى ما يحدث في العراق ولبنان من صراع بين المشروعين الاميركي الصهيوني والشيعي الإيراني مع غياب المشروع السني يشكل مخاطر حقيقية على الأمة بمجملها وعلى أجيالها القادمة ، فالمشروع الأول تحركه عقيدة وتدفعه أطماع اقتصادية وسياسية ، ويستهدف تغيير عقائد الأمة وإفساد أخلاقها وتفجير شهواتها والقضاء على شريعتها ، أما المشروع الإيراني الشيعي فهو عقائدي وسياسي وثقافي واقتصادي أيضا ، كما أنه مشروع استئصالي إقصائي لا يتورع عن سفك الدماء واغتصاب الأملاك وتهجير الآمنين كما يحدث حاليا في العراق.

إن الدعم الإيراني للكتل الشيعية العراقية المنضوية تحت عباءة المشروع الإيراني على حساب أهل السنة في العراق خير دليل على هوية المشروع الإيراني القادم ، وأخشى ما أخشاه أن يتفق المشروع الإيراني مع المشروع الأمريكي الصهيوني على حساب المشروع السني في المنطقة حينها ستكون الأمة ومقومتها ووجودها في خطر كبير .

لقد قدم الرئيس الإيراني احمدي نجاد مبادرته للحكومة الأمريكية مؤخرا لإخراجها من المستنقع العراقي على أساس التعاون فيما بين المشروعين على حساب المشروع السني ، ولو تحقق هذا فان أسوأ توقعاتنا ستتحقق معه وستخوض الأمة صراعا عسكريا قد يمتد لعشرات السنين القادمة.

ومما تجدر الإشارة إليه بأن إيران ومنذ قيام المشروع الشيعي الصفوي فيها وهي بعيدة عن المشاركة في مشروع الأمة التي كانت تقوده الدولة العثمانية في حينه بل وقف المشروع الشيعي الصفوي في وجه المشروع العثماني وتصارع المشروعان حقبة من الزمن.

إن مقاومة هذه المشاريع يحتاج إلى مشروع نهضوي قائم على أصول الإسلام الصحيح ، مستمدا فكره من حركة التاريخ ، قادرا على استيعاب طاقات الأمة والاستفادة منها وتوجيهها نحو التكامل لتحقيق الغايات المنشودة .

إن مشروعا كهذا لا تحققه دولة واحدة ولكن يتحقق بوجود رؤية مشتركة تتخذها الأمة مرتكزا لها في صراعها لا تحيد عنه ، فالمشاريع الحضارية لا تقاوم إلا بمشاريع حضارية كما أن المشاريع العسكرية لا تجابه إلا بالمشاريع العسكرية ، والأمة مقبلة على صفحات من التاريخ يصعب قراءتها ولكنها لا تنبئ بخير قادم






تعريف بالشيخ على الصلابى


علي محمد محمد الصلابي
ولد في مدينة بنغازي بليبيا عام 1383 هـ / 1963 م .
حصل على درجة الإجازة العالمية (الليسانس) من كلية الدعوة وأصول الدين من جامعة المدينة المنورة بتقدير ممتاز وكان الأول على دفعته عام 1413/ 1414 هـ الموافق 1992 / 1993م.
نال درجة الماجستير من جامعة أم درمان الإسلامية كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن عام 1417 هـ / 1996 م.
نال درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بمؤلفه فقه التمكين في القرآن الكريم. جامعة أم درمان الإسلامية بالسودان عام 1999 م.


صدرت له عدة كتب من أهمها :
عقيدة المسلمين في صفات رب العالمين .
الوسطية في القرآن الكريم .
السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث .
الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق شخصيته وعصره .
فصل الخطاب في سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب .
تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان .
أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب .
سيرة أمير المؤمنين خامس الخلفاء الراشدين الحسن بن علي بن أبي طالب .
فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح
الموقع الرسمى

الخميس، فبراير 07، 2008

هل كانت حرب اكتوبر ...غير الذى نعرفه

نشرت صحيفة المصريون هذا الخبر
قال إن حرب أكتوبر كان مخططا لها أن تكون "محدودة".. مفكر سوري: مبارك اعترف لي بتعرضه لضغوط أمريكية وأن "إرضاء" واشنطن يمر عبر الدولة العبرية
كتب ياسر الصعيدي - (المصريون): : بتاريخ 6 - 2 - 2008
قال كاتب سوري معروف، إن الرئيس حسني مبارك اعترف خلال مقابلة أجراها معه بتعرض مصر لضغوط أمريكية في الفترات التي تشهد فيها علاقتها بإسرائيل توترًا، وأقر له كذلك بأن المدخل لتحسين العلاقة مع واشنطن يمر دومًا من بوابة الدولة العبرية.وأضاف الصحفي والكاتب السوري عرفان نظام الدين أن الرئيس مبارك ذكر له بالحرف خلال لقاء جمع بينهما – دون أن يشير لتوقيته - : "أن الأمريكيين يضغطون علينا كلما واجهنا الإسرائيليين، وأننا لو أردنا خطب ود الأمريكان .. نلاغي إسرائيل".جاء ذلك أثناء حديثه في ندوة أقيمت الأحد الماضي ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب خصصت لمناقشة كتابه الجديد "ذكريات 40 عامًا في الإعلام والسياسة".لكنه مع ذلك ينفي في ضوء هذه الضغوط أن تكون مصر "ألعوبة" في يد الأمريكيين، وذلك لدى رده على سؤال لمحرر "المصريون"، وقال إن الولايات المتحدة هي "الألعوبة" في يد إسرائيل ممثلة في اللوبي اليهودي بالولايات المتحدة.من جانب آخر، أكد الكاتب اللبناني أن قرار الرئيس الراحل محمد أنور السادات بخوض مصر الحرب ضد إسرائيل في أكتوبر عام 1973 كان أحد أسبابه وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كسينجر.وأضاف أن كسينجر نقل للرئيس السادات عبر وزير الخارجية المصري آنذاك محمد حسن الزيات قبيل نشوب الحرب رسالة مفادها: "إنه ليس بيدنا (أي الولايات المتحدة) أو بأيديكم (أي المصريين) شيء لتفعلوه"، ما دفع الرئيس السادات إلى التفكير في خوض حرب محدودة.ودفع كلامه أحد الحضور إلى القول في عصبية شديدة: إلى متى يستمر هذا الهجوم والافتراء على الرئيس السادات؟، وهو ما نفاه الكاتب مؤكدًا أنه لم يقصد الإساءة الشخصية إلى الرئيس الراحل، وقال إنه يستند في معلوماته إلى وثائق حصل عليها من مدير مكتبه أشرف مروان، الذي لقي مصرعه في ظروف غامضة في لندن في العام الماضي.وتابع الكاتب قائلاً: "لا يستطيع أحد أن يشكك في وطنية الرئيس السادات، لكني لدي وثائق هامة، حصلت عليها من المرحوم أشرف مروان، وهي أن حرب أكتوبر لم تكن مخطط لها أن تكون حربًا لتحرير كامل الأراضي المصرية والعربية ولكن لتحريك السلام مع إسرائيل"، وهي المعلومات التي يقول إنه نشرها في كتاب "أسرار التحضير لحرب أكتوبر".ولم يتوقف الجدل الذي أثاره الكاتب عند ما سبق، فقد اعتبر مشاركة مصر في حرب اليمن التي دامت لسنوات في حقبة الستينات غزوًا من جانب مصر لهذا البلد الذي كان منقسمًا على نفسه في ذلك الوقت. وقال إن هذا "الغزو" تمثل في مسعى مصر وقتذاك لفرض أفكارها القومية على اليمن بالقوة، وهو ما اعتبره المؤرخ السوري أحد أهم الأسباب لهزيمة مصر أمام إسرائيل في حرب يونيو عام 1967، وختم بقوله: إنه لم يخض في كل ما لديه من أسرار وأنه يترك هذا الأمر لفترة قادمة.يذكر أن عرفان نظام الدين المولود في سوريا، والحائز على ماجستير العلوم السياسية، بدأ حياته الصحفية في جريدة "الحياة" في بيروت، وهو أحد مؤسسي جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية، وترأس تحريرها.

الثلاثاء، فبراير 05، 2008

أسبوع الالتباس العظيم - بقلم فهمي هويدي

أسبوع الالتباس العظيم - بقلم فهمي هويدي

فهمي هويدي - مركز البيان للإعلام
إذا جاز لي أن أسمي الأسبوع الفائت في مصر، فإنني لا أتردد في تسميته أسبوع الالتباس العظيم.
(1)
اتصلت بي هاتفياً ذات مساء سيدة من أسرة فلسطينية عريقة استقرت في القاهرة منذ 45 عاماً، وقالت إنها بعد الذي سمعته في مداخلات بثها أحد البرامج التلفزيونية أثناء فقرة قدَّمها حول عبور الفلسطينيين الحدود إلى رفح والعريش، فإنها قررت أن تغادر مصر إلى غير رجعة. هدأت من روعها وسألتها عن السبب، فقالت إن التعليقات التي أذيعت على الهواء صدمتها، لأنها كانت مسكونة بالمرارة والنفور على نحو لم تعرفه في مصر. وأضافت أن التعبئة المضادة التي اعتبرت الفلسطيني خطراً على مصر وأمنها، أثرت في علاقتها مع صديقات تعرفهن منذ عقود، حتى خسرت بعضهن من جرائها.
ليست هذه حالة فردية، لأن مشاعر القلق هذه عبَّر عنها آخرون في عدة رسائل واتصالات هاتفية تلقيتها. وكان السؤال المكرر هو: هل يهيئ الفلسطينيون المقيمون في مصر أنفسهم للجوء جديد؟
مثل هذا القلق وجدته مبرراً ومشروعاً، لأنني أزعم بأنه بقدر ما كان الخطاب السياسي المصري ناجحاً بصورة نسبية في الأسبوع الماضي، فإن الخطاب الإعلامي فيما عدا استثناءات قليلة رسب في الاختبار، فكان مسيئاً وتحريضياً بشكل لافت للنظر. لست في موقف يسمح لي الآن بالتحقيق في الدوافع والمقاصد، ولكن ما يهمني في اللحظة الراهنة هو الحصاد والنتائج.
(2)
في عام 1991 قام العقيد معمر القذافي بعملية مشابهة لما تم في معبر رفح. فقد أحضر البلدوزرات وهدم البوابات المقامة على الحدود بين مصر وليبيا، تأثراً في الأغلب بالأفكار الوحدوية التي شاعت بين جيلنا، واعتبرت الحدود وراء المخططات الاستعمارية التي كرستها اتفاقية سايكس بيكو (عام 1916)، وبمقتضاها تم تمزيق العالم العربي في إطار وراثة تركة الدولة العثمانية، وتوزيع أشلائه على الدول المنتصرة آنذاك. وفي المقدمة منها إنجلترا وفرنسا. الشعور ذاته عبَّر عنه الدكتور جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (وهو بالمناسبة يساري فلسطيني ومن قادة حركة القوميين العرب) حين أبلغ وهو في مرض موته بخبر اجتياز الجموع لمعبر رفح. وقد سمعت أحد رفاقه وهو يقول في حفل وداعه ان “الحكيم” لمعت عيناه من الفرحة وتمنى أن يعيش ليرى الشعوب العربية وهي تتلاحم محطمة حدود الدول القُطرية.
وقتذاك في عام 1991 عبر الحدود إلى ليبيا مليونا مصري، وهو رقم يعادل نصف الشعب الليبي. ولم تتصدع علاقات البلدين ولا شكت ليبيا من تهديد أمنها القومي. وبعد ذلك أعيد تنظيم الحدود، وأصبح المصريون يدخلون إلى ليبيا من دون تأشيرة. الذاهبون عبر المعبر الحدودي اشترط عليهم أن يحملوا معهم عقود عمل، والقادمون عبر المطار أصبحوا يدخلون من دون شروط، ويطالبون فقط بالحصول على عقود عمل خلال فترة زمنية معينة. ولأن هذه عملية يصعب ضبطها فقد أصبح في ليبيا الآن مليون مصري، منهم حوالي 650 ألفاً ذابوا في البلد وأقاموا في جنباتها من دون أن يحصلوا على عقود عمل، ومن ثم اعتبرت إقامتهم غير شرعية. وحين سرت شائعة تتعلق باحتمال ترحيلهم قامت الدنيا ولم تقعد، وجرت اتصالات عديدة بين القاهرة وطرابلس، أسفرت عن تهدئة الوضع وإبقاء كل شيء كما هو عليه.
هؤلاء، المصريون الموجودون في ليبيا بصورة غير شرعية، يعادلون تقريباً مجموع الفلسطينيين الذين عبروا الحدود خلال الأيام الثلاثة الأولى بعد اختراق معبر رفح، ومع ذلك فليبيا التي لا يتجاوز تعداد سكانها الملايين الأربعة لم تعتبر ذلك غزواً ولا تهديداً لأمنها القومي، في حين أن بعض الأبواق الإعلامية المصرية ظلت تصرخ منذرة ومحذرة من الغزو الفلسطيني لمصر، رغم أن تعداد سكانها تجاوز 76 مليون نسمة. وهي مفارقة تطرح السؤال التالي: ماذا يكون موقفنا لو أن الإعلام الليبي عبَّأ المجتمع هناك ضد وجود ذلك العدد من المصريين بصورة غير شرعية، وحرَّض الجماهير ضد احتمال “الغزو المصري”، كما فعلت أبواقنا الإعلامية بالنسبة للفلسطينيين العابرين، علماً بأن مبررات الخوف أكبر في الحالة الليبية (بسبب إغراء النفط وقلة عدد السكان) منها في الحالة المصرية الفلسطينية.
ليس عندي أي دفاع عن تحطيم الحدود واجتيازها بين دول لم تتوافق على فتح حدودها فيما بينها كما هو الحاصل في الاتحاد الأوروبي. ذلك أنه طالما هناك حدود دولية فيتعين احترامها، واجتيازها أو تحطيم أسوارها في الظروف العادية جريمة لاريب. لكني أحسب أن أي طفل مصري يدرك جيداً أن ما حدث في ما يتعلق بمعبر رفح كان نتاجاً لظروف غير عادية بإطلاق، من جانب شعب خضع لحصار شرس استمر ثمانية أشهر، وفي غيبة أي أمل لرفعه فقد كان الانفجار هو النتيجة الطبيعية له. من ثم فإن ما جرى لا ينبغي أن يوصف بأكثر من كونه خطأ لا جريمة، وهو ما يحتاج إلى عقلاء يتفهمون أسبابه ويعطونه حجمه الطبيعي ويتحوطون لتداعياته بحيث لا تخدم مخططات العدو “الإسرائيلي” مثلاً.
من أسف أن بعض المعالجات الإعلامية لم تفهم هذا التمييز بين الخطأ والجريمة، وذهب بعضها إلى اعتباره غزوا تارة، بل وإلى المساواة بين دخول الفلسطينين إلى رفح والعريش وبين احتلال “الإسرائيليين” لسيناء (هكذا مرة واحدة). واختلط الأمر على البعض الآخر حتى لطموا الخدود وشقوا الجيوب ورفعوا أصواتهم داعين إلى استنفار المصريين لصد الخطر الداهم الذي يهدد أمن بلدهم وسيادته. وكان ذلك نموذجاً للالتباس الذي أفقد البعض توازنهم، وحول المشكلة إلى قضية عبثية.
(3)
للالتباس تجليات أخرى؛ منها مثلاً أن البعض آثر أن يعتبر عبور الفلسطينيين إلى مصر “مؤامرة”، في حين ان المؤامرة الحقيقية هي في مساعي إحكام ومحاولة تدمير حياة الفلسطينين في القطاع لإذلالهم وتركيعهم. وفي منطق المرجحين لفكرة المؤامرة أن كل شيء كان مخططاً ومعداً له من قبل. وهو كلام مرسل لا دليل عليه، فضلاً عن أن الشواهد المنطقية والواقعية ترجح كونه انفجاراً شعبياً طبيعياً من جانب أناس حملهم الحصار بما لا يطيقون، وبما يتجاوز بكثير الانفجار الشعبي التلقائي الذي حدث يومي 18 و19 يناير/ كانون الثاني سنة ،1977 احتجاجاً على رفع الأسعار في مصر.

هي انتفاضة ثالثة حقاً، رغم أنني سمعت أحدهم يتحدث بدهشة واستنكار شديدين لإطلاق الوصف على قيامة الجماهير وعبورها للحدود. لكنها انتفاضة ضد الحصار والهوان، ولا يتصور عاقل أنها يمكن أن تكون انتفاضة ضد مصر. في الانفعال الذي ساد بعض المعالجات الإعلامية تداخلت الخطوط وتاهت البوصلة، حتى لم تميز تلك المعالجات بين ما يوصف في الأدبيات الماركسية بين التناقض الرئيسي والتناقضات الثانوية. لقد أبرزت بعض الصحف بعناوين عريضة بعض الحماقات التي ارتكبت وبعض التصرفات المشبوهة التي وقعت. مثل قيام أحد الشبان برفع العلم الفلسطيني على أحد المباني في الشيخ زويد. واعتداء البعض على عدد من الجنود المصريين، والكلام عن اكتشاف خليتين دخلتا إلى سيناء للقيام بعمليات عسكرية ضد “الإسرائيليين”، مثل هذه الأخبار إذا ثبتت صحتها، فينبغي أن تُعطى حجمها ويحاسب المسؤولون عنها، لكنها تظل في حدود التناقضات الثانوية، التي ينبغي ألا تحجب التناقض الأساسي مع “إسرائيل” والاحتلال والحصار.
ومن أسف أن الأضواء سُلِّطت بقوة على تلك التناقضات الثانوية، في حين تم تجاهل التناقض الأساسي في الكثير من المعالجات التي قدمتها وسائل الإعلام، مما أدى إلى تعبئة قطاعات عريضة من الناس بمشاعر غير صحية، فانصب غضبها على الفلسطينين بأكثر مما انصب على الاحتلال والحصار. وقد تجلى في هذه النقطة تفوق الخطاب السياسي على الإعلامي، وهو ما عبَّر عنه أحمد أبو الغيط وزير الخارجية بقوله في تصريح نشره “الأهرام” في 30/1 إن “إسرائيل” تتحمل المسؤولية القانوينة الأساسية والإنسانية لما آلت إليه الأوضاع في غزة، وما نتج عنها من انفجار بشري تجاه مصر (لاحظ أنه تحدث عن انفجار بشري وليس مؤامرة كما ادعى بعض المحرضين).
(4)
موضوع “حماس” كان ولا يزال محل التباس ولغط شديدين. ذلك أن لها ثلاثة أوجه في الخريطة الفلسطينية، فهي من ناحية حركة إسلامية لها أصولها الإخوانية، وهي من ناحية ثانية سلطة تم انتخابها بواسطة الشعب الفلسطيني، وهي من ناحية ثالثة أكبر فصيل مقاوم يتحدى الاحتلال ويرفض الاستسلام والتفريط. وهي في ذلك تقف جنباً إلى جنب مع الفصائل والعناصر الوطنية الأخرى التي اختارت ذلك النهج، ومن بين تلك الفصائل حركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى والجبهتان الشعبية والديمقراطية. أما العناصر الوطنية المستقلة التي تقف في مربع المقاومة الذي تتصدره حماس فقائمتها طويلة، وتضم أسماء لها وزنها المعتبر في الساحة الفلسطينية، في المقدمة منهم بسام الشكعة وشفيق الحوت وأنيس صائغ وبهجت أبو غربية وسلمان أبو ستة وعبدالمحسن القطان وآخرون بطبيعة الحال.
كون حماس حركة إسلامية أو حتى إخوانية فهذا شأنها، الذي تتراجع أهميته في السياق الذي نحن بصدده. وكونها سلطة منتخبة فإن ذلك يضفي عليها شرعية نسبية تسوغ قبولنا بها انطلاقاً من موقف نقدي يسعى إلى تصويب مسيرتها وليس إسقاطها أو هدمها. وذلك كله أكرر كله مرهون بالتزامها بمقاومة الاحتلال ورفض التنازلات، وذلك أكثر ما يعنينا في شأن حماس.
لقد سبق أن سجلت في هذا المكان تحفظات وانتقادات لموقف حماس من السلطة. ولكن موقفها المقاوم يظل جديراً بالمساندة بغير تحفظ، رغم التكلفة الباهظة لهذا الموقف، الذي يمثل سباحة ضد تيار شرس زاحف بقوة، إقليمياً ودولياً، مسانداً لدعاة التفريط والاستسلام في الساحة الفلسطينية.
من أسف، أن هذه التمايزات بين الأوجه المختلفة لحماس غابت عن كثيرين. وأخطر ما في ذلك الالتباس أنه ضرب أهم تلك الأوجه الذي يتمثل في دورها المقاوم. ولا أستبعد أن تكون الأمور قد اختلطت على البعض، لكني لست أشك في أن هناك من تعمَّد تشويه ذلك الدور لأسباب ليست خافية.
إن الذين يقفون ضد الإخوان وامتداداتهم وجدوها فرصة لتوجيه سهامهم ضد حماس واستثارة الرأي العام ضدها. والذين التحقوا بمركب السلطة في رام الله وارتبطت مصالحهم بها، صفوا حساباتهم مع حماس بإضافة المزيد من السهام التي استهدفتها. ومعسكر “الموالاة” ل”إسرائيل” والسياسة الأمريكية اعتبر ما جرى في رفح فرصة نادرة لتوجيه ضربة قاضية لكل تيار المقاومة والرفض في الساحة الفلسطينية.
لقد نشرت لي صحيفة “الشرق الأوسط” يوم الأربعاء الماضي (30/1) مقالة كان عنوانها “المقاومة وليست حماس هي المشكلة” أردت فيها أن أذكَّر الجميع بأبعاد الصراع التي نسيها البعض وطمسها آخرون. ولأن التذكرة تنفع المؤمنين، فإنني لا أمل من تكرار ما قلت، مضيفاً “معلومة” غيَّبها الالتباس، وهي أن حماس ليست هي العدو ولكنه “إسرائيل”. وذلك تنويه وجدته واجباً، ليس فقط بسبب ما جرى، ولكن أيضاً لأننا نمر هذا العام بالعام الستين للنكبة، الذي صار البعض فيه لا يعرفون من يكون العدو.